مسرحيات الريحاني في أمريكا الجنوبية

مسرحيات الريحاني في أمريكا الجنوبية

العدد 840 صدر بتاريخ 2أكتوبر2023

علمنا من المقالة السابقة أن بديع خيري هو كاتب مسرحية «مجلس الأنس» كما قال الناقد محمد السوادي الذي لم يشر إلى الريحاني كونه مشاركاً في كتابة هذه المسرحية!! وهذا الأمر تكرر كثيراً من قبل واستمر فترة طويلة بعد ذلك، وهذا يوحي بأن الكاتب الرئيسي لمسرحيات فرقة الريحاني هو بديع خيري، وتحديداً في المسرحيات التي لا تعتمد على شخصية «كشكش بك»، وإذا كان اسم الريحاني يظهر في إعلانات الصحف بجوار بديع بوصفه مشاركاً في كتابة النص، فهذا راجع إلى أنه صاحب الفرقة، لا سيما في المسرحيات المعتمدة على شخصية «كشكش بك». وهذا الأمر ظهر جلياً في مسرحية «لو كنت ملك» التي مثلتها الفرقة في صيف 1924، فكتبت مجلة «التمثيل» كلمة، قالت فيها: «أساء نجيب الريحاني هذه المرة اختيار روايته فكان مصير «لو كنت ملك» إلى التدهور والسقوط، الأمر الذي حدا به إلى تخفيض أجور الممثلين جميعاً، ورفت ثلاثة من الملحنين وبعض الملحنات. وهذا يرجع إلى أن بديع خيري يحتكر اقتباس الروايات في مسرح برنتانيا! فلو أن الريحاني يعزله ردحاً من الزمن، ويفتش عن سواه من المؤلفين والمقتبسين، لأمكن لبديع أن يجد في الوقت متسعاً لإتقان عمله والتجويد فيه».
لم يكن هذا هو النقد الوحيد في هذا الموضوع، بل كتب أحد كُتّاب المسرح حينذاك – وهو حسني على الحسيني - نقداً لاذعاً عن عروض الريحاني الأخيرة في جريدة «الشرق الجديد» في أوائل يوليو 1924، قائلاً تحت عنوان «فضائح التمثيل الهزلي على مسرح برنتانيا»: بدء الأستاذ نجيب الريحاني – كشكش بك - بعد غيبته الطويلة عن القطر المصري ومنذ حضوره من الشام بتمثيل خمس روايات، هي: الليالي الملاح، والشاطر حسن، وأيام العز، والبرنسيس، ولو كنت ملك. ولكنه والحق يُقال إنه أصبح أستاذاً في هذا الفن فأراد أن يخلق على المسرح المصري نوعاً جديداً من البدع! فلفت نظر صديقه المؤلف الكبير بديع أفندي خيري إلى تغير الطرق التي كان يتبعها أولاً في التأليف من إدخال الفضائل في رواياته، حتى يُقال إن «كشكش بك» أستاذ في الهزل والبدع صُنع باريس!! شاهدت روايته الأولى «الليالي الملاح» بعد عودته من الشام، وقد تفاءلت خيراً بها لأننا كُنا نعتقد في الأستاذ الاستقامة وحُب الفضيلة لمّا شاهدنا له من رواياته الأولى، فإذا بها أشياء يقف القلم عن ذكرها! ورأيت الممثلة الأولى السيدة بديعة مصابني هي بطلة تلك الرواية فهالني هذا الأمر، إذ كان البون شاسعاً بين ما كان عليه الأستاذ سابقاً وما هو عليه الآن. أما السيدة بديعة مصابني فهي الممثلة الأولى من نوعها: رقص على كل طريقة، وحركات وإشارات وهمزات وغمزات وو .. إنني أستحي يا سيدي القارئ أن أسرد لك ما كانت تأتي به تلك الفتاة من الحركات المُخلة بالآداب التي تأبى نفس كل حُرّ ذو شرف وعائلة كريمة أن يراها بعينه أو يسمعها بإذنه. كان الأستاذ نجيب الريحاني يمثل فيها دور نوّاس، وكانت الآنسة بديعة مصابني تقوم فيها بدور «شمعة العز» ابنة الملك، فكان الأستاذ في أثناء التمثيل يغمزها بعينه، ويا ليته في موقف حسن، ولكن موقفه كان حرجاً إذ كان المنظر منظر حماس، والفتيات الممثلات عُراة، وأقسم لك بشرفي أيها القارئ العزيز أن ثوبهن كان شفافاً ينم عما تحته من الأجسام البلورية! فماذا يقصد المؤلفان بديع خيري ونجيب الريحاني بذلك؟! إنني وحقك لا أكاد أفهم فإن مسرح برنتانيا أصبح بيتا لل ... [يقصد للدعارة] في صورة دار للتمثيل! والأدهى من ذلك أن يخرج الأستاذ – علبة الكوكايين – ويستنشق منها أمام المتفرجين وتفوهه مع محبوبته شمعة العز بألفاظ بذيئة تأبى الآذان أن تسمعها. فنعم التمثيل الهزلي ونعم المؤلفين! إن الأستاذ نجيب الريحاني والآنسة بديعة مصابني قد تعاهدا على أن ينتقما مما تبقى من الفضيلة، فحاربوها بتلك الروايات التي أُخرجت فكانت ضرراً جسيماً على شباب الأمة والنشء الحديث.

كشكش في الحبشة
عاد الريحاني إلى مسرحيات كشكش بك مرة أخرى، فقدم مسرحية «كشكش في الجيش» بقلم الريحاني وبديع في يوليو 1924، وقام ببطولتها الريحاني وبديعة مصابني، وذلك حسب الإعلانات المنشورة في الصحف. ولكن الغريب أنني اطلعت على وثائق المسرحية الرقابية، فاكتشفت أن اسمها الحقيقي «كشكش في الحبشة»! ولا أعلم ما السبب في تغيير اسمها حيث إن بعض أحداثها - كما وردت في الوثائق - تدور في الصومال أي قُرب الحبشة، ولا وجود ما يفيد أن الأحداث تتعلق بالجيش، إلا إذا كان التغيير تمّ بسبب الأحوال السياسية في مصر أو لظروف أمنية!! ووفقاً لوثائق الرقابة، تدور أحداث المسرحية حول كشكش الذي أدعى أنه مهندس وسكن في شقة لكي يتمكن من «البصبصة» على بعض الساكنات. وكان يسكن بقربه تاجر اسمه «دوشخاني» تأخر في دفع أجرة المنزل شهوراً عديدة فقرر الذهاب مع بعض الرفاق إلى الحبشة، لأنه عثر على أوراق تدل على أن أحد المصريين، وهو القبطان «جُعلص» غرق هناك وترك له ثروة كبيرة، فذهب ليحصل على الثروة. ولما لم يكن معه مصروف السفر أخذ معه «كشكش بك» ليصرف عليه وعلى رفاقه. وهناك وقعوا أسرى في يد أمير الصومال الذي اتضح أن جُعلص كان قد أنقذه من الموت، فلما علم أن هؤلاء مصريون من أقارب جعلص أطلق سراحهم وأعطى كلاً منهم ألف جنيه.
الزوجان في أمريكا
التعاون الفني بين الريحاني وبديعة مصابني أسفر عن زواجهما وسفرهما مع عدد قليل إلى أمريكا الجنوبية. وتفاصيل هذه الرحلة موجودة في مذكرات الريحاني التي نشرها بديع خيري عام 1959 – والمعروفة بمذكرات دار الهلال – لذلك لن أتحدث عنها إلا من خلال ما هو موثق ومنشور في الصحف المصرية المعاصرة لهذه الفترة، وفقاً لمنهجي المنصوص عليه في المقالة الأولى من هذه السلسلة، بأنني لن أعتمد على أي شيء منشور في المذكرات مهما كانت أهميته!!
كانت جريدة «المقطم» أول جريدة تحدثت عن هذه الرحلة – وفقاً لما بين يدي من مقالات - قائلة في يناير 1925 تحت عنوان «نجيب الريحاني في البرازيل»: قدم مدينة «سان باولو» نجيب أفندي الريحاني وقرينته السيدة بديعة مصابني ومن معهم من الممثلين، ومثلوا أربع ليالِ في كازينو «أنترتكا» وهو من أعظم تياترات المدينة، وكانت الروايات التي مثلوها: ريا وسكينة، وحلاق بغداد [وهي مسرحية «أيام العز»]، والبرنسيس فكان الإقبال عليها عظيماً حتى ضاق التياترو على سعته ولم يبق مكان لجالس، فاضطر فريق كبير إلى مشاهدة التمثيل وهم وقوف. وقد كان السوريون عموماً ينتظرون من الريحاني أن يكون تمثيله أكثر اتقاناً! واتفق أني جلست بجانب موظف من موظفي التياترو فسألته عن عدد المقاعد الموجودة في التياترو وعن دخل الريحاني في كل ليلة، فقال إن دخله يبلغ ألف وأربعمائة ليرة برازيلية في كل ليلة، أي ما يساوي ثلاثمائة وخمسين جنيهاً مصرياً بسعر «الكمبيو» الحالي. ولو كان سعر الكمبيو أحسن مما هو الآن لكان الربح أعظم من ذلك كثيراً. وكانت كلما أنشدت السيدة بديعة نشيداً وطنياً تتجلى العاطفة الوطنية بأجمل مظاهرها سواء بالتصفيق الحاد أو طلب إعادة الإنشاد، مما يدل على أن العطف والحنين إلى الوطن الأول لا يزالان كامنين في أفئدة السوريين، مهما طالت غربتهم ومهما عظمت أعمالهم، ومهما كثرت أموالهم. هذا وقد علمت أن الريحاني سيذهب إلى مدينة «سانتوس»، وبعد ما يمثل فيها بعض الروايات يقصد إلى «ريو دي جينيرو» والمرجح أنه سيصادف فيها من الإقبال ما صادفه في سان باولو.
أما مجلة «التياترو المصورة» فأضافت معلومة قالت فيها: «بلغ إيراد الليلة الأولى التي أحياها الأستاذ نجيب الريحاني في سان باولو 12000 ريال أمريكي، وعقد اتفاقاً مع أحد متعهدي المسارح على مدة شهرين في نظير 250000 ريال مع العلم بأن عدد الممثلين معه لا يزيد عن ستة أشخاص هم: نجيب الريحاني، بديعة مصابني، ألمظ أستاتي، فريد صبري، محمود التوني، جورج أستاتي».
وبعد مرور سبعة أشهر نشرت المجلة – في نوفمبر 1925 – تفاصيل أكثر تحت عنوان «نجيب الريحاني في الأرجنتين»، قائلة: جاء في النشرة الاقتصادية التي تصدر في بيونس إيرس تحت عنوان «جوق كشكش بك»: لم تشاهد الجالية السورية اللبنانية منذ وطئت أقدامها هذه الجمهورية حفلات مبهجة، اجتمع فيها إتقان الفن وجمال الغناء وحُسن المنظر ولُطف الذوق كالحفلات الأخيرة التي أحياها جوق الأستاذ نجيب أفندي الريحاني المعروف بجوق كشكش بك الذي حقق آمال أبناء الجالية فيه، واستحق ثناءهم وإعجابهم. فقد بيعت ألواج مسرح «فكتوريا» ومعظم كراسيه قبل بدء هذه الحفلات بعدة أيام. ولما كان يأزف ميعاد التمثيل، كنت تشاهد المسرح على سعته يكاد يغص بكرام عائلاتنا وشبيبتنا الراقية التي تقدر فن التمثيل حق قدره. وقد أجاد الممثلون إجادة عظيمة تدل على أن الشرقي إذا تفرغ لأمر يميل إليه ينبغ فيه على الرغم من عدم وجود الوسائط المساعدة والطرق المسهلة! فالممثل أو المغني العربي يتعلم أصول التمثيل أو الغناء أو الرقص في مدارس خصوصية، يتقدم فيها من صف إلى آخر حتى ينال الشهادة النهائية الناطقة بإكماله دروس في الفن الذي مال إليه. أما الممثل الشرقي فلا يجد أمامه إلا كل المثبطات لهممه الحائلات في سبيل إتمام رغبته! فليس في كل الشرق حتى الآن مدارس للتمثيل أو للغناء أو للرقص يتلقى بين جدرانها الراغب في فن من الفنون المذكورة، ولا تزال هذه الفنون ممتهنة عندنا، لا نقبل عليها لتنشيطها وجعلها في المستوى الذي وضعها فيه الغربي. وجلنا يحسب الممثل أو المغني أو الراقص ولا سيما إذا كان من الجنس اللطيف محتقراً يُنظر إليه بعين الازدراء والامتهان. كان حاضروا الليالي الجميلة والحفلات المبهجة التي أحياها جوق نجيب أفندي فرحين مسرورين إذ قضوا تلك الساعات ضاحكين طربين وقد أعجبوا إعجاباً مفرطاً بصاحب الجوق السيد نجيب. فإن تمثيله وحركاته دلت على مقدرته الكبرى، أما عن فكاهته وكياسته وخفة نكاته فحدث عنها ولا حرج. وماذا تقول عن السيدة البديعة قرينته، فإننا مهما قلنا عن جمال صوتها وحسن وقعه في النفوس ورشاقة حركاتها ولياقتها وظرفها، لا نفيها حقها من المدح والثناء. وكفى أن نقول إن الحاضرين عندما كانوا يشاهدون الزوجين خفيفي الظل على المسرح كانوا يصفقون لهما تصفيقاً حاداً علامة الإعجاب، وكانوا يستعيدونها جل الأدوار، التي مثلاها ولا سيما عندما كانت السيدة بديعة تنشد أناشيدها الوطنية الحماسية أو تغني أغانيها الرقيقة المطربة بصوتها العذب، إذ كانوا يواصلون تصفيقهم بعد انتهائها من نشيدها أو غنائها. وقد تخلل الروايات أدوار غنائية ورقص شرقي وأناشيد حماسية وغناء عربي مُطرب. وفي آخرها كان يطرب الحاضرين بمجونه ونكاته الممثل الهزلي السيد «جبران الطرابلسي»، وقد أجاد في أدواره إجادة مستحسنة، نالت إعجاب الحضور وكذلك من السيدين «محمود التوني» و«جورج عفيش» .. وصفوة القول إن الليالي التي أحياها جوق السيد ريحاني هي من أبهج الحفلات التي شاهدتها الجالية منذ حلت في هذه البلاد إلى اليوم. وقد قرظت الجوق كل الصحف الأجنبية المهمة، وأثنت ثناء جميلاً على مهارة السيد نجيب صاحب الجوق وقرينته الحسناء بلبل الجوق، وسيمثل الجوق الشهر القادم روايات جديدة على غاية من البهجة والمسرة منها رواية «الشرق والغرب» ورواية «الليالي الملاح» وغيرهما. وسيحضر التمثيل رئيس هذه الجمهورية، فنهنئ كشكش بك وقرينته الذكية بإحرازهما ثقة الجمهور وفوزهما فوزاً باهراً بفن التمثيل الجميل سائلين لهما زيادة في الارتقاء.

الأحنف كشف السر
في هذه الفترة ظهر الناقد المسرحي «حنفي مرسي» الذي كان يوقع باسم «الأحنف»، وانتقد منيرة المهدية في مسرحيتها «قمر الزمان» التي كتبها بديع خيري – أثناء سفر الريحاني إلى أمريكا – وأثبت أن كتابات بديع الناجحة هي المسرحيات التي يشترك في كتابتها الريحاني، أما النصوص التي يكتبها بديع بعيداً عن الريحاني فلا تنجح!! هذا المعنى كتبه الأحنف في جريدة «كوكب الشرق» عام 1925، قائلاً: «.. لا أريد أن أتكلم كثيراً عن فرقة السيدة منيرة، ولكني سأتكلم عن مؤلف رواياتها بديع أفندي خيري، فقد سقط من نظري بعد رؤيتي «قمر الزمان»، وتأسفت على الروايات الماضية .. تأسفت على رواية «الشاطر حسن، و الليالي الملاح، و لو كنت ملكاً، و أيام العز»، وعلمت لأول مرة أن هذه الروايات لم تنجح هذا النجاح إلا لأن نجيب الريحاني كان ينفخ فيها من روحه، تلك الروح الفنية المتوثبة، وأن الريحاني علاوة على كونه ممثلاً بارعاً فقد كان مؤلفاً فنياً، وكان يشاطر بديع في تأليف كل رواياته! أما الآن وقد تفرد بديع فانظر عبقريته المتجسمة في «قمر الزمان»، تجدها مصوغاً ضعيفاً وجملاً مفككة ونكاتاً سمجة ومفاجآت باردة».

كتاب مجهول
انتهت رحلة الريحاني وبديعة إلى أمريكا وعادا إلى مصر، فنشرت جريدة «كوكب الشرق» خبر عودتهما بصورة مثيرة قائلة: «عاد إلى مصر بعد غياب عام طويل في أمريكا وأوروبا حيث لقيا نجاحاً كبيراً، نجيب الريحاني الممثل الكوميدي المحبوب من الجمهور المصري، وزوجته السيدة بديعة مصابني الممثلة الرشيقة. ويقولون إن أمين صدقي حاول أن يتفق معهما على العمل معاً فرفضا. ويُشاع أن نجيب الريحاني مصمم على اعتزال المسرح، ولكنه قد يعود إلى العمل تحت ضغط زوجته السيدة بديعة مصابني التي تود من كل قلبها أن تقف على خشبة المسرح المصري من جديد».
أما مجلة «التياترو» فنشرت خبراً أكثر إثارة تحت عنوان «رحلتي»، قالت فيه: رحلتي .. كتاب وضعه حضرة الممثل الكبير نجيب أفندي الريحاني ضمنه كل ما وقف عليه في رحلته إلى البلاد الأمريكية من عوائد القوم وأخلاقهم، ووصف ما وقعت عليه أذناه وما شاهده من رائع ما وصل إليه التمدن في تلك البلاد النائية، مع فذلكة من تاريخها وأصول الحكم فيها مما يهم كل أديب الاطلاع عليه. وجميعه مُحلى بالصور التي تعبر عن مضمون ما اشتمل عليه. وقيمة الاشتراك فيه قبل طبعه 15 قرش صاغ، وبعد الطبع 25 قرش، ويطلب من صاحبه نجيب أفندي الريحاني بعمارة الخديوي».
هذا الكتاب لم يصدر حتى الآن، وربما يظهر يوماً ما، فالتاريخ الفني ما زال يحتفظ بكثير من الأسرار!! ومن وجهة نظري أن مخطوط هذا الكتاب كان يحتفظ به بديع خيري، ونقل جزءاً كبيراً منه ونشره في مذكرات الهلال عام 1959، كونها المذكرات الوحيدة التي بها تفاصيل هذه الرحلة بصورة لم أجدها في أي كتاب آخر!!


سيد علي إسماعيل