التكريم تشريف.. وبداياتنا كانت من مسرح الهواة

التكريم تشريف.. وبداياتنا كانت من مسرح الهواة

العدد 840 صدر بتاريخ 2أكتوبر2023

اتساقا مع سياسة الدولة في دعم المواهب الشابة، وبرعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، و عمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أسدل الستار على فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمهرجان مسرح الهواة، دورة الكاتب الراحل يسري الجندي، على مسرح قصر ثقافة روض الفرج، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر والباحث مسعود شومان والإدارة العامة للجمعيات الثقافية، وبرئاسة الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز.
قدم المهرجان عشرة عروض لفرق الجمعيات الثقافية من مختلف الأقاليم، بالإضافة للعديد من الندوات النقدية المصاحبة. وقام رئيس الهيئة عمرو البسيوني ورئيس المهرجان الفنانة سميرة عبد العزيز بتكريم عدد من الأسماء التي كان لها البصمة والعطاء المستمر في مسيرة المسرح، وهم: الفنان القدير رشوان توفيق، والفنانين منال سلامة، ومفيد عاشور، وعزت زين، وعزة لبيب، وضياء عبد الخالق، والناقد عبدالغني داود، والدكتور صبحي السيد، بالإضافة إلى تكريم أسماء الراحلين: د. أحمد حلاوة، الشاعر المسرحي عبد العزيز عبد الظاهر، د. علي الراعي، د. كمال عيد، الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني، الكاتب محمود دياب، مصممة الأزياء نعيمة عجمي، وأهدى المهرجان درع دورته للكاتب الراحل يسري الجندي.
للتحدث عن التكريم، ودور الهواية وقيمتها في تاريخهم الفني ونصيحتهم لهواة المسرح، وتوصياتهم للمسؤولين عن تنمية مواهب شباب المسرح، كان لنا هذا اللقاء مع مكرمي المهرجان ..

مفيد عاشور: افتحوا قصور الثقافة للهواة 
قال الفنان مفيد عاشور: التكريم تقدير لمشوار الفنان، و ما من فنان إلا وبدأ حياته الفنية هاويا، ثم تتحول هذه الهواية إلى الاحتراف ، أنا بدأت في قصور الثقافة كغيرى من ألاف الفنانين،  ثم تحولت إلى الاحتراف بدخولي إلى الدراسة الأكاديمية والتحاقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل  والإخراج، رحلة طويلة في عالم الاحتراف مازال يحكمها حب الهاوي وحرصه.
أضاف: إن  تنمية المواهب  تكون بالقراءة بشكل عام والقراءة المتخصصة في الفن والمسرح، والاشتراك في أنشطة المسرح، والعمل على تطوير طاقات الممثل من خلال الدراسة الأكاديمية أن توفرت الفرصة، أو حضور الورش المعتمدة مع مدربين متخصصين ليس من بير السلم وما أكثرهم هذه الأيام، ثم المشاهدات الواعية لما يقدم على خشبات المسارح أو على شاشة السينما أو التليفزيون. ونصيحتي: افتحوا قصور الثقافة للهواة ليمارسوا هواياتهم حتى نخلق أجيالا محبة للفن والحياة ، تسهم في بناء مجتمعها، فالفن يرتقى بالروح ويسمو بالإنسان.

عزت زين: التكريم تحت مظلة الثقافة الجماهيرية مصدر سعادة كبيرة 
وقال الفنان عزت زين:  أنا ابن مسرح الهواة، أنتمي إليه بكل أنماطه الإنتاجية، في المسرح المدرسي و مراكز الشباب و المسرح الجامعي و الثقافة الجماهيرية، و هو المسرح الذي قضيت به أجمل سنوات العمر ممثلا و مخرجا و ناشطا في المؤتمرات المسرحية و مدافعا عنه أمام محاولات المساس به أو الاستهانة بدوره و حجمه و تأثيره. من هنا فإني أعتبر أن التكريم من أي مهرجان تحت مظلة الثقافة الجماهيرية هو مصدر سعادة كبيرة، لأن  بيتي الذي انتمي إليه  يكرمني.
أضاف: كل المحترفين كانت بدايتهم عبر بوابة الهواية، وأنا أعتز بانتمائي الأصيل إلى مسرح الهواة، والهواية ليست مجرد ممارسة لنشاط، فهم يسعون  للإجادة التي تضارع و تتفوق على المسرح الاحترافي، وإن كان بعض الهواة حاليا يسعون للقفز إلى عالم الاحتراف دون الانخراط الجاد في التدريب أو الانضمام إلى ورشة ، على الرغم من توفر مصادر المعرفة و ورش التمثيل الجادة و المعتمدة كورشة النقابة أو مركز الإبداع الفني، بالإضافة إلى العشرات  من أقسام المسرح في الجامعات المصرية.أما ما أرجوه فعلا فهو استيعاب المتدربين و الهواة في فرق مسرحية تؤسس خصيصا للاستفادة من طاقاتهم .

د. صبحي السيد: الهواية هي الركيزة الأساسية التي ينطلق منها المبدع 
وعلق دكتور صبحي السيد قائلا: هذا التكريم يعد شيئا رائعا وعظيما؛ لأنه قادم من القاعدة العريضة الصادقة والمحبة بإخلاص ، فمسرح الهواة يقبل عليه الشباب والشيوخ ، المتمرس والذى يصعد إلى خشبة المسرح لأول مرة، ويجمعهم شيء واحد يغلفه الحب،  كما أنه تكريم تلقائي وفطري صادر عن الهواة وما قدمته لهم من حب واهتمام .
وأشار السيد إلى أن مسرح الهواة يمثل قمة الهرم قائلا: لقد بدأت المسرح في الأكاديمية، ومنها انطلقت مع كبار المخرجين في القطاع العام وكان أولهم المخرج الكبير حسن عبد السلام، ووضع اسمى على أكثر من أفيش دعاية، ثم عملت بمسرح الدولة ما بين الطليعة والسلام والمسرح القومي والهناجر، وأثناء ذلك تعرفت على مسرح الهواة لأجد ضالتي. 
وتابع: كان مسرح الثقافة الجماهيرية بمثابة الروح للجسد فقد روت الهواية عطشى، وما تزرعه في عقولهم يثمر كل يوم، طفت في ربوعها من أقصاها إلى أقصاها طولا وعرضا حتى أبعد الأماكن الحدودية؛ أقيم الورش والمحاضرات والتثقيف مع كل العروض التي قدمتها ومن خلال ورش تدريبية في جميع أقاليم مصر ، هذا النشاط شعرت معه بقيمة ما نقدمه لرواد مسرح الهواة لهذا فالتكريم غال .
وعن الهواية في تاريخه الفني قال : الهواية بالنسبة لي هي كل شيء، هي الركيزة الأساسية التي ينطلق منها المبدع وتجعله قادرا على أن يستمر دون كلل، فالهوايات هي الباعث الأساسي التي من خلالها يقضي المبدع وقتا مثمرا كما أنها تجعله يستمر ، كما أنها جزء من نسيج المبدع، وبالنسبة لي فقد تغلبت الهواية على كل أعمالي بلا استثناء فعلا وبدون مبالغة، فالأعمال المسرحية التي قدمتها لمسرح الثقافة الجماهيرية قليلة التكاليف بنفس جودة الأعمال التي قدمتها في البيت الفني للمسرح، هي ذاتها التي قدمتها  في القطاع الخاص، لأنها جميعا تحكمها الهواية التي تبحث دائما عن القيمة الجمالية في الابداع ، بدليل أن الجوائز الكبرى التي حصلت عليها عروض الثقافة الجماهيرية شريك أساسي فيها أن لم يكن كلها ، كان لي في إحدى الدورات عرضين لي أحدهم من البيت الفني ( عرض البؤساء) والأخر من الثقافة الجماهيرية، ( نساء لوركا) وترشح العرضان للجائزة ، ولما تبين أنهما لي حصلت على الجائزة عن العرضين رغم اختلاف جهة الإنتاج ، المقصد أن الهواية حاكمة له إلى الآن في البحث عن كل ما هو جديد وعن الجديد الذى أضيفه في كل تجربة مهما كانت رغم تراكم الخبرات. أما نصيحتي للهواة وتوصيتي للمسؤولين فهي: إقامة الورش والدورات التدريبية المتخصصة والتي أثبتت فاعليتها وإثمارها، وعودة ورش النوادي للمخرجين وهو مشروع أطلقته في إدارة المسرح 2016 و 2017 ونجح، لتفريخ مخرجين هواة يعرفون أصول اللعب من أساتذة متخصصين، كما أن التجربة أثبتت ولاء وانتماء المتدربين للهيئة العامة لقصور الثقافة. 

ضياء عبد الخالق: أحلم بأن يكون في كل قرية مسرح للهواة
 وأشار الفنان ضياء عبد الخالق إلى أن التكريم تشريف، و دليل على أن الفنان قد ترك أثرا ما عند جمهوره، وإنه يعادل تصفيق الجمهور للفنان على خشبة المسرح.
 و قال إن الهواية تساوى حب الفن، و هي البداية لكل فنان: فمع مرور الأيام و السنين وعلى الرغم من احترافي لمهنة التمثيل إلا أنني ما زلت أتعامل بحب الهاوي للفن، لو توقف هذا الإحساس سيتوقف الفنان عن الابداع، وهذا ما انصح به كل هاو ، أن يستمر فى حب الفن وعلى قدر العطاء سيأتي حتما المقابل.
 وتابع: لمهرجان مسرح الهواة أهمية كبيرة، وهنا أقول إنني أحلم بأن يكون في كل قرية مسرح للهواه لاكتشاف مواهب و طاقات معطلة غالبا ما تخرج فيما يضر شبابنا ووطننا.

منال سلامة: المسرح يقضي على الإرهاب وينمي وجدان المجتمع 
وقالت الفنانة منال سلامة:  أي مهرجان يمثل التكريم فيه الوردة التي يأخذها الفنان على عمله وتاريخه وحب الناس، فالتكريم أسعدني جدا خاصة من مهرجان الهواة التابع للثقافة الجماهيرية؛ لأن بداياتي من الثقافة الجماهيرية.
 أضافت: الطفل اذا مارس فنا من صغره فهو ينمي وجدانه وعقله في سن مبكرة، ويبعده ذلك عن استقطاب أصدقاء السوء أو من فكر متطرف ومتشدد  وما إلى ذلك، واهم شيء أنه يربي وعيه ووجدانه، وعندما يكون فنانا نشاهده وتشاهده عائلته، وبالتالي ينمي لديهم الفن والثقافة ويكبر وجدانهم معه، وعندما يمارس الفنان فنه في إطار الهواية فهي ميزة كبرى،  وعندما كنا هواة في التمثيل لم يكن في ذهننا الاحتراف ومشاكله وأمراضه.
وتابعت:  أسعد أيام حياتي كانت عندما مارست هوايتي في مسارح الثقافة الجماهيرية، ففي الهواة مارست التمثيل وعملت في الصوت والإضاءة والاكسسوار، وكنت مسؤولة عن كل شيء في المسرح، وبالتالي عندما دخلت عالم الاحتراف فادني ذلك كثيرا، لأني كنت أعرف كل شيء بسهولة جدا. وأقول للهواة: «استمتعوا بما تفعلونه فأنتم تعملون شيئا رائعا وراقيا جدا، لو كنت  مؤمنا بموهبتك فاشتغل عليها واقرأ وتفرج كثيرا واعرف، والسلم إلى الشهرة صعب وسهل في آن واحد،  سهل أن تصل له لكن من الصعب الحفاظ عليه، فالمسألة معقده جدا ويدخل فيها النصيب والرزق.
وأضافت: هذا المهرجان يعطي الهواة فرصة لممارسة شيء يحبونه ويتعلمون منه، وهناك ميزة في مسارح الهواة وهي أنهم يعملون مع  مخرجين متنوعين، وبذلك  يستفيدون من كل مخرج شيئا جديدا، ويخرجوا منهم طاقات مختلفة.
 وختمت بقولها: أوصي المسؤولين عن تنمية مواهب الهواة بالعودة للمسرح المدرسي والجامعي والمسابقات فيهما ووزارة الشباب، بالإضافة إلى أنه يجب توفير مسرح في كل قرية في مصر؛ لأن المسرح يقضي على الارهاب والتطرف و المخدرات، كما ينمي وجدان المجتمع بشكل عام، ولا يوجد طفل تعلم مزيكا يمسك سلاحا.

عزة لبيب: أتمنى  أن تستضيف قصور الثقافة في جميع المحافظات الفرق الفائزة
وقالت الفنانة عزة لبيب : سعدت كثيرا بهذا التكريم، إنك تشعر بأنك تكرم ليس فقط على مستوى المحترفين، وإنما أيضا في مهرجان عريق في دورته ال 19ترأسه فنانون عظماء على مدى دوراته، وهو تكريم من مسرح الهواه وقصور الثقافة، فنحن يجب علينا أن نشجع شباب الهواة الذين يريدون أن يقدموا أنفسهم وأن يكون لديهم فرص لكي يراهم الجمهور، وهو أقل ما يمكن عمله لهم، ولذلك سعدت جدا بهذا التكريم.
 وعن الهواية قالت: الهواية تظهر منذ الابتدائية، وقد ظهرت هوايتي منذ المدرسة الابتدائية من خلال حصص الفن والموسيقى والألعاب، واكتشف المدرسون موهبتي فكنت أشارك في الحفلات والمسابقات وكانو ا يعتمدون علي اعتمادا كليا في ذلك، فمن كانت لديه الهواية واستطاع أن يجد من يدعمه ويشجعه فهو شيء جميل، حتى وإن لم يستطع العمل بتلك الهواية، أو لم يستطع استثمارها ، لكن التشجيع والاهتمام والدعم يعمل على إطالة عمر الهواية، وان لم يكن هناك التشجيع فستموت.
 تابعت : الهواية تساعد وتشجع على الدراسة والاهتمام بها، والمهرجان يعطي فرصة للهواة لعرض أدوارهم على المسرح ومشاهدة الجمهور لهم سواء الجمهور العادي أو العاملين بالفن، فتلك فرصة كبيرة لهم لإخراج طاقاتهم الإيجابية، وفي نفس الوقت لإشباع هواياتهم، ويعطيهم الأمل حتى وإن لم يصلوا للاحتراف، فسيجدوا أن هواياتهم أثمرت، وعلينا أن نعطيهم فرصة أكبر إعلاميا، وأن يحضر فنانون كبار لتشجيعهم، وأن تعرض المسرحيات الفائزة بصورة أكبر، وأن تستضيف قصور الثقافة في جميع المحافظات الفرق الفائزة لتشجيعها، كما يتم تشجيع الاشتراك في المهرجان حتى يكبر ويكبر وينجح بهم، ولكن فقط علينا أن نلقي الضوء أكثر على المهرجان.

عبد الغني داوود: التكريم استبشار وتفاؤل في عالم الإنكار والجحود
وقال الكاتب والناقد عبد الغني داوود:  أي تكريم لأي انسان يكون له صدى جميل في نفسه، وتأثير مشجع جدا، فالتكريم يعني اعتراف، والاعتراف في حد ذاته يعني الكثير بالنسبة للإنسان منذ بداية حياته، فما بالك في نهاية مشواره، فيكون حجم السعادة أكبر، وبينه وبين نفسه رضا عن مشواره الطويل، وأن ربنا وفقه أن عاش في عالم ليس جافا أو قحلا أو حقل غير منتج، فاعتراف الآخرين في حد ذاته شيء جميل في زمن ساد فيه الانكار والجحود، وأصبح آفة لهذا الزمان، فالتكريم لحظة استبشار وتفاؤل.
 أضاف: هواية الكتابة والقراءة في تصوري شبه غريزية،  وكون الكاتب أو الهاوي شغوف بالمعرفة والعلم والثقافة، فهو السر لأي إنسان كي يصل إلى مستوى النضج والاكتمال.  فالهواية طريق صعب جدا ، والموهبة قائمة على الحب والشغف والدأب والاستمرارية ، ولكن هناك أناس بدأوا موهوبين وعندما وجدوا عقبات والأبواب مغلقة، انصرفوا عن تلك الهواية، وكان الله في عون الأجيال الجديدة إن لم تجد الأيدي الممتدة لهم من الأجيال السابقة.
أضاف داود: هذا المهرجان مستمر منذ سنوات طويلة، تصرف عليه هيئة قصور الثقافة، وتجول في كافة محافظات مصر، وتابعته وتجولت معه، وظهرت فيه عدة مواهب منها التي استمرت ومنها التي انصرفت بسبب العوائق والتعقيدات ، وفي رأيي النباتات لكي تنمو تحتاج إلى رعاية واصرار من الهاوي واستماتة لاستكمال طريقه، وايضا محتاجة إلى تفهم الراعي، وأنا لدي كتاب تناولت فيه مشاكل من يمارس المسرح في الثقافة الجماهيرية، الذي شاهدت فيه ألوانا من المعاناة وخاصة البيروقراطية التي تعوق تطوير هذه المسالة، فما زال هذا المسرح يحتاج إلى عناية واهتمام أكثر وإمكانيات أكبر.
 وقال إن أهم مشكلة  يتعرض لها الهاوي  هي حرصه على سرعة الوصول للاحتراف، على الرغم من أنه لو حرص على أن يظل سيتفوق ويتطور أكثر،  لأن همه سيكون في الشغل وليس الانتشار والشهرة، وهنا يجب على الأجهزة التي ترعى الثقافة والفن والأدب أن تتفهم طبيعة هذا المسرح؛ والتوصية الأساسية لي هنا أن يكون هناك فنانين مثقفين وواعيين ومتفهمين لوظيفة الفنان الهاوي ومحنته ومشكلته، ويحاولون مد يد المساعدة له بحيث يشاركونه وجدانيا.

رشوان توفيق: أدعو الله أن يعود المسرح المدرسي معملا لتفريخ الفنانين 
وقال الفنان الكبير رشوان توفيق:  كنت سعيدا جدا بهذا التكريم، وأنا بدأت حياتي من المسرح المدرسي والجامعي، فالمسرح المدرسي هو من أنتج عمالقة الفن مثل جلال الشرقاوي من مدرسة الخديوية وكرم مطاوع من مدرسة علي باشا مبارك وحسن يوسف من مدرسة الخديوي اسماعيل... وغيرهم، وكل هؤلاء العمالقة من تولوا الحركة المسرحية بعد ذلك نتيجة للاهتمام بالمسرح المدرسي، وعندما قدمنا في المعهد العالي للفنون المسرحية كانت اللجنة من كبار فناني مصر «حسين رياض و عبد الرحيم الزرقاني ونبيل الالفي ..وغيرهم»، وكان المسرح القومي مليئا بهواة التمثيل نتيجة الاهتمام بالمسرح المدرسي، واهتمام وزارة الثقافة بالثقافة الجماهيرية ونشاطات المسرح في المحافظات والأقاليم يعد شيئا عظيما، وأدعو الله أن يعود المسرح المدرسي لأنه يعد معملا تفريخ لعظماء الفنانين، أما نصيحتي للهواة فهي الإخلاص في العمل وأنا بطبيعتي أحب الاخلاص في العمل.
 تابع : أحببت التمثيل وكانت الأجور بسيطة جدا، وأذكر أن حمدي غيث عمل مسرحية « ثورة الموتى» وهي المسرحية التي استوعبت جميع ممثلي المسرح القومي بلا استثناء «حسين رياض والزرقاني وشفيق وسميحة أيوب وعبد الله غيث وغيرهم» وأرسل لي الأستاذ حمدي دور في هذا العرض وكنت آخذ 50 قرشا ولكن عميد معهد التمثيل سعيد خطاب اعترض على هذا المبلغ لأني لازلت طالبا في المعهد ويكفيني أن اقف على خشبه المسرح القومي أمام عمالقة الفن في رأيه، فخفض المبلغ إلى 10 قروش للبروفة و 25 قرشا للعرض، فحب التمثيل يجعلك تتغاضى عن أي شيء، فالماديات لم تكن مشكله لأبناء جيلنا، كان كل ما يشغلنا هو حب التمثيل. فالتمثيل مثل الشعلة يدعمه التدريب، والممارسة هي التي تجعل الممثل جيدا بجانب الموهبة.


سامية سيد