بمناسبة افتتاح مسرح السامر بعد 31 عام..

بمناسبة افتتاح مسرح السامر بعد 31 عام..

العدد 832 صدر بتاريخ 7أغسطس2023

يُعد مسرح السامر ضلعًا مهمًا في حركة الفن والمسرح المصري، لبناء الإنسان وتنمية وعيه وفكره، والحفاظ على هويته المصرية، فالسامر هو رئة الفن المصري خارج العاصمة ونافذته التي يطل منها على كافة فئات المجتمع بكل قضاياه وأحلامه وأفكاره، فعودته تُعد عودة لمسرح الأقاليم، لتكون القاهرة نافذة لهم، لإعادة روح الحركة المسرحية المصرية في الأقاليم، بعد توقف العديد منها.
ومنذ أيام، افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، مسرح ‏السامر بالعجوزة، بعد ‏الانتهاء من عمليات تطويره ورفع كفاءته، وذلك بعد أكثر من 30 عامًا من الإغلاق، ويقع المسرح على مساحة 1800 متر مربع، ويتكون من دور أرضي، يشمل قاعة كبار ‏الزوار، ومكاتب إدارية، غرف خلع الملابس، صالة مسرح على مساحة 600 متر، تسع ‏‏350 مشاهدًا، أما الدور الأول، فيتكون من مكاتب إدارية، وغرف التحكم والإسقاط‎ ، وشملت أعمال التطوير، تغطية المسرح بالكامل، ورفع كفاءة خشبة المسرح، وتجهيزها ‏بأحدث أجهزة الصوت والإضاءة، إلى جانب منظومة الحماية المدنية وفق أحدث الأكواد ‏المعتمدة‎.
وتضمن حفل الافتتاح، عروض فرق الفنون الشعبية بهيئة قصور الثقافة، وعرضًا مسرحيًا لكبار نجوم مسرح السامر، وأجزاءً من العرض المسرحي «لايك»، وهو عرض غنائي مسرحي راقص نتاج ورشة تخرج متدربي محافظة كفر الشيخ من مشروع «ابدأ حلمك» أحد أهم المشروعات الفنية لوزارة الثقافة، والذي تُقيمه هيئة قصور الثقافة بهدف تدريب شباب الموهوبين بالمحافظات على فنون المسرح، وإعداد الممثل الشامل، وتضمن الافتتاح أيضًا تكريم عدد من فناني مسرح السامر، ومنهم اسم الفنان الراحل عبد الرحمن الشافعى، اسم الكاتب الراحل محمد أبو العلا السلاموني، اسم الفنان الراحل حسين العزبي، اسم الفنان الراحل عبد الستار الخضري، اسم الفنان الراحل أحمد خلف، الفنان القدير إميل جرجس، الفنان القدير عباس أحمد، الفنان القدير حمدى الوزير، الفنان القدير سامي طه، الفنان القدير مصطفى المُعاذ، الفنان القدير محمود بشير، الفنانة القديرة ماجدة منير، الفنان القدير سعيد صديق، الفنان القدير جمال قاسم، الفنان القدير جلال العشري، الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، الفنان القدير خليل تمام، الفنان القدير أشرف شكري، الفنان القدير محمد الشبراوي، الأستاذ رشيدى رمضان.
بافتتاح مسرح السامر وعودته، أصبح لدينا أمل في عودة أهم مهرجان مسرحي للثقافة الجماهيرية «مهرجان المائة ليله»، هل الافتتاح يليق بتاريخ مسرح السامر وهويته؟ ما المكاسب من افتتاح المسرح وكيفية الاستفادة منه؟ هل المسرح مصمم لطبيعة وهوية مسرح السامر؟، عن عودة مسرح السامر وافتتاحه، أجرت «مسرحنا» لقاءات مع مدير المسرح وبعض المكرمين من فناني مسرح السامر، وبعض المسرحيين، وطرحت عليهم تلك الاسئلة.
مسرح العلبة الإيطالي مناسب لطبيعة المنطقة التي يقع فيها «السامر»
قال مدير مسرح السامر محمد النبوي: مسرح السامر كان قديمًا، قبل إغلاقه عام 1991، كان مسرح مكشوف ويقدم الشكل السامري، وانتقد البعض وخاصة من كانوا معاصرين للسامر قديمًا، أن مسرح السامر أصبح على شكل علبة إيطالي، وأن التراث السامري الموجود في كل مكان في مصر، كان يحتاج مسرح مكشوف يتناسب مع طبيعة وهوية السامر، ولكن حاليًّا المسرح متواجد في العجوزة، ونحن في عام 2023، المسرح قديمًا عندما تم افتتاحه في السبعينيات، هذا المكان كان هاديء جدًا، وكُنّا قادرين على العمل في مكان مكشوف، وإقامة حفلات السمر والعروض التراثية، وولكن مع بداية الثمانينات، نقلًا عن من كانوا متواجدين في هذا الوقت في المسرح، بدأت منطقة العجوزة تزدحم، وهذا كان يؤثر على العروض وجودة الصوت واستمتاع الجمهور بما يُقدّم، إلى جانب شكوى الساكنين بمنطقة العجوزة قديمًا من صوت الحفلات والعروض، لدرجة وصلت لمحاضر إزعاج، وكانت الرؤية الأولية لتصميم المسرح أن يكون مكشوف، ولكن مع طبيعة المنطقة المتواجد فيها لم نستطيع تحقيق ذلك، لا يوجد مسرح مكشوف في القاهرة إلا في الحديقة الثقافية، والمسرح داخل حديقة وليس داخل منطقة سكنية، ولكن الحقيقة أننا قادرين على تقديم كل التراث المسرحي بطبيعته السامرية على مسرح العلبة الإيطالي.
وأضاف «النبوي»: كان هناك محاولات طويلة من بداية إغلاق المسرح، إلى أن جاء قرار تخصيص الأرض وإنشاء مجمع السامر عام 2006، من الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وكان هناك مشروع أن يكون مجمع السامر الثقافي، وكان سيحتوي على قاعات عرض وسينما ومسرح ومكان إداري وفندق، ولكن توقف هذا المشروع، وفي 2013 أُقيم مسرح مؤقت، خيمة أو مسرح مكشوف، وكان به مشاكل في الانشاءات والتصاريح، فتوقف مرة أخرى، إلى أن جاء د. أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة السابق، وكان المخرج هشام عطوة نائب رئيس الهيئة، وكان الفنان جلال العشري مدير مسرح السامر في هذا الوقت، وحضروا لنا في المسرح 2 صباحًا، ورأى أن المسرح يكاد يكون أقرب إلى الخرابات، وكان القرار أن يجب أن يتم بناء مسرح السامر، وبالفعل بدأ التكليف للإنتاج الحربي بداية من عام 2019، ووضع حجر الأساس نوفمبر 2021، في حضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في هذا الوقت، وكان المخرج هشام عطوة هو من كان مسؤول عن هذا الملف (مسرح السامر) والعمل عليه، إلى أن تم افتتاحه في 16 يوليو 2023، بأحدث التقنيات، وخشبة مسرح على أعلى مستوى، وقاعة عرض على أعلى مستوى، تساع القاعة 360 فرد، والمسرح تم بناؤه على مساحة 1800 متر مربع، وهو دورين، ويحتوي على قاعة كبار الزوار ومكاتب إدارية، وغرف خلع الملابس وغرف للتحكم والإسقاط على أعلى مستوى، والمسرح بالتأكيد، وأتمني أن يكون نافذة جديدة للمسرح في مصر.
واستكمل: المسرح لن يكون خاص بفرقة السامر فقط، هو منفذ لجميع أنشطة هيئة قصور الثقافة، هناك 6 عروض مشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ16 هذا العام، خاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، هذه العروض سيتم عرضها على المسرح، بمعنى أن المسرح سيكون ضمن المسارح المشاركة في المهرجان القومي، ويوميًّا بعد افتتاح المسرح، فرقة الفنون الشعبية وفرقة النيل يعرضون على المسرح، وفرقة السامر تستعد لإنتاج عرض ضخم، سيتم افتتاحه بعد المهرجان مباشرة، وهو عرض «المغامرة» إعداد وإخراج المخرج الكبير مراد منير، وسيتم عرضه لمدة شهر بشكل مبدئي، ويتبع ذلك حفل المهرجان الختامي لنوادي المسرح، ما يقرب من أسبوعين، وجاري النقاش في الخطة النهائية فيما بعد المهرجان الختامي لنوادي المسرح، وكما ذكرت سابقًا، حاليًّا فرقة الفنون الشعبية والاستعراضية والتنورة وفرقة النيل يعرضون يوميًّا على خشبة مسرح السامر حتى الجمعة 21 يوليو، ثم يستعد المسرح لاستقبال العروض المشاركة في المهرجان القومي للمسرح، وبعدها يتسلم المسرح لعرض المغامرة، إعداد وإخراج المخرج مراد منير.
وتابع «النبوي»: كمسرحيين أصبح لدينا متنفس آخر، لأن هيئة قصور الثقافة تقريبًا لا تملك مسارح في العاصمة «القاهرة»، وهذا المسرح سيكون المسرح المركزي لهيئة قصور الثقافة، طوال الوقت كُنّا نعرض مهرجانات الهيئة وعروضها في القاهرة، باستعارة مسارح البيت الفني للمسرح، وكان هذا يؤثر على دعاية العروض ووقتها، لأننا نكون مستضافين من جهة أخرى، حاليًّا نستطيع أن نضع خطة واضحة، ونستطيع أن نعلن مستقبليًّا عن عروضنا بوقت كافي، ونستطيع أن نقدم الخدمة الثقافية بشكل راقي ومحترم، وهي هدف الهيئة الأساسي، بالإضافة إلى أن هذا المسرح سيكون منفذ لأقاليم مصر، نستطيع أن نستقبل العروض المميزة في الأقاليم ويعرضون مسرحياتهم في العاصمة على مسرح السامر.
وأضاف «النبوي» أيضًا: أنني راضي جدًا عن حفل الافتتاح، وأعلم تمامًا كل الانتقادات التي قيلت على الحفل، ولكننا حرصنا على تواجد نجوم مسرح السامر قبل أن يغلق، وتكريمهم والاحتفاء بهم، والمسرح ليس ملكًا لفرقة السامر فقط، فالأقاليم من عروض التي ستشارك، فتواجد عرض من مشروع هام مثل ابدأ حلمك وأن يكون جزء من الاحتفال، تأكيدًا على أن المسرح متنفس لكل عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة.

«المغامرة» أول عرض من إنتاج السامر بعد افتتاحه
وقال المخرج القدير مراد منير: عرض «المغامرة» إعداد عن مغامرة رأس المملوك جابر لسعد الله ونوس، وقمت بإعداد بالعامية، عرض بسمات شعبية مصرية، والحدوتة تراثية معروفة، عن المملوك الذي ذهب لصراع الوزير مع الخليفة، وطلب منه كتابة رسالة للخروج بها من بغداد بسلام، ما حدث له.. هذا ما سنراه في عرض «المغامرة»، وسيتم افتتاح العرض خلال سبتمبر المقبل.
وتابع «منير»: افتتاح بسيط ومناسب للمناسبة، وأتمني أن يتم إعادة أمجاد المائة ليلة، ونجعل فرق الأقاليم تعرض عليه، ونرى نشاط وحيوية لفرق الثقافة الجماهيرية، وكذلك الفرق القومية يمكنها تقديم عروضها على مسرح السامر، بالتأكيد نسعد بوجود فرق الأقاليم في القاهرة.
وأضاف «منير»: ليس بالضرورة أن يكون المسرح له شكل محدد، فكرة السامر كفكرة مطروحة، من الصعب جدًا صناعة عروض شعبية تناسب فكرة السامر، اسم السامر اسم تاريخي، هناك أقاويل أن كان يجب أن لا تكون علبة إيطالي، وهذا غير صحيح، أغلب عروض الثقافة الجماهيرية تقدم على علبة إيطالي، من وجهة نظري، المسرح مناسب جدًا وفاخر، ويحترم آدمية رجال الثقافة الجماهيرية، وهذا كافي، ليس بالضرورة إقامة شكل السامر، يفترض أن تكون بنية المسرح دائرية أو شبه دائرية، وهذا صعب على العروض، لأن أغلب العروض تصمم على علبة إيطالي، على سبيل المثال مسرح الهناجر عندما أُقيم على وجهين، فاعترض الفنان كرم مطاوع من فكرة الممثل عندما يمثل عندما يعطيني يمينه مثلًا ماذا عن اليسار، فلغوا جزء كامل من مسرح الهناجر وأصبح علبة إيطالي، نحن مأصولين في العلبة الإيطالي، للأسف مسرحنا لم يتطور ككتابة وأدب، حتى يتناسب مع فكرة السامر، حتى من كتبوا كتابات شبه شعبية، مثل الراحلين أبو العلا السلاموني ويسري الجندي، لم يكتبوا أعمالهم على بناء مسرح السامر، «من الفزلكة» أن نقول أن كان يجب أن يكون المسرح على شكل السامر، ولكن الاسم اسم تاريخي، ومسرح السامر في بدايته كان مصمم بشكل السامر، ولكن من 1970 المسرح اسمه السامر، لا يمكن تغيير اسمه، ولكن يمكننا أن نطور المسرح ونصممه بالشكل الذي نراه مناسب للعصر الحالي.
وخلال الافتتاح تم تكريم العديد من رموز مسرح السامر، والتقت «مسرحنا» بهم لنتعرف أكثر على ذكرياتهم مع مسرح السامر ورأيهم في الافتتاح والمسرح بعد افتتاحه.
رحلتي بدأت من الثقافة الجماهيرية ثم مسرح السامر
أول المكرمين الذين التقينا بهم المخرج والفنان القدير حمدي الوزير، وقال: رحلتي بدأت من الثقافة الجماهيرية في بورسعيد ثم جئت لفرقة مسرح السامر كمخرج وكممثل، وقد انشأت مع بعض زملائي الفرقة النموذجية المسرحية، وكانت مكونة من مخرجي الثقافة الجماهيرية، وسعدت بالتكريم وخاصة أنه من مكان بدأت رحلتي منه.
وتابع «الوزير»: الافتتاح يليق جدًا بمسرح السامر، وشعرت بالحزن عندما تذكرت من رحلوا من رواد مسرح السامر وتم تكريمهم في الافتتاح، ومنهم المبدعين عبد الرحمن الشافعي ومحمد أبو العلا السلاموني ويسري الجندي، هم أصدقاء رحلة وكفاح.
وأكد حمدي الوزير على أنه يرى أن المسرح كان يجب أن يُبنى بشكل يتناسب مع طبيعة وهوية مسرح السامر وما يقدمه، ولا يكون علبة إيطالي، ولكنه يرى أن ربما هناك أسباب لذلك جعلت من صمم المسرح يصممه بهذا الشكل، وقال: السامر كان جرن، شكل السامر، وفي كل الحالات طالما هناك إضافة ثقافية جديدة فهذا في حد ذاته إنجاز، اتمنى من الدولة أن تهتم بالأعمال المسرحية في الأقاليم، من وجهة نظري أن طليعة المسرح المصري في الأقليم وليس في المحترفين، اتمنى أن نعود بالنشاط المسرحي في الثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة في كل أنحاء الجمهورية.

السامر كانوا أشبه بالمتسولين
وأصبح لدينا بيت
وقالت الفنانة القديرة ماجدة منير: كان افتتاح رائع ويليق بمسرح السامر، وتم تقديمه بشكل بسيط وأرى من وجهة نظري أن الافتتاح لا يحتاج أكثر من ذلك، فرقة السامر كانوا أشبه بالمتسولين، كُنّا نصنع العروض ثم نبدأ في رحلة البحث عن المسرح الذي نعرض عليه، وكان التعامل معنا بشكل غير لائق، أشبه بمن ليس له مأوى، ويتنقل من مأوى لمأوى، وخاصة مع طول المدة، وبالفعل المدة كانت كبيرة جدًا 31 عام، الفرقة كانت «متبهدلة»، ولكن الآن فرقة السامر أصبح لهم مسرح، أصبح لدينا مكان خاص بنا، يليق باسم السامر، والمسرح ليس مقتصر على عروض فرقة السامر فقط، وإنما يمكننا أن ت=نعرض عليه عروض مسرح فرق الثقافة الجماهيرية في الأقاليم.
وأضافت «ماجدة»: هناك تفكير في إعادة تقديم مهرجان المائة ليلة، والذي كان يقدم قديمًا في السامر، وكان عبارة عن عرض مميز من كل محافظات مصر، كل عرض يقدم ليلتين، 100 ليلة بـ50 عرض، والعروض كانت مجانية، كان يفيد عدد كبير من الجمهور، سعدت جدًا بالتكريم، وخاصة أنه أتى وأنا على قيد الحياة وبصحة جيدة الحمد الله، وخاصة أن التكريم من «بيتي» مسرح السامر، التكريم منه له معنى مهم وخاص برحلتي الفنية، وعلى الرغم أن عُرض عليّ أن أذهب لأي مسرح من مسارح البيت الفني للمسرح، إلا أنني تمسكت بمسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح السامر، لأنه يحمل رسالة هامة تصل لكل أقاليم مصر، وكنا نسافر إليهم ونعرض عروضًا هامة، وخاصة أن جمهور الأقاليم متشوق ومهتم بالفن.
وتابعت «ماجدة»: الجدل المثار حول تصميم مسرح السامر، لا أراه صائبًا، لأنه نفس التصميم، خشبة وكواليس وصالة، ولكن الفرق، قديمًا كانت الصالة خيمة، ولكن في النهاية كانت علبة إيطالي، الفرق بين المسرحين السقف فقط.

عرض «عنترة» كان نقطة تحول في حياتي ولحظة إنسانية لا تُنسى
وقال الفنان القدير سعيد صدّيق: تم تعييني في مسرح السامر بعد تخرجي مباشرة من كلية الآداب، بجواب ترشيح من المخرج عبد الرحمن الشافعي (رحمة الله عليه)، عام 1982، وأول عمل شاركت فيه كان «مآذن المحروسة» إخراج سعد أردش، ولفت نظر مخرجي الثقافة الجماهيرية، وفي العام التالي وقتها، ترشحت لبطولة مسرحية، إخراج رؤؤف الأسيوطي، من مخرجي الثقافة الجماهرية المتميزين، وتوالت الأدوار والبطولات، ومنها مع أحمد مرعي في «عنترة»، والمسرح هو الأكسجين لي كفنان، أكثر من تواجدي أمام الكاميرات، وبدأت أيضًا مع الفنان عباس أحمد والفنان أميل جرجس.
وأضاف «صدّيق»: الافتتاح هو افتتاح، ليس للتقييم من وجهة نظري، المخرج أحمد طه اجتهد في حدود الآليات المتاحة، واكتفى بثلاثة من القدامى في عرض الافتتاح، انا والفنانة القديرة ماجدة منير والفنان القدير جلال العشري، ومعنا اثنين من شباب السامر، مصرية ومصطفى، وطه أخرج الحفل بشكل بسيط، وطلب منّا أن يتذكر كُلٌ منّا أن ذكرى لنا مع مسرح السامر، وبالفعل، ذكرت ذكرى لي مع مسرحية «عنترة»، والتي قُدّمت على مسرح السامر، وكان لي معها موقف إنساني، مع مدير عام المسرح وقتها، الكاتب الكبير يسري الجندي، وهذا العرض قُدِّم مرتين، مرة على خشبة مسرح السامر، مكان المسرح الجديد حاليًّا، كان بطولة الفنان القدير أحمد مرعي، وحالفني الحظ أنني قدمت في هذا العمل دور «عمارة» خصم «عنترة»، وكان «شيبوب» يقدمه الممثل الراحل محمد أبو العينين، وزملائي من السامر معتز السويفي ومصطفى أبو الخير ولبنى الشيخ، وكانت تقدم دور «عبلة»، وهي مسرحية شعرية أكثر من قصة عنترة التي نراها في السينما، وبعد عدة أعوام، كان الملتقى العربي الاول، على مسرح دار الأوبرا، فتم ترشح مسرحية «عنترة» لتمثيل الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكان الكاتب يسري الجندي على ما أذكر مدير المهرجان ومدير عام المسرح، وبدأنا في البروفات، وقرر الكاتب يسري الجندي أن من يقوم بدور «عنترة» هو أنا، لأن الفنان أحمد مرعي اعتذر، وهذا ما رويته أثناء افتتاح مسرح السامر وتكريمي، لأن كم المشاعر كان لحظة فارقة في حياتي، ومدير عام المسرح يقوم بترشيحي لدور قدمه ممثل قدير مثل أحمد مرعي، كانت مشاعر فرحة وخوف وتحدي وإصرار، وأقوى من ذلك، أن فريق العمل في إعادة العرض كان تغير، وكان فريق العمل محترف، والموقف الإنساني في هذا العمل كان، يوم العرض على دار الأوبرا، حضنني المبدع يسري الجندي في الكواليس وقال لي «انا راهنت عليك يا سعيد وأنت كسبتني الرهان»، أنت من الممثلين الذين يضيفوا لأي دور، شهادة من كاتب كبير كيسري الجندي، وعين فاحصة، وبعدما رويت الحكاية على المسرح يوم الافتتاح، ألقيت بعض الأبيات او الجمل الشعرية من مسرحية «عنترة».

المخرج عبد الرحمن الشافعي
هو «الأب الشرعي» لمسرح السامر
كذلك قال الفنان القدير جلال العشري المدير السابق لمسرح السامر: التكريم إن دل يدل على أنني ما علي بشرف وأمانة، ويتوج رحلة، فالتكريم يمثل لي الكثير، 43 سنة من عمري في مسرح السامر كان لهم قيمة، أنا عضو مسرح السامر من أواخر السبعينات، حتى توليت إدارته، وأصبحت مدير مسرح السامر حتى وصولي لسن المعاش منذ أربع سنوات، والحمد الله أن في فترة وجودي كان قرار بناء السامر، وشكرًا للمبدع المحترم المخرج هشام عطوة على كل ما قدمه، قبل أن يكون رئيسًا للهيئة العامة لقصور الثقافة وأثناء توليه هذا المنصب، والحقيقة أن ترحاب الناس به في حفل الافتتاح حتى بعد أن أصبح مستشارًا لوزيرة الثقافة، ما قدمه مسرح السامر على مدار الرحلة الطويلة، من عمر السامر، نتحدث عن 300 مسرحية بالتأكيد تأثر بهم الوطن العربي بأكمله، ولا أنكر أننا فقدنا الكثير من  بريق مسرحياتنا في الـ31 سنة التي أغلق فيهم، وهو البيت الأم لكل مسرحي من أقصى الجنوب وحتى أقصى الشمال في جمهورية مصر العربية، مسرح السامر في إعادة افتتاحه يُكرم رموزه، وهذا شيء نتمنى أن يظل دائمًا، وأن يظل السامر مكان لتكريم رموزه ورموز المسرح بشكل عام.
واستكمل «العشري»: بعد افتتاح السامر عام 1978، الافتتاح الثاني له بعد حريق 1975، افتتح وكان به تمثال واحد وهو تمثال ذكريا الحجاوي، وتم إنشاء المسرح تكريمًا له، وافتتحه الرئيس السابق محمد أنور السادات  بمسرحية»عاشق المداحين»، وبعد إغلاق المسرح عام 2007، صدر قرار بإعادة الأرض لوزارة الثقافة ، ثم افتتاح المسرح من جديد 16 يوليو 2023، كان في عهد رئيس الجمهورية الحالي عبد الفتاح السيسي، افتخر أننا أولاد مسرح عريق ذو قيمة.
وأضاف «العشري»: المخرج عبد الرحمن الشافعي هو الأب الشرعي لمسرح السامر، وهو أبو السامر، وهو صاحب فكرة بناء هذا المسرح، كان وقتما فكر في ذلك، مدير لقصر ثقافة الغوري، وقد سمعت هذه الحكاية منه شخصيًّا، شباب الباطنية قاموا بالاحتكاك بفالنانين الذين يقدمون عرض فني بوكالة الغوري، وهذا شيء اعتدنا عليه كثيرًا، ولكن في هذا الوقت عام 1970، الأستاذ عبد الرحمن الشافعي تواصل مع الأستاذ سعد الدين وهبة، وحكى له ما حدث، واقترح وهبة أن هناك قطعة أرض بجانب السيرك في العجوزة، ويمكنك أن تُنشيء عليها مسرح، وهنا كانت البداية، وفي عام 1971، أصدر الفنان سعد الدين وهبة قرار بإنشاء فرقة السامر ومسرح السامر، ثم تم تعيين المخرج عبد الرحمن الشافعي أول مدير لفرقة السامر، أما الكاتب يسري الجندي، أثرى المسرح الشعبي بأعماله، وأثرى الحركة الثقافية والفنية والمسرحية أيضًا بكل ما قدمه، في مصر والوطن العربي، وكذلك الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، أثرى بكتاباته في الحركة الفنية والثقافية، هؤلاء الكبار يستحقوا التكريم، وكنت اتمنى بالتأكيد أن يتم تكريمهم وهم مازالوا على قيد الحياة، ولكن تكريمهم في افتتاح مسرح السامر، تحية وتقدير لأرواحهم ولأسمائهم التي أصبحت علامات في تاريخ الثقافة والفن.

مسرح السامر مكسب في افتتاحه وفقدنا في تصميمه روح السامر
فيما قال الناقد والمخرج سامي طه: تم تعييني في الثقافة الجماهيرية بناءً على طلبي عام 1973، وكانت الإدارة العامة للمسرح بداخل مسرح السامر وقتها، وكان مدير إدارة المسرح الفنان حمدي غيث، وجاء بعده مجموعة من المبدعين مع حفظ الألقاب، يسري الجندي ومحمد أبو العلا السلاموني، إلى أن أصبحت مدير إدارة المسرح عام 2005، وتم افتتاح مسرح السامر مرتين، وتم انتدابي لقصر ثقافة قنا سنة وسبعة أشهر بتوصية من الفنان سعد الدين وهبة، أخرجت هناك العديد من المسرحيات منها، ياسين وبهية وأعمال أخرى، وبعدها عدت للسامر، الفرقة المركزية شعبة التجارب، وأخرجت لهذه الفرقة، احتفالات شهر رمضان الكريم، ومسرحية سالمة يا سلامة وعشم إبليس، وهذه الفرقة ضمت عناصر مهمة جدًا، ذكرياتي مع هذه الفرقة كبيرة جدًا واستكرت.
وأكد طه على أن مهرجان المائة ليلة كان من أهم فاعليات مسرح السامر، في عهد رئيس الهيئة وقتها د. سمير سرحان «رحمة الله عليه»، ويرى الناقد سامي طه أن مسرح السامر الجديد هو مكسب عظيم، تجهيزاته وخشبته رائعه، ولكننا فقدنا فيه روح السامر، لأن مسرح السامر له خصوصية، من المفترض ومن يصمونه أن يُراعوا أن الاسم كان يجب أن يفرض عليهم أن يستدعوا في التصميم روح السامر.
وتابع «طه»: كان يجب أن يكون العرض المُقدّم في حفل الافتتاح يحمل شيئًا من روح السامر، عرض تراثي، به المزمار والطبل البلدي، فنون تتلاءم مع اسم المكان، ولكن فكرة افتتاحه في حد ذاتها شيء هام، شكرًا المخرج هشام عطوة والوزيرة السابقة د. إيناس عبد الدايم، لها بصمة مهمة في إعادة إنشاء هذا المسرح، وكذلك شكرًا معالي وزيرة الثقافة الحالية د. نيفين الكيلاني، على ما قدمته لإنشاء وإعادة افتتاح مسرح السامر.

رفضت التكريم والهيئة لا تتعامل معي من 11 سنة بدون سبب؟!
قال شيخ المخرجين وراهب المسرح عباس أحمد: لقد رفضت التكريم الموجّه لي من مسرح السامر في افتتاحه، وذلك لأن من 11 سنة، الثقافة الجماهيرية لا تتعامل معي تمامًا، وقدمت كتابين لهم، ولم يتم طباعتهم، كتاب «الشخصية المصرية في المسرح» وكتاب أعظم امرأة» عن السيدة نسيبة بنت كعب الأنصارية، والتي افتدت سيدنا محمد (ص) في غزوة أُحُد، ولقد قمت بطباعتهم على حسابي الخاص، في وقت أسعار الطباعة مرتفعة للغاية، وهذا أرهقني ماديًّا بالتأكيد، لماذا يتم تكريمي وهم لا يتعاملون معي منذ 11 عام؟!.
وأضاف «عباس»: لدي ملتقى عباس أحمد المسرحي في بورسعيد، وهو تجمع ثقافي مسرحي مستقل، تم إنشاؤه منذ ثلاث سنوات، وتم تكريم عشرات المسرحيين من خلاله، وقدمنا ثلاث ورش مسرحية وأنشطة مسرحية متعددة، و11 عرض مسرحي، هذا الملتقى يقدم نشاط هائل في بورسعيد، وهذا الملتقى بكل من يشاركونني فيه، متطوعين، ونتحمل تكلفة كل ما يُقدّم فيه، ولذلك رفضت التكريم ولم اعتذر عنه، لأن ما حدث معي من تجاهل 11 سنة غير مقبول.
شاهدت أول افتتاح للسامر في آخر طفولتي 1971
وقال المخرج والفنان القدير جمال قاسم: سعيد جدًا بافتتاح مسرح السامر، لانني شاهدت في آخر طفولتي، افتتاحه في 9 سبتمبر 1971، وعشت فيه محطات فنية رائعة، مع جيل من القامات الفنية الرائعة، المتحمسين لمسرح الثقافة الجماهيرية، وعشت فيه رائعته «على الزيبق» كتبها يسري الجندي وأخرجها عبد الرحمن الشافعي، وهذه المسرحية كانت إنتاج عام 1972، وكتب عبد العزيز عبد الظاهر ليلة مسرحية اسمها «هنا القاهرة» إخراج عبد الرحمن الشافعي، عام 1978 قدم الشافعي عرض «عاشق المداحين»، عرض شعبي جميل، مسرح السامر، قدم حدث تاريخي في المسرح المصري، وهو مهرجان المائة ليلة، 100 عرض مسرحي في 100 ليلة، كل فرق الأقاليم في مصر كانت عروضهم تعرض على مسرح السامر، وعقب العرض تمتد منصة النقد في حوار مباشر مع الجماهير، بالإضافة إلى النشرات اليومية للمهرجان، أفرز جيل من المسرحيين من النُقّاد والمخرجين والممثلين والمؤلفين ومهندسي الديكور إلى أخره، افتتاح مسرح السامر في كل الأحوال حدث رائع، حفل افتتاح مسرح السامر لم اهتم به بقدر اهتمامي بأن يتم تفعيل دور هذا المسرح إن شاء الله، ويعود من جديد دوره الهام في الحراك الثقافي، وبعودته يعود حلم أقاليم مصر من جديد، لأنه النافذه الوحيدة للأقاليم في القاهرة، اتمنى أن يكون هناك خطة مسرحية منظمة طوال العام، تستوعب كل مهرجانات والعروض المميزة الخاصة بالأقاليم  «مسرح الثقافة الجماهيرية».

تجاهلوا البعد التاريخي لمسرح السامر
اتفق أغلب المسرحيون على أن افتتاح مسرح السامر هو نافذة مسرحية مهمة، ومتنفس لفنانين أقاليم مصر، وكان رأي الفنان عزت زين أن افتتاح مسرح السامر هو أعظم مفاجأة للمسرحيين القُدامى، والذين لديهم ذكريات وأمجاد لا تنسى، وإن عودة هذه النافذة مرة أخرى، بمثابة أن مسرح الأقاليم يكون لديه نافذة داخل العاصمة، وهذا يصنع تواصل نقدي وإعلامي كبير مع عروض مسرح الأقاليم.
وأضاف الفنان القدير عزت زين: فكرة أن المسرح علبة إيطالي، لم يتم مراعاة فكرة التاريخ، تجاهلوا البعد التاريخي لمسرح السامر، ولكن مصر لأكملها تقريبًا تعرض على العلبة الإيطالية، وهذا لا يقلل من المسرح، ولكن التسمية مختلفة عن المسرح من الداخل، كمبنى كمعمار مسرحي، وهذا لا يقلل إطلاقًا من إعادة مسرح السامر للحياة مرة أخرى، ما اتمناه أن هذا المسرح المتميز، المبني بأحدث الأساليب، ومزود بأحدث الأجهزة، نتمنى أن يكون نافذة تعمل طوال العام، ويستضيف المسرحيات المتميزة من الأقاليم، لتقديم مواسم على هذا المسرح، وهناك أجيال كثيرة لم تعاصر هذا المسرح، سواء في نوادي المسرح أو في التجارب المسرحية المختلفة، اتمنى أن يتاح لها الفرصة ليقفوا على هذا المسرح وتتاح عروضهم للجمهور على أوسع نطاق.
كيف مسرح علبة إيطالي مع مفهوم السامر وفنون الفرجة الشعبية؟!

هناك مفارقة بين اسم المسرح وتصميمه كعلبة إيطالي
قال مصمم الديكور حازم شبل: أُنشيء السامر عام 1970، مبنى بسيط مغطى بخيمة كبيرة، تصميم شبيه بتصميم خيمة مسرح البالون المجاور له، وفى 1975حدث حريق ضخم، تسبب فى إغلاق المسرح، ليُفتتح مرة أخرى بعد ترميمه 1978، ويأتى زلزال 1992 ليتصدع مبنى المسرح كاملًا ويتم إغلاقه، وفي2007 يتم هدمه تمامًا، وطوال أكثر من 30 عامًا، ظل المسرح جثة هامدة، لا أحد يفكر بشكل حقيقى فى إعادة بنائه، على العكس كانت المحاولات لنقله إلى أرض مطار إمبابة لاستثمار مكانه المميز على النيل بالعجوزة.
واستكمل «شبل»: افتتاح مسرح حدث ثقافى واجتماعى  مهم، لكن افتتاح مسرح السامر تحديدًا، حدث أكثر أهمية، هو الرئة الرئيسية للحوار والتواصل والإطلالة الإعلامية لعروض فرق الثقافة الجماهيرية فى القاهرة، صحيح أن التصميم الجديد لمسرح السامر هو الشكل التقليدى للمسرح (العلبة الإيطالية) وهو ما يتناقض مع مفهوم السامر وفنون الفرجة الشعبية؟!، وما يحتاج بالضرورة لصيغ فنية وجمالية مبتكرة لتقديم عروض مسرحية تتناسب مع هوية المسرح، ويحتاج المسرح بالضرورة لخطة عمل واستراتيجية تستفيد من فلسفة المسرح الشعبي، ولكن في كل الأحوال دعونا نحتفل باستعادة المسرح، والاحتفاء بحلم انتظرناه طويلًا.

مسرح السامر ذو طبيعة وسمات وهوية مختلفة
وقال المخرج المسرحي د. محمد الشافعي نجل المخرج القدير عبد الرحمن الشافعي: يجب أن نُفرّق ما بين الافتتاح كحدث استراتيجي، والافتتاح كاحتفال، فكرة عودة الروح لمسرح السامر، شيء عظيم وإنجاز كبير، وكان هناك تعاون وتكثيف جهود القائمين عليه، لافتتاحه في أسرع وقت، وهو شيء مهم جدًا لكل الفنانين المسرحيين، سواء في القاهرة أو خارجها، فكرة الاحتفال نفسه الذي تم، للأسف هو غير لائق بمسرح السامر وتاريخه، مسرح السامر له تاريخه ومسرح عريق، ومسرح يحمل سمة مختلفة عن مسارح الدولة كلها، حتى من مسماه، كان هناك أفكار كثيرة أكثر احترافية، يُفتتح بها المسرح، ولكن فكرة افتتاح مسرح السامر بعرض من عروض ابدأ حلمك؟!، ما العلاقة؟!، مشروع ابدأ حلمك مشروع مهم وله هدف ورسالة، ولكن مسرح السامر ذو طبيعة وسمات وهوية مختلفة.
واستكمل «الشافعي»: للأسف مسرح السامر فقد هويته عندما أصبح مسرح علبة إيطالي، فقد هويته أن يكون مسرح شعبي أو مسرح سامر، ربما لأسباب لا اعلمها، ولكن أعتقد أن ربما أن المسؤولين عن تصميم المسارح في مصر، ليسوا معتادين فكرة أن يكون هناك مسرح مختلف عن باقي المسارح، لذلك تم إنشاؤة  بشكل عادي وتقليدي جدًا، ولكن أُطلق عليه اسم السامر.
وتابع «الشافعي»: القيادة السايسية أو الثقافية التي قررت أن تُقيم مسرح السامر منذ نشأته الأولى، كان لديهم وعي بفكرة أن يكون لدينا قالب مصري خاص بنا، وليس قالب مستورد من الخارج، إلى جانب أن العروض التي تم إنتاجها على مسرح السامر حتى تم إغلاقه، كانت تنتمي إلى نفس الفكرة، لدينا اسمين مهمين، يوسف إدريس، نادى نحو مسرح مصري، وتوفيق الحكيم، قال أن يجب أن يكون لدينا قالبنا المسرحي الخاص بنا، والذي يُشكّل هويتنا، وكان إدريس يبحث دائمًا، أن يكون لدينا نصوص مصرية، بتكنيك ومواضيع في الكتابة مصرية، تحمل هويتنا وهمومنا ومشاكلنا، وكان هم الحكيم، شكل للمسرح مختلف عن المسرح الأوروبي، الذي نقدم عليه عروضنا لسنوات طويلة، كان مسرح السامر بداية لتحقيق هذه الأهداف، للأسف لدينا مشكلة كبيرة في فكرة هوية العروض، هناك عروض تُقدّم في قاعة وهي من المفترض أن تُقدّم على خشبة مسرح، وكأنهم لم يجدوا إلا هذه المساحة لعرض عرضهم، والعكس صحيح، اتمنى أن نهتم بهذه النقطة، ونهتم بفكرة هوية العروض والفرق المسرحية.

قبلة المسرحيين في المسرح الإقليمي
فيما قال المخرج والفنان أحمد السيد: الهيئة العامة لقصور الثقافة لديها ثلاث أو أربع مسابقات سنوية، مهرجانات مختلفة، عندما كانت تقيمها، كانت تكون ضيف على  مسارح البيت الفني للمسرح أو على مسرح الهناجر أو مسرح نهاد صليحة، الآن أصبح لديهم مسرح، فمسرح السامر ليس خاص بفرقة السامر فقط، وإنما بكل ما تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة من أنشطة، ومن وجهة نظري أن السامر سيصبح من أهم وأكبر مراكز الثقافة، للثقافة الجماهيرية في مصر، والمكان مُعد بشكل محترف، وأعتقد أن الفترة القادمة التركيز سيكون على التطور التقني من صوت وإضاءة إلى أخره، اتمنى أن يتم استضافة العروض المختارة في الثقافة الجماهيرية على مستوى محافظات مصر كلها، وأعتقد أنه سيكون قبلة المسرحيين في المسرح الإقليمي، ومنارة للهيئة العامة لقصور الثقافة ستنار من جديد في القاهرة.

خطوة للتطوير والتأصيل فى المسرح الشعبى المصرى
كذلك قالت الناقدة الفنية د. أميرة الشوادفي:  يعد افتتاح مسرح السامر خطوة للتطوير والتأصيل فى المسرح الشعبى المصرى، خاصة أن غياب مسرح السامر كان تجميد للهوية وتحويلها لشق ثابت مهمش، ودعا يوسف إدريس إلى مسرح شعبى احتفالى وفطرى مرتبط بالحكواتى والسهرات الليليه، والاسمار الصيفية، وهو مسرح السامر فى صورته الأولى ، وارتبط يوسف ادريس بعد ذلك بمسرح السامر تأسيسًا وتنظيرًا وتأصيلًا وبدأت دعوته التنظيرية الجديدة منذ سنوات الستين من القرن العشرين، حينما كتب مسرحيته الفرافير عام ،1964 وخصصها بمقدمة مستفيضة يتحدث فيها عن مقومات مسرح عربي جديد بهوية مصرية اصيلة وروح قومية محلية شكلًا ومضمونًا ، ويقوم مسرح السامر على الفرفور أو البهلوان السافر وقد ارتبط هذا البطل بالمسرح المصرى منذ زمن بعيد، ولكن بعد إعادة افتتاح مسرح السامر الذي كان ينتظره المسرحيون بعد 31 عاما ، لابد أن يأتي ضمن خطة استراتيجية للمسرح المصرى على مستوى النص والعرض، على أن يكون مسرح السامر منصة فنية واجتماعية وثقافية لدعم واكتشاف المواهب من مختلف المحافظات، وداعم لاحتضان عروض تلك المواهب من الثقافة الجماهيرية وغيرها، كما يجب في الأساس إعادة إحياء أهم العروض التى قدمها مسرح السامر فى السبعينات والثمانينات مثل أدهم الشرقاوى وعلى الزيبق وشفيقة ومتولى وأبو زيد الهلالى وغيرها من العروض، التى قدمها كبار الكُتّاب مثل عبد الرحمن الشرقاوى وابو العلا السلامونى ومحمود دياب وتعريف الجيل الحالى بكبار المخرجين الذين حافظوا على الهوية المصرية فى عروضهم الشعبية مثل المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى.

سعدت بتكريم رموز السامر وخاصة الأحياء منهم
فيما قالت الفنانة مي رضا: سعدت بتكريم رموز السامر في حفل الافتتاح، أن نرى قامات مسرحية اعطوا للسامر من عمرهم وفنهم، وخاصة من تم تكريمهم وهم على قيد الحياة، ادام الله في عمرهم، والمسرح رائع ومجهز على أعلى مستوى، لقد عرضت في السامر وهو أرض ترابية، أن أراه بهذا الشكل، وتصبح الأرض الفارغة، مبني عليها مسرح مجهز على أعلى مستوى، حدث يستحق الرصد والتوثيق والشكر لكل المسؤولين عن إنشاء هذا الصرح الكبير، المتنفس الحقيقي لكل أنشطة وعروض الهيئة العامة لقصور الثقافة، ودون الدخول في بناء هندسي وفكرة أن المسرح علبة إيطالي، من وجهة نظري نحن نحزن بشدة عند إغلاق أي مسرح، فعلينا أن نسع بافتتاح مسرح جديد، مجهز على أعلى مستوى، وماشاهدته من عروض مسرح السامر كانت عروض مسرح تقليدي، أقصد أنها تقدم على مسرح علبة إيطالي دون أن يكون ذلك عائق للعرض ولرؤيته.

من أجمل أيام حياتي افتتاح مسرح السامر
قالت الفنانة مصرية عضو فرقة السامر: من أجمل أيام حياتي افتتاح مسرح السامر، أنني من الجيل الجديد الذي لم يعاصر مسرح السامر القديم، لقد شاهدت مسرح السامر «خرابة»، وهذا كان مؤلم جدًا بالنسبة لي، ووظيفتي الأساسية ممثلة، وفرقة = مسرح، كُنا نتسول المسارح، وكُنا نعرض في صوان أو في فراشة في أرض السامر في بعض الفترات، لنا ذكريات على أرض السامر وهي تراب، لحظة تجديد وتطوير السامر، وأن يصبح مسرح حقيقي، هي لحظة لا تقدر بأي ثمن، أصبح لدينا مسرح أخيرًا خاص بنا، وسعدت أنني شاركت في افتتاح مسرح السامر ووقفت بجانب عمالقة السامر على المسرح بعد تجديده، افتخر بأنني كنت واحدة مِن مَن شاركوا في افتتاح مسرح السامر، هذا سوف أقوم بتوثيقه في تاريخي المسرحي والسامري، وسعيدة بشدة أن أغلب عناصر السامر الشبابية، متخصصين، من آداب مسرح وفنون مسرحية، أغلب الجيل الجديد من مسرح السامر، متخصصين، ومثقلين موهبتهم بالدراسة.

أحمد طه أخرج افتتاح مشرف يليق بالسامر
كذلك قالت إحدى المخرجات الشابات لمسرح السامر نهال أحمد: افتتاح السامر من إخراج المبدع المخرج أحمد طه والحمد لله كان افتتاح مشرف لتاريخ السامر العريق، ومن أكثر الإضافات من وجهة نظري، التي أنارت الافتتاح مشاركه رموز السامر «نوارة السامر» الفنانة القديرة ماجده منير والعظيم الفنان سعيد صديق، والفنان القدير جلال العشري، وهكذا يكون عاد السامر بكل تاريخه  برموزه، وأيضًا انضمام شباب السامر، الفنان مصطفي منصور والفنانه مصريه بكر ومشاركتهم في تقديم الافتتاح، وهكذا نكون دمجنا السامر بالفعل، هكذا نستطيع أن نقول أن أجيال تُسلّم أجيال. 
وأضافت «نهال»: لدينا خطه جديدة للسامر، لأنه ليس مصمم لعروض التراث فقط ، وإنما لاستقبال كل أشكال العروض، والخطة الجديدة لإنارة السامر من جديد والمشاركة في العديد من المهرجانات، خطة منظمة ومدروسة، حتي يعود اسم السامر من جديد، والحمد لله أزمة فرقة السامر تم حلها، بوجود المسرح، وهذه أكبر مشكله كانت تواجهنا، فخورة بكوني مخرجة في فرقة السامر، أتمنى إن شاء الله أن نستطيع أن نُعيد الروح لفرقه السامر من جديد.

السامر أنشيء لفرقة الفلاحين والنيل وليس للعروض المسرحية
وختامًا قالت الفنانة سارة الراوي عضو فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي: فرقة النيل في أول يوم بعد الافتتاح، قدمت عروضًا على مسرح السامر، والمسرح رائع ومجهز على أعلى مستوى، ومن وجهة نظري إن تم إقامة حفلة أو حفلتين لفرقة النيل عليه، سيعود ذلك على الدولة بمكاسب مالية، إلى جانب إحياء التراث وثقافتنا الشعبية، وكذلك في حالة تقديم عروض مسرحية عليه، سيضخ أموالًا للدولة، ومن المقرر أن يكون مقر فرقة النيل مسرح السامر، وستقام عليها كل بروفاتها، مسرح السامر لم يتم إنشاؤه للعروض المسرحية، وإنما تم إنشاؤه لفرقة الفلاحين، فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي أسسها المخرج المبدع زكريا الحجاوي، أما تعليقي على افتتاح مسرح السامر، كنت أتمنى أن يكون الافتتاح يتسم بطبيعة مسرح السامر، وبفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، ولكن فكرة أن يتم افتتاح المسرح من خلال عرض مسرحي، أراه من وجهة نظري خارج طبيعة وهوية مسرح السامر.


إيناس العيسوي