الفائزون بجوائز الدولة: جوائز الدولة لها مذاق خاص

الفائزون بجوائز الدولة: جوائز الدولة لها مذاق خاص

العدد 829 صدر بتاريخ 17يوليو2023

تعد جوائز الدولة تثمينا لجهود المبدعين في مختلف المجالات، وتأكيدا لما توليه الدولة من تقدير واهتمام ورعاية للمثقفين والمبدعين في الفنون والآداب. أعلنت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة ورئيس ‏المجلس الأعلى للثقافة، وبحضور الدكتور هشام عزمي ‏‏(أمين المجلس)، القائمة النهائية للفائزين بجوائز ‏الدولة «التقديرية – التفوق - النيل»‏، التي ‏تتضمن ثلاثة مجالات هي (الفنون والآداب والعلوم ‏الاجتماعية)، كما أعلنت قائمة الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية، التي تشمل العديد من المجالات العلمية والثقافية، وذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفي، الذي ‏انعقدت فعالياته عقب انتهاء اجتماع المجلس الأعلى ‏للثقافة التاسع والستين،  الذي انتهت خلاله لجان ‏المجلس من عملية التصويت الإلكتروني لتحديد ‏الفائزين‎.‎
وجدير بالذكر أن جائزة الدولة التقديرية تمنح لعشرة فائزين في ثلاثة أفرع على النحو التالي: ثلاثة فائزين بجائزة الدولة في الفنون، وثلاثة في مجال الآداب، وأربعة فائزين في مجال العلوم الاجتماعية، وقيمة الجائزة مائتا ألف جنيه وميدالية ذهبية.
بينما تمنح جائزة الدولة للتفوق لـ سبعة فائزين في ثلاثة أفرع على النحو التالي: اثنان في مجال الفنون، واثنان في مجال الآداب، وثلاثة في مجال العلوم الاجتماعية، وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف جنيه وميدالية فضية.
وتمنح جائزة النيل لشخصية بارزة في كل مجال من الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، كما تُمنح لمرشح عربي واحد، وتبلغ قيمة الجائزة أربعمائة ألف جنيه وميدالية ذهبية.
‏ وفي كلمتها أثناء المؤتمر، قالت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة: «إن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة، حيث يشهد واحدا من أهم الأحداث الثقافية في مصر متمثلا في التصويت على جوائز الدولة لعام 2023، وهو اليوم الذي تُكرم فيه الدولة المصرية من خلال المجلس الأعلى للثقافة مثقفيها ومبدعيها على منجزهم الفكري والثقافي والفني المتميز في مجالات الجوائز المختلفة، لتؤكد ما توليه الدولة من تقدير واهتمام ورعاية للفنون والآداب، ويأتي هذا اليوم تأكيدا لدور وزارة الثقافة في رعاية المبدعين كأحد أهم أهدافها الاستراتيجية.
وأكدت وزيرة الثقافة أنها تتطلع إلى مشاركة نخبة من المثقفين والمفكرين في مصر خلال الفترة القادمة من أجل تطوير العمل الثقافي، تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة، وبما تمثله الثقافة من أهمية في بناء الإنسان، وإعادة تشكيل وعيه وترسيخ هويته الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة لديه، وتحصينا له من أخطار التطرف والتعصب، وأعربت وزيرة الثقافة عن ثقتها في إسهامات وجهود هؤلاء المثقفين إزاء استمرار المجلس الأعلى للثقافة في أداء دوره بما يعزز من مكانة مصر وريادتها الثقافية.
‏وكان الفائزون بجوائز الدولة في مجالي الفنون والآداب كالتالي:
 فاز بجائزة الدولة التقديرية في «مجال الفنون» كل من الموسيقار هاني شنودة، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والدكتورة دليلة الكرداني أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة.
وفي «مجال الآداب» فاز كل من: اسم الراحل الدكتور عبدالرحيم الكردي (أستاذ النقد والأدب العربي الحديث)، والروائية هالة البدري، والدكتور أحمد يوسف (أستاذ النقد الأدبي والبلاغة).
وعن جائزة الدولة للتفوق حصل عليها في مجال الفنون كل من: دكتورة رانيا يحيى (أستاذ بأكاديمية الفنون)، والفنان التشكيلي فتحي عفيفي محمد حسنين.
وفي مجال الآداب فاز كل من: اسم الراحل الدكتور مصطفى سليم، والشاعر فتحي عبدالسميع.
كما فاز بجائزة النيل للمبدعين المصريين «في مجال الفنون»: الدكتور عبدالسلام عيد أحد أبرز الفنانين التشكيليين، ومنحت جائزة النيل في مجال الآداب، لاسم الراحل الدكتور محمد عناني شيخ المترجمين، وفاز بجائزة النيل للمبدعين العرب الفنان التشكيلي العراقي ضياء عزاوي.
واحتفاء بالفائزين قررت «مسرحنا» الالتقاء بمعظمهم لمعرفة كيف تلقوا خبر فوزهم بالجائزة؟ وماذا تمثل الجائزة بالنسبة لهم؟ والجهة التي تم ترشيحهم من خلالها؟ وعن أهم أعمالهم وإنجازاتهم، بالإضافة إلى طموحاتهم وأمنياتهم المستقبلية، ودعوة منهم لمعرفة كيف يتم تعزيز مكانة مصر وريادتها الثقافية؟

أ.د. عبدالسلام عيد: جهد الإنسان المصري تتلقفه أياد طيبة 
وعن ترشحه قال الأستاذ الدكتور عبدالسلام عيد «الفنان التشكيلي وأستاذ الجداريات» والفائز بجائزة النيل للفنون:
 لم أكن أعلم من رشحني، عرفت فيما بعد أنه رئيس جامعة الإسكندرية.
وأشار د. عيد إلى أن: الإعلام في مصر عندما يتبنى قضايا مهمة أو يشعر بأهمية تداول هذه القضايا ويقدمها، فهو يصل إلى أصحابها الذين قاموا بالتأثير في هذه المجالات أو في هذه المعطيات الفنية أو الاجتماعية أو التاريخية، وينطبع في قلوب المبدعين والمفكرين الحريصين على التفاعل مع واقع وطنهم.
 وأعرب عن مدى سعادته بالجائزة، مشيرا إلى أن جهد الإنسان المصري تتلقفه أياد طيبة، مما يؤكد دائما أننا نعطي بلدنا الكثير والكثير.
وعن انتماءاته قال: أنا أنتمي لعالم الفنون الجميلة، وحصلت على العديد من الجوائز في مصر والعالم، ففي إيطاليا حصلت على عدة جوائز، وكنت أجوب كثيرا من المدن في أوروبا، وأشترك في كثير من المعارض من خلال ما تقدمه مصر من معارض تساهم في المجال الفني العالمي، وبالتالي فأنا لدي رصيد كبير فيما يخص مشاركتي في عالم الفنون التشكيلية المعاصرة.
 وتابع: أشكر كل من يقدم يد العون للمبدعين والمفكرين وأبناء مصر الذين ينظرون إلى واقع مصر وتاريخها ومستقبلها، وحريصين أن يتفاعلوا مع التاريخ والواقع والمستقبل، وهي معادله نعيشها حاليا، نتأمل تاريخنا وواقعنا وحريصين أن نرى ما لنا وما علينا.
 وأيضا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل وثقة في الله وفي شخصية الإنسان المصري وعطائه عبر سنين طويلة، فالإنسان المصري يؤكد دائما أنه يستطيع أن يحقق ما يريد، فمن هذه المعادلة التي أعيشها الآن أن «الله لا يضيع أجر من أحسن عملا» في أي مكان وفي أي زمان، ونحن حريصين أن نقدم أحلى ما عندنا مما ورثناه عن أجدادنا الذين أبهروا العالم.
وأضاف: ما زالت مصر تبهر العالم في إبداعها وفي فكر الإنسان المصري في تشكيله وبنائه، وما زال أحفاد المصري يؤكدون أنهم تأملوا وانطبع تأملهم في عقولهم، فهم يؤدون أحلى المعاني والأداء والفكر على أيدي مبدعيها ومفسريها ومفكريها.
وأكد أنه علينا أن نعزز من مكانة مصر وريادتها الثقافية بأن ننظر بتأمل ونعيد النظر في تاريخنا بتأمل وثقة في أن كل ما تركه المصري دليل على عبقرية الإنسان المصري عبر التاريخ، التي لا شك تركت أثرا كبيرا في عقول كل من المفكرين والمبدعين في كل المجالات.
 فأبناء مصر يتغنون بتاريخها، ومصر أعطت الكثير وما زالت تعطي من التجديد والفكر والإبداع للعالم كله.

د. أشرف زكي: أتمنى أن نكون في خدمة محراب الفن
وقال الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين والفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون:
أكاديمية الفنون هي الجهة التي رشحتني للجائزة ومن قبلها جامعة القاهرة، وتُسمى الجائزة بـ»جائزة الدولة التقديرية» إذن فهو تقدير من الدولة المصرية لرحلة عطاء سواء على المستوى الأكاديمي أو المستوى الفني أو الإبداعي أو المجتمعي.
وتابع: فالجائزة تعد محطة مهمة بالنسبة لي؛ لأنها تتويج لرحلة كبيرة وخاصة أنني أديت رسالتي في الأكاديمية على أكمل وجه.
وعن أعماله قال: تعد أعمالي مسيرة كبيرة منذ أن كنت مديرا لمسرح السلام، ورئاسة البيت الفني للمسرح قطاع الإنتاج الثقافي ثم عميدا للمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم نائبا لأكاديمية الفنون ومن بعدها رئيسا لأكاديمية الفنون، وأعتقد أن ما قدمته في الأكاديمية يشهد به الجميع.
وعن أمنياته وطموحاته المستقبلية قال: أتمنى المزيد من العطاء، لأن هذه الجائزة تحملني مسئولية، وأتمنى أن نكون في خدمة محراب الفن وفي خدمة الثقافة والفنانين المصريين.

الموسيقار هاني شنودة:  دائما أنتظر الاستحسان أو عدمه من الجمهور والجائزة تقدير لمشواري الطويل 
 فيما قال الموسيقار الفنان هاني شنودة الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون: لم أتلقى خبر فوزي بالجائزة من أحد، ولم يبلغني أحد بذلك، فقط هو إحساسي بالجائزة، فكنت أشاهد معالي الوزيرة وهي تعلن نتيجة الترشيحات.
 وعن انطباعه عن الجائزة قال: الجائزة تُسمى جائزة الدولة التقديرية، ويجب أن نقف قليلا عند كلمة الدولة، ونتساءل ما هي الدولة؟ هي الناس والأرض والبحار والنهر والأهرام وأبو الهول وما إلى ذلك، فالجميع اشتركوا في تقدير مشواري الفني الطويل، فلا أظن أن هناك جائزة أعلى من ذلك.
 وأشار شنودة إلى أن مكتبة الإسكندرية هي من رشحته لتلك الجائزة.
وعن طموحاته قال: لا أستطيع أن أتكلم عن المستقبل ولا الطموحات؛ لأني دائما أنتظر الاستحسان أو عدمه من الجمهور، ولكن أسعى لاستكمال مشروع «قافلة السعادة» وأتمنى أن نسعد به الناس، وأن ينل استحسانهم، وهو المشروع الذي تقدمت به بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية الذي يهدف إلى تنظيم عدد من الفعاليات الفنية والثقافية لإسعاد كبار السن والأيتام في دور الرعاية، وإتاحة الفنون لقطاع عريض من الجمهور، وإدخال الفرحة على نزلاء دور المسنين والأيتام ورفع روحهم المعنوية، والكشف عن المواهب والطافات الفنية لدي الأطفال من الأيتام ودمجهم في المجتمع من خلال تذوق الثقافة والفنون.

أ. د دليلة الكرداني: مجرد ترشيح جامعة القاهرة لي هو في حد ذاته جائزة
وفي كلمتها عبرت الدكتورة دليلة الكرداني «أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة» والفائزة بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، عن سعادتها عند تلقيها خبر الفوز، وقالت:
كانت مفاجأة جميلة لي، فكان بالنسبة لي بمثابة دهشة وسعادة عندما تلقيت خبر الفوز من خلال المجلس الأعلى للثقافة.
 وتابعت: كنت دائما لا أسعى للجوائز ولا أفكر بها، فأنا أمارس عملي دون التفكير مطلقا في هذه الناحية «الجوائز»، فمجرد ترشيح جامعة القاهرة لي هو في حد ذاته جائزة.
 وعن أهم أعمالها قالت: أنا أُدَرِس في جامعة القاهرة منذ عام 1981 كمعيدة ثم ماجستير ودكتوراه ومدرس وأستاذ مساعد ثم أستاذ، والآن أنا أستاذ متفرغ منذ سبع سنوات.
وتابعت: أنا دائمة الاحتكاك بالطلبة والمشروعات وطرق التدريس والمناهج، ولدي أبحاث كثيرة أهمها: أبحاث عن مدينة بورسعيد عن الطابع العمراني والمعماري، وأبحاث ممولة من الاتحاد الأوروبي عن الحمامات الشعبية، وبحث بمشاركة مجموعة أخرى عن وسط المدينة (القاهرة – الإسماعيلية)، وبحث آخر ممول عن الأسواق التاريخية المغطاة وطرق الاستدامة لها، وبحث ممول من جهة إيطالية عن كيف تعمل على تثمين للمواقع الأثرية غير المعروفة وكيف تبرز صفاتها وتعمل في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وأخذنا مثالا في الواحات البحرية وفي المغرب حول مشكلة المياه في الصحراء والطرق القديمة للحصول على المياه الجوفية ونقلها.
 وأضافت: أنا أمارس مهنة العمارة منذ أن تخرجت، فالعشرون سنة الأخيرة بعد الدكتوراه منذ عام 1992 وأنا مهندسة معمارية، وأخذت «استشاري معماري» من نقابة المهندسين، ومشروعاتي أكثر في المتاحف وفي ترميم المباني ذات القيمة والآثار.
 وعن طموحاتها آثرت استكمال ما بدأته من مسار، معللة ذلك أنها لا تفعل أكثر مما عليها فعله «فهذا ما يجب علي فعله». 
  وعن ريادة مصر الثقافية قالت: تعتبر مصر رائدة ثقافية بدون شك، ولكن يجب أن نحافظ على هذه الريادة عن طريق الحفاظ على هويتنا وشخصيتنا وتراثنا المعماري، بالأخص لأنه حاليا معرض للخطر في مواجهة التطوير، ويجب أن نوازن بين عملية التطوير وعمليات الحفاظ، فتأخذ عمليات الحفاظ مكانا في التنمية وليست التنمية الاقتصادية فقط، ولكن التنمية الثقافية والاجتماعية والحِرف، وأن يأخذ التراث وضعه ومكانه. ومن هنا علينا أن ننطلق من  الـgolocal أو من المحلية.

د. هالة البدري: طموحاتي أن أستطيع أن أقدم الأفكار المسكوت عنها
وقالت د. هالة البدري الفائزة بجائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب: رشحني بهذه الجائزة أتيليه القاهرة بإجماع الأصوات، وحصلت على الجائزة عن مجمل أعمالي، وعن سيرتي الذاتية، فأعتقد أن الحاصل على جائزة الدولة يجب أن يكون فاعلا في الحياة الثقافية كأساس، بالإضافة إلى عمله المتخصص فيه.
وأعربت البدري عن سعادتها بالجائزة قائلة: أنا سعيدة جدا بالجائزة مثل أي جائزة تسعد صاحبها وتضعه في دائرة الضوء، فأنا أفكر أن من الأفضل أن يكون النجاح بالسريان وليس كفلاش؛ لأن ضوء النجاح يسري ولا يتم كفلاش صاعق ينير فجأة ثم ينطفئ.
وعن أهم أعمالها قالت: لدي 25 كتابا منهم 15 عملا أدبيا بين الرواية والقصة، ولدي كتابان في أدب الرحلات، وكتابان في النقد، وكتاب عن المرأة العراقية «دراسة مطولة»، وكتابان عن تجربة الفلاح المصري في العراق، وكتاب موسوعي «غواية الحكي» وهو عبارة عن محاورات لعدد كبير من الكتاب والمفكرين والفنانين والرياضيين وغيرهم من الشخصيات المؤثرة في المجتمع، ومنهم من أخذ نوبل، كما قدمت ترجمة لـ11 لغة ورسائل دكتوراه في جامعة كاليفورنيا وشيكاغو، ودرست أعمالي في جامعات ميتشجن والجامعات المصرية ومكناس... وغيرها، ومعظم أعمالي ملحمي مثل رواية «منتهى» و» ليس الآن» و» مطر على بغداد»، ولدي صالون ثقافي في بيتي يناقش فيه كاتب أو فنان أو موسيقي أو مفكر كل شهر، كما أنشأت ستة صالونات في بيوت أصدقائي، وحاولت فيها نشر فكرة أننا إذا اجتمعنا في بيوتنا نجتمع حول كتاب، كما أقوم بعمل ندوة تُسمى «حوار» اقتربت من العشرين عاما بالمجلس الأعلى للثقافة، وأُحضر فيها كاتبا مخضرما يناقش كاتبا مبتدئا، ويسعدني أن يكون فرسان هذه الندوة هم من كبار الكتاب الآن.
وعن طموحاتها قالت: طموحاتي بسيطة جدا، فأتمنى أن أستطيع أن أقدم الأفكار المسكوت عنها، وما وصلت إليه من نتائج في مناقشة هذه الأفكار من خلال رواياتي، فمسألة أن يفتح الإنسان عن المسكوت عنه في أعماله الأدبية؛ يساعد المجتمع في التخلص من الأشياء الموجعة التي تنخر في عظام المجتمع مثل السرطانات المختفية التي تفاجئنا بالانفجار وإنهاء الحياة.
وأشارت إلى أنها تهتم بإعادة النظر في التاريخ وتقديم صوت الناس فيه الذي كبت بواسطة السلطات، ولم يأخذ بصوت الناس أو يقدم مشاعرهم أو وجهة نظرهم، كما أنها تعني برد الحقوق إلى أصحابها ورد المعارف العلمية والفكرية والإنسانية إلى المصريين القدماء، التي تم نهبها عن طريق الرومان واليونان، وأشارت إلى أنها لها وجهات نظر في هذا الموضوع ليست قائمة على التعصب على الإطلاق، ولكن قائمة على البحث العلمي وراء هذه الأفكار التي تدخل في أعمالها الأدبية.
وأضافت: أنا معنية بأن تتحرر بلادنا فعليا، وألا تقع تحت طائلة الاستعمار الجديد الذي لا يدخل علينا بالعسكر، وإنما يدخل بالاحتلال الاقتصادي حيث الضغوط «من ناحية المياه ومن ناحية بس أفكار إرهابية أو فرض حكم ديني» وما إلى ذلك، فعلينا أن نسعى جميعا من الإنسانية وتخليص العالم من الفقر والجوع والمرض، ومواجهة التغيرات التي تحدث في الكوكب، كما أتمنى للجميع الحياة بسلام وتحقيق الآمال والأماني الصغيرة مثل الحب والسعادة وتكوين أسرة صغيرة، فهي أحلام بسيطة.
وتابعت: في روايتي «مدن السور» التي فضحت فيها كيف يتم التعامل مع الإنسانية بتقسيمها إلى طبقات يتم دفعها للانتحار وإعدامها بالأمراض، هي أول رواية عربية تنظر إلى العالم وتكونه في المستقبل بعد آلاف السنين، وهي الرواية التي أعاد النقاد قراءتها بعد ظهور الجائحة، وقالوا بأني تنبأت بأشياء كثيرة التي طرحتها الجائحة ومنها الانتحار ووضع شرائح ذكية في الجسم والرقابة على العقل وقراءة أفكار واتجاهات المواطنين، للتأثير عليهم لتغييرها أو لدفعهم لتصرفات معينة.
 
د. رانيا يحيى: جائزة الدولة تاج على رأسي يزينني مدى الحياة
وقالت دكتورة رانيا يحيي «أستاذ دكتور بأكاديمية الفنون» الفائزة بجائزة التفوق في مجال الفنون: كنت وقت إعلان الجائزة خارج مصر في مهرجان وملتقى فكري أشارك فيه، فكانت المفاجأة  أني عرفت خبر فوزي بالجائزة وأنا بعيدة عن أسرتي، كانت الفرحة لا توصف، فرحة عارمة ممزوجة بدموع منهمرة نتيجة لتعب وجهد سنين، وكأن شريط تعب وجهد سنوات طويلة يمر أمامي، وإحساسي هنا إحساس بالفخر والسعادة وتكليل التعب والجهد، وبعدها سجدت شكرا لله على هذا العطاء والخير.
وتابعت: شعرت من خلال هذه الجائزة بحب الناس وتقديرهم لي وفرحتهم، حتى إن بعضا ممن لم يفز بالجائزة وكانوا مرشحين لها، اتصلوا بي وقالوا لي إنهم اعتبروا فوزي هو بمثابة فوز لهم، تلك هي المشاعر الصادقة من أساتذة كبار.
 وعن الجائزة قالت: الذي يميز جوائز الدولة عن أي جوائز أخرى أنها تحمل اسم مصر فهي تُسمى «جائزة الدولة» من بلدي مصر، فإن قيمة هذه الجائزة من قيمة مصر، ولا بُدّ أن تكون دائما على هذا القدر، وأن يكون مبدعوها أيضا على هذا القدر ليشرفوا مصر.
 وتابعت: أنا حصلت على عدة تكريمات وجوائز ولكن هذه المرة تتميز هذه الجائزة بأنها جائزة الدولة فهي لها وضع مختلف وفرحة مختلفة وهي تاج على رأسي يزينني مدى الحياة.
وعن الترشيح للجائزة قالت يحيي: أنا من رشحت نفسي لهذه الجائزة؛ وترشحت لها لما لها من قيمة كبيرة معنويا وأدبيا، فهي إضافة لمسيرة أي فنان أو مبدع ولأنها تحمل اسم مصر فلها طابع خاص ومذاق خاص فلها قيمة مضافة لأي شخص يحصل عليها لذلك كنت حريصة جدا للترشيح والحصول على هذه الجائزة، فأنا حصلت على عدة جوائز وتكريمات منها: جائزة مسابقة مدحت عاصم ومسابقة جمال عبدالرحيم التي حصلت فيهما على المراكز الأولى، كما كرمت كطالبة مثالية في أكاديمية الفنون، وحصلت على الأم المثالية من دار الأوبرا، كما حصلت على عدة تكريمات من الخارج ومن المؤسسات التي شاركت فيها، وأيضا كرمت بمهرجان بابل للفنون باسم مصر، كما كرمت في الكويت بمهرجان الموسيقى والغناء بدورته 19، أيضا كرمت بمهرجان الشارقة الأخير عن مشاركتي في ملتقى فكر ببحث على هامش مهرجان دبا الحصن المسرح الثنائي، وتقدمت ببحث بعنوان «المسرح الغنائي من إشكالية المصطلح إلى التطبيق»، وقدمت ورشة عن الصوت في المسرح وأخذت درع المهرجان وشهادات تقدير عن هذه المشاركات، كما شاركت في منتدى تمكين المرأة بأبو ظبي في دائرة القضاء وتم تكريمي من دائرة القضاء هناك.
بالإضافة إلى تكريماتي من المجلس القومي للمرأة، كل هذه التكريمات لها مذاق وإنما تكريمي من الدولة نفسها له مذاق آخر.
وعن كيفية تعزيز ريادة مصر الثقافية قالت: يجب أن يشعر أولاد مصر بقيمتها، وأن نعمل على ملف الهوية، وأن يكون لدينا محاولات حقيقية لتحقيق الأمن الفكري من خلال مؤسسات وزارة الثقافة وهي وزارة تحتاج أن تكون في موقع ريادة وتفرد وسط جميع الوزارات المختلفة نظرا لطبيعتها شديدة الخصوصية، فوزارة الثقافة تأتي في المرتبة الأولى بعد الوزارات السيادية مباشرة، ودورها لا يقل أهمية عن هذه الوزارات، فهي تحارب من خلال القوى الناعمة، ومن خلال الاستنارة والوعي عند المواطن، وأيضا تعمل على سلوكيات وأخلاقيات وتهذيب وسمو وجداني.
وأنهت كلمتها قائلة: أعتقد أن ما يعلي من الشأن الثقافي لمصر، هو أن تعطي لوزارة الثقافة يد التحكم في عدد من المشاريع والمبادرات التي تعمل على الوعي، وأن يكون لها دور حقيقي واسهام حقيقي في هذا الدور، أيضا من خلال العمل على الأرض عن طريق هيئة ممتدة في ربوع مصر وأقاليمها مثل قصور الثقافة.

أ.د أحمد يوسف: الجائزة تعد تقديرا كبيرا من مصر لأحد أبنائها، وتتويجا لمسيرتي التي امتدت حتى الآن لما يقرب من خمسين عاما
وقال الأستاذ الدكتور أحمد يوسف علي «أستاذ النقد الأدبي والبلاغة» الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب:
أعمل أستاذا للنقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، رشحني مجلس الجامعة للتقدم إلى جائزة الدولة التقديرية للآداب. 
ولم أفكر في الترشح لهذه الجائزة من قبل، فهذه هي المرة الأولى، ولذلك كنت سعيدا كل السعادة حين أعلنت وزيرة الثقافة عن اسمي بين الفائزين بجوائز الدولة التقديرية في مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية. 
وأشار دكتور أحمد إلى أن هذه الجائزة تعد تقديرا كبيرا من مصر لأحد أبنائها، وتتويجا لمسيرتي التي امتدت حتى الآن لما يقرب من خمسين عاما.
وأشار قائلا: تعد الجائزة تقديرا لكل أعمالي التي قدمتها على مدار مسيرتي العلمية، وأعمالي كثيرة متعددة ومتنوعة، وأذكر منها بعض عناوين كتبي المنشورة والمعروفة بين القراء في مصر وخارج مصر مثل: «أم كلثوم الشعر والغناء» الذي نشره مركز اللغة العربية بأبي ظبي في مطلع هذا العام، وكتابي «تجربة قراءة الشعر نحو محاولة للفهم»، و»تأملات عابرة في الزمان والمكان»، وكتاب «في صحبة القرآن» و»آخر نظرية الشعر»، و»البلاغة العربية قراءة القراءة»... وغير ذلك. 
فعدد كتبي المنشورة حوالي خمسة وعشرين كتابا، هذا عدا عشرات العشرات من الأبحاث في الدوريات العلمية، والمقالات المنشورة في الصحف، وما زلت عاكفا على بقية أعمالي التي أسعى للانتهاء منها قريبا.
وعن مكانة مصر الثقافية قال: أرى أن قوة مصر المؤثرة والفاعلة هي الثقافة والفكر والفنون الجادة، فمصر هي فجر الضمير الإنساني.
                         
الشاعر فتحي عبدالسميع: لمصر ثروة ثقافية تمنحها الريادة 
فيما أعرب الشاعر فتحي عبد السميع الفائز بجائزة التفوق في مجال الآداب عن سعادته فور تلقيه خبر فوزه، مشيرا إلى أن فرحة أسرته بالخبر كانت أكبر، واستطرد قائلا: كنت أتمنى الفوز بالجائزة منذ سنوات طويلة، حيث كنت جديرا بها لكنها فاتتني وجاءت متأخرة.  
وعن دور الجوائز في حياته قال: الجوائز تمنح تجربتي الشعرية قدرا من الضوء الإعلامي، يعوض غيابي عن الحركة الثقافية بسبب إقامتي في أقصى الصعيد، ويجعل تجربتي مقروءة بشكل أفضل، وأتمنى أن يحدث ذلك بعد حصولي على جائزة الدولة.  
وأشار قائلا: لم أفكر في التقدم للجائزة بسبب المعلومات التي نسمعها عن ارتباط الجوائز بالتربيط والانضمام إلى الشلل وشبكات المصالح.. وغيرها من الأمور التي يعجز عن فعلها إنسان حر لا يحب الفساد، ولا يملك سوى حبه للكتابة، وحدث أن كنت مريضا وعلى وشك الدخول في عملية جراحية خطرة جدا في المخ، قلت لو مت سوف أحصل على الجائزة، لأننا نقدر الموتى ونتعاطف معهم، لو مت سوف أحصل على الجائزة وأترك شيئا مفيدا لأسرتي في الأيام الصعبة، لكنني أجريت العملية ونجوت بفضل الله، وأثناء فترة النقاهة جاءت الجائزة.   
وتابع: قدمت أعمالي، وعرضت على لجنة، واللجنة هي التي رشحتني، وكنت أتمنى أن ترشحني جامعة جنوب الوادي، لأن واجبها رعاية وترشيح الأدباء الذين يقيمون في دائرتها، لكنها لم تفعل.  
وأضاف: حصلت على الجائزة عن مجمل تجربتي الشعرية التي تتواجد بقوة في الحياة الثقافية منذ عام 1988. 
وعن طموحاته أكد أنه يود استكمال مشروعه الشعري، وإضافة قصائد جيدة، واستكمال مشروعه الخاص بدراسة الثأر في الصعيد، واستكمال كتبه التي بدأ فيها ولم ينجزها عن ثقافة التجريس والسيرة الهلالية. 
وعن رأيه عن كيفية تعزيز مكانة مصر وريادتها الثقافية قال:
لمصر ثروة ثقافية تمنحها الريادة لكنها بحاجة إلى دعم مبدعيها ومفكريها، ودعم المؤسسات الثقافية الكبيرة مثل هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة وإدارتها بشكل جيد.

شيماء الورداني: كان على يقين بالفوز ولكن كان يشعر بأنه لن يكون موجودا وقت ظهور نتيجة الترشيح
وعن جائزة الدولة للتفوق التي فاز بها في مجال الآداب اسم الراحل الدكتور مصطفى سليم حدثتنا زوجته الأستاذة شيماء الورداني قائلة: 
 تلقيت خبر الجائزة بحالة حزن وألم شديدين جدا ولكنها امتزجت بالفخر؛ لأنه تمناها كثيرا ولكن لم يحالفه الحظ، وهو بالفعل قبيل وفاته بأيام كان عنده يقين غريب أنه سيفوز بهذه الجائزة هذا العام، ولكنه أفصح عن كونه لن يكون موجودا وسطنا وقت ظهور نتيجة الترشيح.
وتابعت: رشحته أكاديمية الفنون ونقابة المهن التمثيلية.
وأشارت إلى أنه كان دائما يسعى لتطوير طرق التواصل مع طلابه بالأكاديمية، وكان يتمنى أن ينقل لأبنائه وبناته كل ما يحمله داخله من معلومات، وما لديه من ثقافات؛ لأنه كان عاشقا لعمله وفنه وأبنائه.
 واستطردت قائلة: الحقيقة أنه عاش عمره كله مثالا للعطاء دون مقابل، فكان دائما يسعى لمساعدة الآخرين وخاصة من يملك موهبة ما، فكان دائما يوجه أي موهوب إلى الطريق الصحيح لتنمية هذه الموهبة وتحقيق أحلامه.
نحن في حاجة إلى الاهتمام بالفن والتعامل معه باعتباره سلاحا لتطور المجتمع والمواهب الجديدة، لأن لدينا فعلا مواهب حقيقية مختفية تحتاج لمن يدلها على الطريق الصحيح للظهور.

هدي الكردي: كان أبي يتمنى أن ينشر اللغة العربية في العالم 
وقالت المهندسة هدى الكردي ابنة الراحل الدكتور عبدالرحيم الكردي «أستاذ النقد والأدب العربي الحديث بجامعة قناة السويس»: كنت أتمنى أن أسمع خبر فوز أبي بالجائزة من والدي شخصيا، ولكن الحمد لله على كل حال ربنا يرحمه ويجعله في ميزان حسناته.
وتابعت: عندما كانت تأتي سيرة الجائزة مع والدي، كان دائما يقول إنها جائزة قوية وكبيرة في القيمة الثقافية؛ حيث حصل عليها كل من نجيب محفوظ وطه حسين.
وما أعرفه أنه كان قد قدم للجائزة العام الماضي ولكن لم يحالفه الحظ، وأتوقع أنه أيضا من تقدم للترشيح هذا العام أيضا، وأبي أخذ الجائزة عن مجمل أعماله.
وأضافت الكردي: كان أبي -رحمه الله- شخصا طموحا جدا، وحالم لأعلى درجة، لا أعرف طموحاته، ولكن أتوقع أنه كان يتمنى أن ينشر اللغة العربية في العالم، وأن ويعلمها لغير الناطقين بها، بدليل أنه أول من فتح مركزا لتعليم اللغة العربية بجامعه قناة السويس، وكان حريصا جدا أن يلتحق بها طلاب من كل مكان في العالم، وأيضا كان يسعى لأن يكون التعليم فيه أونلاين، والاختبارات أونلاين؛ حتى يسهل على الطلاب التعلم، كما كان يسعى لجعله مركزا عالميا معتمدا مثل cisco وميكروسوفت.

الفنان فتحي عفيفي: مصر تفتح ذراعيها وتطبطب علي.. فمشواري الفني في مصر لم يذهب هباء
 وقال الفنان التشكيلي فتحي عفيفي الفائز بجائزة التفوق في مجال الفنون: عند سماعي خبر فوزي بالجائزة فرحت كثيرا، فكانت بمثابة مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، وأول من هنأني الموسيقار راجح داوود ومحمد سلماوي وتوالت التهنئة بعدها من الأصدقاء الذين علموا بالخبر، وهذه الجائزة ليست الأولى لي، فقد حصلت على الجائزة الثانية بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة، والجائزة الأولى بالاتحاد العام للنشء وشباب العمال، بالإضافة إلى جائزة التحكيم الدولية لبينالي القاهرة الدولي السابع، ولكن جائزة الدولة للتفوق في مجال الفنون 2023 لها وقع خاص علي.
واستأنف قائلا:  مفاجأة حقا أسعدتني، فمصر تفتح ذراعيها لي وتطبطب علي، فمشواري الفني في مصر لم يذهب هباء.
وأوضح: أنه كان مرشحا لهذه الجائزة العام الماضي (احتياطيا) وقال: كان ترشيحي من لجنة المأثورات الشعبية للمجلس الأعلى للثقافة، ولكن لم يحالفني الحظ.
وأضاف: كنت مشرفا لقسم الفنون التشكيلية بالاتحاد العام للعمال، وأشرفت على الديكور المسرحي بالبيت المسرحي لشباب العمال، كما أشرفت على إنشاء قسم للفنون التشكيلية بالاتحاد العام للشباب والنشء العام، كما ساهمت في تأسيس البناء المسرحي العالمي بالاتحاد العام للعمال وأشرفت على دورات في الديكور المسرحي، وقمت برسم جداريات.
وتابع: أنا محب للثقافة والتواجد، فدائما ما تجدينني في الندوات والمسارح وقاعات الاستماع.
وقدم عفيفي نصيحته للموهوبين قائلا: على كل موهوب أن يحترم موهبته وأن يجتهد ويعمل عليها، حتى ينال نتاج مجهوده، وحتى يساهم في رفعة شأنه ورفعة شأن بلاده.


سامية سيد