حاله من البهجة الفنية متكاملة العناصر علي خشبة المسرح القومي خلال الفترة الاخيرة برئاسة الفنان ايمن الشيوي وذلك من خلال العرض المسرحي «سيدتي انا» للمخرج الشاب محسن رزق والذي تم افتتاحة خلال الاسبوع الاخير من شهر مايو الماضي ومنذ انطلاق العرض يشهد المسرح لافتة كامل العدد نظرا للاقبال الجماهيري الكبير وقد أشاد المخرج خالد جلال بالعرض وأداء أبطاله، وبكافة العناصر الفنية للعرض من ديكور وإضاءة واستعراضات وأزياء وموسيقى، ليخرج في صورة مشرفة تليق بتاريخ وعراقة المسرح القومي، مؤكدا على أن الفن الهادف والعروض المسرحية القيمة تجذب الجمهور ، مما يساهم في تنشيط الحركة المسرحية، وهو ما تشهده حاليا كافة خشبات مسرح الدولة.وفي هذا السياق كان لنا لقاءات مع المخرج محسن رزق وبعض نجوم وفنانين العمل للحديث عن «سيدتي انا» وفي هذا السياق قال رزق أن “سيدتي انا” تختلف تماماً عن “سيدتي الجميلة” للعبقري فؤاد المهندس هذا النجم الذي حببني في التمثيل ودراماتورج للكاتب الكبير بهجت قمر موضحاً أن دائماً هناك خلط بين العملين ف الكاتب بهجت قمر قدم سيدتي الجميلة بنسخة مصرية )تمصير للرواية الأصلية) تدور أحداثها في مصر اثناء عهد الخديوي بينما قدمت “سيدتي انا” بشكل مختلف واهدف أن تكون نسخة خاصه بينا وهذا ما تحقق بفضل الله ورأيت نجاحي في عيون كل متلقي شاهد العرض سواء كان من الجمهور العاشق للمسرح أو متخصص وتكمن صعوبة هذه التجربة ب ارتباط اسم “سيدتي الجميلة” ب النجم فؤاد المهندس والنجمة شويكار علي الرغم من أن اسم سيدتي الجميلة هو خاص ب الرواية الأصلية ل برنارد شو وهناك فيلم باسم my fair lady كشف رزق أن عرض “سيدتي انا” يقدم النسخة الأصلية بدراما تورج ملائمة للوقت الحالي تدور أحداثها في لندن الشخصية الرئيسية في العرض هي ليزا بائعه الورد التي تقوم بها النجمة داليا البحيري علي عكس سيدتي الجميلة التي كانت تدور أحداثها في مصر والشخصية الرئيسية كانت صدفة “السارقة” وقامت بهذا الدور النجمة الكبيرة شويكار مشيراً إلي عرض “سيدتي الجميلة” للنجم احمد السقا قائلا إن السقا قام ب إعادة نسخة الفنان فؤاد المهندس بكل مفرداتها حتي أستخدم نفس اسماء الشخصيات وحققت نجاحاً كبيراً ولكنه تعرض للظلم ومضايقات في غير محلها لان كل من تكلم عن التجربة وفكره المقارنة لم يشاهد العرض أساساً لذلك اتمني أن يكون دائما الحكم علي اي تجربة بعد المشاهدة لذلك قررنا تغير اسم المسرحية من سيدتي الجميلة الي الاسم الحالي “سيدتي انا” لتلاشي كل هذا الخلط أكد رزق انه أعتمد في العرض علي فكرة الإبهار في كل عناصر العرض وأشار إلي الاستعراضات قائلا تعمدت وجود عدد كبير من الاستعراضات لان العرض دراما غنائية ومشار الي ذلك علي افيش المسرحية واتبع هذا النهج في كل أعمالي المسرحية فهي مكمل أساسي للعمل دونه لا يكتمل ولابد أن تكون الاستعراضات في خدمة العمل الدرامي المقدم مؤكداً أنه من عشاق العروض الميوزيك شو ف ويشارك في العرض مجموعة كبيرة من النجوم الذين يمتلكون ثقة في نجوميتهم وقدراتهم الإبداعية وكان يبني من البداية أن العرض هو النجم الأوحد ووجد تفاهم كبير بين أبطال العرض لذلك تميزت كواليس العمل بالحب والتفاهم وانعكس هذا الأمر على خشبة المسرح استطرد رزق أن البروفات استمرت قرابة العامان بدأنا البروفات بنجوم وانتهينا بنجوم آخرين لعدة أسباب منها الروتين الذي كان أكبر عائق وصدر لنا بعض الصعوبات التي تسببت في إطالة مدة البروفات متمنياً أن تتغير بعض اللوائح والقوانين التي تعرقل مسيرة الحركة المسرحية هذه العراقيل ترهق الفنان وبالتالي لن نستطيع أن نتخطاها لأنها قوانين .ولكن لا نغفل الدور الكبير للمخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح وتحمسه للعمل من البداية وأسعدني رأيه في العرض عندما قال لي كنت في اختبار كبير ونجحتم بجدارة كذلك الأمر بالنسبة للفنان إيهاب فهمي المدير السابق للمسرح القومي الذي بدأ معنا المشروع والدكتور أيمن الشيوي المدير الحالي للمسرح علي توفير كافه الأمور التي ساعدتنا علي أن نحقق أهدافنا بدقه شديدة وعلي ذكر المسرح القومي ف تعد هذه التجربة هي الأولي له على خشبة هذا المسرح العريق وجمهوره الكبير ولكنه قدم العديد من العروض علي خشبات مسرح الدولة منها عرض “أنا الرئيس” للنجوم سامح حسين وحنان مطاوع من إنتاج المسرح الكوميدي وعرض “سنو وايت” علي خشبة القومي للطفل والذي حصل علي 7 جوائز بالمهرجان القومي للمسرح المصري بالإضافة إلي “أليس في بلاد العجائب” علي مسرح البالون الذي حقق اعلي إيرادات في تاريخ مسرح الدولةبينما أعرب الفنان فريد النقراشي عن سعادته بتواجده علي خشبة المسرح القومي مشاركا في عرض “سيدتي أنا” وقال اقوم بدور الفريد دوليتل والد ليزا بائعه الورد هذا الشخص (الصعلوك) الذي يعيش حياة العربدة وعدم الوعي وعدم الاهتمام ب ابنته واضاف أن المخرج محسن رزق أعد هذه الشخصية بشكل مختلف عن الرواية الأصلية لبرنارد شو ووضعها في قالب إنساني أكثر. كشف النقراشى أن الفريد هو شخص فنان عازف هارمونيكا محترف وله جمهور ومستمعين ولكن لسوء الحظ يقع مع أناس تقوم بابتزازه وقهره وسرقة الالحان الخاصة به إلي أن يحول الي شخص بلا هويه شخص مهمش صعلوك وأصبح واحد من رواد الحانات في لندن. تجري بعض الأحداث الدرامية علي مدار المسرحية ليبدأ مشواره في التغيير إلي الأفضل ويكتشف علاقته بابنته وعلاقته بالحياة بشكل عام. أوضح النقراشي أنه واجهه تحديات كبيرة في هذه الشخصية ومن ضمن هذه التحديات أن عمر الشخصية يضاعف العمر الحقيقي له بجانب الأبعاد النفسية والاجتماعية والشكلية لشخصية ألفريد هذه الأبعاد الصعبة التي تتطلب جهدا كبيراً في تحضيرها وتجسيدها لتصل إلي المتلقي بكل صدق مشيراً إلي الحديث الذي دار بينه وبين المخرج عندما قال له انت تقوم بتدريس التمثيل للطلبة والعمل علي التباين والتقمص وأبعاد الشخصيات المختلفة وتقديم فكره التنوع في التناول ونريد تطبيق عملي بتجارب عملية على خشبة المسرح لنقول أن الممثل يستطيع أن يجسد اي شخصيه مهما كانت أبعادها النفسية والثقافية والاجتماعية مما أعرب النقراشي عن سعادته بنجاح التجربة بشكل كبير في هذه الشخصية .في النهاية أشاد النقراشي بالجهد المبذول من فريق العمل والنجوم وجميع العناصر المشاركة في العمل وأكد علي سعادته بالعمل مع الفنانة داليا البحيري وقال إنها فنانة عظيمة علي المستوي الإنساني والفني تتمتع بطاقة إيجابية مذهلة لديها كمية إصرار وتحدي ورغبه في النجاح لن أري مثلها علي مستوى التدريبات على مستوى الاستعراضات على مستوى تغيير الملابس والمكياج على مستوى التمثيل على المستوى الغناء بذلت مجهود مضاعف وخرافي في العرض المسرحي كذلك الأمر بالنسبة للفنان نضال الشافعي الذي انضم لفريق العمل مؤخرا وفي وقت قصير جدا استطاع حفظ الدور بجدارة نتيجة بذل مجهود مكثف وكبير جدا وضخم منه وفي سياق مختلف أشار النقراشي لبعض الإنجازات التي تحققت من خلال العرض ومنها علي المستوي التقني وجود شاشه سينما علي خشبة المسرح القومي لخدمة العرض بناء على تصور المخرج محسن رزق لعمل مزج ما بين التمثيل الحي والمادة الفيلمية المصورة ولكن للأسف لا يوجد شاشه سينمائية واحده في البيت الفني للمسرح مما دفع البيت الفني بقيادة المخرج الكبير خالد جلال لشراء شاشة سينمائية خاصه بالمسرح القومي ومن ثم للبيت الفني للمسرح ككل .اما الفنان نضال الشافعي الذي قال إنه يقوم بدور ادم عالم الصوتيات وان مسرحية “سيدتي انا” هي التجربة الثانية له علي خشبة المسرح القومي اقدم واعرق خشبات المسارح هذا المسرح العريق الذي وقف عليه كبار النجوم منذ نشأته ف التجربة الأولي كانت بجوار النجم الكبير يحي الفخراني من خلال مسرحية “الملك لير” وقد أعرب عن سعادته بمشاركته في هذا العمل بجوار الفنانة داليا البحيري التي تربطهم ببعض علاقة صداقة ومحبه واحترام هذه النجمة التي تعشق فنها وعن العرض فقد أضاف أن عندما رشحه المخرج محسن رزق للعمل في العرض ف راي أن سيدتي أنا بعيده كل البعد عن عرض سيدتي الجميلة للفنان فؤاد المهندس الذي يعد شرفا لنا جميعاً أن يكون هذا النجم في عالمنا الفني وان كانت الفكرة والخطوط العريضة للعمل واحده ولكن بتناول ورؤية إخراجية مختلفة ف المخرج محسن رزق هو مخرج من طراز خاص وطبيعة خاصه مؤكدًا في النهاية علي حبه وتقديره لجميع نجوم العرض الذي اثني علي جهودهم الكبير التي بذلت أثناء البروفات وفترة التحضير .أما الفنان الشاب فادي رافت قال إنه يقوم بدور أحد رجال الفريد دوليتل والد ليزا بائعة الورد هذه الشخصية يجسدها الفنان فريد النقراشي واتبعه في كل مكان يذهب إليه أضاف رأفت أن وقوفة علي خشبة المسرح القومي هي التجربة الأولي ولكنها ليست الأولي على خشبات مسرح الدولة فقد شارك في عرض لعبة العراف 2017 على مسرح الغد مع المخرج عمر الشحات وهي التجربة الثالثة له مع المخرج محسن رزق بعد مشاركته مع في عرضي الجميلة والوحش وريبانزل على مسرح الماركية بالتجمع الخامس. “سيدتي انا” عن رائعة برنارد شو “بجماليون” ، العرض بطولة: “داليا البحيري، نضال الشافعي، فريد النقراشي، محمد دسوقي، أمينة سالم” وكوكبة أخرى من الفنانين، ديكور حمدي عطية، أزياء ، مروة عودة، أشعار عادل سلامة، موسيقي تصويرية وألحان محمود طلعت، تصميم استعراضات مصطفي حجاج، إضاءة عز حلمي، دراما تورج وإخراج محسن رزق.