الملتقى الدولى للميكروتياترو يكرم 11 جامعة مصرية بأكاديمية الفنون

الملتقى الدولى للميكروتياترو يكرم 11 جامعة مصرية بأكاديمية الفنون

العدد 828 صدر بتاريخ 10يوليو2023

برعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة وتحت إشراف الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، أقام الملتقى الدولى للميكروتياترو برئاسة الدكتورة نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، احتفالية لتكريم 11 جامعة مصرية تقديرا لجهودهم المبذولة في ترجمة النصوص المشاركة في دورات المهرجان المختلفة، وذلك بمسرح سيد درويش التابع لأكاديمية الفنون بالهرم. 
بدأ الحفل بعزف السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، تلاه السلام الخاص بدولة إسبانيا، ثم بدأت فعاليات الحفل الذي قدمه د. كمال عطية الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والطالبان شريف بهي ودانا وائل، الذين رحبوا بالحضور، وأكد الدكتور كمال عطية أن اليد الواحدة لا تصفق، ولولا وجود من رعى الفكرة وآمن بها وساندها بجهد وصبر لم نكن هنا اليوم. وأضاف أن الفكرة بدأت بحلم التعرف على الميكروتياترو الذي ولد في مدريد عام 2009، ولكن يظل الحلم حلما لو لم يجد أفكارا يتحقق من خلالها على أرض الواقع، فكانت فكرة السيد كانديدو كريس الملحق الثقافي للسفارة الإسبانية، بأن تتم ترجمة الأعمال المصرية الفائزة للغة الإسبانية كتقدير لمجهود الشباب الذي عمل بجد وإبداع للتعرف على هذا الوافد الجديد. ولكن كيف سيتم ذلك دون وجود ميزانية أو دعم مادي، دائما أبدا تعاني الثقافة من محدودية الإمكانيات. وهنا جاءت فكرة السيد كريس بالتعاون مع أقسام اللغة الإسبانية بالجامعات المصرية للقيام بجهد مزدوج، وهو القيام بالترجمة من الإسبانية للعربية ومن العربية للإسبانية. وهنا كانت المفاجأة أن الرهان على مدى تجاوب وحماس الجامعات كان رائعا، حيث إنه خلال العام الماضي في الدورة الثانية للملتقى تمت ترجمة ما يزيد على 45 نصا إسبانيا، بالاضافة إلى 4 نصوص مصرية فائزة، وهذا العام يتم العمل على حوالي 30 نصا، بالإضافة إلى النصوص التي ستفوز هذا العام -إن شاء الله- ونحن هنا اليوم لنحتفل بجهد ثماني جامعات ساهمت بوعي واقتدار في بناء جسور ثقافية بين مصر وإسبانيا. وباعتبارنا مسرحيين، نتقدم -بجزيل الشكر- لفتح باب من الدماء الجديدة لأعمال فنية نابضة بالإبداع لتقدم على خشبات المسارح في العديد من الدول، حيث قدمت الأعمال الإسبانية المقدمة في القاهرة والإسكندرية والعديد من المحافظات، وتم تقديم البعض منها مع فرق الهواة بالمملكة العربية السعودية، وكذلك قدمت قراءة مسرحية للنصوص المصرية المترجمة للإسبانية في كولومبيا، الأرجنتين، مدريد، وتستمر رحلة الفن والإبداع دائما أبدا بفضل قلوب وعقول مخلصة لعملها، تضع المصلحة العامة قبل الخاصة، والمكسب الأدبي قبل المادي.
واختتم عطية كلمته قائلا: الشكر من القلب تتقدم به وزارة الثقافة، أكاديمية الفنون، المعهد العالي للفنون المسرحية فرع الإسكندرية، للسيد كانديدو كريس الملحق الثقافي الإسباني، والجامعات والمعاهد المتخصصة.
ثم ألقى الطالب محمد عصمت رئيس اتحاد الطلبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، كلمة رحب خلالها بالحضور وأعرب عن سعادته باختياره مديرا لملتقى الميكروتياترو في دورته الثالثة،ـ ثم دعا الدكتورة نبيلة حسن لإلقاء كلمتها.
وقالت د. نبيلة حسن خلال كلمتها: «اليوم نكرم أشخاصا تعبوا وعملوا لإيمانهم بأن العائد الحقيقي لما يقدمونه هو عائد ثقافي، ووجهت الشكر للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة لرعايتها للملتقى الدولي للميكروتياترو الذى يقام سنويا تحت رعاية سيادتها، كما توجهت بالشكر للدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون التى لم تكل أو تمل يوما من مساندة كافة الأنشطة الطلابية، وبالأخص الملتقى الدولي للميكروتياترو، كما توجهت بالشكر للدكتور محمود مخيمر مدير مسرح سيد درويش، ووجهت الشكر لجميع الجامعات التي حرصت على حضور الحفل سواء بالتعاون أو بالتواجد.
وأضافت أنه لم يكن لهذا الجمع أن يلتقي لولا جهد جهيد من السيد كانديدو كريس الملحق الثقافي للسفارة الإسبانية بالقاهرة، وأضافت قائلة: تعلمت في مصر أن أحلم، وأزرع، وأجني، وتعلمت في إسبانيا أن التشجيع والدعم النفسي هو أسرع طريق لمساعدة الآخر لتحقيق حلمه.
وتحدثت باستفاضة عن الدعم الكبير الذي وجدته من جانب السيد كريس عندما قررت أن تنقل تجربة الميكروتياترو إلى مصر، وأشادت كثيرا بدعمه وحماسه مساندته للفكرة، وأكدت أنه كان كريما في عطائه وخير ممثل لدولة إسبانيا، وكنا محظوظين لوجوده بيننا في القاهرة على مدار ثلاثة أعوام، ومن منطلق رد الفضل لأصحابه نقول شكرا للسيد كانديدو كريس.. أوقدت شعلة من الإبداع والعطاء في رغبة الشباب والمشرفين لمزيد من العطاء والتواجد، دمت روحا مبدعة تزدهر إيجابية، تعمل بجد واجتهاد أينما كنت.. نتمنى لك كل التوفيق في كل ما هو آت.
وتمت دعوة ممثلي الجامعات لإلقاء كلماتهم التي حرصوا على أن تكون باللغة الإسبانية، وشملت جميعها توجيه الشكر لوزيرة الثقافة ولرئيسة الأكاديمية ولرئيسة الملتقى وللملحق الثقافي الإسباني، كما تحدثوا عن تعاونهم المثمر مع الملتقى في مجال الترجمة، وجاء المتحدثون بالترتيب التالي: د. عيد حميدة جامعة القاهرة، د. عبدالعزيز فهد جامعة الزقازيق، د. منار الحلواني مدينة الثقافة والعلوم، د. دعاء صلاح جامعة الأزهر، د. أيمن عباس جامعة كفر الشيخ، د. وليد مجدي جامعة الأقصر، د. هيام عبده جامعة حلوان، د. باسم محمد مركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون.
ثم تحدث السيد كانديدو كريس الملحق الثقافي الإسباني في كلمة قصيرة، تلا ذلك تكريمه من قِبل الدكتورة نبيلة حسن رئيس الملتقى، ثم تكريم ممثلي الجامعات المصرية بحضور الطلبة المشاركين في أعمال الترجمة.
وبعد جلسة الاستراحة تم عقد بروفة قراءة لثلاثة نصوص من الإسبانية إلى العربية وأربعة نصوص من العربية إلى الإسبانية.
«مسرحنا» حرصت على لقاء د. نبيلة حسن للتعرف من خلالها على سر إقامة هذه الاحتفالية في هذا التوقيت، فقالت:  الموضوع بدأ عندما اجتذبني هذا اللون من الفن المسرحي الذي بدأ في إسبانيا عام 2009، فبدأت أتواصل مع المسئولين في السفارة الإسبانية ومعهد «سرفانتس» حول كيفية استقدام هذا الوافد الصغير إلى مصر، فبدأت الدورة الأولى من خلال أربعة عروض من ضمن النصوص التي قمت بترجمتها بنفسي، وتم الحصول على موافقات المؤلفين، ثم كانت المعضلة الحقيقية في كيفية استمرارنا دون وجود ميزانية لهذا الأمر، فكانت فكرة السيد كانديدو كريس في التعاون مع أقسام اللغة الإسبانية بالجامعات المصرية، وبالفعل تم التواصل مع 11 جامعة استجاوا جميعا وبدأوا في الترجمة على مدار الدورتين السابقتين حيث ترجمنا ما يقرب من 70 نصا إسبانيا، وترجمنا العام قبل الماضي 3 نصوص مصرية للإسبانية، وهذا العام ترجمنا 4 نصوص مصرية إلى الإسبانية وهى النصوص التي تفوز في ملتقى الميكروتياترو. طبعا جهد جهيد خاصة أن من يقوم بالترجمة طلبة تحت إشراف أساتذتهم ومشرفيهم، وهذا الجهد كان يتطلب أن نقدم لهم الشكر ونتعرف إليهم عن قرب وندعوهم إلى «بيتنا» أكاديمية الفنون لنبدأ نوعا من مد جسور التواصل الحقيقية، فكان هذا الحفل وهذا التكريم.
وأضافت قائلة: إن هذا التعاون يجيء بالتطوع الكامل من جانب الجامعات وبتفاعل وحب، وهذا الأمر مفيد جدا للطلبة أيضا، حيث إنه يجعل الطالب يرى عمله على خشبة المسرح، إضافة إلى المؤلفين والمخرجين المصريين الذين يقدمون أعمالهم وعند فوزهم يتم تقديم أعمالهم على مسارح أوروبا وأمريكا اللاتينية، فهذا يخلق جسرا من التواصل العالمي.
وكان التواصل يتم بين الجامعات والسيد كريس الذي تنتهي فترة عمله في مصر هذه الأيام، فحرصت على إقامة هذا الحفل لتكريمه وتكريم الجامعات والتعرف إليهم عن قرب.
وقال السيد كانديدو كريس الملحق الثقافي بالسفارة الإسبانية: في القرن الواحد والعشرين أهم شيء هو التعاون والتقارب بين المؤسسات، وفي حالتي نحن نعمل من أجل الجمهور، والجامعة تعمل من أجل الطلبة، ومن خلال هذا التعاون يخرج الجميع رابحا العمل الدرامي في الوجدان المصري ومهم جدا، وهذا شكل للتواصل ما بين البلدين. ونحن حاولنا، وشكرا للدكتورة نبيلة حسن، فقد قدمت عملا رائعا به تنظيم ولطف في التعامل، ودائما الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب، وقد أخذت تلك الخطوة بالرغم من صعوبتها، وشخصيتها قادرة على ذلك، وهذا ما يعطينا الضوء لنسير في هذا الطريق، والتكريم في حد ذاته للجامعات شيء أساسي ومهم جدا، وطلبة اليوم هم من سيبصبحون محترفين خلال وقت قصير، وهذا التعاون يعطي طاقة إيجابية ما بين الطلبة والأساتذة، وهذا الأمر نتعلم من خلاله أنه ليس مهما رصد ميزانيات مالية لكي تقدم منتجا حقيقيا، فإذا لم يكن هناك أموال فهناك فكر وجهد. ووصف هذا الإنجاز بالسهل الممتنع حسب تعبيره.
وبسؤاله حول مدى تقبل الجمهور المصري لفن الميكروتياترو والتفاعل معه، أكد السيد كريس: التجربة نجحت جدا لأن هذا الشكل المسرحي يعجب أهل البحر المتوسط نظرا لتكثيف الفكرة وقصر مدة العرض، ومسرحية تنتمي للميكروتياترو مصنوعة بمهارة تستطيع أن توصل الكثير من الأفكار للناس، فالمسرح هو أحد وسائل التواصل الذهني المهمة جدا، وهذا يجعل لدينا الوعي بمن نحن وماذا نريد، وهذه هي رسالة الفن بشكل عام.
 


كمال سلطان