«لعب في لعب» على مائدة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

«لعب في لعب»   على مائدة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

العدد 825 صدر بتاريخ 19يونيو2023

عقد مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع للإدارة المركزية للمراكز العلمية برئاسة د. أشرف قادوس الملتقى الشهري الثامن والأربعين لمبدعي أدب ونقاد أدب الطفل مناقشة حول نص مسرحية «لعب × لعب»  تأليف الكاتب والمخرج المسرحي مجدي مرعي أدار الندوة أحمد زحام  وتحدث بها كلاً من الناقد الفني ورئيس تحرير مجلة أوارق ثقافية سابقاً  ،وكاتبة الأطفال والإعلامية  د. عطيات أبو العنيين، ورئيس شعبة الخيال العملي باتحاد الكتاب والمخرج الإذاعي د. صلاح معاطي، الكاتب والمخرج أحمد إسماعيل عبد الباقي بحضور مجموعة مميزة من المسرحيين،  ومنهم الناقد والفنان جمال الفيشاوي، د. عبير منصور، في بداية الندوة رحب الكاتب أحمد زحام بالحضور معرباً عن سعادته بتواجده في مبني مركز توثيق وبحوث أدب الطفل ووصفه بأنه يتميز  بحالة حضور خاصة بالنسبة له، ووجه الشكر للدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية لاحتضانه لجميع الكتاب،  وذلك عند طلبهم إقامة ندوات لمناقشة إصداراتهم الجديدة فلا يمانع في إقامة الندوات والمناقشات المثمرة بل ويساعد المتحدثين ومديرى الندوات في إقامتها بشكل جيد ومميز وبروح جميلة، وتحدث الكاتب أحمد زحام عن مجموعة مسرحيات «لعب × لعب» بأنها مسرح يقدم لليافعين،  وبعد قراءته للمسرحيات رأى أنها تقترب من المسرحيات التي يدرب بها القارىء على الكتابة وتنوعت بين المونودراما ومسرحيات الفصل الواحد قدمها الكاتب من خلال مجموعة المسرحيات، والمثير للدهشة أن الكاتب لم يغرب عن المشهد الواقعي الذي نحياه فلم يتطرق إلى الخيال فدخل الكاتب إلى ما يسمى مجازاً «المسرح الواقعي «، وخرج من العباءة المحددة مسبقاً بين النص والأخراج،  وكلف الأمر إلى الشخصية الرئيسية لحل كل المشاكل المتواجدة على خشبة المسرح
استطاع من خلال النص اللعب ببراعة على تقنية الاسترجاع والاستحضار.
وترك الكاتب أحمد زحام الكلمة للناقد دكتور محمود سعيد الذي أوضح خلال كلمته أن الكاتب مجدي مرعي وهو كاتب مختلف في كل شىء العناوين والطرح والفكرة والنهايات فهو يجبرك على الإنصات والترقب بل والتورط المسرحي معه، فلديه قدرة على جذب الملتقي، وإجباره على فعل الشراكة معه في اللعبة المسرحية، واستطاع من خلال النص اللعب ببراعة على تقنية الاسترجاع والاستحضار لخلق مسافة من التفكير، والتأمل عن الملتقي تفصل بينه وبين الحدث لإيجاد جدلية طبيعية غير مفتعلة بين الآني وبين المحكي وبين المفترض خاصة في مسرحية «لعب × لعب « .
وتابع قائلاً : إن اختيار «مجدي مرعي» الواعي لمادته الفنية يأتي وفق شروط تجعلها أكثر مواءمة للصياغة في قالب السامر فراغيا،  وزمانيا بحيث يلتحم الزمان والمكان لخلق بنية كلية متماسكة على المستوى الجمالي مع ما يمكن أن تراه رابطاً بين المستوى العام في القرية التي تحتفل،  وتتسامر في إحدى امسياتها بما يمكن أن يتقاطع فعليا مع نظم وانساق سياسية واجتماعية
يستند الكاتب على عدة أعمدة مسرحية مهمة كالتراث والدراما الشعبية
فيما أشار د. صلاح معاطي عن مسرحية «لعب × لعب» قائلاً : تنوعت المجموعة المسرحية “لعب في لعب” للكاتب مجدي مرعي بين الديالوج الدرامي والمونودراما والحوار الجماعي الذي يشترك فيه أكثر من شخصيتين أو مجموعة من الأشخاص، ولكن في مجموع هذه الأشكال المسرحية كان التركيز على القيمة العليا التي يسعي الكاتب لأن يبثها داخل النشء معتمداً على خبرته الطويلة في مسرحة المناهج والدراما التربوية إن صح التعبير وهو في هذا يستند على عدة أعمدة مسرحية مهمة كالتراث والدراما الشعبية أو الملحمية، ففي مسرحية «صندوق جدنا» يعمد الكاتب إلى كسر الإيهام باستخدام زمنين زمن الحرب والصراع العربي الإسرائيلي وظروف التهجير والمقاومة وابنه الشهيد رزق وبين الحاضر بما يحمله من معاناة وتكرار الأحداث بذهاب حفيده إلى الجبهة في ليلة عرسه ... بينما تكون موسيقى السمسمية هي الرمز الخفي بين المحدثين فنحس أنغامها طوال الأحداث ويبقي صندوق الحكايات هو المعين الدائم الذي يحمل بداخله القيم التراثية التي يجب أن تظل حية في وجداننا، وفي المسرحية التالية الصديقتان يطل علينا مجدي مرعي بعمل تتجلى فيه المشاعر الإنسانية مع وجود ملمس سياسي خفي بتمني زوال الطبقة المقيتة، فيفتعل الكاتب افتراضا مصنوعا بأنه ماذا لو كانت هذه الخادمة شقيقة روان .

سلط الكاتب مجدي مرعي الضوء على القضايا الهامة التي يعاني منها المجتمع
فيما ذكرت د.عطيات أبو العينين عن “لعب في لعب” قائلة: العمل الذي بين أيدينا جاء الاسم مناسباً وشائقا للطفل، وأن يكون من خلال لعبه، وأن وجدته موجها للكبار أكثر من الصغار،  من حيث تغير مفاهيم قديمة، كالزواج مثلا في سن صغيرة من عاداتنا في القرى والنجوع والأحياء الشعبية، ومن الأفضل أن تأتي شخصية الطفل بالتفاعل والمشاركة في عرض وحل مشكلاته .
وأضافت قائلة: “صندوق جدنا” مسرحية من فصل واحد وهنا الصندوق رمز للإرث الاجتماعي والحب والانتماء خاصة صندوق الجد، وأيضا هو رمز للتضحية وحب البلد وهذا أكثر بقاء من المال حيث يستشهد الكاتب بأن “النفوس التي تشتري بالفلوس ليس بها خير”، أما الشخصيات فجاء اختيار الكاتب لشخصية الجد موفقا بل رائعا؛  فبالرغم من أن الأجداد هم الذين كانوا يتزوجون مبكراً، بل ويزوجون أبناءهم مبكراً، كما تزوجوا ولكن كونهم خبروا الحياة وعانوا عرفوا بعد هذا العمر خلاصة التجربة وأهمية العلم، وهنا يتجلي ذكاء الكاتب في كونه خالف العرف عندما سكتت أو لاذت الفتاة بالصمت، وأيضا صمت الفتى ولكن عندما أعطينا الفرصة لكل منهما عبرا عن أنفسهما فرفضا الزواج قبل إتمام تعليمهما، كذلك يركز العمل على المؤاخاة بين المسلم والمسيحي في الحرب ؛ وفي الدفاع عن أرضهما وبلدهما
وفي مسرحية» الصديقتان” ركز الكاتب على أكثر من قضية بالرغم من تناولها في أعمال كثيرة في الدراما والمسرح إلا أنها من القضايا الهامة، والتي مازلنا نعاني منها ويعاني منها المجتمع مثل قضية التعليم وكثرة الأنجاب وفي مسرحية «سمع هس « لفت نظري أن هناك فيلماً بنفس الأسم والحوار موجه لمن للطفل أم للكبار فمثلا صعب أن يأتي على لسان طفل هذه العبارة «ما انتم كده ماسكين المشكلة من فروعها « ، والعمل كله عبارة عن مشكلة والطفل لايتحمل تلك الجدية فكان على الكاتب أن يأتي بها في قالب أقل جدية من هذا أو من خلال لعبه أو إستعراض أما «لعب في لعب « وهو الأسم الذي يحمله الكتاب وهو يعبر عن الفلكلور الشعبي وأغاني التراث، ومنها «ميته أجيلك يا نبي «، أنا حكيم الصحية «، جاءت المسرحية مناسبة للبيئة التي يتحدث عنها الكاتب في الريف، ولكن لانستطيع أن نقدمها في بيئة أخرى، لأنها في الريف ستكون مفهومة أكثر، وبها نصائح للفلاح عن الفاكهة الصالحة وغير الصالحة والتي ترش بالمبيدات،  ولكن عندما نفكر مثلا أن نعرضها في القاهرة لطفل اليوم في قصور الثقافة مثلا في المهندسين أو مصر الجديدة أو الشيخ زايد فهل سيقبل عليها، وهل يجب أن يكون هناك مسرحيات تقدم لبيئة دون الأخرى ؟ ويمكن تلافي هذا بوجود حالة أخرى مثلا في بيئة مغايرة تسير جنبا إلى جنب مع المشكلة بحيث  تعرض في كل مكان .
ماذا نقدم للطفل ولماذا ؟
المخرج أحمد إسماعيل الغندقلي قال في مداخلته “لعب × لعب” اسم المسرحيات التي كتبها الكاتب مجدي مرعي،  وضمن أربعة مسرحيات أثنتان منهما أستخدم الكاتب المسرح داخل المسرح أو التمثيل داخل التمثيل وهما « صندوق جدنا « و» لعب في لعب « ومونودراما «سمع هس « و «الصديقتان « طرح الكاتب في مسرحية «صندوق جدنا « أكثر من قضية مثل الزواج المبكر،وجدوى التعليم، البطالة، الإنتماء وحب الوطن مستخدما الحبكة الصندوقية عندما تتوالد الحكبات التمثيلية بعضها مع بعض، فالمؤلف وضعنا أمام عالم وهمي أول هو الجد المعمر وزوجته وأبناه إسماعيل وإبراهيم وأحفادة العريس والعروسة في ليلة الحنة، والعالم الوهمي الثاني التشخيص وكسر الإيهام وكشف الصنعة الفنية أمام القارىء والجمهور،  وذلك خلال أن يشترط الجد إلغاء الزواج مقابل أن يفتح الصندوق يسايره الأبناء ظناً منهما أن الصندوق يحتوي على المال فيقوم الجد بإخراج شظية مدفع ابان حرب الإستنزاف ليعود بنا إلى النكسة والتهجير ثم يخرج من الصندوق السمسميه الآله التراثية الدالة على منطقة القناة
وتابع قائلاً : وقع الكاتب في أغواء الوهم الثاني «التشخيص» على حساب الوهم الأول «النص الدرامي» مما افقد تسلسل الأحداث تركيزها لكثرة كسر الإيهام،  واستدرار الضحك على حساب المضمون الجاد فهل يعقل أن يمثل أب وأم إستشهاد أبنهما ؟
وأضاف قائلاً : نفس القالب استخدمه الكاتب كما ذكرت سلفاً في مسرحية «لعب في لعب « وإن كانت متماسكة عن سابقتها فالأطفال يلعبون ويغنون غناء تراث شعبي ومنها اغاني «واحد أتنين سرجي مرجي « و «على عليوه « إلى أن يصلوا إلى مقطع الحدايه ويبدأون في التشخيص والمفارقة أن من يقوم بالتشخيص فتحي ابن على عليوه الشهير بالحدايه، أما في مسرحية «سمع هس « مشكلة البنت أنها تحمل أسئلة مشروعة وتحتاج لاجابات سريعة يستمع إليها بإهتمام،  ولكن الأجابات عنها تحتاج لتكاتف وتضافر دولة متقدمه،  وليست دولة نامية،  وعموما الأسئلة في هذه المونودراما تلك تعكس هموم المؤلف عبر شخصية حاملة لأفكاره ولا تعبر عن طفلة وهمومها .
واختتم حديثه بطرح سؤال مهم وهو ماذا نقدم للطفل ولماذا ؟ فالطفل يستحوذ على عالم مشترك مع الكبار وإن كان مستقلاً عنهم هذان السؤلان المحيران علينا أن نقدم له المعلومة وأن نعرفه على ذاته ومجتمعه وعالمه وتاريخه،  ويجب مع كل هذا الا يكون دورنا موصلا فقط أنما عليه أن يكون مشاركا ومتفاعلا بوصفه المستهلك الإيجابي،  وليس السلبي،  ولابد من الأهتمام بوجود متخصصين تربويا قبل وأثناء وبعد العملية الأبداعية للطفل.
أحد خصاص كتابات مجدي مرعي إستلهام التراث بشكله ومحتواه
فيما أوضحت الكاتبة رجاء محمود بعض الخصائص الخاصة بمسرح الكاتب مجدي مرعي فقالت : من خصائص مسرح الطفل عند الكاتب مجي مرعي أنه مسرح تربوي فينبغي أن تكون هناك وقفه كبيرة لمن يتصدون للكتابة للطفل، فهذا اللون من الأدب يجب من يتصدى له أن يكون لديه التخصص التربوي اللازم، وان يكون له القدر الكافي من المعلومات التربوية الخاصة بالمراحل العمرية والوقوف على خصائصها وذكرت الكاتبة رجاء محمود بعض هذه الخصائص فمن خصائص مسرح الطفل لدى الكاتب مجدي مرعي إستلهام التراث بصور عدة فيه وذلك من خلال الحكايات الشعبية والأمثال الشعبية داخل ثنايا النص فقد استخدم التراث بشقيه شكله ومحتواه، ويوسع مجال الإستلهام بشكل من أشكال التراث مستخدما روح العصر الجديد الذي نحياه وهذا ما نحتاج إليه في الوقت الأني لربط الحاضر بالماضي لدى الطفل، كذلك من خصائص المسرح لدى مجدي مرعي إستخدامه تيمة الحب، فالحب فعل محبب لدى الطفل، فنجد الكاتب يستخدم طريقة التمثيل داخل التمثيل التي يعشقها الأطفال،  ويقمون بفعلها فيما بينهم عندما يلعبون وقد إستخدمها الكاتب في أكثر من النص، كذلك التنوع هو خاصية من خصائص المنتج المسرحي لمجدي مرعي فنجد إبداعاته تتنوع بين الوطني والتربوي كما يسلط الضوء على العديد من القضايا المجتمعية الهامة،  وكتب أيضا عن أطفال الشوارع الذين يعانون من الإهمال وكتب عن الطفل الذي ينشأ في تفكك أسري
الأرشادات في النصوص ترتبط إرتباطاً كبير بمخيله المبدع
أعربت الدكتور عبير منصور عن سعادتها بتواجدها في مركز توثيق وبحوث أدب الطفل وخاصة أنه يمثل  بالنسبة لها نافذة جديدة على العلم والأبداع،
وعقبت على فكرة وجود الإرشادات في في النص المسرحي،  وخاصة أنه أمر يتربط إرتباطاً وثيقاً بمخلية الكاتب وإبداعه، فليس صحيح تقييم ما نقص لأننا نرى أنه نقص،  فالمؤلف هو الذي يرى من وجهة نظره ان هناك شىء نقص،  وضربت مثالا بشكسبير  وانه لم يكن يضع ملحوظات في مسرحياته؛  لأنه كان يخرج عروضه التي يؤلفها، وكذلك كل المؤلفين القدامي،  وما قبل الميلاد كانوا يخرجون لأنفسهم ولا يضعون ملحوظات وهذا بدوره كان أدعى لدراسة السرد في المسرح والحكي فكانوا يعتمدون عليهما،  وذلك بعكس المسرح الأكثر حداثة مثل بكيت أو التعبيرين  كانت الإرشادة هامة للغاية في نصوصهم ، ورأت منصور أن مناقشة القضايا التي تخص المسرحيات نالت حيزاً أكبر من الحديث عن تكنيك الكتابة المسرحية، ومنهج الكتابة وضربت مثالاً عن أحد الأبحاث التي قدمتها عن الكاتب والروائي شوقي عبد الحكيم في مسرحية «شفيقة ومتولي « فجميع كانوا يتحدثون عن إرتباطه بالتراث،  ولم يتحدث أحدا عن المنهج التعبيري الذي إستخدمه كتقنية للكتابة .
يجب الأهتمام بالقارىء والملتقي  في الإطلاع على النص كعمل أدبي
أكد الفنان والمخرج والناقد جمال الفيشاوي على أهمية الإرشادة المسرحية وخاصة أن الكاتب مجدي مرعي كتب هذه النصوص لأنه سيقوم بإخراجها؛  فبالتالي يعي المخرج ماذا يريد أن يقدم من خلال النص،  ولكن الأمر يختلف لدى القارىء والملتقي الذي يريد هذه النصوص «بين دفتي كتاب»  كعمل أدبي ويهتم بقرائتها،  وتخيل العرض المسرحي،   ولكن الكاتب مجدي مرعي كتب العمل من وجهة نظره وخاصة أنه سيخرج هذا العمل،
وعقب على مداخلة المخرج أحمد إسماعيل ووصفها بأنها هامة للغاية،  وكذلك وجه الشكر للكاتبة رجاء محمود التي اعطتنا فكرة عامة عن مسرح مجدي مرعي،  وهذا أمر هام لإلقاء الضوء على مسرحه وخصائصه
نجاح هذا المركز يرتبط بنجاح العاملين به ودأبهم الشديد وليس بنجاحي الفردي
أعرب الدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية عن سعادته بالإطراء على دور مركز توثيق وبحوث أدب الطفل والتي وفقت كتيبة عمله؛  لإتباعهم  بعض المبادىء والقواعد،  فهو مكان متاح للجميع فالعمل بالمركز يهدف الصالح العام والخدمة العامة فالأماكن لا ترتبط بالأشخاص،  ونجاح هذا المركز يرتبط بنجاح العاملين به ودأبهم الشديد وليس بنجاحه الفردي .
وأضاف: «نظراً لانشغالي في عملي كرئيس للإدارة المركزية للمراكز العلمية في الهيئة وهناك خمسة مراكز تشغلني عن مركز واحد فأنا مطمئن لزميلاتي بأنهن يعملن،  ويدرن أمورهن بشكل ديمقراطي ودون تدخل مني،  والكاتب مجدي مرعي هو إنسان وفنان ومبدع وصديق وأخ على المستوى الأسري والشخصي،  ونحتفي اليوم بأحد إبداعاته التي تناقش بالمركز،  وسعادتي كبيرة بأن لديه القدرة على مواصلة العطاء والأبداع في زمن يغلب عليه المادة فكل الشكر له،  وعلينا أن نشد على يده وندعمه بكل ما أتيح من إمكانيات، الشىء الثاني الجميع هنا يعمل في مجال أدب وثقافة وفنون الطفل،  وهو مجال شاق وجميعنا جنود في خندق واحد فهدفنا واحد،  وهو تقديم الخدمة الثقافية والأنشطة الفنية للأطفال، ولكن غاب عن مناقشة اليوم أننا نناقش النص المسرحي وليس العرض،  ومن الممكن أن يبقي النص مسرحي دون عرض،  ولذلك فهمت من ملاحظة دكتور عطيات أن المؤلف يقدم النص للقارىء؛ وبالتالي فعلى الكاتب تحديد المكان والزمن والبيئة معينة وإذا لم يصل للقارىء فهناك مشكلة ما، وقدم دكتور أشرف قادوس عدة ملحوظات عن مجموعة النصوص «لعب في لعب « وفيما يخص المونودراما فمن الطفل الذي لديه القدرة على تمثيل هذا النوع من أنواع مسرح الطفل فمن الممكن أن يصاب الجمهور بالملل والانصراف عن هذا النوع من المسرح، وخاصة أن هناك منافسين أخرين وخاصة أن هناك عروض تحوي عناصر أخري كالاستعراض والغناء،  وهي قادرة على جذب الطفل أكثر من عرض للمونودراما والشىء الثاني هل نقدم النص المسرحي ليقراه الطفل ؟ فأغلب الأطفال ينجذبون لقراءة الأعمال القصصية فهل سيتعرض الطفل للنص بالقراءة، فالنص سيحيا بالقراءة وليس بالضرورة تقديمه كعرض فقط،  وقد كتب مجدي مرعي عن عدة أشياء هامة تخص مجموعة هذه النصوص عن مدى تلقي الأطفال لها، إمكانيات تنفيذ هذه النصوص على خشبة المسرح، مواصفات الجهة التي ستنتج هذه النصوص
واستطرد قائلاً : لم يتم مناقشة دور المسرح في حياة الطفل وأهمية تنفيذ هذه النصوص كعرض ما الذي سيثره في وجدان الأطفال .

لم اسهب في الإرشادات حتي لا ابطل عمل المخرج
وجه الكاتب مجدي مرعي الشكر للقائمين على العمل  بمركز توثيق وبحوث أدب الطفل متمثل في الدكتور أشرف قادوس وقال :  يتيح المركز الفرصة لكل كتاب ومبدعي أدب الطفل لمناقشة أعمالهم؛  ليعرفوا إلى أين وصلوا بكتابتهم لأن تباين وجهات النظر يوسع المدارك والجميع لديه وجهة نظره ومن الممكن أن أتقبلها أو أرفضها ولكن في النهاية اشعر بسعادة كبيرة لأن المجموعة المسرحية «لعب في لعب» أثارت العديد من القضايا الكثيرة التى حدثت اليوم، وعقب مرعي على عدة نقاط هامة أولها الإرشادات المسرحية وأنه لا يستطيع الإسهاب في الإرشادات المسرحية، واِبطال عمل المخرج والذي من الممكن أن يغيرها، النقطة الثانية أن مجموعة «لعب في لعب « نفد منها «صندوق جدنا»، «سمع هس»، «الصديقتان» ولقوا ناجحاً كبيراً.
 


رنا رأفت