«المعالجات الحداثية لاستلهام التراث في مسرح الطفل وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر»

 «المعالجات الحداثية لاستلهام التراث في مسرح الطفل وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر»

العدد 821 صدر بتاريخ 22مايو2023

حصلت الباحثة آمال السيد محمد الشقرا، الباحثة بقسم العلوم الأساسية بكلية التربية للطفولة المبكرة، جامعة دمنهور، على الماجستير بدرجة امتياز، بعد مناقشة رسالتها بعنوان «المعالجات الحداثية لاستلهام التراث في مسرح الطفل وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر»، وأوصت اللجنة بتداول الرسالة بين الجامعات والأقسام والمعاهد المتخصصة.
 وتكونت لجنة الإشراف من الأستاذة الدكتورة راندا حلمي السعيد - أستاذ التمثيل والإخراج قسم العلوم الأساسية بكلية التربية للطفولة المبكرة - جامعة دمنهور، والقائم بعمل رئيس قسم العلوم الأساسية سابقا، والأستاذ الدكتور محمود عسران محمد أستاذ الدراسات الأدبية المساعد قسم العلوم الأساسية بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة - والقائم بعمل وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
 وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأستاذ الدكتور علي محمد السيد خليفة - أستاذ الدراسات الأدبية بقسم اللغة العربية في كلية الآداب - جامعة العريش، الأستاذ الدكتور إسلام محمد السباعي - أستاذ الدراسات الأدبية المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة - جامعة دمنهور.
 وقد تعرضت الدراسة لتباين المعالجات المستلهمة من التراث في مسرح الطفل، وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر، من خلال نماذج من نصوص مترجمة ومفسرة للتراث، وهي مسرحيات: «سندريلا والأمير» لـ(السيد حافظ)، «رحمة وأمير الغابة المسحورة» لـ(ألفريد فرج)، «قاهر الأباليس والعروسة والعريس» لـ(صلاح جاهين).
 كما تعرضت الدراسة لنماذج من نصوص معارضة ومفككة للتراث، وهي مسرحية: «حلم فصيح» لـ(ناصر العزبي)، مسرحية «حلم علاء الدين» لـ(سمير عبدالباقي)، مسرحية «الشاطر حسن» لـ(صلاح جاهين)، خلال دور النص المسرحي المستلهم في التراث بمعالجات حداثية تتناسب ومفردات تربية الطفل المعاصر وسيكولوجية تلقيه ومواجهة التراث ونقده خلال الاتصال والانفصال عنه في الوقت نفسه، وتوظيفه خلال قضايا معاصرة، مع الحفاظ على أصالته بما يتناسب وثقافة العصر.
محتوى الدراسة 
تضمنت الدراسة في محتواها مدخلا وأربعة فصول وخاتمة، وتضمن المدخل: مقدمة الدراسة وأهميتها وأهدافها ومشكلتها وعينة الدراسة والمنهج الذي اتبعته الباحثة، وكذلك مصطلحات الدراسة والدراسات السابقة.
وتحت عنوان «استلهام التراث في مسرح الطفل بين الأصالة والمعاصرة» اشتمل الفصل الأول على: العلاقة بين التراث والحداثة، الحكاية التراثية والطفل، أنواع الحكايات التراثية خصائصها ووظائفها، والقيمة التربوية للحكايات التراثية، ومميزات الحكاية التراثية، وعناصر الحكاية التراثية وعناصرها، وكنوز التراث «ألف ليلة وليلة» و» كليلة ودمنة»، واستلهام التراث وعلاقته بمسرح الطفل. 
فيما تضمن الفصل الثاني تحت عنوان «استلهام التراث وأثره في ثقافة الطفل»: ثقافة الطفل ومكوناتها وأهميتها وخصائصها ووظائفها، والعوامل المؤثرة في ثقافة الطفل، والعوامل التي تشكل ثقافة الطفل، والاتصال الثقافي، وفاعليات التثقيف عبر وسائل الثقافة، وأثر الثقافة في حياة الطفل، وطرق النهوض بالثقافة، ومسرح الطفل وأهميته وأهدافه، والنص المسرحي، ووظيفة مسرح الطفل، ومصادر الكتابة المسرحية، وطبيعة الكتابة المسرحية للأطفال وتقنياتها، والمعالجات الدرامية، وإحياء التراث في مسرح الطفل وأثره في ثقافة الطفل المعاصر. 
وجاء في الفصل الثالث «استلهام التراث خلال نماذج من نصوص مفسرة للتراث، وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر»: استلهام التراث في مسرحية «سندريلا والأمير» لـ(السيد حافظ)، واستلهام التراث في مسرحية «رحمة وأمير الغابة المسحورة» لـ(ألفريد فرج)، واستلهام التراث في مسرحية «قاهر الأباليس والعروسة والعريس» لـ(صلاح جاهين).
فيما تضمن الفصل الرابع تحت عنوان «استلهام التراث خلال نماذج من نصوص معارضة ومفككة للتراث، وأثرها في ثقافة الطفل المعاصر»: استلهام التراث في مسرحية «حلم فصيح» لـ(ناصر العزبي)، استلهام التراث في مسرحية «حلم علاء الدين» لـ(سمير عبدالباقي)، استلهام التراث في مسرحية «الشاطر حسن» لـ(صلاح جاهين).
نتائج الدراسة
 وأنهت الباحثة الدراسة بالوصول إلى عدة نتائج أهمها:
تعد كل من «ألف ليلة وليلة» و»كليلة ودمنة» المنبع الذي فاضت منه كل الحكايات التراثية المعروفة والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، فقد كانت «ألف ليلة وليلة» أشهر الحكايات في العالم، وأهم مصادر التراث الذي يستلهم منه المبدعون إبداعهم، وتشكل الليالي بناء فنيا في التراث العربي والعالمي، وهو أصدق تمثل لاختلاط الأدب الرسمي بالأدب الشعبي، حتى إنها نالت شهرة واسعة لم يحصل عليها أي منتج أدبي آخر، وترجمت إلى جميع لغات العالم، كما أن «كليلة ودمنة» الذي كتبه الحكيم الهندي (بيديا) لملك الهند (دبشليم)، واستخدم الحيوانات والطيور في وصفها، وهي ترمز في الأساس لشخصيات بشرية، وتتضمن موضوعات كثيرة أبرزها علاقة الحاكم بالمحكوم، تم ترجمتها بالفارسية، ثم ترجمت إلى العربية ومنها إلى الكثير من اللغات.
 وأيضا خلصت الدراسة إلى أن التراث المقدم في ثقافته يؤثر تأثيرا واضحا وفاعلا سواء بالسلب أو الإيجاب؛ أي أن التراث المقدم خلال النصوص المسرحية للأطفال يشكل ثقافة الطفل. إضافة إلى تنوع آراء الكتاب حول استلهام التراث في مسرح الطفل بين ثلاثة اتجاهات، وهي: (المسرحة الحرفية للتراث، والمزاوجة بين المسرحة الحرفية مع تعديلات طفيفة، وتطويع التراث مع نظرة للمستقبل)، ويعد الاتجاه الثالث أفضلهم والأكثر مواكبة لروح العصر. كما أن المسرح يعتمد في إيصال رسالته للأطفال على ملامسة وجدان الطفل والتأثير فيه، وتكمن أهمية المسرح في كونه فن الحضور الاحتفالي، ويعد من أهم وسائل الاتصال الإعلامية والتثقيفية والتعليمية، كما يتضمن تحصيلا معرفيا وثقافيا، ويعدل بعض جوانب السلوك البشري والاجتماعي، ويؤكد على السلوك االإيجابي، ويدعم المساواة في الحقوق والواجبات، ويسهم في تحقيق ثقافة قومية شاملة للأفراد داخل المجتمع، ومن ثم يتحقق الهدف المشترك للمسرح والثقافة ألا وهو (التنوير). 
وفي مسرحيات كل من (السيد حافظ) خلال مسرحيته «سندريلا والأمير»،  و(ألفريد فرج) في مسرحيته «رحمة وأمير الغابة المسحورة»، و(صلاح جاهين) خلال مسرحيته «قاهر الأباليس والعروسة والعريس»، و(ناصر العزبي) خلال مسرحيته «حلم فصيح»، و(سمير عبدالباقي) خلال مسرحيته «حلم علاء الدين»، و(صلاح جاهين) خلال مسرحيته «الشاطر حسن»، نجد أن النصوص المفسرة والترجمة للتراث تناولت الحكاية التراثية كما هي أو بإضافة بعض التعديلات الطفيفة، مما جعلها تحمل في طياتها القيم والتأثير السلبي في ثقافة الطفل ذاتها، بينما النصوص المعارضة والمفككة للتراث تناولت التراث وأعادت صياغته خلال رؤية حداثية نقدية تتفق مع الحاضر وتنظر نظرة إيجابية نحو المستقبل، مما يؤثر تأثيرا إيجابيا في ثقافة الطفل المعاصر ويحترم عقليته، ويناسب سيكولوجية تلقيه مانحة إياه وسيلة في البناء والارتقاء، خالقة عقلا مدركا للفرق بين الحقيقة والخيال، متمسكا بالقيم، ساعيا إلى المعرفة وصولا إلى تقدير الذات خلال إعادة توظيف التراث توظيفا حداثيا بعد تفكيكه وكشف التناقض نصا وخطابا بما يتفق وثقافة الطفل المعاصر.
 كما جاءت التوصيات كالتالي: 
تشجيع الكتاب وحثهم على استلهام التراث بصورة تؤثر بشكل إيجابي في ثقافة الطفل المعاصر، تضمين المناهج الدراسية المحتوى المناسب الذي يجعل الطفل يقبل على التراث بعد تنقيته من الأفكار الهدامة، تفعيل دور المسرح في نشر التراث بصورة تؤثر بشكل إيجابي في ثقافة الطفل وتحترم عقليته، وأن يتجه الكاتب إلى عالم الطفل نفسه ويحلق عبر الخيال خلال مفردات مستمدة من ذاكرة الطفل المختزنة وتعديلها ووصفها على الطريق الصحيح بهدف الارتقاء المعرفي، الإفادة من تجارب المؤلفين السابقين في استلهام التراث، وجعلها ركيزة نستند عليها عند تقديمنا التراث في مسرح الطفل بما يحقق التوازن بين الأهداف التربوية والنفسية للطفل المعاصر ويحفظ روح التراث وأصالته.
 


سامية سيد