«الأداء التمثيلي للمونودراما في المسرح الليبي المعاصر - المناهج والأساليب»

«الأداء التمثيلي للمونودراما في المسرح الليبي المعاصر - المناهج والأساليب»

العدد 771 صدر بتاريخ 6يونيو2022

تم مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان: «الأداء التمثيلي للمونودراما في المسرح الليبي المعاصر - المناهج والأساليب» مقدمة من الباحث جمال محمد أبو ميس، لنيل درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب من قسم الدراسات المسرحية، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أبو الحسن سلام، أستاذ مناهج التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (رئيسًا)، والدكتورة رانيا فتح الله، أستاذ التمثيل والإخراج بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا)، والدكتورة رندا حلمي، أستاذ علوم المسرح المساعد تخصص تخصص التمثيل والإخراج بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة دمنهور (مناقشًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراة.
وجاءت رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث كالتالي:
لقد احتفى المجتمع الليبي منذ عهد بعيد بظواهر مسرحية كثيرة أبرزها ملمح قد اعتمد على الشكل الاجتماعي، مثل الشيشباني، وخيال الظل وهو ما يسمى في ليبيا بالقراقوز، والبوسعدية، والأم كطنبو، لتصبح هذه الملامح هي التظاهرات الشعبية في ليبيا عبر تاريخها، حتى يومنا هذا ، لِذلك نجد أن طريقة الأداء في مثل هذه الموروثات كانت أقرب إلى طريقة شكل أداء الممثل الفرد في المونودراما.
أما المسرح المعاصر في ليبيا فقد احتفي بالمونودراما باعتباره فنًا عالميًا ونمطًا من الأنماط المتعارف علىها في المسرح العالمي؛ مما يعني أن اهتمام المسرح الليبي بالمونودراما كان تأصيلًا للظواهر المسرحية التراثية التي سبق الحديث عنها ، بقدر ما هو تأثّر بالمسرح الغربي.
كما أن ظهور المونودراما كشكل مسرحي في المسرح الليبي قد تزامن مع المرحلة المعاصرة من المسرح الليبي، مما أعطي دلالة لاهتمام المجتمع الليبي بالمسرح ، متزامنًا مع تعدد عروض المونودراما التي قد شجعت على هذا الاهتمام الليبي بالمسرح .
ولما كان فن المونودراما فنًا عالميًا، إذ هو أحد الأنماط المتعارف علىها في المسرح المعاصر؛ فالاهتمام العربي بالمونودراما هو نوع من مسايرة الاهتمام العالمي بها، ولعل هذا الاهتمام يعود إلى مايقدمه هذا الشكل من إمكانية لإبراز قدرات الممثل وسيطرته على تحريك الفعل المسرحي طوال  العرض، كما أن هذا الشكل يتوافق مع تركيبة المجتمع الليبي كمجتمع عربي بحيث يستطيع المسرح في حدود مكانه ومسئولياته، أن يضطلع بالمهام التي وكّلها إلىه المجتمع. وقد تنامت ظاهرة المونودراما خلال العقد الأخير من القرن العشرين، والعقديّن الأوليٌن القرن الحادي والعشرين الميلادي.
والمونودراما كشكل مسرحي، يمكنه أن يستوعب عدة فنون إضافةً إلى التمثيل، كالغناء والتعبير الحركي ، كما أن الأداء التمثيلي يمكنه أن يبرز قدرات ممثل المونودراما باعتباره الممثل الوحيد المسئول عن كل تفاصيل العرض، ويرتهن به انجذاب المتفرج أو انصرافه عن العرض، إلا أنه لا يوجد أسلوب محدد أو منهج  ينبغي أن يتبعه ممثل المونودراما، فلا شك أن منهج التمثيل و أسلوبه يتوقف على عدة عوامل أهمها النص المسرحي، و رؤية المخرج،  وأسلوب الممثل.
ونجد عند التعرّض للعروض المونودرامية، أن الممثل “  يجب أن يضع بعين الاعتبار» تباين الأداء التمثيلي بتباين مناهج التمثيل، بين ما يركّز منها على الصفات الداخلية المتجسدة في الصفات الخارجية للدور المسرحي «قسطنطين ستانسلافسكي» «»Kostantin Stanislaveski “ 1863 –1938»، وما يركز على الفعل – الصفة الخارجية للحركة المورّدة للشعور»فيسفولد مايرهولد»Vesvolod Meyrhold”” “ 1874 –1940»، وما يركّز على تصوير الصفة الاجتماعية الطبقية للشخصية «برتولت بريخت» «»Bertolt Brech “ 1898- 1956»؛ وما يركز على الارتجال؛ فتكون كل هذه المهارات في حرفية الممثل باعثة لأسلوب فريد في العروض المونودرامية”.
لأن ممثل المونودراما يؤدي بمفرده أمام الجمهور مما يتطلب وعيًا زائدًا من الممثل . 
لذلك فإن الباحث في هذه الدراسة، يحاول التعرف على مناهج التمثيل وأسإلىبه في فن المونودراما، للوصول إلى أهم المناهج التي اتّبعها الممثل الليبي.
إشكالية البحث:
يجيب الباحث من خلال البحث على التساؤلات التإلىة:
1. ما هي متطلبات الأداء التمثيلي لفن المونودراما ومدى توفرها للممثل الليبي؟
2. هل هناك منهج أداء تمثيلي يعدّ أكثر تناسبًا مع فن المونودراما؟
3.  ماهي طبيعة مناهج الأداء التمثيلي لفن المونودراما وأوجه اختلافها؟
4. ما هي الأسإلىب المرتبطة ارتباطًا كبيرًا بممثلي المونودراما في ليبيا؟
أهمية البحث: 
1. الافتقار للدراسات الأكاديمية والبحثية لفن المونودراما في ليبيا.
2. اعتبار هذه الدراسة العلمية مرجعًا لمخرجي المونودراما في التعامل مع الإشكإلىات المختلفة المتعلقة بالأداء التمثيلي في عروض المونودراما على مستوي المسرح الليبي.
أهداف البحث:
1. التعرف على مناهج الأداء التمثيلي وأسإلىبه، بفن المونودراما في المسرح الليبي.
2. تحديد العوامل المؤثرة في تشكيل اتجاهات ومناهج وأسإلىب الأداء التمثيلي لهذا الفن.
3. التعرف على مناهج التمثيل الملائمة للمسرح الليبي المعاصر في المونودراما.
4. التعرف على الصعوبات التي يواجهها ممثل المونودراما في المسرح الليبي المعاصر.
منهج البحث:
يقدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع، ويهتم بوصفها وصفًا دقيقًا لكن بالتعبير عنها كيفيًا، عن طريق وصفها وبيان خصائصها، كعملية تقوم بها المادة العلمية عندما يكون المنهج الوصفي تحليليًا.
أدوات البحث:
1. يستعرض الباحث مجموعة لقاءات ، للفنانين الذين قدموا عروضًا مونودرامية في المسرح الليبي .
2. العروض التطبيقية التي تناولها الباحث بالتحليل:
? عرض مونودراما الكناس 1996م.
? عرض مونودراما صبايا أولاد هلال 2009م.
? عرض مونودراما كسور موزونة 2017م.
? عرض مونودراما إلى أين 2017م.
? عرض مونودراما المسخ 2017م.
? عرض مونودراما هوس فى الظلام 2017م.
صعوبات البحث:
لقد واجه الباحث العديد من الصعوبات في إجراء هذا البحث العلمي، وذلك بسبب مجموعة من العوامل. وهو ما حاول الباحث العمل عليه في تذليل هذه الصعوبات من بداية البحث حتى تم توفيقي في إتمام هذه الدراسة ومن هذه الصعوبات التإلى:
1. النقص في الكفاءات المتخصصة التي تقوم بتقديم عروض المونودراما في المسرح الليبي، وهو ما ينعكس على ندرة في الدراسات النقدية التي تخص العروض المونودرامية.
2. ندرة العناصر المرئية والصوتية المعنية بتسجيل بعض العروض الخاصة بالمونودراما، التي كانت لها النصيب في العرض بالمسرح الليبي، وذلك بسبب ضعف عنصر التوثيق لهذه الأنواع من العروض.
3. إجراء العديد من المقابلات واللقاءات بالمعنيين ببعض العروض المونودرامية، مما تتطلب الوقت والجهد الكبير من الباحث، في الظروف الحإلىة للوطن الليبي و ضعف عملية التواصل وصعوبتها.
4. ندرة المراجع المتعلقة بهذا الجانب المسرحي في ليبيا.
5. عدم وجود مهرجان بشكل مستمر يتيح من خلاله العروض المونودرامية، وتكون رؤية شاملة لتوجه المناهج والأسإلىب، مما أدّي إلى اعتماد الباحث على أعمال مونودرامية قُدِّمت كحالات منفردة بذاتها، في مراحل زمنية متفاوتة، مما مثّل صعوبة لدي الباحث في إحصاء العديد من العروض المونودرامية. 
مصطلحات البحث: 
1. التعريف اللُغوي للمنهج:
 هو خطة منظمة لعدة عمليات ذهنية أو حسية بُغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة عليها.
2. تعريف المنهج اصطلاحاً:
عّرفه جبران بأنه الطريق الواحد، ويقال: انتهج الطريق؛ بيّن معالمه وسلوكه، والنهج الواضح هو الطريق المستقر الذي يسلكه الفرد عند تحقيقه هدفًا ما( ).
عّرفه عطوي على أنه مجموعة من الخبرات، والنشاطات المترابطة التي تتبناها المؤسسات التعليمية لطلباتها، في داخل المؤسسة وخارجها، لتتيح لهم فرص النمو الشامل والمتكامل في جميع النواحي وإلى أقصى مدى تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم( ).
ويؤكد سامي صلاح على أن كلمة منهج أو نهج أو نظام تحمل ضمنًا معاني التنظيم أو الترتيب المنطقي الفعال أو المؤثر الذي يتم عادةً في خطوات، فنحن نقول مثلا: مناهج تدريس فعّالة، وكلمة صيغة أو شكل تدل ضمنًا على نظام  أو مسار معين يتم إتباعه حسب العادة أو التقاليد أو حسب التفضيل الشخصي وكلمة نمط أو طريقة أو أسلوب تكون قريبة من كلمة صيغة أو شكل، لكنَّها تتضمن إجراءها، أو منهجًا أو طريقة فردية أو مميزة ( ).
3. يعتبر المنهج هو الإجراءات والخصائص التقنية لنظام معين من حقول المعرفة ( )  .  
التعريف الإجرائي:
إن المنهج له قواعد وأسس ثابتة، تكوّن شكلًا متكاملاً لتدريب الممثل في التعامل مع الأداء وإكسابه تقنيات ومهارات احترافية، تجعله قادرًا على تجسيد أية شخصية بأقل مجهود، وعلى التعامل مع الاتجاهات والمدارس الفنية، مع التطبيق لهذه التدريبات وفقاً لطبيعة المنهج، بشكل عملي، مثل منهج المعايشة، والمنهج الملحمي، وغيره من المناهج. 
أمّا الأسلوب: هو طريقة تنفيذ هذا المنهج في العملية الإخراجية. 
تعريف الأسلوب لغويًا: 
أسلوب (سلب) والجمع أسإلىب. 
1- نهج خاص في الكتابة والتعبير عن الأفكار: «أسلوب ابن المقفع».
2- نهج خاص في الفن والعمارة والحياة.
3- طريق.
4-  شموخ في الأنف.
الأسلوب: الطَّرِيق وَيُقَال: سلكت أسلوب فلَان فِي كَذَا؛ طَرِيقَته ومذهبه وَطَرِيقَة الْكَاتِب فِي كِتَابَته. والفن يُقَال أَخذنَا فِي أسإلىب من القَوْل؛ فنون متنوعة، والصف من النّخل وَنَحْوه (ج) أساليب.
تعريف الأسلوب اصطلاحًا: عند « إرنست فيشر» « Ernst Fiacher  “  “ 1899-1972 «
الأساليب الفنيّة عند إرنست فيشر: يري فيشر بأن الأساليب التي يتبعها الفنان في عمله ليست سوى مجموعة من القوى ذات الاستقلالية الذاتيّة والتي تتحكّم بكلّ ما يحيط بها باستثناء نفسها، ونتيجةً لذلك فإنّ هذه الأساليب الفنيّة تُختَصر بكونها نمطًا من الأنماط الفنية والتي تختلف عن غيرها من الأعمال بكونها تشمل نمطًا أو مركبًا متكرّرًا من الصفات الفنيّة والتي تتّحد مع بعضها البعض بأي شكل من الأشكال، وذلك لتكون طريقة مميّزة لاختيار محتويات العمل الفني وتنظيمه والتي تخضع للتكرار والتنوع بما يخدم العمل الفني، الأمر الذي يساعد في استخدام كل أسلوب من الأسإلىب الفنية في تصنيف الأعمال الفنية المتنوعة إلى مجموعات عدة.
ويعرف آدلر الأسلوب، بأنه الترتيب النظامى لشئ ما.
التعريف الإجرائي للأسلوب: 
الأسلوب: هو الطراز الذي يعطي للمتلقي الطريقة التي انتهجها المخرج في تنفيذ المنهج المتبع في العملية الإخراجية وهو الذي يتضح من خلاله النمط الذي حدد طبيعة العمل الفني كمنتج أدبي، حمل على عاتقه الإبداع الفني. أي أن هذا الأسلوب المتَّبع هو ما تحدد على أساسه صياغة هذا المنتج الإبداعي، وما يحتوي عليه من طريقة قُدَّمَ من خلالها. 
مصطلح الأداء التمثيلي: 
هو فن الأداء الحركي، وقد تطور هذا الفن من مجرد التقليد الآلى، وهو مرحلة يثار من خلالها التقيّد بنص ومحتوى، ليُعتبر بعد ذلك لونًا من ألوان التعبير، وتجري عملية التعبير بأن تحس بالشيء وتنفعل به وتجسده وتبرزه، وفن التمثيل يعتمد على بلاغة الحوار، وهو فن جماعيّ يشترك فيه الكاتب والأديب والمخرج والممثل وواضع الموسيقي ومهندس الديكور والفنان التشكيلي وعامل الإضاءة، ليحمل في طياته تعإلىم وثقافة كل من اشترك في تكوينه.
التعريف الإجرائي لفن الأداء التمثيلي: 
هو لون من ألوان التعبير أساسه الموهبة، ومادته الإحساس، وغايته الأداء الملحوظ والملفوظ أو هما معًا، أوصي بها بفن معيّن هو فن الممثل، الذي يتجرد عن شخصيته ليدخل في إيهام شخصية تمثيلية في مسرحية أو إذاعية أو سينمائية أو تلفزيونية، أي أن الأداء التمثيلي له طابع عام أو هدف معيّن خاص لأن الممثل هو الهدف المجرد للأداء حيث إنه هو المادة الأولية، المليء بالمشاعر والانفعالات والإحساس لأنها الغاية في إيصال الهدف الأدائي.
الدراسات السابقة:
(1)  دراسة للباحث «حسين على هارون»(1997)، بعنوان: الخصائص الفنية للمونودراما، جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة بالعراق، وقد تناولت الدراسة الخصائص الفنية للمونودراما على المستوى العالمي والعربي بشكل خاص ومناقشة المفهوم الاصطلاحي لتعريف المونودراما، وأيضًا تناولت فلسفة الاغتراب على اعتبار أنها الصيغة السائدة في كل عروض المونودراما باختلاف أنواعها، مع رصد النتائج الخاصة بالخصائص الفنية لعروض المونودراما من حيث الشكل والمضمون، أما عن أوجه التشابه مع الدراسة الحإلىة فهي تأثير المدارس الأدبية على اختيار مناهج التمثيل في العروض المونودرامية، أما عن أوجه الاختلاف مع هذه الدراسة فهي أن الدراسة الحإلىة ترصد الأسإلىب والمناهج التي تلائم العروض المونودرامية الليبية مع عرض لأهم النتائج، أما الدراسة السابقة فتقوم على الاهتمام بجوهر العروض المونودرامية من حيث البناء الدرامي وما يشتمل عليه من جوانب.
(2)  دراسة للباحثة رانيا فتح الله( ) (2010م)، بعنوان: دور المخرج في مسرح المونودراما في مصر- النشأة والأداء مجلة كلية الأداب المحكّمة(الإنسانيات)، جامعة الإسكندرية، فرع دمنهور، العدد 34، يونيو 2010م. 
تناولت الدراسة نشأة مفهوم المونودراما تاريخيًا، كيف استطاعت العروض المونودرامية التعامل مع معطيات المسرح العربي، من خلال المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، التي انعكست على المجتمعات العربية. ودور المخرجين في التعامل مع العروض المونودرامية في المسرح المصري، ودور مسرح الدولة في تعامله مع هذه النوعية من العروض. وقد تطرقت الدراسة للعديد من النماذج بالتحليل، لإيضاح كافة التقنيات لهذه العروض، ودور الممثل، والمخرج، في تعاملهم مع قضايا المونودراما في المسرح المصري، وإيضاح الدلالات والمعاني خلال كل عرض. أما عن أوجه التشابه مع الدراسة الحالية فهي  تناول عروض المونودراما بالتحليل للوقوف على كيفية تعامل الممثلين والمخرجين مع إشكاليات هذه العروض. أما عن أوجه الاختلاف مع هذه الدراسة أن الدراسة السابقة تعاملت مع عروض المونودراما في المسرح المصري، وتعامل الممثلين والمخرجين مع إشكإلىات هذه العروض. أما الدراسة الحالية فقد تناولت المناهج والأساليب للعروض المونودرامية في المسرح الليبي وأي من هذه المناهج و الأساليب التي استطاع الممثل والمخرج الليبي التعامل معها، لتقديم هذه النوعية من الأعمال الفنية بما تشمل عليه من مركَّبات فنية مختلفة. 
تقسيم البحث : 
قسم الباحث الدراسة إلى ثلاثة فصول وخاتمة: 
الفصل الأول : نشأة المونودراما عالميًا وعربيًا وليبيًا 
الفصل الثاني: المونودراما في المسرح الليبي بين المناهج والأساليب 
حيث يحتوى هذا الفصل على العديد من المناهج والأساليب الخاصة ببعض المخرجين المعاصرين ، على مستوى الأداء التمثيلي ، مع الاستفادة مما أجراه الباحث من لقاءات شخصية ، مع فنانى المونودراما فى المسرح الليبى 
الفصل الثالث: نماذج تطبيقية من عروض المونودراما في المسرح الليبي : 
وفيه يقدِّم الباحث مجموعة من التحاليل الخاصة ببعض عروض المونودراما وهي:
? عرض مونودراما الكناس 1996م.
? عرض مونودراما صبايا أولاد هلال 2009م.
? عرض مونودراما كسور موزونة 2017م.
? عرض مونودراما إلى أين 2017م.
? عرض مونودراما المسخ 2017م.
? عرض مونودراما هوس فى الظلام 2017م.
خاتمة : وتتضمن أهم النتائج ، والتوصيات ، و المصادر ، والمراجع .
وقد توصّل الباحث إلى النتائج التالية : 
1- أثبت البحث اختلاف آراء كل من الممثلين والمخرجين الليبيين في ضرورة الدمج ما بين المناهج والأساليب ، أو الاتفاق حول منهج بعينه .
2- أكد البحث أن عروض المونودراما في المسرح الليبي اعتمدت في بعضها على منهج الواقعية النفسية لستانسلافكي والبعض الآخر على مدرسة التشخيص لبريخت كما أن هناك عروض مونودرامية دمجت في أدائها التمثيلي بين المنهجين « ستانسلافسكي وبريخت « .
3-  أثبت البحث من خلال العروض التطبيقية توظيف بعض المناهج والأساليب المعاصرة الأخرى  كمنهج جروتوفسكي ومنهج مايرهولد بجانب توظيف منهجيّ ستانسلافسكي وبريخت .
4- كان الاتجاه الملحمي البريختي جزءًا كبيرًا من الأداء التمثيلي في المسرح الليبي ، حيث سمح للممثل الليبي بالتلوين وتقديم شخصيات كثيرة في العرض الواحد ، حيث تنوعَ الأداء في المونودرامات الليبية ، ونجد أن الأداء الإيمائي قدَّم مونودراما بلا تركيز على الكلمات ، ما يبشر بمسرح ليبي ، مثل مونودراما « إلى أين « من عينّة البحث التحليلي الذي اعتمد على كثير من ملامح التغريب .
5-  أكد البحث من خلال العروض التطبيقية أنه لا يوجد عرض يقوم بتوظيف منهج واحد من بداية العرض لنهايته وإنما كانت العروض تتضمن ملامح من مناهج وأساليب مختلفة .
6- إن التكنولوجيا الحديثة في الإضاءة والموسيقى والديكور وتقنيات الصوت والأشكال الحديثة ساهمت في عمل جو ملائم لحالات العرض المختلفة التي ساعدت على إبراز المناهج والأسإلىب المرتبطة بالأداء التمثيلي في العروص المونودرامية في المسرح العربي. 
هذا ويوصي الباحث بالتإلى :
1- الاهتمام الدائم بالممثل والمخرج المونودرامي في تفعيل الكثير من الورش الخاصة بإعداد الممثل والمخرج مما يتيح مجالًا لتطوير المناهج والأساليب المستخدمة في عروض المسرح الليبي عامةً والمونودراما  خاصةً .
2- ضرورة تشجيع هيئة المسرح الليبي في التعاون بينها وبين هيئات الدولة التعليمية في اكتشاف المواهب الشابة ، التي يستطيع المخرجون الإفادة منهم في عروض المونودراما . 
3- تبنّي مهرجانات خاصة بالعروض المونودرامية خلال العام ، مع إعطاء فرصة للجان المشاهدة في اختيار العروض المتميزة والتوصية بإعادة عرضها على هامش مهرجانات أخرى ، مما يتيح جعل المونودراما جزءًا لا يتجزأ من نسيج المسرح الليبي.
4- الاهتمام بعمل العديد من الورش الخاصة بالكتابة للمسرح المونودرامي الليبي ، مع اختيار موضوعات تلائم البيئة الخاصة بالمجتمع الليبي ، مما يحقق انتشارًا أوسع للمسرح في كافة أرجاء ليبيا .
5- الإفادة من الدمج ما بين المناهج والأساليب المستخدمة في التمثيل والإخراج ، للوصول إلى أفضل التقنيات في هذا الصدد ، لمعرفة ما يناسب ممثل العروض المونودرامية في المسرح الليبي .
6- تفعيل الرسالة الإيجابية للفنون في توجيه سلوكيات المجتمع من خلال العروض المونودرامية الخاصة بالمسرح الليبي .
7- الاهتمام بتطوير أداء الممثل من خلال أدواته ، في تمتعه بقدرات تتيح له العمل على تشخيص الأدوار المسرحية ، ما بين الأدوار ذات الطابع الذكوري والأنثوي ، فيتمكن الممثل من أداء هذه الألوان المسرحية في داخل العروض المونودرامية للمسرح الليبي .
8- ضرورة إلمام الممثل الليبي بالكثير من المناهج والأساليب المسرحية الخاصة بالمونودراما ومتابعة كل ما يستجد منها مع إلمام أيضًا بنوعيات المسرح الحركي ومعرفته جيدًا وكيف يصيغ الممثل الليبي هذا التنوع في أدائه التمثيلي أثناء العروض الخاصة بالمونودراما مما يتيح فرصة للمسرح الليبي لوجود ممثل يستطيع تقديم عروض احترافية .
9- الاهتمام بتوثيق عروض المونودراما الليبية ، في جعلها مرجعية مسجلة تكون ضمن المكتبة الخاصة بالمسرح الليبي ، مع إنشاء قاعات عرض ليفيد منها الباحثين في مجال المسرح.
 


ياسمين عباس