نورا أمين: خشبة المسرح هي المكان الوحيد الذي أنتمي إليه

نورا أمين: خشبة المسرح هي المكان الوحيد الذي أنتمي إليه

العدد 764 صدر بتاريخ 18أبريل2022

أقيمت الخميس 17 مارس باستوديو تخشينه بمعهد جوته ندوة بعنوان “الضفيرة” استضافت المخرجة والراقصة نورا أمين، وذلك ضمن فعاليات معرض “مرينا” للمخرجة منال إبراهيم.
نورا أمين ممثلة مسرحية وروائية ومصممة رقص وراقصة ومخرجة مسرحية، حصلت على ماجستير بالأدب المقارن بجامعة القاهرة، بدأت رحلتها المهنية عام 1993 كراقصة بفرقة الرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية، وكذلك ممثلة بعدة فرق مستقلة بمركز الهناجر للفنون، وهي مؤسسة فرقة “لاموزيكا” المسرحية المستقلة، أهم أعمالها مسلسل كلمة سر، وأعمال أخرى مثل الفضاء المسرحي، المسرح المعاصر، طرقات محدبة. وفي الندوة تحدثت نورا أمين عن رحلتها التي مازالت تنمو عبر الحدود والأنواع الفنية، والتي وصفتها بالضفيرة، وهو عنوان أول عرض أخرجته. 
في البداية قالت أمين : تربيت منذ صغري على المسرح، فانفتح وعيي على العالم أو على الواقع بوصفه مسرحية، وكنت أعيش هكذا في حياة خيالية مما قوى علاقتي بفكرة الإبداع وخلق عوالم متخيلة. واسم نورا هو اسم بطلة (بيت الدمية) من تأليف إبسن، وهو منتشر جدا لكنه بالنسبة لي له علاقة ببيت الدمية تحديدا التي كانت تدرسها أمي، ونورا في بيت الدمية تمثل المرأة التي اختارت طريقا مختلفا، أن تترك الأمان المادي والاجتماعي الذي تمثله الأسرة ومؤسسة الزواج وتفتح الباب وتخرج إلى عالم مجهول بالنسبة لها اختارته ومن خلاله اختارت أن تعيد تربية نفسها من البداية. وفكرة الخروج للعالم المجهول هذه ظلت تلازمني لوقت طويل، وأيضا فكرة الحرية الشخصية والاستقلال والخروج عن إطار الأسرة والأولاد، لبناء كيان مستقل وحر وفكر خاص، حتى تصلح لتربية أطفالها بعد ذلك . وأنا طيلة الوقت أردت أن أقوم بهذا الدور على الرغم من أن هذه المسرحية تعرضت للكثير من الانتقادات. بيت الدمية دائما كان حلمي ولكنه لم يكن العرض الأول لي ولا أول إخراج. أضافت: أول عرض أخرجته بداخل الفرقة سنة 2000 كان عرض (فيرا) وبيت الدمية قدمته سنة 2009 ولم يكن به من بيت الدمية الأصلي غير المشهد الأخير، حيث الخروج خارج مؤسسة الزواج وإعادة تعريف العلاقة بشكل مستقل بين الرجل والمرأة وأنواع الحريات خارج إطار مؤسسة الزواج .
استكملت أمين : في الصف الثالث او الرابع الابتدائي بعدما اكتشفت ضعف النظر لدي بدأت قراءة رواية الأيام لطه حسين، وأدركت حينها أن أي شخص يستطيع أن يكتب رواية ويحكي حكايته كما يريد، وهناك صلة قرابة تربطنا بطه حسين عميد الأدب العربي .ثم قررت الرقص بعد الكتابة بإيحاء من ماجدة عز وفريدة فهمي التي كانت صديقة لأمي وأصبح الرقص هو هدفي وترددت كثيرا على فرقة رضا، فكنت ارقص 6 ساعات يوميا، وعملت أول عمل(بروفشنال) في حياتي وعمري 18 سنة. بعدها ذهبت للورشة وتعرفت على المخرج (حسن الجريتلي) وقتها كان لديه ثقة في أنني في هذه السن المبكر يمكن أن أكون ما أطلق عليه (مستشارة حركة) لرسم حركة الممثلين أو تدريب الشخصيات على اللغة الجسدية. أضافت: كان “محمد رضوان” أول من أخذ بيدي لقاعة جغرافيا بكلية الآداب وكانت علاقتي وقتها بالمسرح تعتمد على الرقص والباليه الكلاسيك وبعض التعبيرات الجسدية “، وهي ما اشتغلت عليه مع حسن الجريتلي. واعتقد أني تربيت هناك من جديد حيث قابلت محمد رضوان وسيد الرومي واسأمه جلال وسيد الريس ومحسن منصور وخالد الصاوي ومجدي سعيد وعبير فوزي وغادة فليتي وخالد صالح ومحمد نبوي وندى صلاح الدين وخالد النجدي وكثير من الأسماء، كنت أعمل بحب وسط هذه الأسرة وكنت أنا أصغرهم. وكان أول مشهد قمت بتمثيله في عرض (ملك يبحث عن وظيفة) من إخراج سيد الرومي، وكان العرض الوحيد الذي أخرجه وكنت أقوم بدور الأميرة وكنت وقتها لا أعلم ما يجب علي فعله، وبمرور الوقت أدركت أن بداخل التمثيل ما بين الممثلين من دعابات وعالم موازي. بعدها عملت مع (طارق سعيد) عرض مستقل عن نص لنجيب محفوظ، وفي نفس الوقت كانت بروفات خالد الصاوي في (المزاد) حيث طلبوا مني أن اشتغل على الحركة مع الممثلين. وبعده مباشرة عملت أنا و(خالد الصاوي) عرض ديو دراما اسمه (الدبلة) من تأليفه وإخراجي عرض في المجلس الثقافي البريطاني، وأيضا في قاعة الجغرافيا. وكانت بداية التسعينات فترة صعبة للغاية في الجامعة حيث حدثت مواجهات كثيرة وعنيفة بين التيارات الإسلامية واتحاد الطلبة والمجال الفني والثقافي. 
واصلت نورا: عملنا بالمسرح الجامعي وكلية الآداب والمستقل ثم انتقلنا لمنطقة وسط البلد، كان أول مهرجان يعقد من الفرق الحرة عندما توقف المهرجان التجريبي بسبب حرب الخليج ووقتها كان خالد الشوربجي - الذي كان جزءا من الحركة التي أسسها (خالد الصاوي) وكنت أنا أيضا جزءا من الحركة- يخرج عرض (وفاة بائع جوال) وعرضناه في مسرح (محمد فريد) وكنت أقوم بدور أم خالد الصاوي. وكان هذا نقطة ارتكاز كبيره داخل المسرح الحر أو المستقل فيما بعد. تابعت: مؤخرا أقوم بعمل رسالة الدكتوراه وموضوعها عن المسرح المستقل وكيف يكون هذا المسرح نموذجا لتطوير السياسات والتشريعات الثقافية. ولكي أقدم نماذج وأطبق عليها وأدرس تطور الأفكار كان لزاما على أن أثبت أن تلك الأحداث حدثت، ففي المجال العلمي لابد من وجود الوثائق، ويفضل أن تكون وثائق دولة أو موجوده ديجتال نستطيع الوصول إليها، وعدم توفر تلك الوثائق جعلني أعاني من مشكلة وأخوض معركة كبيرة جدا، فمع المنظور الأكاديمي الغربي يجب إثبات الأحداث والمسرحيات فهو لا يعرف ما يحدث في المجال الثقافي في مصر، مثلا نحتاج لتوثيق “الدبلة” وما حدث في عرض “جبل الطير” من أحداث من الجماعات الإسلامية من طرد وضرب للممثلين. معظم تلك الأحداث نسردها لبعضنا البعض حتى تكون جزءا من التراث المسرحي العالمي أو من المعارف التي نستطيع أن نمررها للناس ونتعلم منها، وعليها فإنه لابد من توثيقها. 

دخول الهناجر 
استكملت أمين رحلتها: نأتي بعد ذلك بالقفزة، وهي دخول الهناجر، في عام 93 كنت في الجامعة تمهيدي الماجستير، وكنت لا زلت خريجة وظهر الهناجر في حيز الوجود وظهر معه كل أو معظم من عملت معهم في الجامعة وقد انتقلوا لمسرح الهناجر. في ذلك التوقيت كان هناك إعلان عن اختبارات لراقصين لتأسيس فرقه الرقص المسرحي الحديث على يد (وليد عوني) وأنا تقدمت لهذه الاختبارات وتم اختياري وأصبحت واحدة من الأعضاء المؤسسين للفرقة. وفي نفس الوقت كنت أذهب الهناجر وبدأت أعرف كيف نبدأ عمل عروض وكان ذلك امتدادا لشغل الجامعة الذي اشتغلت فيه مع معظم المخرجين الموجودين في الهناجر في ذلك الوقت، وكنت في ذلك الوقت أعمل مع عدة فرق. أما الضفيرة الحقيقية فعندما دخلت معرض منال إبراهيم، ووجدت اسمي في عدة بوسترات وفرق عدة. لم أكن أدرك أني موجودة هكذا، واشتغلت مع عفت يحيى أول عرض (اسكتشات حياتية) وكان عرضا تاريخيا، فيه كم كبير من الممثلين والمغنين وشخصيات من عوالم مختلفة، وبالتوازي مع ذلك كنت أعمل مع الحركة، ومن أهم عروض الحركة التي شاركت فيها في الهناجر (الميلاد) وكان عرضا أسطوريا عملنا عليه بطريقة الارتجال لتطوير المحتوى والشخصيات والعمل على عدة شخصيات في أن واحد، وكان مدته العرض أربع ساعات وهو بانوراما سياسية لتاريخ مصر من الخمسينات لما فوق، 
وأنا أعتبر شغل الحركة معملا بمفرده وله منهجيته الخاصة. تلك الفترة بالنسبة للهناجر كان بها ازدهار كبير والجمهور كامل العدد. أما فترة التسعينيات بالنسبة لي فكانت فترة تكوين ومحاولة لفهم كيف يمكننا عمل مسرح يشبه الباب الذي يفتح على المجهول، أي عمل مسرح لم يكن موجودا من قبل، فكنت أبحث عن عالم ثالث يربط ما بين المكونين: الجسم والصوت أو اللغة الجسدية واللغة الكلامية، أو اللغة المسرحية واللغة الجنينية التي تمثل لغة جسدنا الشخصية وتاريخ جسدنا وذكرياتنا وخبراتنا الشخصية، ولا زلت أبحث في الذاكرة الجسدية وكيف يمكننا من خلالها أن نخلق عرضا، ما يجعل كل ما نصنعه على المسرح أصيلا لأننا المصدر الأول لإنتاجها. في ذلك الوقت كان يوجد ما يشبه شرارة نهضة ثقافية في دار الأوبرا، وكانت دكتورة (هدى وصفى) في الهناجر مصدر دعم كبير جدا في تحول كل التجارب والمختبرات لعروض حقيقية. بعدها أخذتني منال إبراهيم لنقلة جديدة لمسرح الشباب غيرت حياتي حتى على المستوى الشخصي، وقد كانت نقلة معرفية وإنسانية، وعرضنا (بث زيرو) وعلى الرغم من أنه كان تحت مظلة مسرح الدولة ومسرح الشباب لكنه كان مسرحا مستقلا لأنه كان ثوريا جدا، ولا يمثل أي أفكار سائدة أو مفاهيم مسرحية مستقرة في ذلك الوقت. أهم تلك العروض بالنسبة لي (ساحرات سالم) الذي كنت أعتبره عرضا ثوريا جدا. 

التكنيك والصناعة وحدهما لا يكفيان
واستطردت أمين: اشتغلت كثيرا جدا مع (الشظية) ومع (محمد أبو السعود) وكان العرض محتواه الفكري ثوريا بكل المقاييس ولحظة تقديمه مع القضية الشهيرة (للدكتور نصر حامد أبو زيد) رحمه الله كانت لحظة شائكة وحرجة جدا لكن الهناجر قدم العرض والذي تناول محاكم التفتيش والتفتيش في ضمائر الناس والاستقطاب بشكل عام، هذا العرض بالنسبة لي كان طريقة لاستكشاف كيف نتوحد مع أدوارنا كممثلين، حيث التوحد بين معارفك وخبرتك والشخصية المتخيلة، فهو خيال يمكنك تمثيله بأكثر من طريقة وتفسير، فيكون التوحد أن تعطي من إحساسك وخبراتك لكي تخلق هذه الشخصية المتخيلة بحيث يكون هناك ما يسمى بال (genetic print) وتكاد تكون هذه اللحظة حقيقية، وأهم ما تعلمته في تلك الفترة أنه يجب أن نصدق ما نقوم بعمله ونقوله قبل أن يصدقنا الآخرون، وأن 
التكنيك والصناعة وحدهما لا يكفيان وإنما يلزم التوحد الحقيقي الذي يجعلك تقوم بعمل شيء لا يستطيع غيرك عمله. كما لن أنسى دور (جون بروكتر) الذي قام به الفنان خالد الصاوي عندما تم حبسه بتواطؤ من (أبيجاي) وهو منتظر الحكم بالإعدام، حينها قال (أن الرب قد مات في ضمائركم) وكان يبكي بكاء حقيقيا، تلك اللحظات هي ما تجعلني أريد أن أمثل مسرح، حيث تعوض تجارب لا تحدث في الواقع وتخلق واقعا مغايرا على خشبة المسرح. فهناك أشياء كثيرة في حياتي لم أعشها ولكني عشتها على خشبة المسرح فكانت كل من (ربيك هوست) و(ابيجاي) و(ليدي مكدس) جزءا مني، فكلها تجارب عشتها وتعلمت منها على الرغم من أنها تجارب متخيله، لدرجة أن الواحد ممكن أن يسمو فعلا بوعيه ويقوم بعمل ردود أفعال على مواقف افتراضية داخل العرض داخل أحد المشاهد. 

فرقة لاموزيكا المسرحية
تابعت نورا أمين: قررت أن أؤسس مبادرة أو فرقة (لاموزيكا المسرحية المستقلة) لربط الصوت والكلام والحركة، أي معرفة كيف نمثل ونتكلم ونرقص في نفس التوقيت، ومعرفة كيف يكون جسدنا بأدائه الحركي وحضوره مرتبطا جدا بالآلة الصوتية وال Articulation والتلفظ الذي نقوله وارتباط الكل بالنفس الذي هو جدر التمثيل واختلاف النفس عند كل شخصية لمحاولة إيجاد الوحدة العضوية لجسد المؤدي ومنها الوحدة العضوية لجسد الإنسان. وقد كان أملنا في (لاموزيكا) هو النص، وكان أول نص مع (محسن منصور) وكان عبارة عن قصيدة طويلة كتبتها وعملنا لها قراءة في تاون هاوس جاليري في 25 يناير 2000 . فكان أول إطلاق للفرقة والأداء كان بالكلام والصوت والاتصال بالعينين والمشاعر وهو ما لم يكن موجودا على خشبة المسرح. بعد ذلك كتبت وأخرجت (الضفيرة) وموضوعها السلطة الأمومية والعلاقة مع الأم، وعرضت لمدة 15 ليلة في (تاون هاوس جاليري) وكانت بدعم من صندوق الأمير (كلاوس)، هذا العرض كان أول فرصة لاختبار التعبير بالجسد وخلق(مجاز جسدي) وكانت آية سليمان أول من عمل معي الضفيرة لكنها لم تعرض معنا، وتكرر العرض مع (بسنت محسن) ثم (عبير حجاب) ومع (ميريت ميشيل) و(فاطمة مصلح) والضفيرة هو أول عرض أخرجته وسافر الأرجنتين وانجلترا وكنا أول فرقه عربية تسافر بعد أحداث 11 سبتمبر، بعد ذلك كان لنا تقريبا كل سنة عرضان حتى وصلنا إلى 40 عرضا حتى الآن. 

إعادة وتطوير العرض
شيء أساسي في شغل الفرقة 
واصلت نورا: في أواخر 2015 انتقلت للحياة في ألمانيا واستقريت بها بشكل نهائي. الضفيرة صممت في الأساس للعرض في تاون هاوس جاليري وكلما عدلنا مكان عرضه كنا نضطر للتعديل في أفكار (السينوغرافيا)، وأيضا ينطبق نفس الشيء على (عدو الشعب) الذي عرض لأول مرة في 2012، وقد تغير عدة مرات من ممثلين ونص وعلاقة النص باللحظة السياسية التي تعطيه سياقه ومعناه الجديد والتعديل في الرؤية وأيضا هو ما حدث في (أبواب نورا) في 2009. وتعد فكرة إعادة وتطوير العرض شيء أساسي في شغل الفرقة، ولا أعرف كيف يتم أرشفة ذلك. فالمسألة هنا هي كيف تطور من عرض وتعيد تكوينه مع الاختلافات الزمنية والاجتماعية والسياسية حسب اختلاف الزمان والمكان. 

«عدو الشعب»
إعادة تعريف لهويتنا كفرقة 
وقالت نورا: مسرحية عدو الشعب هي من تأليف هنريك إبسن، وهى عن فكرة الديمقراطية والفرق بين ديمقراطية الصناديق والديمقراطية الليبرالية، بالإضافة إلى أنّها قدمت في سياق مرتبط بالثورة، ترجمة (راندا حكيم وشيرين عبد الوهاب) وكانت في بدايتها من إنتاج السفارة النرويجية. واستمرت رحلة عدو الشعب حوالي 60 ليلة موزعة على عدة أماكن داخل القاهرة، معظمها أماكن غير مسرحيه على مدار 2013 وأيضا عرضت في معهد (جوته). وأعتبر عدو الشعب إعادة تعريف لهويتنا كفرقة، فكنا نعرض الفعاليات المسرحية في فترة كانت معظم الفعاليات الثقافية متوقفة بشكل عام، وكانت تلك الفترة إعادة لتعريف أنفسنا وكان مسرحنا هو المظاهرة، كما عرضت عدو الشعب في ليبيا بعد الأحداث التي وقعت في ليبيا، وكانت بالتعاون مع مؤسسة “ارب تي للثقافة والفنون”، وقدم العرض في ليبيا يوم 5 سبتمبر وهو ما كان يشكل حدثا رهيبا لي وكنا نعرض في خيمة، لم تكن هناك مسارح ولكنهم جهزوا الخيمة لنا وعرضنا في الليلة الأولى، وفي الليلة الثانية حدثت سيول رهيبة وبرق ورعد وصواعق وانهار بعدها كل شيء، وكانت هذه اللحظة بالنسبة لي عام 2013 لحظة نجاة من الموت، كانت لحظات قاسية مات فيها صالح سعد والد ابنتي وهو يحاول إنقاذ الآخرين، وكنا جميعا في حالة من الوثاق الروحي نشأت بيننا في لحظات الموت. 

المكان الوحيد الذي انتمي إليه 
ختمت نورا بالقول : المكان الوحيد الذي انتمي إليه هو خشبة المسرح، والمكان المرتبط بالتروما وهذا يعني طريقه تحويل مسار الأشياء من خلال الخيال والتمثيل، وأن الجسد الواحد يمكنه أن يعيش الحرية والقهر والألم والسعادة وجسدي عاش ذكريات كل الفرق، وكل هذا التاريخ يقطن في جسدي ولم يمر. أنا عملت كمنتجة في العروض المستقلة والتي لا تتبع إنتاج الدولة ومنها تمويل من جهات دولية وجهات من داخل مصر مثل جوته أو البريطاني وغيره، كنت أقوم بدور المنتجة ومديرة الفرقة وأقوم بكل الأدوار وهو ما يعد بمثابة الانتحار. 
 


سامية سيد