عندما يكون الخوف هو المحرك الاساسي لافعالنا، الخوف الذي يدفعنا للصمت . الخوف الذي يدفعنا الي الكلام، كلام مبعثر ومشتت، غايته هو التحرر من كابوس الخوف الذي يقبع في ارواحنا، هذا ما حدث في عرض «أحداث لا تمت للواقع بصله«العرض المقدم في مهرجان ابداع في دورته التاسعة، مستوحى من نص «6 شخصيات تبحث عن مؤلف» للويجى برانديلوتقديم طلاب قسم دراما ونقد مسرحي جامعة عين شمس تاليف : محمد السورى، اخراج : محمود طنطاويبداية من اسم العرض “أحداث لا تمُت للواقع بصِله« بينما هي الواقع ذاته، الواقع الذي يجعلنا نهرب من ذواتنا بحث عن واقع افضلتدور أحداث العرض حول، فرقه مسرحية تقوم بعمل بروفات، اثناء احدي هذه البروفات، تأتي عائله عم «سيد « عامل المسرح، تصرخ زوجته، هناك شئ ما يحدث، لماذا اتو الي المسرح ؟، يريدون تقديم قصتهم، هل كل قصص الواقع يمكن ان تجسد ؟في بدايه الامر يرفض المخرج والفرقه هذه الفكرة ولكنهم سرعان ما ينقسمو حول امكانيه تقديمها ام لاعم سيد عامل بسيط في مسرح يستدر عطف من حوله بمسكنته وخضوعة، علي الجانب الاخر في بيته فهو رمز القهر لابنائه الاربعة وزوجته، يقبل بالقهر ثم يمارسةللعرض مستويان رئيسيانعلي مستوي الدراما (الممثلون – عائله عم سيد) تُصنع الحبكة من خلال التداخل بين المستويين، وتصل الي ذروتها عندما لا تستطيع ان تفرق بين الممثلين وبين العائله بعد لعبه التداخل والمعايشه بينهم، بعدما قررت الفرقه تقديم حياه عم سيد واسرته وجعلها موضوع مسرحيتهمعلي المستوي البصري تم تقسيم خشبه المسرح الي مستويين تتغير دلاله المستوي ومن يستطيع الصعود اليه بتغير واستمراريه الاحداث للتعبير علي المستوي البصري، في البدايه كان يظهر الخط الفاصل بين الممثلين والعائله بشكل واضح في خطوط الحركة وتحركهم الجماعي وكأنهم كتله واحده . الي ان بدأت لعبه التداخل ليؤدي الممثلون دور العائله وهنا اصبحت الخطوط متداخله ومتشابكه علي المستوي الدراما من خلال التبادل الحواري الذي يبدأه احدهما ويكمله الاخر دون الشعور بختلاف، رغم اختلاف الشخصيات والأحداث الجاريةالديكور قطع من المعدن متداخله علي هيئه وجه بشري وضع منهم اربعة بشكل متقابل احدهما في مقدمه المسرح يعبر عن الحزن والفرح، بينما في مؤخره المسرح وضع الوجهان الاخران وهما الخضوع والتكبر . كما عُلقت بعض القطع بشكل معاكس، استخدمت في الجمل الحواريه لتعبر عن الوضع المعكوس، الجاني يري انه مجني عليه، ويصبح المجني عليه هو الجاني . الديكور يعبر عن التفكك . قطع معدن وضعت بوضعيه ما لا يتم تفسيرها الا من خلال الاضاءه التي كانت تظهر علي الوجه ليعبر عن حاله المؤدي . تصميم ديكور: هبة الكوميكما ساهمت الملابس في تحديد الفراق علي المستوي البصري، الفرقه شباب اختلفت ملابسهم حسب مستواهم المادي رغم تقاربه، كما اختلفت في الوسع والضيق والالوان لتعبر عن صاحبه وتكمل رسم شخصيته، عائله عم سيد رغم توحيد اللون بين البني والرمادي الداكن المعبر عن البهتان المصاحب لتلك العائله التي فقدت روحها منذ زمن، الا ان اختلاف التصميم رغم ثبات اللون عبر عن الشخصيه التي ترتديه،الاختلاف الذي جعل من “ خلود “ لسان عائلتها والمحرك الرئيس للاحداث، رغم انها ترتدي اللون ذاته الا ان ملابسها عبرت عن تفردها . تصميم ملابس: هناء الجندي.ما الفرق بين الشارع والمسرح تسائل من بعض تسائلات التي اثارها العرض، اختلفت طرق الاجابه عليه داخل العرض،احدي هذه الاجابات وضحت ان التجسيد نفسه هروب من واقع . واقع مجسدي الاحداث «المؤديين» لحياه مختلفه عنهم من خلال لعبهم لشخصيات لا يعرفونها ولا تمت اليهم، المستوي الاول للهروب من الذات .تطهير الذات بتعريها بنواقصها ماارادت ان تحصل عليه “خلود “ بنت عم سيدعرض قدم بشكل محترف، يظهر ابداع صناعه وفهمهم العميق للمستوايات التي تم طرحها بدايه من علاقه المخرج بالممثلين، علاقه الاب بأبناءه، علاقه الزوجة بزوجها، علاقه الممثلين ببعض، علاقه الابناء ببعضهم، علاقه الممثلين بالمسرح، علاقه المسرح نفسه بالمجتمع.