كورونا «كشفناه» بالعلم والعمل والإيمان يقضي عليه الإنسان

كورونا «كشفناه» بالعلم والعمل والإيمان يقضي عليه الإنسان

العدد 703 صدر بتاريخ 15فبراير2021

تحت رعاية الأستاذة الدكتور إيناس عبد الدائم وزير الثقافة وإشراف الأستاذ الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة قدم المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب العرض المسرحي “ كشفناه “ تأليف وأشعار وإخراج أحمد إسماعيل عبد الباقي وفكرة العرض مستلهمة من واقعنا المعاش حاليا ، ففي نهاية عام 2019 ظهر وباء جديد أطلق عليه  ( Covid 19 ) “ جائحة كورونا “  حصد أرواح العديد من البشر في جميع دول العالم ، كما قيد حركة  الإنسان وجعله يعيش في عزلة منفردة كي لا يصاب بهذا الوباء مما أثر بالسلب على حياة البشر ، وسارعت مختبرات العالم بالعمل باستخدام الوسائل العلمية حتى يتم العثور علي علاج مناسب لشفاء المرضى وكذلك مصل للوقاية من الوباء ، ومن هنا التقط المؤلف   ( أحمد إسماعيل عبد الباقي وايضا كتب الأشعار وقام بالإخراج ) فكرة العرض وقدم رؤية مختلفة واصطحبنا إلى عالم الخيال والفنتازيا بعيدا عن توقعات المتلقي ، فقرر أن تتحد الفيروسات القديمة والحديثة ( وجعل الفيروسات تفكر كالإنسان ) بزعامة ( Covid 19) كورونا لإعلان الحرب على الإنسان كي تقضي عليه . وتبدأ الحكاية باستعراض وبعض الكلمات ( ستطول العتمة وذلك الإنصاف فناء البشر أسمى الأهداف ....) ونجد كورونا ( محمد عبد الفتاح ) باحث يعمل في معمله مع مساعديه 1و 2 ( إيمان نافع ورحمة محجوب) باجتهاد ليقضي على الإنسان ، فقد تعلم من موت أبيه سارس أنه لابد من أن يعمل ويطور من أدواته حتي لا يقضي عليه الأنسان ويموت . ونتعرف علي أثنان من بني البشر وأسمائهما ذو دلالة واضحة  لانعرف من هم ومن الممكن لأي إنسان تفسير هويتهما حسب نشأته وبيئته الاجتماعية والثقافية وهما صاحب المتاعب ( هيثم حسن ) الذي تعب كثيرا من الاستثمار في الحروب للحصول على المكاسب من البشر ومن التعب ينام وتذهب إليه تنغيصة العيشة ( نجلاء سالم ) التي تكمن سعادتها في الحقد على البشر وكرهم ووظيفتها في الحياة الاستمتاع بإزائهم وعندما تشاهده نائما تعاتبه وتخبره بوجود وباء كورونا وما يفعله في البشر فيطلب منها أن تكون حلقة الوصل بينه وبين كورونا حيث أن الاستثمار في الأوبئة والأمراض يدر عليه ربحا وفيرا ، يفكرون في حيلة بأن يجمع كل الفيروسات القديمة والحديثة ويقيم لهم احتفالا كي يقبل كورونا الدعوة وأن يقوموا بتكريمه كي يعمل معهم ويوزعون شهادات تقدير على الفيروسات المشاركة ، ونرى في الحفل الطاعون وهذا المرض كان يفتك بالبشر في عصور سابقة ويريد أن يكرم مثل كورونا حيث شهرة كورونا جاءت عبر الشبكة العنكبوتية ( وسائل التواصل الاجتماعي  ) والإعلام فقد كان في زمانه أكثر فتكا بالإنسان عن كورنا فهو حاقد على تكريم كورونا وأنه الأولى بالتكريم ولكن الحضور يلقبونه بانه جد كورونا فيفرح لحفيده ويسلمه الراية ، ونري الأنفلونزا أم سارس المتوفي وجدة كورونا تفرح لأنه سينتقم لأبيه من عالم البشر ، يحدث خطأ في الاحتفال بإعلان صاحب المتاعب بأن كورونا أبن سارس وبذلك ينتبه البشر بأنه فيرس متطور ويحاولوا فك شفراته للقضاء عليه ، لكن صاحب المتاعب يعلن بأن المعركة مازالت مستمرة وأن الإنسان خسران ، ويقدم الأطفال استعراض ويردون عليه ، كيف يخسر الإنسان وقد تسلح بالعلم والعمل والأيمان وينتهي العرض .
يوجه هذا العرض رسالة للأطفال قادة المستقبل ويحثهم على أهمية العلم والعمل والأيمان وقدم لهم الاتي :
أولا :   طور كورونا بالعلم والعمل أدواته وحصد أرواح بعض البشر عندما ركن الإنسان إلي الخمول والكسل وعدم تطوير أدواته فانتشر وهدد حياة البشر .
ثانيا : أهتم الانسان الجشع المفسد بالمكاسب المادية فانتشرت الحروب  والصراعات بين البشر وحصدت أرواحهم وكذلك الحروب الجديدة ( تطوير الفيروسات في المختبرات للقضاء علي الأنسان ) فلابد من القضاء علي الفساد  والجشع واتحاد البشر والعمل على حل المشاكل والصراعات بشكل متحضر والبعد عن الأفعال الشيطانية والعمل بالأخلاق التي نادت بها الأديان كل حسب معتقده .
وعندما نتحدث عن رؤية المخرج فعندما ندخل إلى قاعة العرض نشاهد ديكور  ( شادي قطامش ) عبارة عن منظر تعبيري رمزي يمثل معمل كورونا  ففي منتصف العمق نجد رسمة تمثل فيرس كورونا مشدودة علي بانوه وعلى كل من الجانبين دولاب مرتفع بضلفة واحدة وعلى كل من جانبي منتصف المسرح دولاب أقصر من السابقان يوضع فيهم أدوات حفظ عينات ونتائج الأبحاث كما يوجد بعض البوفات للجلوس وفي المقدمة بعض المفروشات التي لا نحدد ماذا تعني ونستطيع أن نقول أنها نوع ما من الفيروسات ، ويتدلى من أعلى حبال مجدولة مصبوغة بألوان مختلفة بعضها في عمق المسرح وفي المقدمة أيضا ، يمكن القول بان هذا التعقيد دلالة على عدم فك شفرات الفيروسات و يتدلى لوحة مكتوب عليها بالانجليزية ( o –  o) في اشارة لعدم قضاء البشر علي الفيرس أو العكس و يتدلى أيضا من منتصف العمق ثلاث كور متصلة تشبه نجفة من الممكن أن تعبر عن المنتجات الصينية في اشارة عن أن الصين هي بلد منشأ ( Covid 19) جائحة كورونا على الرغم من أن العرض لم يذكر كلمة أو إشارة عن ذلك ، يقلب المنظر ليمثل منزل صاحب المتاعب ، فتتحول صورة الفيرس إلي صورة الكورة الأرضية والدواليب تصبح كتلة مصمتة ذات لون ذهبي تعبر عن الثراء ، وتنزل شاشة بيضاء واستخدمت لراحة العين وجعل المكان أكثر اتساعا وكذلك لإسقاط الإضاءة عليها ويوضع طرابيزة فضي ، ويعبر المنظر عن منزل صاحب المتاعب وترفع الطرابيزة  ويصبح المكان في مشهد آخر مكان الاحتفال . أما الإضاءة ( حسام حمدي) فكانت دلالتها جمالية أكثر منها دلالة درامية حيث أن موضوع العرض كئيب ويعرض لأطفال تحب الألوان المبهجة واستخدمت معظم الإضاءة بؤر ضوئية لإنارة الممثلين وكذلك استخدم جهاز الموفينج لعمل ألوان مبهجة وخلق حالة الفنتازيا وسلط معظمها علي الشاشة البيضاء . أما الملابس مختلفة لتعبير عن الشخصية فنرى كورونا يرتدي بالطو مقفول وحذاء مثل أي باحث في معمله لكن لونه  ذهبي ليؤكد على حالة الفنتازيا والخيال والثراء فهو له بريق وشهرة في العالم وعلى الرأس تاج أبيض ، ومساعديه بالطو فضي حيث أنهما أقل منه شهرة وثراء . وارتدت الأنفلونزا بالطو فضي وتاج أزرق والطاعون بالطو أحمر وتاج أحمر ومن الداخل ملابسهما سوداء ، وباقي الفيروسات ملابس سوداء من الداخل ويغطي الرأس والوجه شراب من النايلون لعدم تحديد ملامحهم  في دلالة على أن هذه الفيروسات غير محددة ، وفي مشهد الاحتفال بتنصيب كورونا  ينزع الشراب ويرتدي كل منهم بالطو بألوان مختلفة ، أما صاحب المتاعب يرتدى جاكيت أسود وبنطلون بيج ، وتنغيصة العيشة قميص زيتوني وبنطلون بيج في مشهد منزل صاحب المتاعب ، ومن وجهة نظرنا أن هذه الملابس عصرية للبشر ولكن النوعية والألوان لابد أن تكون مختلفة ، وفي مشهد الاحتفال كانت ملابسها تشبه في اللون ملابس غرف العمليات فهما بشر والاحتفال بالفيروسات ولابد من الاجراءات  الاحترازية ، وبملاحظتنا لأفيش  العرض توجد به رسومات ماسكات ولم تظهر في العرض لعل المانع خيرا ، وأعتقد من وجهة نظرنا أنها إن وجدت  كانت سوف تثري العرض دراميا وجماليا كما أعتقد أن الملابس سوف تختلف أيضا ، أما الاستعراضات ( عمرو الحسيني وناصر عليان ) اعتمدت على الباليه والتكوين بالصورة الجمالية فقد مزج بين الشكل والحركة والكتلة في الفراغ فنجد صورة تشكيلية جمالية للطاعون والانفلونزا وحركات الباليه في استعراض الافتتاح والحفلة . وعندما ننتقل إلى الموسيقي والالحان ( إيهاب حمدي ) نسمع لحن سريع يستخدم ألات غربية مثل الارج والجيتار في معظم الالحان فهي أغاني تعريفية حيث تعرف الفيروسات نفسها ( أنا الطاعون ، طاعن ولا مطعون من نسي من أكون – انا أنفلونزا مهتمة بنفسي ومعتزه ) وكذلك يعرف صاحب المتاعب وتنغيصة نفسيهما ( أنا تنغيصة غالية ولست رخيصة أفكر دوما وحريصة – أنا صاحب المتاعب أنا متعب وتاعب انا بيت المصاعب ) أما في الحفلة احتفالا بتنصيب كورونا ( هيا يا كورنا شد الهمة غير مصائرنا والمصير) استخدمت ألات النفخ وألات الايقاع ، وبشكل عام قدمت الحان متوسطة المستوي حتي لا يمل منها الطفل أو يسعد بها ويحفظها وكان الغرض خلق حالة من الانتباه كي يستمر الأطفال مستمتعين بالعرض . كما اجتهد كل ممثل واجاد في دورة بشكل متميز وكذلك الأطفال المشاركين في العرض ، وتميزت الطفلة حور في دور الفيرس المخلق بالمعمل الغير معروف أسمه بعد . وقدم المخرج أحمد اسماعيل عبد الباقي عرضا متميزا يستفيد منه طفل اليوم مسئول الغد ، تحية لكل من شارك في خروج هذا العرض للنور .


جمال الفيشاوي