ندوة عرض «الفراشات» بالنسخة الخامسة لمهرجان التجربة الأولى

ندوة عرض «الفراشات» بالنسخة الخامسة لمهرجان التجربة الأولى

العدد 697 صدر بتاريخ 4يناير2021

ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية في نسخته الخامسة تحت مسمى التجربة الأولى برئاسة الدكتور أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون ونقيب الممثلين، ومدير المهرجان المخرج سامح البسيوني، ونائب مدير المهرجان الفنانة منة بدر تيسير، أقيمت ندوة عرض “الفراشات” المأخوذ عن رواية جامع الفراشات للكاتب جون فاولز ونص الحادثة للكاتب الكبير لينين الرملي من كتابة وإخراج رامي نادر عن رواية جامع الفراشات لجون فاولز ومسرحية الحادثة المجنونة لـ لينين الرملي وتمثيل (رامي نادر - مونيكا جوزيف ) - ديكور ( يمني الشاذلي ) - اضاءة ( ابراهيم الفرن ) - تأليف موسيقي ( شريف ياسر ) .
 بحضور لجنة النقد المكونة من الدكتورة سحر الدنجاوي المدرس بأكاديمية الفنون، الناقد والشاعر أحمد زيدان وأدار هذه الندوة الناقد والكاتب جمال الفيشاوي وبحضور أيضا نخبة من الممثلين مثل الفنان ممدوح الميري والفنان وليد الغمري وأيضا الكاتب مجدي محفوظ
أدار الناقد جمال الفيشاوي ندوة العرض المسرحي الفراشات عن رواية جامع الفراشات لجون فاولز ، كتابة وأخرج وتمثيل رامي نادر، ورحب بالدكتورة سحر الدنجاوي أستاذ الدراما والنقد بالعهد العالي للفنون المسرحية والشاعر والكاتب والصحفي أحمد زيدان مقدما شكره في البداية لكل من ساهم لخروج مهرجان نقابة المهن التمثيلية التجربة الأولي في دورته الخامسة وخاصة الأستاذ الدكتور أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون لما بذله من جهد كبير للحصول على التمويل اللازم لظهور المهرجان في موعده ، فنحن نعلم جميعا الظروف الصعبة التي عانت منها مصر والعالم من انتشار فيرس كورونا اللعين .
وتابع : أقدم الشكر لمدير المهرجان المخرج سامح بسيوني والفنانة منه بدر تيسير نائب مدير المهرجان ، مشيرا إلى أن دور الناقد إنارة الطريق للمبدع بالتركيز على بعض نقاط القوة والضعف بالعرض المسرحي كي يفكر فيها المبدع عند إعادة تقديمه للعرض كما أن رأيه استشاري من حق المبدع أن يعمل به أو لا ،  فالمسألة بشكل عام ذائقة فنية ، فلكل منا ذائقته، وهذا لايمنع أنه توجد بعض المعايير الفنية لابد أن يضعها المبدع في اعتباره فهو  يتعرف عليها من خلال دراسته وخبراته العملية، وإن الناقد والمبدع وجهان لعملة واحدة هدفهم الوصول بالعمل الفني للتميز، مضيفا ان هذا النوع من العروض شديد الصعوبة في تنفيذه فيحسب للمخرج براعته لإخراج العرض بهذا الشكل واستطاعته جذب انتباه الجمهور من أول دقيقة لآخر دقيقة في العرض وسعادتهم به وإشادة النقاد رغم صعوبة تنفيذ هذا النوع من العروض وصعوبة التحضير له.

وبدأت الدكتورة سحر الدنجاوي حديثها عن العرض بشكر القائمين عليه لتقديم العرض في تلك الظروف الصعبة، مستهلة حديثها عن العرض بتساؤل حول نوع دراما العرض كتابة أم دراماتورج أم إعداد أم اقتباس أم تمصير موضحة أنه يحدث دائما تداخل بين الإعداد والكتابة، واشارت إلى أن الدراما التي قدمت تصنف كإعداد وليس كتابة حيث أنه مأخوذ من رواية وليس مسرحية، لأن الكاتب الكبير لينين الرملي في الأساس أخذها عن رواية جامع الفراشات لجون فاولز .
وتابعت د. سحر الدنجاوي حديثها عن ملائمة استخدام افيديو بروجكتور في عدد من  مشاهد العرض، مشيرة إلى أن استخدامه في المشهد الأول والثاني والثالث لم يكن ملائما للحدث عكس استخدامه في المشهد الرابع الذي أوضح طريقة تتبع البطل للفتاة في الجامعة،
وأشادت الدنجاوي بالأداء التمثيلي لرامي نادر و مونيكا جوزيف وبمجهودها الكبير الذي بذلاه في العرض، وتابعت حديثها عن الصوت أنه كان شديد الارتفاع حتى أنه كان سبب في تشتيت الانتباه في البداية والسبب في ذلك وجود المايكات مع الممثلين وعدم الاكتفاء بالمايكات الموجودة في المسرح لأن القاعة في الأساس صغيرة فكانت لا تحتاج لمثل هذه المايكات، واختتمت حديثها عن الديكور والذي يشير إلى الفراشات في نهاية العرض ولحظات الاضاءة  التي ابرزت الحالة النفسية وكانت عاملا جماليا مؤثرا في العرض ..
ثم استهل الكاتب أحمد زيدان حديثه عن  الرواية الأصلية حيث الموظف الذي يراهن على الماتشات المقامه في لندن كل أسبوع ب5 جنيه استرليني إلى أن كسب مبلغ ضخم من المال وكانت خلفيته الاجتماعية والثقافية عن والدته أنها امرأة سيئة السمعة حيث أن والده توفى وهو في العام الثاني من عمره فهو شخصية نكرة يكره الأنثى لسوء سمعة والدته و لا يستطع إقامة علاقة سوية مع الآخر و لا يستطع اثبات ذاته لجذب الآخرين له، والرواية قائمة على أن الشخص يروي لنا ما حدث له من خلال مذكراته.
وتابع : نقطة هجوم العرض التي بدأ بها رامي نادر كمخرج في استخدام الفيديو بروجيكوتر أثناء تتبع الفتاة واختطافها إلى أن نصل للديكور الواضح أمامنا حيث السرير على اليسار والمنضدة وعليها مشغل الشرائط الكاسيت وعلبة الفراشات التي اكتشفنا أنها ميتة في آخر العرض وأيضا الكرسيين وفي الوسط الباب الذي هو وسيلة للخروج أو للهروب أو إحكام الإغلاق على السجينة، وعلامة الفراشات مقتبس من الرواية حيث أنه اكتسب جمع الفراشات من عمه وهذه إشارة لفكرة الاحتجاز حيث أن الشيء الجميل يتم احتجازه بشكل أناني، فنحن نرعى الزهرة ونعتني بها ولكن في لحظة نجد شخص ما يقطف هذه الزهرة للاحتفاظ بها، ولكن يتم الاحتفاظ بها لمدة معينة من وقت ما اجتثت من الأرض مثلها مثل الفراشة الكائن الجميل الذي يطير ويعيش دورة حياته بشكل طبيعي وعندما يتم نحتجزه نجد متعة شخصية، ولكن لا تستطيع الفراشة الحياة رهن الاحتجاز، وهنا نجد استعارة على ما يقوم به فردناند في الرواية أو عاصم في المسرحية.
وتابع زيدان: اعتمد المخرج رامي نادر في دراما عرض الفراشات على مجموعة أشياء في الغرس الذي قام به وبدأ ينقل في الفيديو كيفية مقابلته للشخصية كيفية رؤيته لها وعلاقته بها التي لم تتذكرها سوى من خبر في صحيفة وهذا يؤكد انه نكرة لا يهتم به أحد وخلفيته الاجتماعية بسبب والدته ولحظة أخرى يحدثنا فيها عن عمته وعلاقته بالصورة الموجودة في الدولاب ولحظة أخرى عندما يتحدث عن ملامح بشرة أبويه التي تبعد عن ملامحه مما يشي بشكوك في نسبه لوالده، كل هذه تقديمات قدم بها المخرج الدراماتورج شخصية عاصم أشعرتنا أننا أنه يعاني من هذه الدونية وهذا الإهمال ووجدنا أنه عندما أجر المكان أراد فرض ذوقه ويحاول أن يكون المتحكم في كل شيء على الرغم من أنه يقول لضحيته بأنها حرة تفعل ما تريد لكن في اللحظات الحقيقية يظهر عنف الشخصية،
وتابع زيدان : دائما يحاول المخرج رامي نادر شغل المسرح بالحركة ما بين السرير والباب والمنضدة والكرسيين، وتابع عن المناطق الجمالية في العرض كانت لحظة الرقص بديعة للغاية وهذا المشهد حدث فيه الكثير من التحولات بين النعومة في خروجه وظهوره وبين ما سبق هذا المشهد حينما كان يشاهد مشهد لعروسين وما بين عدوه على كورنيش البحر والفتاه في ذهنه وقراره بأنه يسجن هذه الفتاه في الواقع وليس في ذهنه فقط ثم ظهرت لنا محاولاتها عن طريق الكذب أنها توضح له في كتاباتها أنها تحبه كي يطلق سراحها لكنه لم يصدقها ولم يطلق سراحها.
وأوضح زيدان : هناك ايضا قطع ديكوريه كانت مجانية على خشبة المسرح ومثلت اعاقة لحركة الممثلين حيث وجدنا لوحة رسم ولم نرى ما رسمته الفتاة عليها ولكن في لحظة ما يقرر المخرج التخلص من هذه اللوحة حتى لا تعيق حركة الممثلين فدخلت اللوحة بحاملها وخرجت دون أن تضيف شيئا، ثم تابعنا عملية نقل المنضدة من يسار الخشبة لمنتصف مقدمة المسرح أكثر من مرة ربما كانت الصورة ملائمة وتغيير بصري ولكن عملة النقل من الى وعوة المنضدة لمكانها الطبيعي ضمن ديكور الغرفة كانت خشنة للغاية، ولم يكن بخا اي جماليات،
وأكد زيدان : على مستوى الديكور وجدنا منظر جميل لكن الألوان دائما تدل على بشاعة الحالة ولكن المنظر الجميل ومتناسق عكس الشخصية التي نراها في العرض التي من الممكن أن يأتي بأشياء جميلة مختلفة ومتباينة تبعا لعدم ثقافته حيث أن الشخصية التي نتحدث عنها لا يأتي من ثقافتها تناسق بل تنافر شديد، أما القطعة الساسية في الديكور وهو  الباب الذي هو الوسيلة الأساسية التي تدل على أنه مغلق الاحكام ونجد صعوبة شديدة للخروج منه أو الدخول وجدناه في التنفيذ أنه سهل الفتح، كما لاحظنا قلة استخدام واستغلال البانوهات الشفافة.
اما على مستوى التمثيل قال زيدان : لم نشعر طول الوقت بملل وتتبعنا ما يحدث ووجدنا اختلاف نسخة هذا العرض عن النسخ الأخرى المقدمة وأيضا وجدنا تسلسل درامي رائع وانتقال سلس في الأفكار سواء عن طريق الفيديو بروجيكتور أو الإضاءة التي كانت تقوم بأكثر من عمل في المشهد الواحد لنقل الإحساس الموجود، وتابع على مستوى التمثيل فوصف رامي نادر أنه ممثل متميز على مستوى الشكل حسد الشخصية باقتدار والممثلة رائعة ولكن كان ينتابها شعور بالرهبة نوع ما أو مساحة وقت البروفات كانت قليلة، واستكمل حديثه عن الملابس فوجد أن ملابس رامي أحدثت نوع من التشتيت في معرفة الفترة الزمنية نوعا ما حيث أنه لبس شتوي ثم صيفي وعاد مرة أخرى للملابس الشتوية، أما عن التنوع في ملابس الفتاه فكانت ملائمة للمشاهد وتغيرات الأحداث، واختتم حديثه عن الموسيقى حيث كانت ملائمة لأحداث العرض وتنقل الأفكار بشكل سلس
مختتما زيدان تعقيبه على العرض بأنه من العروض المنضبطة ووجدنا متعة كبيرة أثناء مشاهدتنا رغم ايه هنات.
وعن مداخلات الجمهور حول عرض الفراشات
يرى الفنان ممدوح الميري أن لدينا أزمة في دور النقد وأن الممثل يظن أنه فوق النقد لكن الناقد هو المقياس الذي يقاس به العرض من الناحية العلمية أما الجمهور فآراءوه انطباعية تتوقف على ثقافة كل فرد ومدى استيعابه وتلقيه للعرض وتابع حديثه عن العرض أنه سايكودراما واضحة حيث أن كل ما يحدث على خشبة المسرح هو في عقل الشخصية الباطن ويرى أن استخدام الفيديو بروجيكتور الذي نقلنا من الخيال للواقع ضر العرض بسبب حدوث تشتت بين هل إذا كانت هذه الأحداث واقعية أم لا وأيضا استخدام الفيديوبروجكتر في العرض كشف للجمهور فكرة العرض من البداية على عكس استراتيجية الخداع المشروعة التي تساعد على جذب انتباه الجمهور للنهاية، واشار لباب الغرفة الذي لم يشي بالسجن و من المفروض وضع اطار حديدي ليشعر المشاهد  بصعوبة الهروب أو إحكام السجن، واختتم تعقيبه بالاشادة بتمثيل رامي نادر، في حين أن الممثلة في البداية لم تشعره بأنها خائفة أو قلقة من اختطافها، وأن الإضاءة كانت يجب أن تكون أكثر قتامة وأكثر رعبا.
وعقب الكاتب مجدي محفوظ أنه عندما يكون الكاتب هو نفسه المخرج والممثل فهذا يؤدي لوجود رءوية واحدة للعرض أما إذا كان الكاتب مستقل عن الممثل والمخرج فهنا تختلف الرؤى إلى أن يخرج لنا عرض متكامل.
وأشاد الممثل وليد الغمري بالعرض ووصفه بأنه مكتمل العناصر من حيث الديكور وتصميم الحركة والاخراج والسينوغرافيا وأشاد بجميع اللحظات المسرحية في العرض ولكنه يرى أن الممثلة كانت تحتاج لتدريب أكثر في تجسيد المشاعر.
وختاما كان رد ممثل ومخرج ومعد النص رامي نادر على كل التساؤلات المطروحة أنه لديه قناعة كبيرة أنه إذا رد على أي نقد أو أي سؤال سأُل لا يغير ما فات ولا يغير ال قادم ولكنه يرى أن كل ما قال من نقد للعرض معلومات ستفيده في العروض القادمة ووجه الشكر لكل من اهتم وحضر الندوة و العرض ووجه الشكر للنقاد.
 


مريم شعبان