المسرح المصري في فلسطين قبل نكبة 1948 (17) استعراضات مصرية في المدن الفلسطينية

المسرح المصري في فلسطين قبل نكبة 1948 (17) استعراضات مصرية في المدن الفلسطينية

العدد 695 صدر بتاريخ 21ديسمبر2020

تحدثنا من قبل عن فرقة المُلقّن حسن شلبي، وما تركته من أثر سيء في فلسطين عن الفنانين المصريين، وتصرفاتهم خارج مصر!! ويشاء القدر أن الفرقة التي تزور فلسطين – بعد فرقة الملقن مباشرة – تكون فرقة «بديعة مصابني» عام 1931؛ كونها أول فرقة مصرية استعراضية من صالات شارع عماد الدين! وعندما أعلنت بديعة عن رغبتها في السفر، رفضت حكومة القدس التصريح لها بالقدوم إلى « أراضيها خوفاً من الوقوع فيما وقعت فيه غيرها من الفرق، التي فقدت معيشها وتشرد ممثلوها في الآفاق دون أن يجدوا سبيلاً للعودة إلى أوطانهم [والمقصود بهذا التلميح فرقة الملقن حسن شلبي] ولكن بديعة أظهرت مقدرتها وكفاءتها المالية، فقدمت مبلغاً كبيراً كضمانة رسمية تُودع في خزينة الحكومة، وبذلك صُرح لها بالسفر» .. هكذا أخبرتنا مجلة «المصور» المصرية.
وصلت الفرقة يوم 23 مارس 1931، وبدأت عروضها في اليوم التالي بقهوة السنترال لصاحبها ومتعهد حفلات الفرقة «الخواجا قسطندي الزهر»، وعرضت الفرقة خمسة أيام متتالية في يافا، وخمسة في القدس، وخمسة في حيفا. وبسبب النجاح الكبير للفرقة زادت حفلتين «ماتنيه» إحداها للسيدات، والأخرى للعائلات! وبسبب النجاح الزائد أضافت بديعة أربع حفلات في أربعة أيام إضافة إلى الأيام الخمسة عشر المتفق عليها مع المتعهد. وفي القدس نجحت الفرقة في إضافة أيام أخرى، تحدثت عنها مجلة «الصباح» قائلة: « دخلت فرقة بديعة القدس بعد ذلك واستقبلتها البلاد بحماس أشد من الذي تركته بيافا. وبدلاً من أن تبقى به لمدة خمسة أيام حسب المقرر وحسب الرخصة التي استخرجوها، اضطرت للسعي في تجديد رخصة من القنصل هناك، تبيح لها العمل حتى يوم شم النسيم 13 أبريل. أي أنها اشتغلت بالقدس حوالي النصف شهر، وهي تلقى نجاحاً على نجاح كل ليلة عن سابقتها».
أما الصحف الفلسطينية، فكانت تنشر إعلانات متتالية عن الفرقة، منها جريدة «مرآة الشرق»، التي أعلنت في الأول من إبريل، إن فرقة بديعة مصابني ستعمل في القدس على «قهوة الجزيرة» بباب العمود، وفرقتها تتكون من: سمحة بغدادي، سيد سليمان، ببا، ملكة جمال، زوزو إبراهيم، شحاتة سعادة، آمون خوري، مصطفى إبراهيم، عزت الجاهلي، فهمي عوض. وهذا الإعلان نشرته أيضاً جريدة «الحياة»، وظلت الصحف تنشر إعلانات بديعة حتى الثامن من إبريل 1931.
فرقة ببا عز الدين
إذا كانت فرقة بديعة مصابني هي أول فرقة استعراضية زارت فلسطين، ونجحت في عروضها عام 1931، فإن «فرقة ببا عز الدين» تُعدّ الفرقة المصرية الاستعراضية الثانية التي زارت فلسطين وحققت نجاحاً غير مسبوق! فقد نشرت جريدة «الدفاع» الفلسطينية في أوائل مارس 1942 إعلاناً، جاء فيه: «انتظروا المفاجأة الكبرى؟؟ لأول مرة في فلسطين .. فرقة ببا عز الدين. الفرقة المؤلفة من أكبر فناني المسرح الشرقي وإليكم البرنامج: غزة على مسرح سينما السامر في 7 و8 آذار، يافا على مسرح الحمراء في 9 و10 و12 و13، القدس على مسرح سينما ركس في 14 و15 و16 و17. ويرجى من أهالي غزة والذين معهم تذاكر الاحتفاظ بها فهي صالحة لتاريخ 7 و8 .. قريباً جدا جدا». وهناك إعلانات أخرى مشابهة نشرتها الصحف الفلسطينية الأخرى.
وقد تابعت جريدة «الأهرام» المصرية نشاط الفرقة، وكتبت تقول تحت عنوان «الفنانة ببا وفرقتها في فلسطين»: سافرت الفنانة الرشيقة ببا عز الدين أمس الأول إلى فلسطين مع فرقتها المؤلفة من أشهر الفنانات والفنانين، لتقدم إلى أهالي القطر الشقيق نماذج شائقة من الفن المسرحي المصري الخفيف! تنظم مجموعة بارعة من المنولوجات الطلية، والاستعراضات الطريفة، والرقصات الممتازة، والتمثيليات المرحة، والاسكتشات التي تتميز بما عرف عن ببا من هيام بالتجديد والابتكار. ومما يجمل ذكره إن الفرق المصرية قد جرت عادتها عند سفرها إلى الأقطار الشقيقة، اصطحاب عدد محدود من أفرادها توخياً للاقتصاد. ولكن الفنانة ببا قد أبت إلا أن تصحب معها جميع أفراد فرقتها، وفي مقدمتهم المطرب المحبوب الأستاذ «محمد عبد المطلب»، ونخبة ممتازة من المنولجست، نذكر منهم «ثريا حلمي، وإنصاف محمد، وإسماعيل ياسين»، مع مجموعة من أجمل الراقصات وأبرع الممثلين والملحنين والموسيقيين. ويتولى تنظيم هذه الرحلة الفنية اللطيفة، الأمبرزاريو [متعهد النجوم] المعروف داود أفندي الدجاني، وتبدأ الفرقة عملها اليوم بمدينة غزة. فنتمنى لها كل نجاح.
تابعت مجلة «الصباح» المصرية أيضاً رحلة الفنانة «ببا عز الدين» وفرقتها، وبدأت تنقل لنا إعجاب أهل فلسطين بالفرقة وأعداد فنانيها، وما يقدمونه من فقرات وفنون استعراضية وغنائية وتمثيلية. وقد نقلت لنا المجلة وصفاً تفصيلياً لحفلة الفرقة الأولى، التي أقيمت في «غزة»، قائلة: كانت أولى حفلات فرقة ببا مساء أمس السبت بعاصمة غزة. فما جاء موعد رفع الستار حتى غصت الصالة بالمتفرجين، ولم يكن بها موضع لقدم، وأغلق الشباك لعدم وجود تذاكر أو أماكن خالية بفضل الدعاية الواسعة النطاق التي نظمت لها. وقد بدأ البرنامج وانتهى وهو يقاطع بالتصفيق والهتاف بعد كل رواية واسكتش واستعراض. ولما ظهرت السيدة «ببا عز الدين» على المسرح قوبلت بحماس شديد، ولا ننسى استعادة الجمهور للمنولوجست النابعة «ثريا حلمي»، وكذلك المنولجست الفنان «إسماعيل ياسين» والمنولجست البارعة «أنصاف محمد». أما المطرب الأستاذ «محمد عبد المطلب» فقد أخذ بمجامع القلوب في وصلته الموسيقية بصوته الممتاز، وتأديته الفنية الكاملة. والواقع أننا دهشنا لهذا البرنامج الحافل الذي أقلّ ما يقال عنه إنه عدة فرق لفرقة واحدة، ولكن بهذا الأسلوب الفني الجبار أرادت ببا أن يكون غزوها لعواصم فلسطين، فلأول مرة نرى هذا الفن ونلمس هذا الإعجاز. فقد أثبتت الفنانة ببا أنها جديرة بشهرتها التي وصلت إليها بعد أن أجمعت الآراء على أن فرقتها لا تقل عن الفرق الاستعراضية العالمية.
قالوا عن الفرقة
لم تكتف مجلة «الصباح» بهذا الوصف لحفلات الفرقة في «غزة»، بل نشرت ما جاءها من رسائل وتقارير لمراسليها، ومنها رسالة من «عبد السميع نور» من حيفا، قال فيها: كان المظنون قبل أن تصل إلينا فرقة ببا، أن أفرادها لا يتعدون خمسة عشر بين ممثلين وممثلات وراقصات ومنولجست، ولكنا دهشنا كل الدهشة عندما رأينا هذه المجموعة الكبيرة، التي قدمت إلينا ذلك البرنامج الاستعراضي العجيب الشامل، الذي أخذ بمجامع قلوبنا. لقد أعادت فرقة ببا إلى ذهني ذكريات جميلة عندما كنت في باريس، إذ أن الفنانة هناك مهما كانت تعتمد على نفسها فلا بد لها – إذا كانت صاحبة عمل – أن توجد إلى جانبها عدداً من الفنانين والفنانات المعروفين بمواهبهم ومزاياهم! وهكذا رأينا ببا على رأس فرقتها، فهي الممثلة الأولى في الفرقة: تمثل وترقص، وتشترك في اسكتشات واستعراضات. وكانت شخصيتها كافية لإشباع رغبات الجمهور، لكنها مع ذلك أوجدت معها المطرب النابغ الأستاذ محمد عبد المطلب، والمونولجست الصغيرة ثريا حلمي والسيدة أنصاف محمد، وكل واحد من هؤلاء له جماهير كانت تسمع عنه، فما بال هذا الجمهور عندما يرى كل هؤلاء على خشبة مسرح واحد؟ لهذا نجحت فرقة ببا، وقابلها الجمهور في حيفا مقابلة حماسية، مما جعلني أسجل على صفحات «الصباح» تهنئتي إلى ببا وأفراد فرقتها بهذا التقدير.
ونشرت مجلة «الصباح» أيضاً تقريراً لأحد مراسليها في فلسطين، عبارة عن حوار طريف، لا مانع من نشره – رغم ما فيه من عامية – لأنه عفوي ويحمل كثيراً من المعاني! قال المراسل: حضرت إلينا فرقة ببا وبدأت في إحياء حفلاتها، وازدحمت الجماهير من مختلف الطبقات لمشاهدتها، وأخذنا نترقب رفع الستار حتى رفعت في الموعد المحدد، وأخذت مكاني بين المتفرجين لكي أستمع إلى آرائهم وأسجلها عملاً بحرية النشر، وقد جلس إلى جانبي أحد أصدقائي فسألني: - ما رأيك إني أنا ماشفتش ببا عز الدين لغاية دلوقت؟ وما كادت تظهر على المسرح حتى صاح: لا لا لا، فسألته فيه حاجة؟ - مش معقول تكون البنت الصغيرة دي هي نفسها ببا عز الدين!! – ليه؟ - مش معقول إن دي صاحبة الاسم الطنان الرنان اللي بتقلب الدنيا بالتجديد والابتكار! - وإيه اللي يخليها ما تعملش المجهود ده كله وهي بالجسم الصغير ده؟ - المسئولية تبقى كتيرة عليها! وبعد أن أسدلت الستار عقب انتهاء تمثيل رواية «النصر لنا» صمم على أن أصحبه إلى مقابلة «ببا» في المسرح ليتأكد من شخصيتها. وقد انتهزت هذه الفرصة فسألت الفنانة ببا: هل دفع لك «داود الدجاني» [أي المتعهد] عن كل حفلة المبلغ الذي يتساوى مع إحضار كل هذه الفرقة؟ فقالت: إنني في الواقع لم أحضر إلى هذه الرحلة طمعاً في الربح. ويثبت لكم ذلك إذا أردتم أن تقارنوا بين المبلغ الذي أخذته وبين مصاريف الفرقة، ولكن السبب الوحيد الذي من أجله حضرت إلى فلسطين هو رغبتي الشديدة في أن أقدم فرقتي إلى الشعب الشقيق .. هذا الشعب الفلسطيني الذي نحمل له كل محبة وإكبار وإعزاز، وأنه ليسعدني أن أرى ما أراه اليوم من تشجيع وتقدير يجعلني أشعر من بعد، وألمس من قرب، مقدار الشعور المتبادل بين الشعبين الشقيقين. وسألتها: من هي المنولجست التي تفضلينها في الفرقة عن الأخرى؟ فقالت: إن هذا التفضيل متروك للجمهور .. وبلاش إحراج يا أستاذ!!
كتابات الصحف
هذا النجاح لفرقة ببا، تواصل واستمر في كل مدينة فلسطينية، كانت تذهب إليها الفرقة وتعرض فيها! وبدأت الصحف المصرية تنقل من الصحف الفلسطينية أخبار الفرقة وانطباعاتها. فجريدة «فلسطين» الفلسطينية، كتبت عن الفرقة قائلة: بدأت حفلات فرقة السيدة ببا عز الدين على مسرح سينما الحمراء بيافا. وكان الإقبال عظيماً على حضور الحفلة الأولى، نظراً لما لهذه الفرقة من المكانة القوية في مصر. فالفرقة تضم الكثيرين والكثيرات من الشخصيات المعروفة في عالم المسرح والصالات، وعلى رأسهم السيدة ببا، والمطرب المعروف محمد عبد المطلب، والمنولجست إسماعيل ياسين، وثريا حلمي، وغيرهم. وقد ذهبت السيدة ببا مع عدد من أفراد فرقتها بعد ظهر أمس إلى مقهى «بلز» لتناول الشاي فيه بدعوة من السيد عمر داود الدجاني، وكان المقهى المذكور يعج في ذلك الوقت بكثيرين من الزائرين الذين اشرأبت أعناقهم لمشاهد الممثلة القديرة، والحسناء المصرية التي لمع نجمها في سماء المسرح المصري. وتزور السيدة ببا قبل ظهر اليوم سعادة رئيس البلدية السيد «عمر البيطار» في مكتبه، ثم تستقبل وفوداً كثيرة من جمعيات السيدات في المدينة، المعجبات بفنها وتمثيلها، وقد علمنا أن فرقة السيدة ببا ستقيم حفلة في «سينما المغربي» في «تل أبيب» قبل عودتها لمصر، ولا شك أن الحفلات التي تقيمها هذه الممثلة القديرة مع أفراد فرقتها في فلسطين تصادف من النجاح والإقبال ما تصادفه في مصر وسائر الأقطار العربية.
أما جريدة «الدفاع» الفلسطينية، فقالت: زارت أمس السيدة ببا الفنانة الذائعة الصيت رئيس البلدية السيد «عمر البيطار»، وكان يصحبها السيد داود عمر الدجاني، فاستقبلهما الرئيس بما هو معهود فيه من كرم المقابلة، وقد تبرعت السيدة ببا لمشروع خيري يعينه الرئيس بما لم يسبق أن تبرعت به فرقة مصرية، وسيعلن عن ذلك في حينه. وقد سر الرئيس بهذه الأريحية. ونحن نقترح أن يجعل هذا التبرع للمدارس الأهلية التي تعاني أزمة تكاد تقضي عليها، ولا ريب أن الرئيس الذي وعد المدارس الأهلية بالمساعدة سيقع اقتراحنا لديه موضع القبول.
كما نشرت معظم الصحف الفلسطينية الخبر الآتي: «حفلة خاصة لفرقة السيدة ببا» زارت السيدة ببا عز الدين الفنانة المعروفة والسيد داود الدجاني متعهد حفلاتها في فلسطين صباح أمس السيد عمر البيطار رئيس لجنة البلدية في مكتبه، وأعلنت ببا عن استعدادها لإحياء حفلة خيرية خاصة يرصد ريعها لأية رغبة عامة يراها الرئيس مناسبة. وبعد أن اتفق على أن تقام مساء يوم الأربعاء 18 الجاري في قاعة «سينما الحمراء» أعرب الرئيس عن رغبته في أن يرصد ريعها لمساعدة فقراء المدينة. وقبل أن تغادر السيدة ببا مكتب الرئيس شكرها على شعورها نحو أهالي المدينة كما شكر السيد داود الدجاني على مساعيه الموفقة، ويتوقع أن يقبل الجمهور اليافي على شراء تذاكر هذه الحفلة إقبالاً عظيماً للغاية التي تقام من أجلها، وستباع تذاكرها من شباك السينما فقط، كما هي العادة.
«فرقة ببا وإذاعة الشرق الأدنى»، تحت هذا العنوان أرسل أحد المراسلين لمجلة «الصباح»، يقول: «أذاعت الفنانة المشهورة ببا في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 12 مارس حفلة استعراضية كبرى من محطة الشرق الأدنى، ألقت فيها بعض منولوجات اجتماعية ممتازة، كان لها وقع حسن في نفوس المستمعين. كما قدمت مع أفراد فرقتها اسكتشات غنائية تمثيلية، بمصاحبة فرقتها الموسيقية المكونة من أقدر العازفين، فكان برنامجاً شائقاً أخذ بمجامع القلوب. وهكذا ساهمت ببا في برنامج محطة الشرق الأدنى في نفس الوقت الذي كان يحظى الشعب الفلسطيني بمشاهدتها على المسرح».
وقد نقلت إلينا جريدة «الدفاع» الفلسطينية، وصفاً لحفلة ببا الخيرية، قالت فيه: أحيت السيدة ببا عز الدين الفنانة المصرية المعروفة، بالاشتراك مع فرقتها الاستعراضية الكبيرة، في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس، حفلة خيرية كبرى على سينما الحمراء، شملها السيد عمر البيطار رئيس لجنة البلدية برعايته، وحضرها هو والسيد «إحسان هاشم» قائمقام المدينة وبقية أعضاء لجنة البلدية، ومدير دائرة المباحث، وطائفة من وجوه المدينة وأعيانها وتجارها ومحاميها وأطبائها والشبان والموظفين وجمهرة من السيدات. وقد قدمت السيدة ببا عز الدين وفرقتها في بدء الحفلة رواية هزلية أتبعتها بمنولوجات فكاهية واسكتشات استعراضية، حازت إعجاب الجمهور، وكانت تقابل بالتصفيق والاستحسان. واستمرت الحفلة بضع ساعات خرج الجمهور بعدها يثني على الرئيس الذي أتاح مثل هذه الفرصة، ويشكر السيدة ببا عز الدين وفرقتها على تبرعها بإقامتها لغاية نبيلة، وكذلك إدارة سينما الحمراء التي تبرعت بتقديم قاعتها مجاناً لإقامة هذه الحفلة الخيرية، التي لاقت كل مؤازرة وتشجيع. وقد رصد ريع الحفلة لمنفعة فقراء المدينة والعائلات المستورة، ويتخذ الرئيس الترتيبات اللازمة لتوزيع الريع على المستحقين في أقرب فرصة ممكنة.
وقالت جريدة «فلسطين» الفلسطينية عن هذه الحفلة: أقيمت في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس الحفلة الخيرية، التي خصص ريعها لمنفعة فقراء مدينة يافا، وتبرعت بإحيائها السيدة ببا عز الدين وفرقتها، تحت رعاية سعادة رئيس البلدية. وتبرعت سينما الحمراء بتقديم قاعتها مجاناً لإحيائها. وقد حضرها عدد كبير من شخصيات المدينة وأعيانها وتجارها، وعلى رأسهم سعادة رئيس البلدية ونائبه وأعضاء لجنتها وقائمقام المدينة كما حضرها عدد كبير من سيدات يافا الفضليات وآنساتها، وجلسن في البناوير والألواج. وامتلأت أغلب مقاعد السينما بالحضور من محبي الخير. وقد نجحت الحفلة من جميع الوجوه وقدمت الفرقة ألواناً من برامجها الشائقة.
وآخر حفلة قدمتها فرقة «ببا عز الدين»، كانت في «عكا»، حيث أشار إليها أحد المراسلين قائلاً: أقامت فرقة ببا أمس حفلة فنية ساهرة فنجحت نجاحاً منقطع النظير، وكانت هذه الحفلة هي آخر حفلاتها في فلسطين. وبهذه المناسبة نقول بأن جميع حفلات الفرقة كان نصيبها الإقبال الذي لا يوصف. ولا ننسى أن نسجل مقدار المجهود الكبير الذي بذله الأستاذ داود الدجاني في تنظيم هذه الرحلة حتى وصلت إلى النجاح المنشود.
وبناء على ما سبق، اختتم مدير مجلة «الصباح» رحلة فرقة ببا إلى فلسطين، بكلمة، قال فيها: «ومن أقوال الصحف التي سجلناها على هذه الصفحة، نعرف تماماً مقدار ما سجلته الفنانة ببا لنفسها من نجاح منقطع النظير، فضلاً عن أن إقامة مثل هذه الحفلات الخيرية في الأقطار الشقيقة، يظهر العاطفة النبيلة، والروح الإنسانية، التي تمتاز بها الفنانة ببا بحبها للخير والبر. وهذه أولى الصفات التي يجب أن تتوفر في مديرة الفرقة حقاً عندما تقوم برحلة في خارج القطر. وهذا أقل ما يجب عليها وعلى جميع مديري الفرق نحو شعب شقيق نحمل له في نفوسنا نحن المصريون كل إعزاز وإكبار.

 


سيد علي إسماعيل