توقيع «مسرح العرائس في مصر» بالحديقة الثقافية

توقيع «مسرح العرائس في مصر»  بالحديقة الثقافية

العدد 695 صدر بتاريخ 21ديسمبر2020

ضمن أنشطة الملتقى الثاني للأراجوز والعرائس الذي أقامه المركز القومي لثقافة الطفل في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، أقيم حفل توقيع كتاب «مسرح العرائس في مصر» الصادر مؤخرا عن المركز للدكتور سيد علي إسماعيل الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان. تحدث في الندوة الناقد والشاعر يسري حسان في حضور مؤلف الكتاب، وأدار الندوة الكاتب محمد ناصف رئيس المركز.
أشار يسري حسان إلى أهمية الكتاب، مشيرا إلى أنه من أوائل الكتب التي تؤرخ لمسرح العرائس في مصر، وأنه يحمل معلومات جديدة لا يعرفها أغلب العاملين في المجال المسرحي، كعادة الدكتور سيد في كتاباته، حيث يفاجئ قراءه بالجديد الرصين دائماً.
وبعد انتهاء الندوة قام المؤلف  بالتوقيع على الكتاب للحاضرين. ومن أجواء الكتاب يقول المؤلف في المقدمة: في عام 2015، كتبت بحثًا بعنوان «البدايات المجهولة لمسرح العرائس في مصر»، اشتركت به في «الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية» الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح في القاهرة، بالاشتراك مع وزارة الثقافة المصرية.. والحق يقال أن هذا الملتقى أحدث نقلة كبيرة في نشاط مسرح العرائس، حيث وجدنا اهتمامًا كبيرًا بهذا المسرح في عموم العالم العربي، وكأن الملتقى أعطى حياة جديدة لهذا الفن.
أضاف المؤلف: وفي البحث – الذي شاركت به في هذا الملتقى – أتيت بمعلومات توثيقية جديدة، تثبت أن مصر شهدت العرائس على مسارحها من قبل الفرق الأجنبية منذ القرن التاسع عشر. وبدأت أشجع طلابي على البحث في مجال «مسرح العرائس» و»الأراجوز» أيضًا، فقامت إحدى طالباتي وسجلت بالفعل رسالة ماجستير في كلية الآداب جامعة حلوان تحت إشرافي بعنوان «مسرح العرائس في مصر .. دراسة في التاريخ والتشكيل»، وللأسف الشديد تعثرت الطالبة بسبب أعباء الحياة الاجتماعية مما اضطرها إلى وقف التسجيل لمدة عام أو أكثر ومازلت أنتظر عودتها إلى الدراسة مرة أخرى لاستكمال رسالتها.
كما أشار الدكتور سيد إلى باحثة أخرى: ومنذ عدة أشهر قامت طالبة أخرى بتسجيل رسالة ماجستير في كلية التربية النوعية بجامعة طنطا تحت إشرافي أيضًا بعنوان «دور فن الأراجوز في التوعية السلوكية .. فرقة الأراجوز المصري والعرائس نموذجًا»، وهي الفرقة التي يرأسها الفنان ناصر سالم، ورغم متابعتي للباحثة إلا أنني أشعر بأنها متعثرة بعض الشيء.
ويفسر المؤلف أسباب هذا التعثر فيقول: أخيرًا وضعت يدي على سبب تعثر الباحثين، وربما أغلب الباحثين ممن يبحثون حول مسرح العرائس والأراجوز والدمى .. إلخ، وهذا السبب تمثل في عدم وجود دراسات نظرية تاريخية حول هذه الفنون!! لذلك قررت أن يكون «مسرح العرائس» ضمن مشروعي التأريخي للمسرح المصري والعربي، وذلك وفقًا لأسلوبي أو منهجي في الكتابة والقائم على اكتشاف الجديد والمجهول!
في الكتاب يستطيع القارئ أن يطالع عدة اكتشافات ومعلومات جديدة مثل وجود بعض العرائس في شبه الجزيرة العربية أيام الجاهلية، مع احتمال وجودها في مصر أيام المماليك والحملة الفرنسية، حيث كانت تستخدم ضمن ألعاب أصحاب الملاعيب والمحبظاتية والمهرجين والراقصين، بحسب ما جاء في كتاب «تاريخ الجبرتي»، ووصفه الأفراح والموالد والاحتفالات الشعبية.
كذلك سيعرف قارئ الكتاب أن وزارة المعارف في المدارس المصرية استخدمت  الأراجوز وقدمته تحت اسم «قلم الأراجوز». كما يتحدث الكاتب عن  «محمود شكوكو» وعلاقته بفن الأراجوز ، وقد اعتبره رائدا من رواده، حيث قام بافتتاح مسرح خاص به، وقدم خلاله الأراجوز وذلك على مسرح العرائس «متروبول» ثم بالإسكندرية!
كذلك تحدث مؤلف الكتاب د. سيد علي عن الفنان «أحمد عامر» وقدمه بوصفه رائدًا مصريًا مجهولًا لمسرح العرائس، وقد أثبت الكاتب أن « أحمد عامر» قام بما لم يقم به أحد من قبله! ونادى المؤلف بوجوب معرفة مصير هذا الرائد و الوصول إلى أحد أولاده أو أحفاده معتبرا أن ذلك حقه علينا. كذلك سيجد القارئ معلومات مهمة  كثيرة في الكتاب، عن فرق مسرح العرائس الأجنبية التي زارت مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين،ومنها  فرقة هولدن الأمريكية، وفرقة إخوان براندي، والجوق السيموغرافي، وفرقة الجران جينيول، وفرقة بتشولي، وفرقة بودريكا.
كما أرخ المؤلف لنشأة  «مسرح القاهرة للعرائس» منذ بداياته وحتى نهاية سيتينات القرن الماضي، أي منذ عرض «الشاطر حسن» وحتى عرض «بحر ورجالة»، مرورًا بعروض: الليلة الكبيرة، حمار شهاب الدين، قيراط حورية، مدينة الأحلام، حكاية سقا، دقي يا مزيكة، صحصح لما ينجح ، الاوكازيون، وتطرق لذكر أهم الزيارات التي قامت بها الفرق الأجنبية للعرائس، و أهم الخبراء الذين تمت الاستفادة منهم  منذ بناء مبنى «مسرح القاهرة للعرائس» بالأزبكية وحتى نهاية الستينات، فمن الفرق  على سبيل المثال: فرقة العرائس الصينية، والمسرح الأسود، وفرقة عرائس ألمانيا، وفرقة العرائس التشيكوسلوفاكية .
 


ياسمين عباس