قصة علي بابا والأربعون حرامي واحدة من أشهر القصص التراثية المعروفة التي الهمت الكتاب والفنانين وتدور أحداثها حول(علي بابا) الذي يعاني من الفقر والعوز في الوقت الذي يعيش فيه شقيقه (قاسم) في رغد وهناء، وذات يوم عندما يتوجه علي بابا في تجارة، يكتشف أمر مغارة سرية تفتح بالكلمة السرية «افتح يا سمسم» وتحوي كنوزًا لا تعد ولا تحصي، ويحاول أن يحل أزمته المالية بما تحتويه المغارة، وقد ترجمت إلى عدة لغات وقدمت على خشبات المسرح في أنحاء العالم. وقد قدمت في مصر على شكل أوبريتات غنائية في الإذاعة، كما كتب توفيق الحكيم أوبريت علي بابا وقدم على مسرح حديقة الأزبكية عام 1926، كما أنتجت السينما المصرية فيلم عام 1942.ولم تكن هذه القصة ملهمة للكتاب والفنانين فحسب بل أن لها تأثير كبير على المتلقي حيث تتناول عدة قيم إنسانية إيجابية لعل أبرزها القناعة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان السوي، والأمانة التي تتطلب الإرشاد عن اللص وليس سرقته، كما تتناول بعض القيم السلبية وتأثيرها على الفرد والمجتمع، كما أن شخصياتها تتسم بأنها ذات ملامح شرقية، لذا من الأهمية أن تقدم للطفل خاصة من خلال مسرح العرائس لقدرة العرائس على تشكيل وعي الطفل وإثراء خياله وتلقينه المعلومة بشكل محبب وممتع من خلال شخصياتها التي يحبها ويتفاعل معها، والألوان المبهجة كل ذلك يجعل الطفل يتقبل المعلومة بسلاسة وحب بل ويجعل من شخصيات العرائس قدوة يحتذى بها، وهو ما تؤكد عليه الدراسات الاجتماعية، والتي تؤكد أيضَا على أهمية الحكايات التي تحتوي على قضايا اجتماعية وأخلاقية يتأثر بها الطفل، ومعالجتها بما يتفق مع إدراكه ومتغيرات العصر، وأنها الأكثر تأثيرَا على النمو الإدراكي والاجتماعي واللغوي له.وهو ما أقدمت عليه فرقة تحت 18، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان عادل عبده، بإنتاج عرض علي بابا والأربعون حرامي، إعداد عبد المنعم محمد، وإخراج حسن الشريف. ويقدم بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون.تميز العرض بالبساطة في كل مفرداته، التي ربما كان الهدف منها خفض ميزانية الإنتاج، لكنها حققت ما لم تنجح بعض العروض فيه بداية من تبسيط الفكرة وتكثيفها وبساطة الحوار، فلم يكن «علي بابا» رجلاً طيبًا، بل لصًا تائبًا، حتى تظل هذه الشخصية محببة لدى الطفل، مع توضيح أن السرقة عمل مكروه حتى وإن كان المسروق لصًا، وبذلك فقد أجاب العرض على التساؤل الذي طرحه فيلم «محاكمة علي بابا» هل هو رجل طيب أم لصًا؟ وكذلك الديكور الذي صممته هند مصطفى، فهو عبارة عن عدد من اللوحات ترمز إلى الأماكن التي تدور بها الأحداث والتي تتميز بألوانها المبهجة: بيت علي بابا، بيت قاسم، المغارة، أما الأغاني التي كتبها الشاعر محمد الزناتي، ولحنها محمد رؤوف، وتوزيع موسيقى أكرم صفوت، فقد أضفت على العرض روح المرح فجعلت الأطفال يحفظونها بل ويتنبؤون بالشخصية القادمة حيث ارتبطت الشخصيات بأغنيات محددة، خاصة العصابة. تخللت الأحداث إحدى أغنيات المهرجانات الشهيرة، أعقبها تعليق علي بابا بأن ما رآه ما هو إلا كابوسًا، وهذا إيجابي أن يتعلم الطفل منذ البداية الفرق بين الفن واللا فن، لكن ما يؤخذ على صناع العرض هنا أنهم أذاعوا هذه الأغنية كاملة مما جعل الأطفال تتفاعل معها، فكيف بعد ذلك نقنعهم بأنها مجرد كابوس؟العرض أداء حركي لكل من عماد عبد العظيم، هشام إبراهيم،ومحمد نوفل، باسم نور، محمد فوزى بكار، أحمد صالح، وحمزة خاطر، ورشا جميل، وأداء صوتي لهبة محمد، ووفاء السيد، وحمزة خاطر، أحمد شومان، محمد جاد، نور الشرقاوى، عماد عبد العظيم، حسن الشريف، أداء صوتي لشخصية علي بابا إهداء من الفنان محمد الصاوي، وتصميم عرائس محمد فوزي بكار.وجدير بالذكر أنه أول عرض مسرحي عرائس تقدمه فرقة تحت 18، بعد ان كانت تقدم استعراضات للعرائس مع بعض الأغنيات.