من صندوق الذكريات نقطة مضيئة مسرح الدمى والعرائس لكل الفئات العمرية

من صندوق الذكريات نقطة مضيئة مسرح الدمى والعرائس لكل الفئات العمرية

العدد 684 صدر بتاريخ 5أكتوبر2020

الطفل ماكبث عرض مسرحى لفئة عمرية من سنة الى 3 سنين .
لماذ لم يستطيع مسرح العرائس ان يقوم بدوره الحقيقى فى تطوير والتوثيق وانشاء مسارح وتكوينات لفرق؟ وهل كان هو احد اسباب انهيار فن العرائس فى مصر وتأخره؟ لا اتحدث فقط عن المؤسسة الحكومية بل عن الفرق والمؤسسات الثقافية وفنان العرائس المصرى .
فى البداية القى الضوء على فرقة ستوديو منضور 95 سنة 1999 بعد ان قمنا بتجربة عمل حول ورقة استبيان موجهه الى الاطفال والاسرة و فى احد المدارس فى الزاوية الحمراء . وكانت الورقة تشمل عدد من الاسئلة قمنا بصيغتها انا وصديقى ومدير الفرقة الفنان عصام توفيق , وقدرنا نجمع اكثر من 60 ورقة بها اراء واجوبة واحتياجات واسئلة من الطفل واسرته والقضايا التى يرغب ان نناقشها فى العرض القادم  , استثمرنا هذه الاوراق فى صياغة عرضين 99 احداث من تأليفى واخراجى وبقبق الكسلان اخراج عصام توفيق . منذ هذه اللحظه ادركنا ان الكتابة المسرحية لابد ان تخاطب الفئة الموجه اليها العرض المسرحى  . ومرت الايام والسنين الى ان جاءت الفرصة ان اتجول بعروضى والمشاركة فى مؤتمرات علمية لفنون مسرح الدمى والعرائس حينها  تأكد إلى عندما شاهدت عرض عرائسى لمسرحية حلم ليلة صيف للكاتب وليم شكسبير يشاهده اطفال ذات السبع سنين . توقفت كثيرا هل يمكن لطفل فى هذا العمر ان يشاهد عرض ؟! 
 “For the show “Baby MacBeth (reserved for babies from 1 to 3 years old and their parents) and only for this show, 
فن العرائس نموذجاً لتعليم الفنون (نقطة مضيئة)
بِالعِلْمِ وَالمَالِ يَبْنِي النَّاسُ مُلْكَهُمُ لَمْ يُبْنَ مُلْكٌ عَلَى جَهْلٍ وَإِقْلاَلِ
أمير الشعراء ..أحمد شوقي سعدت وشرفت باختياري ضمن المشاركين في مؤتمر النيباد لتعليم الفنون بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بوصف مصر إحدى دول شمال أفريقيا وشرقها المهتمة بتعليم الفنون؛ حيث إن نهضة الشعوب تُبنى من خلال التعليم القائم على برامج التنمية تتخذ الابتكار والإبداع منهجاً لها في مراحل التعليم الأولية, من خلال دمج الفنون المختلفة، لا سيما فنون الدمى والعرائس لأثرهما الإيجابي على طلاب المراحل الأولية في التعليم؛ بوصفهم مورداً بشرياً سيقود مصر مستقبلاً.
ندعي أننا نمتلك مناهج فى فنون الدمى والعرائس - هل تطور فن العرائس فى مصر ؟
فن العرائس هو نوع من الفنون التي نشأت عبر احتياج فطري لدى الإنسان والطفل لابتكار كائن يحاكيه، ويتمثل حكاياته ومواقفه ويستمتع من خلاله بحالة من النقد الذاتي.
وضع فنون العرائس في مصر فن العرائس في مصر والعالم العربي يعاني من تعثر محلي شديد لعدم مواكبته لنظيره عالمياً!! ومن الجدير ذكره - بكل أسف وحزن - إن مصر بكل تاريخها الفني والريادي ليس بها أي قسم علمي متخصص لفن العرائس في جميع الكليات المتخصصة في مجال الفنون في جامعات مصر وأكاديمياتها !! ناهيك عن موت أغلب الرواد المتخصصين في هذا المجال، دون نقل خبراتهم بصورة علمية، إلا من بعض الورش التي نحتاج إلى تطوير وابتكار وتجديد عبر وسائل تعليمية جديدة.
دور كيان ماريونيت وسعياً وراء ابتكار وسائل تعليمية جديدة، تعتمد على فنون الدمى والعرائس، أسست (كيان ماريونت) عام 2011، ومن خلاله أعدت هيكلة بعض فرق العرائس وقمت بتنشيطها مع تدريب متطور لفناني العرائس في أقاليم مصر، وكنت وسيطاً وداعماً لتواصلهم مع أقرانهم في بلدان العالم العربي والأجنبي .. مع اطلاعهم على أحدث ما وصل إليه هذا الفن في العالم من خلال إقامة الورش والندوات واستضافة الخبراء المحليين والعالميين. كما اعتنى كيان ماريونيت بالمشاركة في بعض البرامج التعليمية التي تعمل على دمج الفنون في العملية التعليمية، وقام الكيان بتصميم بعض البرامج الخاصة بتوظيف العرائس واستخدامها؛ بوصفها أدوات فنية تعليمية، وهذا بشهادة بعض المتخصصين، أمثال: الدكتور ناجي شاكر، والدكتور سيد علي إسماعيل، عندما أشارا – في كتاباتهما وأقوالهما في المحافل العلمية المتخصصة - إلى دور كيان ماريونيت المهم، الذي لعبه في تطوير فنون العرائس وتحديثها منذ تأسيسه عام 2011 وحتى الآن من خلال استقطاب الجمهور للتعرف – والتعلم بصورة غير مباشرة - على فنون العرائس المختلفة عبر مجموعة من الفاعليات والعروض والورش والمهرجانات التي نفذها الكيان بالتعاون مع بعض المؤسسات الثقافية المعنية، أمثال:(التحرير لاونج جوته – (مشروع مسرح الجرن) الهيئة العامة لقصور الثقافة - وزارة الثقافة - العلاقات الثقافية الخارجية – مؤسسة افكا – نقابة المهن التمثيلية). مراكز الإشعاع الثقافي لتعليم الفنون (على طريقة النقاط المضيئة) والتي تمت تجربتها بنجاح كبير في الهند وكان للتعليم فيها أثر كبير على الاقتصاد  والعلوم بشكل ملحوظ .
الأماكن المؤهلة لتكون مراكز لتلك النقاط المضيئة هي : (المدارس – مراكز الشباب –النوادي- المؤسسات الثقافية كقصور الثقافة والمسارح إلخ ..) ومن هنا يمكن التنسيق بين الوزارات المعنية بالثقافة والشباب والرياضة والتعليم، ووضع برنامج عمل شيقة وجذابة للراغبين في تعلم فنون العرائس وتوظيفها، لاستكمال العمليه التعليمية وتنمية قدرات النشء على التفكير الإبداعى ، على أن يتم ذلك خارج جدران المدرسة (مسارح ، مراكز الشباب ، قصور الثقافة) ويرتكز مشروع النقاط المضيئة على تأسيس مراكز لكيانات تختص بالتدريب على تعليم الفنون (لكل مدرسة.. فصل دراسي)، قد يكون مسرحاً أومصنعاً لإنتاج جيل يتحمل المسئولية ويستمد إيمانه بالتعليم وبممارسة حقوقه وتعلم احترام الرأي والرأي الآخر، والارتقاء بجودة الإنتاج فى القطاع المسرحي لجذب الطلاب إلى المدرسة لممارسة الأنشطة الثقافية والحرفية لذوي الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة). وفي المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية علي وجه الخصوص ،باستخدام الفصول وساحة المدرسة ؛ بوصفها فضاءاً صالحاً للتدريب والفرجة المسرحية. ويسعى مشروع النقاط المضيئة إلى:
1 - استثمار الموارد البشرية المبدعة في شمال وشرق إفريقيا فى مجالات فنية ، مثل: (الموسيقى - الأزياء والديكور – الرسم – النحت – العرائس إلخ)، وتوظيف مهاراتهم في برنامج تعليمي يجمع بين الفنون لتعليم . فعلى سبيل المثال ، نستطيع تصميم برنامج تعليمي للتدريب على فنون الدمى والعرائس(تصنيع –تحريك- ميكانيزم) لجميع المراحل العمرية ولذوى الهمم.
2 - استلهام نموذج ورشة اليوم الواحد، الذي أقامها كيان ماريونيت بالتعاون مع مشروع «مسرح الجرن» في ثماني محافظات، والتي اهتمت بتدريب المعلمين وتأهيل المدربين ليعملوا على دعم محاور التنمية الثقافية وينقلوا خبراتهم وتدريبهم لتلاميذ المرحلةالإعدادية في محافظات (الفيوم، أسيوط، قنا، أسوان، الإسماعيلية، جنوب سيناء، المنوفية، الدقهلية)، بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم.
3 - استلهام الفنون المرتبطة ببيئة الطالب مثل (الألعاب الشعبية ، الغناءالشعي ، وجمع الحكايات الشعبية والخرافية في القرى ، وفن العرائس، والقصة، والشعر ، والفن التشكيلي) واستثمارها في تنمية الإبداع العام لدى الأطفال من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل تعزيز الانتماء الوطني لديهم.
4 - تكريس ثقافة العمل الجماعي عبر أنشطة الورش بأقل تكلفة، مثل: استخدام المخلفات البيئية وتحويلها إل أعمال فنية في صناعة العرائس، والتدريب على تحريكها.
5- تدريبهم على فن الارتجال وصياغة حوارات أو مواقف درامية والاستعانة بتلك المهارة في تبسيط المناهج الدراسية
6- محاولة اختيار أو تأليف نصوص درامية قصيرة – ومناسبة للفئة العمرية – ليقوم المتدربون بتقديمها في عرض درامي منفردأوجماعي باستخدام العرائس (النماذج) ؛ بحيث يكون هذاالعرض الفني سواء كان مشاهد قصيرة فردية أو جماعية لا يتجاوز زمنه ثلاثين دقيقة ويقدم في الحفل الختامي للورش(على أن يكون النموذج الأساسي الذي ينفذ بالمدارس مصمماً على أن يكون المقعد المدرسي للطالب بمثابة المسرح المتنقل
كل الاحترام والتقدير كيان ماريونيت مصر للعرائس المستقل الفنان : محمد فوزى.
  


محمد فوزي