محمود فؤاد يحصل على الماجستير في أساليب تصميم مناظر مسرحية فى الفضاءات غير التقليدية

محمود فؤاد يحصل على الماجستير في أساليب تصميم مناظر مسرحية فى الفضاءات غير التقليدية

العدد 681 صدر بتاريخ 14سبتمبر2020

بحضور الدكتور أشرف ذكي رئيس أكاديمية الفنون ومجموعة كبيرة من المسرحيين والأكاديميين ، تم مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحث محمود فؤاد صدقي محمد بأكاديمية الفنون المعهد العالى للفنون المسرحية قسم الديكور المسرحي. 
الرسالة تحت إشراف الأستاذ الدكتور مصطفى عبد الهادي سلطان الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية، مشرفاً ومناقشًا ومقررًاـ والأستاذ الدتور عبد المنعم مبارك الأستاذ المتفرغ بقسم الديكور والعميد الأسبق لمعهد فنون مسرحية «مناقشًا من الداخل» ، والأستاذة الدكتورة آمنة معروف أحمد الحضري الأستاذ بالمعهد العالي للسينما «مناقشًا من الخارج». 
وقد أشادت اللجنة بالرسالة المقدمة من الباحث محمود فؤاد، والذي تطرق من خلالها، إلى أساليب تصميم مناظر مسرحية في الفضاءات غبر التقليدية، وهي الدراسة التحليلية التطبيقية التي تم تطبيقها على بعض العروض المصرية والعالمية خلال الفترة من 1997 وحتى 2017 . 
وقد أعلن الدكتور مصطفى عبد الهادي سلطان حصول الباحث محمود فؤاد صدقي على الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، مشيرًا إلى أنه لأول مرة يرى كل هذا الدعم من كبار المسرحيين والمخرجيين للباحث موجهًا الشكر لكل من تعاون مع الباحث لخروج تلك الدراسة الهامة في مجال الديكور المسرحي. 
ويقول فؤاد :»لقد مر المكان المسرحي بالعديد من مراحل التطور عبر التاريخ المسرحي، حيث أضافت إليه كل مرحلة من تلك المراحل بعدًا جديدًا، بحيث تغيرت معماريته وتبدلت وفق متغيرات تاريخية، وظروف اجتماعية وثقافية، فمكان العرض المسرحي بدأ عند الإغريق أمام سفح جبل الأكروبوس حيث خصص لجلوس المشاهدين ومن أمامه مكان التمثيل، وسار الرومان على نهج الإغريق فيما يتعلق بمكونات المكان المسرحي، وإن كانوا قد أنشأوا أماكنهم المسرحية على أرض مستوية، وأضافوا إلى عمارة تلك الأماكن نوعًا من الطرز المعمارية التي تظهر فخامة المبنى. ومرت القرون متوالية مع تغير معمار مكان المسرح وتنوعت وفقًا للظرف الاجتماعي والثقافي للشعوب”.
ويستكمل فؤاد في العرض الذي قدمه متطرقًا الأشكال المسرحية في فترات مختلفة وتطور الشكل المسرحي الحالي والذي يطق عليه «العلبة الإيطالية أو مسرح «البروسينيوم، حيث يقول :»أن مسرح العلبة الإيطالية هو  الذي تسيَّد منصات التمثيل المسرحي منذ ظهوره في القرن السادس عشر في إيطاليا وحتى يومنا هذا، وأصبح المعمار الإيطالي في بناء المسارح هو الدارج، وبات تقليدًا متعارفًا، بحيث لا يخلو بلد من هذا النوع من المسارح، لتظل العروض المسرحية رهينة لهذا المكان المسرحي، أسيرة لجدرانه الأربعة، حبيسة كواليسه الخلفية”.
مشيرًا إلى أن القرن العشرين قد شهد تجارب مسرحية حملت مشعل التغيير والتنوير على طبيعة المكان المسرحي الإيطالي، وتبنت هذه التجارب ـ على فترات متباعدة ـ الدعوة إلى مسرح بديل عن طريق الانفتاح على فضاءات مسرحية مغايرة تتسم بالتنوع ومحاولة تحقيق التواصل الحميم بين الممثل والجمهور تنظيرًا وبناءً وتشكيلاً ودلالة.
مشيرًا إلى أن الثورة على الفضاء المسرحي التقليدي قد تمثلت في  الدعوي إلى ارتياد فضاءات تتجاوز بنايات المسرح المغلقة.. إلى ما يسمى بمسرح “الغرفة Black Box theater” بأشكاله المختلفة، والمسرح المفتوح حيث فضاءات متنوعة ربما هي مناط مناطق أثرية تاريخية، أو تراثية، أو حدائق، أو ساحات، وغيرها. 
كما تطرق الباحث محمود فؤاد إلى مبررات إجراء هذا البحث والتي تطرق من خلالها إلى مراجعة هندسة الفضاء المسرحي، حيث قال :” أن أمر مراجعة هندسة الفضاء المسرحي في مصر أصبح أمر بالغ الأهمية، لاسيما في وجود مبان مسرحية لم لتعد تتماشى بأي حال من الأحوال مع المعايير المعاصرة في بناء المسارح الغربية المتطورة، والتي تتمتع بأحدث الوسائل التكنولوجية التي نفتقدها تمامًا في مسارحنا التقليدية، والتي أضحت إرثًا ونموذجًا ثابتًا يحول دون أي تطوير يتسق وطبيعة العصر في ألفيته الثالثة، وخاصة وأن هناك نصوص مسرحية لا تتطلب مباني مسرحية فاخرة، وعليه فقد رأت بعض الدول أن يتم تجهيز بعض الأماكن غير التقليدية  في فضاءات مختلفة لكى تصبح هذه الأماكن صالحة لتقديم العروض المسرحية الهادفة، وتحقق أهداف قيام الفن المسرحي. وفي مصر أيضا تم تجهيز بعض الأماكن غير التقليدية ولكن على استحياء وغير كافية وقليلة الإمكانيات” .
متابعًا :» إن المناظر المسرحية هي التي تشغل المساحة البصرية بالعرض المسرحي فإن الاهتمام برصدها والبحث ودراستها والتطبيق فيها للوصول إلى العلاقة المتبادلة بينها وبين أماكن العرض غير التقليدية أمرًا حيويًا لرصد والوقوف على الحلول والصيغ التشكيلية المختلفة والمعبرة دراميًا في مختلف الفضاءات غير التقليدية. وقد تابع الباحث مجموعة من الأبحاث والدراسات العليمة المرتبطة التي تساهم في إثراء هذا البحث”.
مشيرًا إلى أن لديه تجارب في صياغة المناظر المسرحية في الأماكن غير التقليدية وهي مسرحية «مسافر ليل» في ساحة الهناجر للفنون، ومسرحية «في انتظار» عن مسرحية «في انتظار جودو» في قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، ومسرحية «كتبت من أجلى» بحديقة المعهد العالي للفنون المسرحية وتنوعت تجاربه ما بين الإخراج وتصميم الديكور» . 
ويشير الباحث في تعريفه عن الفضاء المسرحي إلى تعريف فرانك.م.هوايتنج: “لقد شغل مفهوم الفضاء حيزًا كبيرًا من تفكير بعض الفلاسفة والمفكرين، الفضاء والمكان والحيز مفاهيم أساسية ومهمة أدت دورًا مهما في تكوين كيان الفرد وبالتالي الجماعة؛ لأن الإنسان هو المتحكم الوحيد في نوع وطبيعة الحيز الذي يشغله، والذي يتطلب تحديده عناصر مادية بتركيبها تكون الكتلة وتصوغ الفضاء. ويمكن القول هنا إن الحيز والمكان والفضاء مفاهيم امتزجت في بعض الأحيان وتعارضت في أحيان أخرى». 
كما تطرق إلى بعض التعريفات في المعاجم المسرحية ومنها تعريف حبران مسعود، وقاموس المسرح الفرنسي وغيرها، حيث قال :»»لقد وضعت الكثير من المعاجم المسرحية تعريفات للفضاءات غير التقليدية ومرادفاتها حيث يعرف قاموس المسرح الفرنسي ل بتر يس بافليس المكان المسرحي بأنه المكان الذي فيه العرض، سواء كان ذلك في مسرح مكشوف بالهواء الطلق أو في مدرسة، أما الفضاء المسرحي وهي تطلق على المكان الذي يطرحه النص، ويقوم القارئ بتشكيله في خياله، وعلى المكان الذي نراه على الخشبة الذي يدور فيه الحدث، وتتحرك الشخصيات”. 
كما تطرق إلى بعض التعريفات التي تطرق إليها كلا من الدكتور نبيل الحلوجي ، والدكتور صبحي السيد والدكتور مدحت الكاشف لاسيما في تعريفاتهم المتعلقة بالأماكن غير التقليدية،. 
وانقسم البحث إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، حيث حمل الفصل عنوان “الأشكال المختلفة للفضاءات المسرحية غير التقليدية عالميًا ومحليًا” والذي اشتمل على  مقدمة، و تمهيد تعريفى، و نبذة تاريخية عن الفضاءات المسرحية غير التقليدية عاليماً ومحلياً، وأنواع الفضاءات المسرحية غير التقليدية، ونماذج لبعض الفضاءات المسرحية غير التقليدية عالمياً ومحلياً.
واستعرض الفصل الأول  أهمية دراسة الأشكال المختلفة للفضاءات المسرحية غير التقليدية دراسة متقنة، والتعرف عليها عالميًا ومحليًا، وتشير خاتمة الفصل إلى أي مدى استطاع الباحث التعرف على مفهوم الفضاءات غير التقليدية وأنواعها ونماذجها في بعض دول العالم ومحليًا في مصر، وكيف يمكن الاستفادة منها في تحقيق عروض مسرحية مبتكرة تتناسب مع الإبداعات الحديثة في فن المسرح. 
وقد احتوت النبذة التاريخية للفضاءات المسرحية عالميًا ومحليًا على المعلومات التي تؤرخ تطور خروج العروض المسرحية من أماكنها التقليدية إلى أماكن أخرى وانتقالها للهواء الطلق، حيث أماكن تجمع الشعوب، واستمرار ذلك بالرغم من وجود العمارة المسرحية الثابتة، ففن المسرح لا يقتصر على المشاهدة داخل هذه المباني فقط بل له جمهوره وأماكنه المختلفة والمتنوعة.
كذالك تعرض الفصل الأول  إلى الأنواع المختلفة من الفضاءات المسرحية في العصر الحديث، وبيان الاختلاف فيما بينها في تحقيق العروض المسرحية وتوزيع أماكن جلوس المتفرجين بالنسبة لمنصة التمثيل. 
كما استعرض الباحث بعد ذلك عددا من نماذج الفضاءات المسرحية غير التقليدية في بعض دول العالم ومصر ومكان تواجدها وتجارب فنانيها الإبداعية بما يتناسب مع مواصفات تلك الفضاءات، والغرض الذي تم من أجله تواجدها.
أما الفصل الثاني فحمل عنوان «التحليل التشكيلي لعروض مسرحية مختارة عالميًا ومحليًا” 
وقد احتوى على مقدمة وتحليل لبعض العروض المختارة من المسرح العالمي والمحلي لتبين  الصفات والملامح التي تأثرت بمتطلبات هذه الفضاءات علاوة على تخطيط جلوس المتفرجين لمتابعة مثل هذه العروض، ومن بين تلك العروض العرض المسرحي (حب سيرين)، إنتاج عام 2007، والعرض المسرحي (مدينتنا)، والعرض المسرحي (ماكبث) والعرض المسرحي (المغردون . 
أما العروض المحلية ومنها  عرض (الإمبراطور جونز)، و(نفس المكان)، وعرض (البعيد)، وعرض (طقوس الإشارات والتحولات).
أما الفصل الثالث فجاء بعنوان «الدراسة التطبيقية”  
وقد اختار الباحث نصين من النصوص العالمية، ومثلهما من النصوص المحلية للتطبيق العملى وتصميم المناظر المسرحية في الفضاءات المسرحية المختارة.
ومنها  مسرحية (مسافر ليل) تأليف: صلاح عبد الصبور، ومن إخراج الباحث محمود فؤاد حيث اوضح أنه تم تطبيق تصميمات المناظر المسرحية على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية في الهواء الطلق. 
و مسرحية (إشاعات إشاعات)، تأليف: متولي حامد، وقد تم تطبيق تصميمات المناظر المسرحية على مسرح بيئي، وهو مركز سعد زغلول الثقافي، وهو في الهواء الطلق. 
ومسرحية (في الانتظار) عن مسرحية (في انتظار جودو)، لصمويل بيكت، تأليف سعيد حجاج. وتم تطبيق تصميمات المناظر المسرحية على قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، وهو نموذج لمسرح صندوق أسود. 
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث محمود فؤاد ومنها، أولاً أن تصميم المناظر المسرحية بشكل غير تقليدي في الفراغات المسرحية غير التقليدية له قيمه التشكيلية والجمالية، ويعطي ثراء بفنيات عالية تخدم الرؤية الإخراجية للعرض المسرحي. وهو أعلى بكثير من تصميم المناظر المسرحية في وضع البروسينيوم. 
ثانياً إن الخروج إلى تلك الفراغات قد يساعد على إيجاد صور بصرية جديدة وتقديم مناظر مسرحية، لتكوينها في أبعاد مكانية مختلفة عما كانت تقدم عليه داخل العلبة الإيطالية، بشرط أن يكون لدى مصمم المناظر المسرحية وعيًا فنيًا وثقافيًا في كيفية التعامل مع الفراغات المختلفة والمغايرة. وألا يقدم ما هو يمكن تقديمه داخل العلبة الإيطالية في تلك الأماكن البديلة المرنة؛ حتى نصل إلى عروض ذات رؤية تشكيلية غير تقليدية، منفردة في الصياغة والتقديم، ورفضًا لما هو سائد.
ثالثاً : إن التعامل مع الفراغ المسرحي مجردًا من قيود العلبة الإيطالية فكرة الحائط الرابع وأماكن جلوس المتفرجين الثابتة والكواليس وأماكن توزيع الإضاءة والنظر إلى الفراغ المسرحي كأنها عناصر مفككة تماما، تسمح لوضع معادلات تشكيلية غير تقليدية، بما يتناسب مع الرؤية التشكيلية للعمل المسرحي المقدم، ويشمل المنظر أماكن جلوس المتفرجين   داخل العمل الفني. سواء سيتم التفاعل مع الجمهور أم لا.
 


سمية أحمد