العدد 674 صدر بتاريخ 27يوليو2020

حصل مؤخرا الشاعر د. سيد عبد الرازق على جائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر المسرحى وتكمن أهمية الجائزة في كونها تلفت نظر المبدعين إلى الشعر المسرحى الذي  يواجه تحديات تفوق غيره من أشكال الكتابة الإبداعية.
د.سيد عبد الرازق شاعر ومؤلف ومدقق لغوى و طبيب بيطرى بأسيوط . له العديد من المؤلفات منها مسرحية «حلم قديم « وقدمت بالتعاون مع الهيئة القبطية الأنجلية للخدمات الاجتماعية 2020 ، ديوان «يقامر شعره» صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2019 ، ديوان «وحدها في الغرفة» صدر عن وكالة أمواج للإعلان أسيوط عام 2016 ، ديوان «نيرفانا»  عن الهيئة العام لقصور الثقافة أسيوط 2015 بالإضافة إلى عدة دواوين أخرى منها «أخيرا تصمت الزرقاء « ، «ويرسمها الدخان « ، كتاب «سيناء اختيار المستقبل « تأليف مشترك عن وزارة الدفاع المصرية 2014 ، ديوان ملامح الجنوب «تأليف مشترك « جامعة أسيوط عام 2007 تتر برنامج المسئول على قناة «آل تى سى» أما بالنسبة لأشعار المسرح فكان له إنتاج غزير فى هذا المضمار على سبيل المثال أشعار مسرحية «قلعة النساء « لكلية تربية الطفولة المبكرة جامعة أسيوط ، مسرحية «س.ح.م» كلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط ، مسرحية «حريم النار « جامعة أسيوط ، «مملكة السكر « لقصر ثقافة أحمد بهاء الدين للطفل المتخصص ، مسرحية الرصيف لفرقة خدام أبو فام الحرة ، مسرحية «المخزن « لفرقة قصر ثقافة ديروط المسرحية ، أوبريت» رسول الله محبة وسلاما « لجامعة أسيوط ، أوبريت غصن الزيتون « و»سيناء أرض البطولات « . حصل على العديد من جوائز الشعر فمنها جائزة الأسرى المركز الأول ، جائزة البردة المركز الرابع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ، جائزة البردة المركز الثانى وزارة الثقافة وتنمية المجتمع ، جائزة أمير الشعراء مرحلة 150 شاعرا إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبو ظبى، كما حصل  على العديد من الجوائز فى شعر العامية وأخيرا جائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر المسرحى .
ماذا تمثل لك هذه الجائزة ؟
جائزة سمو الأمير عبد الله الفيصل العالمية للشعر المسرحى تعد إعادة إحياء لهذا الفن الذي كاد أن ينتهي من الساحة الإبداعية ، كما أن الجائزة تصدر عن جهة أكاديمية وهى « أكاديمية الشعر العربي « وهو ما يؤكد قيمتها المعنوية الكبيرة ،  كما ان جائزة بهذا القدر المالي لابد ان  تلفت نظر كتاب الشعر والمسرح وتحفزهم للانضمام إلى ركب الشعراء المسرحيين.

من وجهة نظرك لماذا يتم تهميش جوائز الأشعار في المهرجانات المسرحية ؟
لا نستطيع أن نطلق عليه تهميشا ولكنها معوقات تواجه الشاعر،  فحضور مؤلف الأشعار يتطلب توفر عناصر إبداعية أخرى منها الملحن والمطرب، وكما نعلم فميزانيات الهيئة العامة لقصور الثقافة لا تحتمل كل هذه العناصر، فالعرض المسرحى يتطلب وجود مخرج ومصمم ديكور وممثلين وغيرها من عناصر العملية المسرحية ووجود الأغاني والأشعار يمثل عبء إضافي على ميزانيات العروض المسرحية.

ما الفرق بين كتابة شعر لعمل مسرحي وكتابة دواوين شعرية ؟
المسرح يقوم على الحوار وبالتالى الشعر يحل محل الحوار حيث يقوم فيه الحوار على اللغة الشعرية المعتمدة على الموسيقى، بينما الشعر العام من الممكن أن تكون القصيدة غنائية أو وطنية او حوارية ولكن ما يكتب من الشعر للمسرح يجب أن يكون حواريا لإنه يحل محل الحوار النثري المعتاد فى المسرحيات.

- قمت بكتابة عدد لابأس به من النصوص المسرحية ولكن على مستوى كتابة الشعر المسرحى فإن إنتاجك أكبر بكثير.. ما سبب اتجاهك لكتابة الشعر المسرحى؟
لم أكتب عددا كبيرا من النصوص المسرحية مقارنة بكتابة الشعر المسرحى، ولكن كانت البداية منذ مشاركتي كممثل فى فرقة أحمد بهاء الدين المسرحية كما  كنت مدققا لغويا للفرقة وعدة فرق أخرى وهو ما ساعدني على الإطلاع على نصوص مسرحية  فى وقت قياسي ثم طلب منى كتابة أشعار لهذه العروض وخضت التجربة وقمت بكتابة الشعر المسرحى.  

- وماذا عن نص «البلبق الأخير» الذي حصلت به على الجائزة ؟  
المسرحية تدور أحداثها حول شخصية الخليفة عبد الله بن المعتز العباسي وهو من كبار الأدباء وله العديد من المؤلفات الهامة منها  كتاب «طبقات الشعراء « ويعد من أهم المراجع في العربية من الناحية الأدبية، وكان أيضا مهتم  بالموسيقى والغناء و ملما بالعديد من العلوم منها الحساب وعلوم الحديث والفقه والقرآن واللغة،  كان شخصية مثقفة بالإضافة إلى أنه كان واحدا من أكبر الشخصيات فى الأسرة العباسية الحاكمة، وقد تناولت فى هذه المسرحية الصراع النفسي وتأثير السياسية و الأدب في شخصية عبد الله بن المعتز .

- ما أبرز الصعوبات التي واجهتها عندما بدأت كتابة النص ؟
النقطة الأولى هى الإلمام الجيد بالناحية التاريخية وهو أمر شديد الصعوبة فقد مكثت لمدة ما يقرب من 6 أشهر حتى أقوم بجمع معلومات حول شخصية النص «عبد الله بن المعتز العباسي « وكانت تتمثل فى الحصول على المصادر فقد كان لابد من توثيق الحادث التاريخي من أكثر من مصدر والنقطة الثانية خلق علاقات أدبية بين الشخصيات اعتمادا على الواقع التاريخي وهي  امور شديدة الصعوبة ، وعندما بدأت في الكتابة كانت تلازمني المراجع باستمرار حتى يكون كل ما أكتبه موثقا وتنطبق عليه الفنية المسرحية.

- ما المعايير التي تجعل النص الأدبي قابلا للتقديم على خشبة المسرح؟
الأمر يتوقف على المعالجة الدرامية فكثير ما قدم قديما من عروض مسرحية روايات تم تحويلها إلى عروض مسرحية وذلك لوجود المعالجة الدرامية أو كما تسمى «الدراما توج» والمسرح يقبل أن يقدم عليه كل ما هو إبداعي وفني لكن الأمر يتوقف على زاوية المعالجة التي سيقدم من خلالها النص.

- هل نعانى من أزمة في الكتابة المسرحية؟
نحن نعانى من أزمة في الكتابة المسرحية والكتابة الإبداعية بشكل عام، فهناك العديد من الكتابات التى تصدر  ولكن المسألة لا تخضع للكم ولكن للمضمون المقدم ومدى جودته، فعلى سبيل المثال على مستوى الكتابة المسرحية والأدبية فى الأقاليم يوجد عدد كبير من الكتاب ويصدر لهم مؤلفات مسرحية بالإضافة إلى إصدارات الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة هذا بالإضافة  الى النشر الخاص على نفقة المبدع، ولكن التساؤل  الهام: أيها يحقق نجاحا على المستوى العربي أو الدولي، فالأمر ليس بالكم ولكن بجوده المعروض.
 
- ما رأيك فى المسابقات التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة  التي تخص التأليف المسرحى ؟
أي مسابقة تقام للتأليف سواء أقامتها الهيئة العامة لقصور الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب أو دولة عربية تلقى الضوء على المبدعين فى كل مكان  والهام فى إى مسابقة هو معرفة المعايير الخاصة بالجائزة وهناك شىء جيد يقام فى المسابقات فى الخارج وهى نشر الحيثيات الخاصة بالجوائز، ولكن هنا لا تنشر مما يثير الجدل فى بعض الأحيان، وأتمنى أن تنشر حتى يتم التعرف عليها بشكل واضح.

-عملت كمدقق لغوى للعديد من الفرق المسرحية .. من وجهة نظرك ما الخطوات الواجب إتباعها عند التصدي لنص باللغة العربية ؟
أرى أنها مسؤولية  تقع  على عاتق المدقق اللغوي للفرقة وعلى الممثلين، وقد رأيت العديد من المدققين اللغويين يقومون بتصحيح النص ثم يحضرون عددا من البروفات فقط،
أما بالنسبة لى كمدقق لغوى فأقوم بتشكيله وطباعته بعد التشكيل وبعد ذلك أسجل النص صوتيا وأقوم بحضور البروفات حتى آخر ليلة عرض،  وأثناء البروفات أقوم بتصحيح الأخطاء اللغوية باستمرار حتى يحفظ الممثل دوره  عن ظهر قلب بالتشكيل الصحيح ، وكذلك الأمر عند تقديم ليالى العرض .