إبراهيم الشامي.. الفنان الرصين الجاد

إبراهيم الشامي.. الفنان الرصين الجاد

العدد 670 صدر بتاريخ 29يونيو2020

لفنان المتميز إبراهيم الشامي ممثل مصري قدير، وهو من مواليد 21 يناير عام 1920 بقرية أبو صير في محافظة “الغربية”، وكان والده يعمل بالتجارة، ونظرا لأن شقيقه كان يكبره بستة عشر عاما فقد لقي تدليلا كبيرا من والديه. التحق بكتّاب القرية وحفظ القرآن الكريم، كما أنهى دراسته الابتدائية بالقرية، ثم تلقى تعليمه الثانوي بمحافظة “دمياط”، حيث أقام عند عمه، لعدم وجود مدارس ثانوية قريبة من قريته. اويذكر أنه كان محبا للفنون منذ طفولته، حيث عشق فن “خيال الظل”، وكان يبدع في تقديم عروضه وتقليد كل ما يشاهده. كما مارس هواية التمثيل من خلال المسرح المدرسي حيث قام ببطولة مسرحيتي “قمبيز” و”مجنون ليلى”، وقد ساعده على التميز إجادته للتمثيل باللغة العربية الفصحى نظرا لسلامة مخارج ألفاظه، وهي نتيجة طبيعية لحفظه القرآن الكريم بالإضافة إلى حفظه للكثير من الشعر العربي.
 بعد حصوله على دبلوم المدرسة الثانوية الصناعية، ثم عمله بسلاح الصيانة في الجيش انتقل مع أسرته وعاش فترة شبابه وطوال حياته بحي الجمالية والحسين بمحافظة “القاهرة”. وقد بدأ ارتباطه الكبير بالفن من خلال هوايته ومشاركته بعروض المسرح الديني، وكان ذلك من خلال انضمامه لفريق “الإخوان المسلمين المسرحي” الذي أسسه عبد الرحمن البنا (شقيق مؤسس الجماعة حسن البنا) في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان الفريق يضم كوكبة من نجوم المسرح والسينما آنذاك ومن بينهم على سبيل المثال: سراج منير، عبد المنعم مدبولي،  محمود المليجي، عبد البديع العربي، محمد السبع، كما كان الفريق يضم أيضا بعض العناصر النسائية الشهيرة ومن بينهن الفنانات: فاطمة رشدي، عزيزة أمير. ويذكر أن ذلك الفريق قدم خلال مسيرته ثماني مسرحيات من أهمها: جميل بثينة، صلاح الدين بطل حطين، وهي من تأليف عبد الرحمن البنا ، وقد عرض أغلبها بدار الأوبرا المصرية (والجدير بالذكر أن هذه المسرحيات تم إذاعتها عبر الإذاعة المصرية كبث مباشر وكانت تكاليف انتاجها تتحملها وزارة المعارف المصرية). ويجب التنويه أثناء الحديث عن تلك الفترة إلى أن الفنان إبراهيم الشامي كان من بين الممثلين الثلاثة الذين ذهبوا للقتال مع كتائب الإخوان المقاتلة بفلسطين، وقد تم توثيق ذلك وإعلانه للجمهور في برنامج عرض وإعلانات مسرحية “صلاح الدين” حينما كتب في هامشه: “من أعضاء الفريق في ميدان الحرب الآن كل من الزملاء: إبراهيم الشامي، فطين عبد الحميد، إبراهيم القرش”. وإن كان هناك بعض الكتابات الأخرى تشكك في صحة المعلومات السابقة وترى أنها من أكاذيب “الأخوان المسلمين”، بل وتؤكد أنه كان قد التحق بالجيش، وبالتالي فقد اشترك في “حرب فلسطين” عام 1948 تحت لواء الجيش المصري، (وليس تحت لواء كتائب الإخوان كما يدعون)، وأنه بالتحديد قد تطوع تحت لواء البطل أحمد عبد العزيز، كما تم أسره وحكم عليه بالإعدام هو والممثل حسن عابدين لكن زملائهما نجحوا في تحريرهما وتهريبهما مع باقي مجموعة الأسرى. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الفنان إبراهيم الشامي لم ينتمي تنظيميا إلى جماعة الإخوان المسلمين في أي فترة من الفترات كما يردد البعض، ولكنه شارك فقط في تمثيل عدد من المسرحيات بفرقتهم من تأليف صديقه عبد الرحمن البنا، وذلك لأنها كانت تحمل كثيرا من المبادئ والقيم التي يؤمن بها وتتفق مع رؤيته للفن الهادف.
تحققت انطلاقته المسرحية الحقيقية في مسيرته بانضمامه إلى فرقة “المسرح العسكري” (مسرح العروبة)، حيث اكتسب كثير من الخبرات الفنية من خلال تلك الفرقة، التي تأسست تحت إشراف الضابط الفنان صلاح المصري عام 1952 - عقب نجاح ثورة يوليو - بهدف الترفيه عن ضباط وجنود “القوات المسلحة”، ولتتحقق انطلاقته الكبرى بعد ذلك وبالتحديد في أوائل ستينيات القرن الماضي بانتقاله إلى فرقة “المسرح القومي”، وذلك بعدما نجح في أن يصبح من نجومه بعدما انتدبه المخرج القدير فتوح نشاطي عام 1959 للعمل ببعض المسرحيات، حيث وفق خلال السنوات الأولى من التحاقه بها في المشاركة بعدد من المسرحيات المهمة وأداء بعض الأدوار الرئيسة فيها.
وكان الفنان العصامي إبراهيم الشامي قد سبق له الإلتحاق بقسم التمثيل في “المعهد العالي للفنون المسرحية”، وحصل على البكالوريوس عام 1959، وكان من أوائل دفعته التي ضمت عددا من الموهوبين الذين حققوا نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم: عزت العلايلي، رجاء حسين، عبدالرحمن أبو زهرة، عايدة عبد العزيز، عبد السلام محمد، عبد العزيز مكيوي، والمخرجون أحمد توفيق، حافظ أمين، إسلام فارس.
يذكر أنه قد بدأ العمل في السينما أيضا خلال فترة مبكرة من حياته، حيث كانت أول أعماله فيلم “آمال” عام  1952، من إخراج يوسف معلوف، وبطولة شادية، محسن سرحان، فريد شوقي، وذلك في حين كانت آخر مشاركاته السينمائية بفيلم “كتيبة الإعدام” عام 1989، من إخراج عاطف الطيب، وبطولة نور الشريف، معالي زايد، ممدوح عبد العليم، ومن أبرز أعماله السينمائية: الزوجة الثانية، الجزاء، ثورة اليمن، يوميات نائب في الأرياف، بين القصرين، السكرية، إعدام ميت، كتيبة ا?عدام.
وبعد تألقه المسرحي وانطلاقته السينمائية توالت أعماله أيضا ما بين الأعمال الإذاعية والدراما التليفزيونية، ومن أبرز أعماله بالدراما التليفزيونية: القاهرة والناس، القط الأسود، أرض النفاق، أنهار الملح، عودة الروح، الأيام، الرحاية، المشربية، أيوب البحر، الشهد والدموع، علي الزيبق، غوايش، صابر يا عم صابر، القضاء في الإسلام، محمد رسول الله، لا إله إلا الله.
وخلال تلك الأعمال المتميزة اشتهر بأداء الشخصيات التاريخية والشخصيات المثالية الرصينة ومن بينها شخصيات: رجل الدين الورع الملتزم بالقيم الروحية، ضابط الشرطة الحاسم، العمدة الريفي، رب الأسرة الملتزم المحافظ على التقاليد، القاضي ورجل القانون الصارم، كذلك برع أيضا في تجسيد شخصية الرجل العنيف الحاد بالغ القسوة.
وقد رحل عن حياتنا في 13 سبتمبر عام 1990 بمحافظة “القاهرة”، بعدما أثرى حياتنا الفنية بمشاركته بأداء عدد كبير من الأدوار الرئيسة في أكثر من مائتي عملا فنيا من بينهم ما يقرب من خمسين فيلما، وأكثر من عشرين مسرحية، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات التليفزيونية والإذاعية. وقد خرجت جنازته - كوصيته - من “المسرح القومي”، وبعدها تم الصلاة على جثمانه بمسجد “الحسين”، ثم تم دفنه بجوار ابنه “محمود” بمدافن الأسرة بمدينة نصر.
ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير إبراهيم الشامي طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - إسهاماته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان إبراهيم الشامي، فهو المجال الذي مارس من خلاله هوايته لفن التمثيل، كما تفجرت من خلاله موهبته التي أثبتها وأكدها من خلال العروض المسرحية أيضا، ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة. ويجب التنويه إلى أن جميع أعماله يمكن إدراجها تحت مسمى عروض “مسارح الدولة”، وأن أكثرها عددا وأرفعها قيمة هي تلك التي قام بتقديمها من خلال فرقة “المسرح القومي”، وذلك فيما عدا مشاركته بعرض وحيد من إنتاج إحدى الفرق الخاصة، ومع ذلك لم يستطع الاستمرار في تقديمه كما رفض بشدة تصويره تليفزيونيا، وذلك لعدم التزام نجمه بالنص. ويمكن للناقد المسرحي المتخصص والمتابع للمسيرة المسرحية الثرية للفنان إبراهيم الشامي أن يقرر بأن فترة سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين تعد بصفة خاصة فترة تألقه مسرحيا، تلك الفترة التي نجح خلالها في تجسيد عدد من الشخصيات الدرامية الثرية المرسومة بكل دقة بأقلام كبار الكتاب المسرحيين ومن بينها شخصيات: الراهب بمسرحية “أهل الكهف”، همام بك بمسرحية “في بيتنا رجل”، العمدة بمسرحية “المحروسة”، القاضي في “السلطان الحائر”، رب الأسرة الطيب مسعود أفندي بمسرحية “القضية”، السلطان العادل في حلاق بغداد، الوزير بمسرحية “شمس النهار”، الرائد رفاعة الطهطاوي بمسرحية “باحلم يا مصر”، وكذلك شخصية العراف الضرير تريزياس بمسرحية “عودة الغائب”.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج بكل منها كما يلي:
- “مسرح العروبة” (المسرح العسكري):
شارك الفنان إبراهيم الشامي في تأسيس فرقة “المسرح العسكري”، وقام بتقديم بعض مسرحيات “الريحاني” ومن بينها: “قسمتي”، “حسن ومرقص وكوهين”، وكان يقوم بدور الريحاني، في حين كانت تقوم بأدوار البطولة النسائية أمامه الفنانة ميمي شكيب، ولكنه رفض بعد وفاة الريحاني أن يستكمل تقديمه لأدوار “الريحاني”، وذلك لاعتزازه بشخصية “الريحاني” وتقديره الكبير لفنه ومكانته. شارك بعد ذلك ببطولة بعض عروض الفرقة ومن بينها مسرحيات: نهضة المشلول (1953)، مفيش تفاهم، عروسة رشيد، عقل وزينة، شمس الخريف، كرباج أفندينا (1956).
- “المسرح القومي”: جمهورية فرحات (1956)، تلميذ الشيطان، بداية ونهاية، مصرع كليوباترا (1959)، في بيتنا رجل (1960)، المحروسة، القضية، السلطان الحائر (1961)، السبنسة (1962)، حلاق بغداد (1963)، شمس النهار (1964)، سليمان الحلبي (1965)، دائرة الطباشير القوقازية (1968)، البلياتشو (1969)، سر الحاكم بأمر الله، النار والزيتون، 28 سبتمبر (1970)، صلاح الدين الأيوبي (1973)، باحلم يا مصر (1975)، عودة الغائب (1977)، دماء على أستار الكعبة (1987). وذلك بالإضافة إلى مشاركته أيضا ببعض المسرحيات التاريخية ومن بينها: قمبيز، عنترة.
- “المسرح الكوميدي”: مولد وصاحبه غايب (1985)، وهي المسرحية التي جسد من خلالها الشخصية المحورية السائق دهب.
- “وزارة الإعلام”: أفراح النصر (1989).
- “الهنيدي”: عبود عبده عبود (1970)، وهي المسرحية الوحيدة التي شارك بها من إنتاج فرق القطاع الخاص، وبعد انتهاء الموسم الصيفي بالأسكندرية واصراره على تقديم اعتذار نهائي عن الاستمرار بالعرض وكذلك رفضه الحاسم تصويره تليفزيونيا، تم الاستعانة بالفنان القدير محمد الدفراوي لاستكمال العروض.
وجدير بالذكر أنه ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها قد تعاون مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: فتوح نشاطي، السيد بدير، فاخر فاخر، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، كمال يس، نور الدمرداش، كمال حسين، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، فاروق الدمرداش، عبد الغفار عودة، شاكر عبد اللطيف، هاني مطاوع، نبيل منيب.
ثانيا - أعماله السينمائية:
لم تستطع السينما الاستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات هذا الفنان القدير وموهبته الكبيرة، فتنوعت أدواره السينمائية بين مجموعة من الشخصيات الدرامية الثانوية والمؤثرة في الأحداث، وبين مجموعة من الشخصيات المساعدة ببعض الأفلام السينمائية الجادة. هذا وتضم قائمة مشاركاته السينمائية الأفلام التالية: آمال (1952)، بين قلبين، مجلس الإدارة، بلال مؤذن الرسول (1953)، سهم الله (1958)، بين القصرين (1962)، الابن المفقود، ألف ليلة وليلة (1964)، الجزاء، الرجل المجهول (1965)، ثورة اليمن، ثلاث لصوص - سارق عمته،  تفاحة آدم (1966)،  الدخيل، الزوجة الثانية (1967)، حب وخيانة (1968)، يوميات نائب في الأرياف، ثلاث وجوه للحب (1969)، الأرض، هروب (1970)، امرأة ورجل (1971)، لحظات خوف (1972)، مدينة الصمت، الحب الذي كان، السكرية (1973)، شقة في وسط البلد (1975)، حلوة يا دنيا الحب (1977)، رجل بمعنى الكلمة (1978)، ابن مين في المجتمع (1979)،  دموع بلا خطايا (1980)، عمر المختار (1981)، ولا من شاف ولا من دري، أيوب (1983)، عندما يأتي المساء، مغاوري في الكلية، الطوفان، إعدام ميت (1985)، عصفور له أنياب، كل شيء قبل أن ينتهي العمر (1987)، الأب الثائر، الحب أيضا يموت (1988)، كتيبة الإعدام (1989)، وذلك بالإضافة إلى بعض الأفلام الأخرى ومن بينها: البحث عن جريمة.
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: السيد بدير، عباس كامل، صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، توفيق صالح، حسن الإمام، كمال الشيخ، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، حسن الصيفي، كمال عطية، حسن رضا، حسام الدين مصطفى، عبد الرحمن الخميسي، محمد عبد الجواد، محمد كامل حسن المحامي، يوسف معلوف، نور الدمرداش، يحيى العلمي، محمد فاضل، أحمد طنطاوي، أحمد الطوخي، حسن يوسف، بشير الديك، مصطفى العقاد، نادر جلال، علي بدرخان، علي عبد الخالق، عاطف الطيب، هاني لاشين، طارق النهري.
ثالثا - مشاركاته التليفزيونية:
برغم عدم كثرة المشاركات التليفزيونية للفنان إبراهيم الشامي مقارنة ببعض أبناء جيله من الفنانين إلا أنه قد نجح في وضع بصمة مميزة له بالدراما التليفزيونية، خاصة بعدما قدم عدة شخصيات انسانية متنوعة ومرسومة بدقة، هذا ويمكن تقسيم مشاركاته التليفزيونية إلى قسمين كما يلي:
1- المسلسلات: حيث شارك بأداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد من المسلسلات المهمة ومن بينها: يوميات مدينة على النيل، ولاد حارتنا، فواكه الشعراء، غدا يوم آخر، غريب يا ولدي، سلف ودين، بوجي وطمطم في رمضان، جريمة على الشاطئ الهادئ، بعد العاصفة، الأحمق هبنقة، ابن الجبل، أيام لها ذكرى، القط الأسود، السائر وحده، الفلاح، المطاردة، الكنز، من بعيد، كروان، القاهرة والناس، بصمات على الماء، شهادة ميلاد، أرض النفاق، أنهار الملح، الهاربان، هروب، اللسان المر، عودة الروح، الذين يحترقون، رجل عاش مرتين، أيها الحب لا تهجرني، المشربية، الفارس الأخير، الأيام، للزمن بقية، أيام من الماضي، أيوب البحر، الباقي من الزمن ساعة، الإنسان والمجهول، أديب، الشهد والدموع (ج1)، عابر سبيل، قلب من ذهب، أجمل الزهور، علي الزيبق، غوايش، الجوارح، برج الأكابر، النهر لا يحترق، الوجه الآخر، صابر يا عم صابر، الرحاية، آن الآوان، أحلام في الظهيرة. وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من المسلسلات الدينية ومن بينها: رمضان والقاهرة، بعثة الشهداء، مواقف إسلامية، الأزهر الشريف منارة الإسلام، القضاء في الإسلام (ج1)، فرسان الله، الخليل بن أحمد، موسى بن نصير، عبد الرحمن بن أبي بكر، خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز، محمد رسول الله (ج3)، لا إله إلا الله (ج1،2،3).
2- التمثيليات والسهرات التليفزيونية: تضم قائمة أعماله بالدراما التليفزيونية أيضا مجموعة من التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها على سبيل المثال: قطر الندى، فكرية، شاي الساعة الخامسة، زوجة وسكرتيرة، شندويل يبحث عن عروسة، العجوز والدنيا وأنا، بيت سيء السمعة، أمانتك مهر لأبنتي، الرجل المناسب، ابن القرية، العجوز والدنيا وأنا، زائر الليل، دولت فهمي التي لم يعرفها أحد، عبد الله بن سعد، الإمام العادل عمر بن عبد العزيز.
رابعا - إسهاماته الإذاعية:
شارك الفنان إبراهيم الشامي بأداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة بآدائه المميز في عدد كبير نسبيا من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، ولكن للأسف يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير على مدار مايقرب من أربعين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد وللأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعماله الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها: قلوب من دهب، من أنا؟، ملك الطاولة، مدرسة المشاغبين، عيني على الصبر، عندما يموت الخوف، سبعة وجوه للحب، حمزة البهلوان، المؤلف الموهوب برغل خروب، الصفقة، ألف يوم ويوم، السعادة أجازة قصيرة، الشك في عيون بريئة، الإنتقام، أغرب القضايا، إرادة الحياة، شخصيات تبحث عن مؤلف، سنة أولى حب،
- حياته الشخصية:
تزوج الفنان إبراهيم الشامي مبكرا من ابنة عمه بعد قصة حب، وأنجب منها ثمانية أبناء: ابنتان هما الكبرى والصغرى (جزاء، وثناء)، وبينهما ستة أبناء (محمد، عدلي، مجدي، محمود، إبراهيم، وناصر). وتجدر الإشارة إلى أنه اختار اسم ناصر لابنه الأصغر الذي ولد عام 1956 نظرا لحبه الكبير وتقديره للزعيم جمال عبد الناصر في بدايات فترة حكمه، ولكنه غضب منه جدا بعد هزيمة 1967، لدرجة أنه طلب من ابنه أن يختار له اسما آخر يناديه به.
فقد كان رحمه الله وطنيا يعشق تراب بلده، لذا كانت له عدة اسهامات بارزة ومن بينها إشرافه على حملة “قطار الرحمة” اعتبارا من ديسمبر 1952، وكان هذا القطار يطوف بالمحافظات لتأييد ثورة يوليو. وهي الحملة التي شارك فيها معظم فناني مصر، ومن أبرزهم الفنانين: يوسف وهبي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي، وعلوية جميل، وميمي شكيب، ونعيمة عاكف، وسراج منير، والموسيقي عبد الفتاح منسي، والمصور حسين بكر.
ويذكر أن الفنان إبراهيم الشامي ظل محبا لكل الفنون، وعاشقا لصوت أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب في أغانيهما القديمة، وأنه كان يجيد الرسم أيضا، كما كان يجيد رسم الشخصية التي سيقوم بتمثيلها، ويضع لها المكياج ويختار الملابس المناسبة، ويحدد إلى أي محافظة تنتسب الشخصية ويدرس اللهجة التي يتكلم بها. فقد كان بصفة عامة يعشق ويجيد فن “كتابة السيناريو”، حتى أنه شارك في كتابة فيلم “إسماعيل ياسين في الجيش” دون كتابة اسمه، كما روى الكاتب الكبير وحيد حامد أن الفنان إبراهيم الشامي قد أجرى بعض التعديلات بموافقته على أول قصة إذاعية له. وجدير بالذكر أيضا مساهمته في إنشاء شركة للإنتاج الفني مع الملحن محمد الموجي، والمخرج السيد بدير والمخرج السوري نذير عقيل، إلا أن الشركة خسرت خسارة فادحة، وضاعت مدخراته ومصوغات زوجته فيها.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏