المنصة المسرحية فكرة للمناقشة.. بين تأييد المسرحيون وحقيقة تنفيذها

المنصة المسرحية فكرة للمناقشة.. بين تأييد المسرحيون وحقيقة تنفيذها

العدد 669 صدر بتاريخ 22يونيو2020

بعد تفعيل وزارة الثقافة لقناتها على اليوتيوب وعرض العديد من العروض المسرحية و عروض الباليه وغيرها من الفنون، أطلق قسم التحقيقات بمسرحنا مقترح لإطلاق منصة رقمية تكون خاصه بكل ما يخص المسرح على غرار Netflix وشاهد وWATCH It!.. من تسائلنا هل يمكنأن تطلق وزارة الثقافة بالفعل منصة رقمية وليس مجرد قناة على يوتيوب؟ هل المسرحيون مؤيدون لذلك ؟, و ماذا ينتظرونه من تلك المنصة ؟ كيف سيكون مضمونها؟ ما المضمون الذى يتمناه المسرحيون فيها ؟ , هل يفضلوها باشتراك أم مجانية ؟ هل فكرة “حصرى” مُحبذة لهم ؟ عن كل ذلك وعن فكرة المنصة ودور وزارة الثقافة لتنفيذها و تأييد المسرحيين للفكرة ورؤيتهم لها كان لمسرحنا هذه المجموعة من اللقاءات .
بداية قال الفنان د.علاء قوقة: فكرة أن يكون لوزارة الثقافة قناة على يوتيوب شىء مهم جدًا وبخاصةٍ إن استقطبت عدد كبير من الجماهير للمشاهدة، فهذا سيكون عائده تثقيف وتنوير المجتمع، وهذا جانب مهم جدًا تبحث عنه دائمًا أى وازة ثقافة فى العالم، بالإضافة إلى أن العمل الفنى الذى لا يستطيع أن يراه المواطن الأسوانى أو السوهاجى وغيرهم من المحافظات لأن بعض العروض المسرحية متواجدة فى القاهرة فقط، فبذلك يستطيعون مُشاهدته، وتلك القناة تكون وسيلة لهم لمشاهدة هذا الفن، وأخيرًا الشىء المهم فى حالة أن تكون المشاهدات كثيرة، الوزارة سوف تكسب من ذلك أيضًا فهى فائدة ثُلاثية.
وتابع قوقة: أعتقد إن نجحت وزارة الثقافة فى أن تُقيم هذه المنصة فإنها ستكون شىء غاية فى الأهمية، وأهميتها أكثر للفنان لأن الفنان سيتم مُشاهدته بشكل أكبر ليس فقط داخل مصر وإنما خارجها أيضًا، سواء فى الوطن العربى أو العالم الغربى والعرب المُقيمين هُناك، وتلك المنصة ستكون مكسب كبير للفنانين وللجمهور.
وأكد قوقة على أن المنصة ستكون أكثر قوة من فكرة قناة على يوتيوب لأنها ستكون عبارة عن تطبيق على الموبيل بـ اسم المنصة، لكن القناة يجب أن تقوم بالبحث عليها، إنما المنصة ستكون مُباشرة جدًا مثل منصة WATCH It! أو Netflix أو غيرهم من المنصات الرقمية فالدخول لهم مُباشر ولا يجعلونك تبحث كثيرًا عن ما تحتاجه، ففكرة منصة مسرحية فكرة قوية جدًا اتمنى أن يتم تنفيذها.
ويرى الفنان علاء قوقة أن الأفضل أن تكون هذه المنصة مجانية، لأن من الجمهور من لا يستطيعون دفع الاشتراك وبهذا سيكون إحجام، ولكن فى حالة أن تكون المنصة مجانية سيكون الإقبال كبير فيكون المكسب من ناحية الإقبال الجماهيرى وليس من اشتراك الدخول.
ويتصور “قوقة” مضمون هذه المنصة بأن الأفضل أن تكون تلك المنصة غير مقتصرة على العروض المسرحية فقط، وإنما تضم عروض الأوبرا والباليه وورش عمل، حتى تكون نافذة للجمهور لمن يرغب منهم فى التعلم سواء تمثيل أوغناء أو كتابة مسرحية، فتكون تلك الورش نوافذ مفتوحة على الهواة ومن يرغبون فى التعلم وأيضًا تكون بدون مُقابل، لأن المُقابل يصنع إحجام حتى لو كان ثمن رمزى، لأن الناس يرون أن ذلك يجب أن يكون خدمة للمجتمع.
وأضاف: يجب أن لا نغفل عن المسرح الاحترافى ومسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح الجامعى لأن الممثل المُتواجد فى الأقاليم ويقوم بهذا العمل المسرحى ويراه على المنصة سيجعل الجمهور يقبل عليه أكثر، ولا يجب أن تكون المنصة خاصة فقط بالعروض المُحترفة، يجب أن تتضمن العروض الموجودة فى الأقاليم ويتم تصويرها بشكل جيد وإخراجها للعرض حتى تلقى رواج.
وأكد “قوقة” على أهمية أن يكون هُناك حوار بين المُثقفين أو بين من هم مسؤولين عن ذلك أو من لهم باع فى الثقافة حتى يكون حوار مُتكامل فيتم اتخاذ قرارات تجعلنا نصل للهدف المطلوب وهو المنصة.
ويرى د.علاء قوقة بأن يجب أن يتم انتقاء الأعمال التى سوف تُعرض على المنصة، ويجب الانتباه لفكرة جودة العمل الفنى، وهذا قد يُنشىء بعض المشاكل نظرًا لأن كُل شخض يرغب فى أن يُعرض عمله وحسب، والجودة هنا ليس المقصود بها احترافية المُمثل، وإنما الجودة الفنية بشكلها الكامل، لأن على سبيل المثال هُناك عروض من الأقاليم فازت بجائزة أفضل عمل فى المهرجان القومى للمسرح.
وقال: يجب أن يكون هُناك فريق عمل إخراجى مُحترف خاص بالمنصة تستطيع أن تُصور هذا العمل بشكل جيد بعد التعاقُد عليه بأن يظهر على المنصة.
وتابع “قوقة”: تلك المنصة تحتاج لمشاركة جميع الجهات المعنية حتى من وزارة التعليم العالى لأن سيكون هُناك عروض مأخوذة من الجامعات وأيضًا وزارة الإعلام فنحن نحتاج مُخرجين ومُصورين ومن وزارة الثقافة الفنانين والألحان والديكور إلى أخره، كل هذه الجهات وغيرها يحتاجون أن يشتركوا معًا لتنفيذ ذلك.
فيما قال الإعلامى أحمد مُختار: إنه حلم أن يكون لدينا منصة رقمية مسرحية كالمنصات المُتعارف عليها، أولًا المسرحيات القديمة المُصورة سوف نستطيع أن نراها مرة ثانية، والحمد الله نحن لدينا تُراث كبير فى المجلس القومى للمسرح مُسجل عليه مسرحيات كثيرة، أما المسرحيات التُراثية التى لم تُسجل، من المُمكن أن نستغل شبابنا المسرحيين بأنهم يبدأو بتحويل النصوص المسرحية، فنحن لدينا نصوص من عام 1911، ولدينا نصوص كثيرة جدًا فى تاريخ المسرح المصرى بأكمله.
فمن المُممكن تقديم نصوص نجيب الريحانى وفرقة رمسيس للفنان يوسف وهبى وفرقة الفنان على الكسّاروكل أعمال الفنان سيد درويش، سواء هذه الأعمال المُسجلة أو مُصورة أو مُقدمة بشكل إذاعى فقط، أو موجوده كنصوص، فهذا شىء مهم جدًا أن يظهر للناس وأن يروا تُراثهم وتاريخهم المسرحى الكبير، لأن مصر من أهم الدول فى المنطقة العربية التى لديها مسرح.
وتابع: الأجيال الجديدة من المُمكن أن تُقدم التُراث القديم، بالإضافة إلى تقديمهم لأفكارهم الجديدة، فبذلك ستكون المنصة ضمت أكثر من مجال كالمسرحيات القديمة أو التاريخية أو باللغة العربية الفُصحى أو كوميدية والشبابية والمسرح التجريبى وغيرها من الأقسام، بحيث يكون هُناك تنوع.
واقترح مُختار بأن من المُمكن ان تشترك وزارة الثقافة مع إحدى جهات القطاع الخاص والذين لديهم فرق خاصة كفرقة الفنانين المُتحدين وغيرها من الفرق الخاصة، ويكون هُناك تعاون بين القطاع الخاص والدولة، حتى نُثرى هذه المنصة، والأفضل أن تكون هذه المنصة باشتراك شهرى ويُفضل أن يكون بسيط حتى يُناسب الجميع، لأن بدون عائد مادى لن نستطيع تمويل تلك المنصة، حتى لا تكون الدولة دائمًا هى من تدفع فقط، ومن المُمكن أن يكون هُناك جزء مجانى تثقيفى وجزء آخر باشتراك شهرى، حتى نستطيع تمويل ذلك وإنتاج مسرح مُصوّر، لأن من سيقدم ذلك مجانى مرة بعد ذلك سيبحث عن مُقابل مادى، وبهذا تكون هذه المنصة أيضًا وحدة اقتصادية كدخل للدولة، لا يُشترط أن يكون بمبالغ ضخمة كالقطاع الخاص ولكن على الأقل يُدخل ولو مبلغ بسيط لوزارة الثقافة، لأن بدون تمويل فى الأغلب لا تستمر الأفكار.
وأشار أن يجب أن نختار لجنة جيدة لجمع الطاقات ونطلق كمبادرة أن من لديه أى خبرات فى المسرح التليفزيونى أو فى المسرح بشكل عام يستطيع أن يُشارك، ومن المُمكن ان نستعين بمن لديهم خبرة التليفزيون والمسرح معًا مثله ومثل عصام السيد والذى قام بعدد كبير من المسرحيات المُصورة وأيضًا د. أسامه رؤوف وناصر عبد المُنعم، حتى نستطيع نقل هذه المسرحيات للتليفزيون ونستطيع إخراجها إخراج مسرحى تليفزيونى بحيث يتم تصويرها بشكل احترافى، وبذلك لن نحتاج أى خبرات خارجية فى هذا المجال.
وقدم مُختار نصيحة للمنصة بأن يجب أن تضم كُل ما يُعرض على خشبة المسرح من باليه وفنون شعبية وحفلات غنائية أيضًا، فأى شىء يُعرض على المسرح من المُمكن أن يُقدم على تلك المنصة كمهرجان الموسيقى العربية وغيرها من المهرجانات، لأن أغلب التُراث الغنائى المسموع كان يُعرض فى مسرحيات كمسرحيات سيد درويش، فالمسرح أبو الفنون ومصر رائدة فى ذلك.
وأضاف: يجب أن يُعرف أننا رائدين فى هذا المجال، وأن يُقدم تاريخ المسرح فى شكل خمس دقائق بشكل بسيط، ونحن مازال لدينا حتى الآن بعض ديكورات وملابس المسرحيات القديمة، وبعض النصوص القديمة المكتوبة بخط المؤلفين، كُل ذلك من المُمكن استغلاله وتقديمه بشكل يكون مُغرى جدًا ومُشوّق يجعل الناس تُقبل على المنصة بشكل أكبر، وهذا من المُمكن أن يكون الجانب التثقيفى، ويتم عرضه بشكل مجانى، فبمجرد الدخول على المنصة يمكننى معرفة تاريخنا المسرحى بكل جوانبه، وأيضًا تاريخ المسارح التى تعرض ذلك كمسرح الطليعة والكوميدى والقومى وغيرهم من المسارح، أما العروض المسرحية والورش وما سيقدم على المنصة يكون بأجر رمزى فقط للاستمرارية.
وأكد الإعلامى أحمد مختار بأنه ضد فكرة الحجب، ففكرة “حصرى” ليست فكرة جيدة لأن الفن ملك للجميع، فعلى سبيل المثال إن أردت مُشاهدة مسرحية شاهد ماشافش حاجة ووجدتها معروضة على اليوتيوب وعلى المنصة، ولكن الجودة على المنصة أفضل أو هُناك معلومات عن العرض أكثر أو هُناك لقاءات نادرة مع ممثلينها أو لقاءات حديثة خاصة بذكرياتهم فى المسرحية وهكذا، كل هذه أفكار ستكون عامل جذب المُشاهد حتى لو كان ما يُقدم ليس “حصرى”.
وتمنى مختار بأن يرى داخل تلك المنصة ورش لعناصر المسرح المختلفة، فتكون نافذة للتعلم مع وجود شكل عملى واختبارات لتقييم ذلك، وأن يكون أيضًا على المنصة جزء لاكتشاف المواهب والجيد منها يتم عرضه على المنصة، لتشجيع المواهب الجديدة، بالإضافة أن يكون بداخل تلك المنصة قسم لعرض برامج المسرح كبرنامجه ساعة مسرح وغيرها من البرامج المسرحية وتياترو وغيرها من البرامج المسرحية.
كذلك يرى الإعلامى أحمد مُختار أن المسرح أبو الفنون، وتعليم الناس مجالات مختلفة كالسينما والعمارة وفن الألوان وتأثيره على النفس البشرية كُل ذلك نستطيع توظيفه لخدمة المسرح، لأن المسرح فن شامل وحى، فهو دائم التجدد والتطور.
وأضاف مُختار أيضًا: من الممكن أن يتم عرض جميع الإعلانات المسرحية على تلك المنصة، وأن تضم أيضًا مسابقات مسرحية لتشجيع الشباب حتى لو كانت بإمكانيات بسيطة ولكن جودة العمل الفنى هى المقياس.
ويرى الإعلامى أحمد مُختار بأن المشاكل التى قد تواجه هذه المنصة ستكون فى التقنيات التكنولوجية بأنها تكون مُعقدة، بالإضافة إلى أنها لا تكون متنوعة بالشكل الكافى، وهذا من الممكن أن يفض الناس عنها، ولا يعتقد أن المنصة سوف تؤثر على إقبال الجمهور على المسرح الحى، لأن المسرح مُغرى، ففكرة أن يستطيع المُشاهد أن يرى المُمثل ويلمسه فكرة جبارة، وأيضًا فكرة ارتجال الممثل على المسرح، كُل ذلك يُميز المسرح الحى ويجعله أكثر بريقًا ويجعل له طابع خاص.
بينما قال مُصمم الديكور والأستاذ بقسم علوم المسرح جامعة حلوان د. محمد سعد: أن هذه المنصة ستخدم الفنانين والباحثين جدًا فى حالة أن يكون مُتاح عليها  مكتبة المركز القومى للمسرح والتى لها حقوق ملكية، والتى تضم أعمال قديمة وحديثة مُصورة ولكنها مُغلقه على أرشيفهم فقط، فإن تم عرض ذلك ستوفر لنا وقت ومجهود كبير، وفكرة الاطلاع فى حد ذاتها مهمة جدًا، وعرض ذلك على الجمهور فكرة رائعة جدًا أفضل من أن تظل هذه الأعمال فى الصناديق، وهذه المنصة ستحل أزمة كبيرة لدى الباحثين والدراسات العُليا من فكرة الوصول لعروض قديمة والوصول لها مُجهد جدُا ويكاد يكون مستحيل لعدم وجود وسيلة كالمنصة مُتاح عليها المُشاهدة والاطلاع.
وأشار د. محمد سعد لأهمية أن لا يتم عرض الأعمال المسرحية الحديثة إلا بعد انتهاء فترة عرضها بشكل حى، حتى لا يتم حرقها، وهو مؤيد أيضًا لفكرة أن تكون هذه المنصة باشتراك ولكن بعد نجاحها، لأنها ستحتاج مساحة كبيرة يتم شرائها لعرض كُل هذه الأعمال المسرحية، ولكن فى البداية يجب أن تكون مجانية ومُتنوعة وتضم كُل أشكال الفنون التى تُعرض على خشبة المسرح من أوبرا وفنون شعبية وباليه وغيرها من الفنون المُختلفة، بالإضافة إلى عرض الندوات المسرحية المتميز منها وافتتاح وختام المهرجانات كالمهرجان القومى وغيرها من المهرجانات لتوثيقها وعرضها على نطاق أكبر.
ويرى د. محمد سعد أن لا مانع من تواجد مسرح القطاع الخاص من خلال المنصة فى حالة إمكانية الدولة فى شراء حقوق عرض هذه الأعمال.
وأضاف: لا يُمكن أن نغفل عن أهمية عرض مسرح الطفل والعرائس، ويجب أن تكون العروض المُقدمة مُميزة جدًا وغير معروفة للناس. فكرة المنصة فى حد ذاتها مُريحة جدًا بعيدًا عن البحث على اليوتيوب وفى المواقع المُختلفة، ولكن أن نجد مكان واحد يضم كُل مما يتعلق بالمسرح فهو بمثابة حلم نتمنى تحقيقه.
كذلك يرى مُصمم الديكور محمد سعد أن هذه المنصة ستضيف للسينوغرافيين وبخاصةٍ فى حالة التصوير الجيد، لتوثيق الأعمال بشكل احترافى، لأن التصوير الجيد يُظهر العمل سينوغرافيًّا.
وأتفق المُخرج والناقد أحمد فؤاد الحاصل على جائزة الدولة للإبداع فى النقد مع المسرحيين فى فكرة إنشاء المنصة ومجانيتها وتنوعها وأن يكون مقياس قبول العمل الفنى مبنى على جودته الفنية وعقب على فكرة قناة وزارة الثقافة قائلًا: ما قدمته وزارة الثقافة من قناة على اليوتوب مجهود رائع لأانه قُدم فى وقت قياسى قُدّم دون ترتيب لأن أغلبنا لم يكن جاهز بمواد للعرض، غالبًا المسرح لا يهتم بفكرة تصوير العرض بشكل احترافى ويكون أكثر بشكل توثيقى، وهذا ما يمكن أن نواجهه عند تنفيذ فكرة المنصة.
وأضاف: المسرح للمسرح ويُعرض لجمهوره، لكن الظرف الحالى يجب أن يجعلنا نتطور واعتقد أن المسرح هو آخر شىء سيعود للحياة مرة أخرى بعد توقف كُل الكوكب.
فيجب أن لا تُحرم الناس منه ونجد طريقة للحفاظ عليه، لأن وارد جدًا إذا ظل هذا الوضه لفترة طويلة أن يختفى المسرح.
وأكد “فؤاد” على أن العالم كله أصبح مهتم بعرض أعماله أونلاين فيجب أن نواكب هذا التطور وجمهور المسرح محدود جدًا فهذه المنصة ستجعلنا نذهب لمساحة أكبر من الجمهور، إلى جانب أن تلك المنصة ستكون فرصة لإنتاج عروض أكثر بتكاليف أقل لمواكبة الظروف الحالية، حتى لو تم عرض تلك العروض بدون جمهور للتصوير فقط أو بجمهور محدود ثم تُعرض على المنصة.
كذلك يرى المُخرج أحمد فؤاد من وجهة نظره أن المنصة لن تؤثر على جمهور المسرح الحى بالعكس ستنشط حركة المسرح وستجعلهم يتحمسون أكثر للحضور، فبعيدًا عن مثال مسرح مصر، ولكن هذه التجربة نجحت أن تجذب الجمهور للمسرح ويكون كامل العدد بعد عرضها على التليفزيون.
وعن رأى المسرحيين فى محافظات أخرى حدثنا المخرج المسرحى وأستاذ التمثيل والإخراج بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية محمد عبد المنعم عن تأييده لفكرة المنصة المسرحية وتوافق رأيه مع أغلب آراء المسرحيين فى مجانية المنصة وتنوعها قائلًا: فكرة الحظر التى رفعت شعار “خليك فى بيتك” أثمرت عن مجموعة من المشاهد الآدائية التمثيلية ومجموعة من المنولوجات التى أداها شباب مصر وموهوبيها والتى تم عرضها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ولأن الحظر جعلنا أكثر تفرغًا فكُنّا مُتابعين جيدين لنبض الحركة الفنية والتمثيلية التى قُدمت بهذه الطريقة، وأدركنا كم لدينا مواهب شابة غير مُسلط الضوء عليهم، فى حالة توافر تلك المنصة ستجد لها معجبين وموردين وبخاصةٍ بعد توجه الدولة لفكرة التعلم عن بُعد، وفكرة الحظر جعلتنا نكتشف أن لدينا شغف لمتابعة المسرح عن بعد من خلال آليات الكمبيوتر والإنترنت.
وتابع عبد المنعم: بمجرد انتهاء فترة عرض العرض المسرحى الحى وانتهاء كل آلياته الإدارية، يجب أن يُعرض على هذه المنصة لمزيدًا من الإقبال على المسرح.
ويرى المُخرج المسرحى محمد عبد المنعم أن المنصة المسرحية يجب أن تضم كل الروافد المسرحية من مسرح دولة وخاص ومستقل وهواة وغيرهم قائلًا: لن نختلف عن من سيقدم هذه المنصة سواء الدولة أو تحت إشرافها أو القطاع الخاص، فى كُل الأحوال هذه المنصة يجب أن يكون مقياسها العمل الجيد،  فلا يكون مقياس العمل هو عرض دولة أم خاص لأن القطاع الخاص ملىء بالعروض الجيدة منها عرض انقلاب وخُد الفلوس وأجرى وغيرهم من العروض المتميزة، بالإضافة إلى عروض الهواة والأقاليم فهناك الكثير من عروضهم أثبتت أنها تستطيع المنافسة وحصاد العديد من الجوائز أيضًا.
وأضاف: الشباب والهواة من المسرحيين وبخاصةٍ من هم فى الأقليم هم أكثر استفادة من هذه المنصة فى حالة تنوعها، لأنهم بذلك سيوفرون وقتًا ومجهودًا وتكاليفًا إنتاجية لعروضهم، ويستطيعون من خلالها التعلم عن بُعد وعرض عروضهم والاستفادة بكل ما تقدمه تلك المنصة.
و أخيرا يقول رئيس المركز القومى للمسرح ياسر صادق : وزارة الثقافة تُقرر بالفعل إنشاء منصة خاصة بالمسرح و وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم شكلت لجنة لجمع التُراث المسرحى كاملًا تمهيدًا لإنشاء تلك المنصة الرقمية ويُذاع فيها كُل الأعمال المسرحية المُصورة بتصوير احترافى، وما لم يتم تصويره بهذا الشكل يتم تصويره بشكل احترافى، والأعمال المُصورة قديمًا بكاميرا واحدة من الممكن إعادة إنتاجها مرة آخرى حتى يتم تصويرها بشكل احترافى، حتى يكون التُراث المسرحى موجود لدينا بشكل جاهز ويُطلق على منصة يُشاهدها كُل المصريين والعرب.
وأضاف: المنصة حتى الآن ستكون خاصة بالتُراث المسرحى من عروض وأفيشات وصور مسرحية، كُل التُراث المسرحى المصرى مُنذ إنشاؤه إلى الآن، ونحن الآن نقوم بالإعداد لتلك المنصة بتكليف من معالى الوزيرة، وهى بالفعل شكلت لجنة وأنا أحد أعضاء تلك اللجنة لجمع وحفظ التُراث المسرحى كبداية وبعد ذلك ستكون مُلمة بكل ما يخص المسرح من عروض وديكور وورش عمل وبرامج مسرحية.
وتابع صادق: اللجنة القائمة بذلك مُكونة من رئيس البيت الفنى للمسرح إسماعيل مُختار ورئيس البيت الفنى للفنون الشعبية عادل عبده ورئيس أكاديمية الفنون د. أشرف زكى ورئيس قطاع الإنتاج خالد جلال ورئيس قطاع مكتب الوزير أحمد صلاح ورئيس المركز القومى للسينما د. سعاد شوقى ومدير إدارة الإعلام بالوزارة محمد منير.
وفيا يتعلق بمجانية تلك المنصة أو أنها ستكون باشتراك قال: لم يتم تحديد ذلك بعد، فنحن مازلنا فى بداية الجمع والتوثيق.
وأشار رئيس المركز القومى للمسرح ياسر صادق بأننا لسنا أوصياء على الجمهور، فنحن سنقدم فى المنصة تنوع للمُثقف والأقل ثقافة والمستويات البسيطة، بحيث أن الجميع يستمتعون ، وتلك التنوع سيضم الأعمال الكوميدية والتراجيدية والأعمال الغنائية الاستعراضية.
كذلك وضح لنا الفنان ياسر صادق بأن العروض المُقدمة على المنصة لن تكون خاصة بالمحترفين فقط، وإنما هُناك فُرصة لعرض عروض الهواة والأقاليم أيضًا، ولكن يجب أن تكون تجارب مُتميزة تستحق أن يتم تصويرها وتوثيقها، وأنهم بالفعل يقومون بتصوير وتوثيق المهرجانات والتى يعرض فيها الهواة والأقاليم أعمالهم والمتميز منهم يتم عرضه فى المهرجان القومى للمسرح، وذلك سيكون ضمن الفاعليات وضمن العروض التى ستكون على المنصة.
ويرى الفنان ياسر صادق من وجهة نظره الشخصية أن الأفضل أن تكون المنصة ذات خصوصية وأن ما يُعرض عليها يكون حصرى عليها فقط .


إيناس العيسوي