مراد منير يستعد لتقديم «فرحة» ضمن مبادرة (اضحك- فكر– اعرف)

مراد منير يستعد لتقديم «فرحة»  ضمن مبادرة (اضحك- فكر– اعرف)

العدد 668 صدر بتاريخ 15يونيو2020

يعكف المخرج مراد منير حاليا على وضع اللمسات النهائية للعرض المسرحي «فرحة» ليتم تصويره الأسبوع القادم ضمن مشروع وزارة الثقافة (اضحك- فكر– اعرف) الذي يقام بالتعاون بين مسرح المواجهة بقيادة المخرج سامح بسيوني وبين المسرح القومي بقيادة الفنان القدير إيهاب فهمي, ويعمل على تقديم عدة مسرحيات قصيرة لتشيكوف تبث «أون لاين» على موقع وزارة الثقافة على اليوتيوب.
تدور فكرة مسرحية «فرحة» حول ضيق الأفق بشكل عام وهي مأخوذة عن قصة قصيرة لتشيكوف, قام بكتابة النص المسرحي المخرج مراد منير, تعرض أحداث المسرحية من خلال موظف بسيط فقير لا يعرفه أحد, يدخل بيته فرحا فرحة هائلة صارخا يوقظ الجميع ليبشرهم أن اسمه قد كتب في الصحف ويدعوهم لقراءة الخبر المذهل الذي كتب عنه وصارت حياته تؤرخ به قبله وبعده, فقد تعرض لحادث سير بسيط وهو في حالة سكر فزلت قدماه وسقط تحت عربة حصان, وفقد الوعي ونقل إلى قسم الشرطة وبعد الكشف  الطبي عليه اكتشف أن إصابته خفيفة وتم إجراء الإسعافات الأولية له. ونشر الخبر بالجريدة.
عن مشروع مسرحيات «أون لاين» لوزارة الثقافة وعن عرض «فرحة» يتحدث المخرج مراد منير قائلا: هذا حل ذكي جدا من وزيرة الثقافة لتجاوز ظروف الحظر هذه الأيام،  فوزارة الثقافة تقوم على عناصر عديدة من أهمها المسرح,  وهذا المشروع يضمن توصيل المتعة والفكر للمتلقي أمام الشاشة وفي نفس الوقت يتم تشغيل الفنانين والعناصر الموجودة بالمسارح.
أضاف: جذبني في النص فكرة ضيق الأفق, وهي سمة موجودة في كل المجتمعات، وقد أعجبتني حالة هذا الشخص ضيق الأفق, فهو شاب بسيط تحدث له حادثة ولا يهتم بشيء غير أن صورته نشرت بالصفحة الأولى بالجريدة، وأنه بهذا أصبح شخصا مشهورا. وقد ابتكرت له نهاية مفاجأة تختلف عن القصة الأصلية. ويختتم مراد منير: عرض «فرحة» من بطولة أحمد ماهر ولقاء سويدان ويوسف مراد منير, وتصميم الديكور لمحمد هاشم. وسوف أقوم بعمل بروفات قليلة الأسبوع القادم ليتم التصوير التليفزيوني بعدها مباشرة.
ويوضح مصمم الديكور الفنان محمد هاشم بعض النقاط الخاصة بأسلوب التصميم لمسرحيات تشيكوف قائلا: كتابات تشيكوف المسرحية كما في القصص القصيرة لها طابع خاص, ففيها جزء من الشاعرية إضافة لمعالجة المشاكل, فتلك هي روح العمل. فتشيكوف له روح خاصة به, وعلينا أن نعمل من خلالها ، و المعالجة المسرحية تفرض علينا شكل الديكور مع الحفاظ على الروح الأصلية للقصة عند تشيكوف ،  فمصمم الديكور قد يتناول العمل من منظور رمزي أو واقعي أو غيره طبقا لرؤية المخرج.
أضاف : فكرة إقامة العروض القصيرة وعرضها لمدة يوم واحد لا تختصر في قلة التكلفة أو التقليل من الخامات، فكثيرا ما كنا نقدم عروضا تكلفتها قليلة، ولكن المهم  ان تكون ذات قيمة كبيرة في تكوينها. أما فكرة مشروع المسرح «أون لاين» فالمسرح مسرح و في ظل الظروف الحالية ضروري أن تبذل مثل هذا المحاولات لتجاوزها. ولابد من الإقدام عليها بجرأة، فالجمهور صار مقلّاً في حضوره للمسرح لأن كل شيء متوفر له في مكانه بالمنزل من خلال التليفزيون أو المنصات الإلكترونية. وقبل «الكورونا» كان علينا التعامل بهذا الأسلوب للانتشار عن طريق الأون لاين. فمن يريد الذهاب إلى المسرح سيذهب إليه رغم كل تلك التقنيات, وعلى سبيل المثال مازالت السينما موجودة بجمهورها. ومن يريد المشاهدة على منصة إلكترونية فهو متاح أيضا. الفكرة تكمن في مواكبة العصر بغض النظر عن طبيعة الجمهور.
وعن دوره في العرض يتحدث الفنان يوسف مراد (طالب في السنة الرابعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية) بقوله: أقوم بدور شاب طموح يتمنى تحقيق أحلامه البسيطة, وهو يسعد جدا بأبسط الأشياء في الحياة, ويحاول المحيطون به فهمه لأنه غريب الأطوار بالنسبة لهم. وهو ابن الفنان أحمد ماهر والفنانة لقاء سويدان. وقد شعرت أن هذه الشخصية خفيفة ولطيفة. خصوصا أني أميل إلى الأدوار الكوميدية.
أضاف : اشتركت من قبل في مسلسل «الحلال» مع الفنانة سمية الخشاب. وكان أول وقوفي على خشبة المسرح في مسرحية «زيارة سعيدة جدا» في مسرح الهناجر. لكن هذه الشخصية لتشيكوف تمثل تحديا جديدا بالنسبة لي لأنني أول مرة أمثل من مؤلفاته حتى في المعهد العالي للفنون المسرحية لم أقم بأي عمل لتشيكوف, وقد زاد هذا من حماستي للدور لأنني أحبه ككاتب عالمي له أعمال عظيمة.
وأخيرا التقينا بالفنان القدير إيهاب فهمي مدير عام المسرح القومي الذي يتبنى تنفيذ مبادرة (اضحك- فكر– اعرف) مع مسرح المواجهة, حيث يوضح قائلا: كان الباعث على هذا المشروع هو توقف الحياة الفنية نتيجة جائحة الكورونا, فكان لابد من البحث عن حلول لتعمل المسارح والعناصر الفنية بها. وقد أقامت الوزارة مشروع «خليك في البيت» وهو يضمن توصيل المنتج الفني للمواطن عن طريق «الأون لاين» وقنوات اليوتيوب. وكان المطلوب  هو كيف نثري الحركة المسرحية بهذه الطريقة. وهذا ليس اتجاه لإلغاء المسرح فسوف نستمر في تقديمه  موازيا للعروض المسرحية المقامة بجمهور. ونحن لا نعلم متى تنفرج أزمة الكورونا على مستوى العالم ، الأوبرا في النمسا فتحت ثم أغلقت في اليوم التالي. ومازالت الإجراءات الاحترازية موجودة, وكان هذا محل نظر ونحن نقيم مشاريع «أون لا ين»  في دقائق قليلة حتى لا تستغرق وقتا طويلا في البروفات، وبهذا أيضا نكون قد أوجدنا عملا للمخرجين والممثلين وكافة الوظائف الفنية، وقد ابتكرنا فكرة بسيطة حتى لا تقف الحقوق الفكرية والفنية عائقا أمامنا، حيث تناولنا النصوص العالمية وقمنا بتمصيرها و تقديمها في أطر خفيفة وكوميدية، لكي تكون جاذبة للمشاهد ويسهل متابعة أعمالنا وقنواتنا. تابع فهمي : بالطبع فإن للمسرح القومي دورا مهما في هذا المشروع، فقاعة المسرح القومي التاريخية العريقة تمثل تأريخا وتوثيقا مهما لكل عروض الأون لاين، في نفس الوقت يتم الاستعانة بممثلين و عناصر العمل المسرحي لدينا، خاصة و أن فرقة مسرح المواجهة تتنقل في جميع المحافظات و ليس لديها العدد الذي يغطي قوام الفرقة المسرحية.تابع :
قدم لي الفكرة الفنان سامح بسيوني بعد عرضها على الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني، واتفقنا على الإنتاج المشترك، وهي خطة تشمل ثلاث مراحل, كل مرحلة تقدم عشرة عروض، تم تصوير أربعة عروض بالفعل، العرض الأول «الرجل الذي عطس» للمخرج هشام عطوه عن قصة «موت موظف» لتشيكوف, بطولة حسن عبد الفتاح وأحمد الحلواني, شيريهان, وعرض «مشهور مش مشهور» عن قصة كلخاس, من إخراج مازن الغرباوي وبطولة سامي مغاوري ومحمد طلبة. وعرض «المقام العالي» عن قصة النحيف والبدين» للمخرج إسلام إمام بطولة عمرو عبد العزيز وسمر علام, وللمخرج سامح بسيوني عرض «أول كل شهر» عن قصة المغفلة, ويشترك فيه نورهان أبو سريع وأشرف فؤاد ومحمد دياب, وقد اشتركت فيه بنفسي لأني قررت أن أبدأ بنفسي لأن الأجور ضعيفة، وذلك تشجيعا لزملائي النجوم وباقي الفنانين للاشتراك في هذا المشروع الذي آمل أن يتيح فرص عمل عديدة, وأن يكون باعثا لفتح القاعات الكبيرة لإقامة عروض» أون لاين»  كل أسبوع .
 


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏