الإسكندرية ودمنهور.. يحتضنا المهرجان الإقليمي للتجارب النوعية لغرب ووسط الدلتا

الإسكندرية ودمنهور.. يحتضنا المهرجان الإقليمي للتجارب النوعية لغرب ووسط الدلتا

العدد 657 صدر بتاريخ 30مارس2020

انطلقت فعاليات المهرجان الإقليمي بإقليم غرب ووسط الدلتا لعروض التجارب النوعية مساء 4  مارس حتى 11 مارس ،وقدمت العروض  من  إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، وتشكلت  لجنة تحكيم المهرجان من الشاعروالناقد  مسعود شومان  ، والموسيقي د. محمد حسني ، والكاتب والمخرج أكرم مصطفى .

عروض المهرجان
مسرح الأنفوشي
شهد المهرجان مشاركة 8 عروضٍ  مسرحية   من بينها  4 من قدمت  من  4 إلى 7 مارس  بمسرح ثقافة الأنفوشي لفرع ثقافة الإسكندرية  هي عرض “ هاي يا ليلة هوي “ لفرقة قصر ثقافة مصطفى كامل ، تأليف شاذلي فرح وإخراج شريف عباس ، ومن  قصر ثقافة  الأنفوشي  عرضي  “ مولد المرسي أبو العباس “  تأليف بيشوي عبد الله  وإخراج محمود جمال  ، و” الماراثون” عن رواية  “ إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك؟ “  تأليف هوراس ماكوي إعداد وكتابة مسرحية : أحمد سمير وإخراج  رامي نادر ، وعرض “باب الفرج “  لفرقة ثقافة القباري ، تأليف عبد الفتاح رواس وإخراج إبراهيم حسن .

مسرح دمنهور
فيما قدم في الفترة من 8 إلى  11 مارس على مسرح قصر ثقافة  دمنهور  أربعة عروض  هي  “ المستقبل في البيض “تأليف يوجين يونسكو، إخراج محمد قاعود من فرع ثقافة الغربية لفرقة غزل المحلة ،وعرض “ سهرة ضاحكة لقتل السندباد الحمال “ لفرع ثقافة المنوفية لفرقة قصر بركة السبع ،  تأليف سمير عبد الباقي ،  وإخراج يوسف النقيب ، ومن فرع  ثقافة البحيرة عرض “ كوميديا الأيام السبعة” لفرقة ثقافة دمنهور تأليف علي الزيدي  وإخراج محمد حداد  ،وعرض “ وداعًا هاملت “ لفرقة ثقافة رشيد  تأليف محمد فاروق وإخراج  أحمد سمير.
مخرجو المهرجان : كل النصوص تصلح لكل الجماهير بوعي  من يقدمها

صوت المخرجين
التجريب و التجديد
قال رامي نادر: يعد مشروع التجارب النوعية  اتجاه  ومجالا مهمًا   للتجريب و التجديد بالمسرح المصري  ، بينما نجد بعض القيود نأمل  التخلص منها فى الدورات القادمة لمساعدة المبدع  فى خلق عالم مسرحي جديد و غير تقليدي ، وأوضح نادر أنا ضد السعي عن قصد نحو تقديم  العمل الفني  ليناسب جمهوره لأن العمل الجيد مناسب  أينما يقدم ، ومثالًا لذلك  إن قدم لجمهور أغانى المهرجانات عملًا فنيًا جيدًا لا يتعالى على ثقافتهم وهويتهم وبفكر يناسب الثقافة السائدة في ظل التطورالتكنولوجي واجتياح  التواصل الاجتماعي لعالمهم ،وليس من الكتب فحسب  سيلقى إعجابه ، وكثيرًا  يجد المتلقي متعته  بأعمال فنية ذات فكر ورسالة واضحة ؛ ومناسبة  العمل الفني للجمهور بالابتكار أو التجديد بجميع مفردات  العرض أمر نسبي تختلف عليه  الآراء باختلاف أذواقها ، وأكد نادر : لكل عمل فني  رسالته وفلسفته بينما أؤومن أن المتلقي هو من يدرك ذاك بنفسه ، وبعد أول مسرحية قدمتها حين سطرت كلمة المخرج بالدعايا  لم أقم بإعادة  فعل هذا أبدًا  فمنذ ذلك الوقت  اكتشفت أنه تقليد  غيرحسن لأن المخرج بهذا  يقوم  عن قصد بتوجيه الجمهور وبشكل إجباري  نحو ما يعنيه العرض  ،وإذا كان الأمر أن أسطر مايهدف له العرض  ورؤيتي فى عدة  أسطر كنت سأكتب هذا أو عن  القضية التي تشغلني ببضع كلمات بمواقع التواصل الاجتماعي مثال الفيس بوك كالكثيرين ،ولا أسعى لتقديم  عرض بزمنه  المسرحي الممتد والمخصص له بعد بروفات كثيرة قارب  العمل والجهد فيها نحو 5 شهور وأكثر ،وأضاف نادر : قمت باختيار النص  ليعبرُ عنا فنحن جيل مر بأحداث  كثيرة من  تغيرات  سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية  و تكنولوجية ،ولانملك أي رؤية واضحة نحو  التخطيط   لرحلة حياتنا القادمة لأن الحياة  تأتي كل يوم بالجديد  ،ومن ذلك كان التفكير فى تقديم  نص “ الماراثون “ الذي يقدم  على سفينة من خلال مسابقة رقص و الفائز من يصل للنهاية دون أن يسقط ،ويتبارى  بالسباق أنماط مختلفة من الشخصيات من للفوز بهذا الماراثون ،ويقدم العرض  حالة خاصة بوجود  الجمهور مع فريق العرض على خشبة المسرح .

مبادرة قوية
فيما قال المخرج محمد حداد : اخترت “ كوميديا الأيام السبعة “ ليعكس الحالة الاستعمارية التي نعيش فيها من  قوة الدول العظمى التي تتحكم في أوطاننا،والاستعمار الذي لم يعد بالجيش للأرض بل اقتصاديًا واجتماعيًا وتكنولوجيًا وفي كافة مناحي الحياة  ويرتكز العرض  على المزج بين الفرضية العبثية في إطار الكوميديا السوداء  ،والقراءة الواعية للمطبخ السياسي حيث تناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية من داخل فضاء مسرحي يبدو حميميًا ، وتابع  حداد : وأقدم  العرض  بمسرح الغرفة حيث تدور أحداث النص في غرفة معيشة لزوجين  يفد  إليهما  مبعوث بملابس الطاهي بصحبتة كلبه الخاص  لمناقشة  مشكلات الزوجين وحلها ، وأثناء ذلك يبحث عن كلبه فيجده مقتولا بسُم القوارض والحشرات ببيت الزوجين  ،ومن ثم يمارس سلطته نحو ما حدث فيقررأن  يعاقبهما بالاختيار بين السجن لمدة عام للزوجين أو تحديد إقامتهما  بسبعة أيام حداد بالمنزل  والامتناع عن الطعام ، وهذي  مجرد حيلة منه لاستيطان المنزل لأطول فترة ممكنة ليغير بنية العلاقات بين الشخصيات، واعتمد النص على طرح علاقة الجد والحفيد ،  وبالإعداد نقلت صراع الأجيال إلى الزوجين كصراع اجتماعي حياتي فتحولت رمزية المستقبل في الحفيد إلى رمزية الزوجة والمرأة للوطن ويخترق دخيل التواصل الحميمي  بينهما  هو المتمثل بالطباخ  المتلون والمتغير  الذي تزداد  قوته بالتدخل  في بنية هذا المنزل  منذ وفوده ،وهو يعيد تشكيل فضاء المنزل ، وإعادة ترتيبه لما يهوى ،واستغلال بعض قطع الديكور للتعبير والرمزية بأفكار العرض ،  لذا كانت  الصورة المسرحية تعبر عن العالم الكوميدي والعبثي الذي تطرحه الدراما بالعرض ،وأوضح حداد :يطرح العرض  تساؤلات نحو كيف للدخيل أن يفرض سطوته على بيت لا يملكه ؟ وكيف يسن  القوانين كجلاد  ؟ كيف يطهو  الطباخ خطته ليبث العداء والصراع بين الزوجين ليستمر في تحقيق هدفه ، و يتسم العرض بملائمته للثقافة الجماهيرية فهو يقدم التوعية والتنبيه للشعوب بالأوطان العربية ،ويطرح تراجع الأنظمة عن الاتحاد الذي كان يدفعنا نحو قوة عظمى بالعالم ،وأؤمن أن هذا هو دور الثقافة الجماهيرية للتنوية والتنبية فهي ناقوس لكل ما هو قادم لنا والمهرجان الإقليمي كتجربة أولى فهي جيدة ومميزة ومبادرة قوية وكنا نأمل التنسيق والتنظيم على نحو أفضل  .

حياة المهمشين
قال المخرج يوسف النقيب : يدورعرض “ سهرة ضاحكة لقتل السندباد الحمال “حول حياة المهمشين الموهوبين واصطدام أحلامهم بصخرة الغرور والأنانية والمصالح وتطرح الأحداث العرض حكاية الحمال الفقير الذي يقع في حب بنت السندباد حاكم القرية، ويقررا الهروب، ولكن السندباد يدرك أن هناك أمرًا غريبًا ويحاول الحوار مع ابنته، ويحاول إحضار الطبيب لها، ولكنها ترفض ويقرر قتل الحمال ووضعه في صندوق ويأتى بحمال آخر ليحمل جثتة ويتهمه بقتل الحمال الفقير الأول “الصعلوك” ويقف العرض لاستكشاف القاتل ، وأوضح  النقيب يعتمد النص على التراث الشعبي واستلهامه من حكايات ألف ليلة وليلة و ينتقد الواقع المعاش ويصبغ عليه صبغة معاصرة ، معتمدًا علي فكرة المسرح داخل  المسرح محتفظًا بسمات البناء الدرامي الذي تتسم به الكوميديا الشعبية من البساطة والوضوح دون تعقيد حتى تصل المقولة والمعنى والهدف للآخر ، وتحقيق مبدأ الاحتفال والمشاركة ،وقد نال العرض إعجابا كبيرًا من الجمهور.

فلسفة واعية
وقال المخرج محمد قاعود: إن  تنظيم العديد من المهرجانات للمسرح بالثقافة الجماهيرية  في العام الواحد  رؤية جديدة وفلسفة واعية لأهمية المسرح ،ونأمل أن يعودالاهتمام بالمسرح كالسابق من عهده  و تساعد إدارة المسرح في هذه المرحلة لتحقيق  ذلك ، ونتمنى أن نسترجع قيمته الكبيرة  ،ونحافظ علي أهمية وقوة أبو الفنون بين غيره من الفنون الأخرى ،ونواجه بما نقدمه بعض التيارات الأخرى التي لاترنو لقيمة المسرح نفسه بعروضها وأوضح قاعود : لست مع الرأي الذي يسعى لتقديم نصوص بعينها لتلائم الجمهور بينما يجب أن تخضع كل النصوص والأفكار للتجربة ، ولاأويد القول بأن يجب أن نختار من النصوص ما يناسب  كل جمهور، وقدمت “ المستقبل في البيض “ لإعجابي بالاتجاه العبثي  وأهميته في الأدب والفن  ،وخصوصًا كل مؤلفات  يوجين يونسكو ومايقدمه بالدراما ، والنص من  النصوص غير المعتاد تقديمها للجمهور ومن بينه  جمهور المحلة  ،وقدمته بطرح ورؤية جديدة .

اتجاهات مغايرة
قال المخرج أحمد سمير: إن اتجاه إدارة المسرح بإنتاج عروض  التجارب النوعية  فلسفة ذات رؤية مهمة  ومختلفة و توجه فني يدفع المسرحيين  بالاتجاه نحو الابتكار في التنوع  لتناول النصوص  باتجاهات مغايرة في  تقديم مسرحهم   وبأنماط متعددة  ، وأوضح  سمير : كان المهرجان الإقليمي  عبئًا ثقيلًا  لغالبية الفرق المشاركة   وخصوصًا لعروض دمنهور للفرق التي  تسافر  يوم تقديم عرضها  مما يسبب  تاثيرًا سلبيًا  لها و ، مع  التجهيز  لتقديم  العرض  ،ونتاج الجهد ومعاناة  السفر  للانتقال  من الموقع الثقافي  للفرقة إلى المهرجان ، وخصوصًا أن بعض هذه الفرق  تبعد  بمسافات طويلة  عن  موقع المهرجان  ،وتحضر  لتقدم عرضًا واحدًا فقط  وتمضي ، وأكد سمير: لم يقدم المهرجان أي جديد عن ذهاب لجان التقييم  لموقع الإنتاج لكل عرض   بالأعوام السابقة  فتشابه  الحدثان ، غير أن المهرجان سبب إجهادًا للفرق بيوم عرض التقييم ، وبإقليم غرب ووسط الدلتا   قدمت نصف العروض بالإسكندرية ، والنصف الآخر  بمسرح دمنهور ، وكنا نأمل أن  تتواجد كل العروض  بمسرح واحدٍ  لتقديمها  بتجهيزات واحدة ، وتلتقي الفرق ببعضها البعض لتناقل  الخبرات ، وأضاف سمير  يقدم عرض “ وداعًا هاملت “ ملامح حياة  الكومبارس المهمشين  لأحد الفرق المسرحية التي  تستعد لتقديم عرضها المسرحي  “هاملت “ ،وبعد نشوب خلافٍ كبير بين نجم الفريق والمخرج ، يصبح حلم كل كومبارس بالفرقة أن يؤدي دور”هاملت “ وبتصاعد الأحداث  يولد الصراع ويتزايد بينهم من أجل الفوزبدور البطولة ، ومن ثم يتفقوا أن أكثرهم مهارة في الأداء وأفضلهم هو من سيقدم الدور بالعرض للجمهور،وبمفارقة جديدة بأحداث  العرض  يعود  نجم الفرقة مرة أخرى  بعد مصالحة  مع المخرج ، ويعود كل كومبارس إلى مكانه الذي لايتغير ، واختتم  سمير لقد اخترت نصًا ملائمًا للفريق ،والجمهور بالموقع الثقافي المقدم فيه  وكانت رؤية النص  وفكرته الرئيسية  من أقرب الأفكار التي انشغلت بها  ، وأرقتني  حينذاك ، فكان  عرضنا ملائمًا للجمهور ، وأحدث تفاعلًا كبيرًا مع جمهوره  برشيد.
 


همت مصطفى