«جنة هنا» صراع حول سرير الذكريات

«جنة هنا»    صراع حول سرير الذكريات

العدد 651 صدر بتاريخ 17فبراير2020

يجري الآن المخرج محمد صابر بروفات عرضه المسرحي “ السرير “ بقاعة مسرح الغد، وهو الإسم الاول للنص والذي تحول الي “ جنة هنا “ من انتاج فرقه مسرح الغد، بطولة ريم أحمد ، ساميه عاطف، أحمد شريف، تأليف صفاء البيلي، أشعار مسعود شومان، الحان أحمد الناصر، تعبير حركي ريم أحمد، ديكور مي زهدى، إضاءة عز حلمي، اخراج محمد صابر.
   وفي هذا الإطار كان لنا زيارة الي مسرح الغد الذي يديره الفنان سامح مجاهد لتغطية حصرية لبروفه العرض المسرحي  “ جنة هنا”
في البداية قال المخرج محمد صابر أنه سعيد بالعمل على خشبة مسرح الغد كما أعرب أيضا بسعادته بالتعامل مع الكاتبة صفاء البيلي مؤلفة النص قائلا إن هذا التعاون بدأ منذ عامين وبدأنا البروفات الفعلية من أشهر بعد أن قدمنا النص إلى المخرج سامح مجاهد مدير المسرح الذي رحب بالفكرة جيدا والذي دائما يسعي لتقديم عروضا متميزة في مسرح الغد .
أضاف صابر أن  فكرة العرض تدور صراع دائم بين أم وابنتها بسبب سرير قديم ضمن أثاث المنزل، هذا السرير يمثل للأم الذكريات السعيدة والأصالة التي نشأت عليها بينما يمثل للبنت أشياء كثيرة سلبية حدثت لها طيلة حياتها، فعندما تراه دائما تتذكر هذه الآلام التي لحقت بها علي هذا السرير، ومن هنا نشأ الصراع بينهما حيث تريد الأم الاحتفاظ به لأنه من تبقي من ذكرياتها، بعد غياب زوجها التي لاتعلم أين ذهب والبنت التي تريد التخلص منه بأي ثمن .
مشيرا أنه كرؤية درامية تطرق لبعض الطقوس اليومية التي تمر بحياتنا مثل ختان الإناث والمتاعب التي مرت بها الأم حتي تنجب ابنتها مما جعل الأم تلجأ لزيارة أولياء الله الصالحين مشيرا أنه يستخدم في العرض تقنية  “ المابينج”   وهو بديل لتقنيه الفيديو بروجكتور واستخدامات أخري كخامة الماش وغيرها من الخامات البسيطة .
بينما قالت الكاتبه صفاء البيلي مؤلفة النص انها بدأت كتابة هذا النص منذ عدة سنوات قد تقارب الثمان سنوات،  ونشر في جريدة مسرحنا بنفس العنوان “ السرير” .. ، وهو يناقش العديد من القضايا التي لا تهم المرأة فقط بل القضايا المجتمعية، فوضعية الأسرة العربية والمصرية بخاصة تكون لها خصوصيتها حينما يغيب العائل/ الأب وتقوم الأم مقامه وتتصدر لكل الأدوار..
النص يفجر الكثير من القضايا ويتحدث عن المسكوت عنه،  وهو كثير ليس بسبب أنه صادم أو صعب أو غير محتمل ولكن لأن المجتمع يلوكه سرا ويندهش به ويعجب به أيما إعجاب ومع ذلك يتبرأ منه في الظاهر ويرفضه في الواقع، مجتمع يدعي البراءة والمحبة والقوة والتماسك، بينما هو في كثير من الأحيان يحمل كما لا بأس به من الكراهية والضعف والهشاشة، مع ان الهشاشة الأنسانية في لحظات ما تكون هى الأقوى والأبقى والأكثر دلالة على النصاعة والبياض.
 مضيفة أن النص يطرح بعض الأسئلة مثل  المجتمع ذاكرته بيضاء أم  بلاك؟ المجتمع قاس ام رءوف؟، المجتمع قلب أم..  أم عنف أبناء نتج عن عنف آخر .. عنف نفسي غير مرئي؟
نحن دائما لا نؤمن إلا بما نراه ونلمسه ونشمه.. ما يلمس حواسنا ولكن هناك آلام وأفراح أخرى .. ربما تسبب فيها بقصد أو بغير كائنات ذلك السرير بالنسبة لزمن كتابة النص.. فهذا النص كما يقال كتب على نار هادئة وهو من أقرب نصوصي إلى قلبي لأسباب منها أنه اول نص أكتبه بالعامية.. وفيه خرجت على كتاباتي للمسرح الشعري وعلى الرغم من ذلك لم أستطع الخروج عن شاعرية اللغة
أشارت البيلي إلى أنها  تحاول الغوص في دواخل المرأة وعلاقاتها بالمجتمع وشخوصه .. ومناقشة الكثير من قضاياها المسكوت عنها .. وهو ما يلمسه ويحسه ويراه المشاهد دونما الخوض فيه هنا، مؤكدة أنها تعاملت في هذا النص بجرأة مع قضايا الواقع لكنها ليست جراة خادشة كما قد يعتقد البعض من جراء جرأة العنوان، فالسرير محور الحياة فهو ملاذ المسرات والأفراح واللذات والأحزان والآلام.. هو شاهد صرخات الميلاد والموت.. عليه تبعث الحيوات وتغادر الأرواح
 أكدت أيضا أن اختيار  مسرح الغد لكي يكون بيتا للعرض هو المخرج محمد صابر الذي ظل متمسكا بالنص لوقت طويل، وأيضا اختيار الممثلين في العموم ليس من مهام المؤلف، ومع هذا فقد كانت هناك مناقشات حول من يصلح لهذه الأدوار  .. وكانت هناك عدة اختيارات .. لصعوبة الموضوع وتعقيده ولكن الترشيحات كانت في معظمها لفنانين قديرين ومحترمين، .. وبعد مشاورات بيني وبين المخرج والفنان سامح مجاهد تم الاستقرار على أبطال العمل الحاليين .. الذين هم مرآتنا على خشبة المسرح
اختتمت البيلي قائلة أتمنى أن يكون العرض معبرا عن المتلقي ويكون حافزا للتغيير لحياة أفضل.
 وفي السياق قالت الفنانة ريم احمد بطلة العرض انها تقوم بدور “ جنة “ البنت التي تسعي دائماً للتخلص من السرير التي تراه هو مصدر لكل الآلام  والذكريات الخزينه التي مرت بها طيلة حياتها منذ الطفوله حتي الآن
أضافت أن جنه هنا تمثل البنت بصفة عامة ومخاوفها المستمرة  من العنوسه، أو الطلاق، أو الختان، أو عدم وجود الأب الذي يشعرها دائما بعدم الأمان، مشيرة إلى أنها سيئة الحظ دائما في وجود الرجل في حياتها ويتمثل ذلك في الأب الغائب أو الزوج الذي انتهي بهما المطاف إلى الطلاق .
بينما أعربت الفنانة سامية عاطف عن سعادتها بمشاركتها في هذا العرض ووجودها مع الفنانة ريم أحمد التي عملت معها أكثر من عمل على خشبة المسرح بداية من لص بغداد، مرورا بعشق الهوانم، ختاما بهذا العمل “ جنة هنا”  
قالت  سامية إنها تجسد دور الأم “ هنا” التي تتمسك بالسرير محور العرض وأن السرير يعني لها كل الحياة فقد شهد علي زواجها والمشاعر الطيبة وولادة بنتها التي تعد قرة عينها.
وفي السياق قال الفنان أحمد شريف أنه يقوم بدور رجل “ الروبابيكيا” الذي يذهب إليهم ليشتري السرير بناء علي رغبه البنت مشيرا إلى أن السرير هنا يجسد الأصالة والتراث وهو كرجل روبابيكيا يجسد الكيان الذي يريد شراء التراث والهوية بأقل سعر .
 

 


محمود عبد العزيز