بمناسبة تدشين المسرح الوطني السعودي التمثيل في المدينة المنورة لأول مرة عام 1910 (2)

بمناسبة تدشين المسرح الوطني السعودي التمثيل في المدينة المنورة لأول مرة عام 1910 (2)

العدد 650 صدر بتاريخ 10فبراير2020

أنهيت المقالة السابقة بقولي: وبناءً على النص الفرنسي، يتضح لنا أن الخبر صحيح؛ ولكن تاريخه هو الخطأ!! فالمجلة الفرنسية نقلت الموضوع من جريدة (المؤيد) عدد 19 مايو 1910، وليس 19 مارس كما كتب يعقوب لنداو!! فعدت إلى دار الكتب مرة أخرى، لأجد عدد 19 مايو غير موجود ضمن الدوريات الورقية؛ ولكنه موجود على (ميكروفيلم)!! وعانيت الأمرين حتى حصلت على صورة العدد، وبالتالي حصلت على الاكتشاف التاريخي، وهو خبر العرض المسرحي المنشور في الصفحة الأولى من الجريدة، والذي ستقرأه وتشاهد صورته عزيزي القارئ .. الأسبوع القادم!! وها نحن في الأسبوع القادم، وهذا هو النص كما وعدتك عزيزي القارئ:

المدينة المنورة
في 1 جمادى الأولى سنة 1328
لمراسلنا الفاضل
التمثيل في المدينة المنورة
لأول مرة
« أراد فرع جمعية الاتحاد والترقي عندنا إحياء ليلة خيرية في منتداه، وأن يخصص ريعها لمدرسة الاتحاد الصناعي، فاختاروا رواية تمثل حال الدولة على عهد الاستبداد وطرز الحكومة في ذلك الوقت، ثم كيف أعلن الدستور في السلطنة العثمانية. وقد قسموا الدخول إلى ثلاث درجات. الدرجة الأولى بجنيه. والدرجتين التاليتين بأقل. وقد أجاد الممثلون في إلقاء أدوارهم وإن كانوا لم يسبق لهم معاناة هذا الفن من قبل. وكان في مقدمة المجيدين حضرة طاهر بك رئيس جمعية الاتحاد والترقي والمدرسة الصناعية، الذي سحر الحضور بأمر لم يسبق لأكثرهم مشاهدته من قبل. وكان الناس والأعيان كثيري العدد، يتقدمهم سعادة المحافظ الذي كان السبب لهذا العمل. وبعد ثلاث ساعات أرفض الجمع مسرورين شاكرين. وقد كان للمدرسة من هذه الرواية ستون جنيهاً، جزى الله أهل الخير خير الجزاء».
ولأهمية هذا المقال - أو هذا الاكتشاف التاريخي – يجب التوقف عند عباراته بشيء من التحليل والتوضيح، من خلال عدة ملاحظات، وهي:
أولاً: أن العرض المسرحي تم بالفعل في المدينة المنورة يوم 10/5/1910 - أو قبله - والجهة التي قدمته هي فرع جمعية الاتحاد والترقي بالمدينة المنورة. مما يعني أن هذه الجمعية لها فروع أخرى في بقية المدن الخاضعة للحكم العثماني في الجزيرة العربية – وتحديداً في مدن المملكة العربية السعودية بحدودها الحالية – مما يفتح المجال للبحث عن عروض مسرحية أخرى تمّ عرضها في المدارس الخاضعة للجمعية في مدن أخرى غير المدينة المنورة. علماً بأن قادة جمعية الاتحاد والترقي – في ذلك الوقت – كانوا الحُكام الفعليين للدولة العثمانية، ولكافة البلاد الأخرى الخاضعة للحكم العثماني، بعد أن قاموا بإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على إعلان الدستور عام 1908 – موضوع العرض المسرحي - ثم أجبروه مرة أخرى على التنازل عن الحكم إلى أخيه السلطان محمد رشاد أو محمد الخامس عام 1909!
ثانياً: لم يكن العرض المسرحي عرضاً مدرسياً؛ بل كان عرضاً جماهيرياً بمقابل مادي من خلال ثلاث درجات بسعر مختلف لكل درجة! وأقول جماهيرياً؛ لأن الخبر أشار صراحة إلى ذلك في قول: (وكان الناس والأعيان كثيري العدد، يتقدمهم سعادة المحافظ)!
ثالثاً: الممثلون في هذا العرض لم يكونوا من طلاب المدرسة الصناعية، وإلا كانت الجريدة ذكرت ذلك وأشادت بالطلاب، مما ينفي عن العرض صفة المسرح المدرسي، ويؤكد جماهيريته! والاحتمال الأرجح أن الممثلين، كانوا من شباب المدينة المنورة، أو من أعضاء جمعية الاتحاد والترقي في المدينة المنورة، وهم من الهواة، وكان هذا العرض هو الأول لهم .. بدليل قول المراسل عنهم: (وقد أجاد الممثلون في إلقاء أدوارهم وإن كانوا لم يسبق لهم معاناة هذا الفن من قبل)!
رابعاً: على الرغم من أن جريدة (المؤيد) من أشهر الصحف في هذا الوقت، والموضوع منشور في الصفحة الأولى، وعنوانه مثير جداً - (التمثيل في المدينة المنورة لأول مرة) – إلا أن أحداً لم ينتبه إليه وإلى أهميته المسرحية والتاريخية إلا (مجلة العالم الإسلامي Revue du Monde Musulman) الفرنسية! والسبب في ذلك راجع إلى أن العرض تمّ في المدينة المنورة، والنشر تم في مصر، أثناء انشغال جميع المصريين – وبالتالي جميع الصحف - بقضية اغتيال رئيس الوزراء (بطرس باشا غالي) على يد الطالب (إبراهيم ناصف الورداني) في فبراير 1910. وعندما تم العرض المسرحي في المدينة النورة، كان الجميع في مصر – مكان نشر الخبر - يتابع في الصحف تحقيقات القضية لمعرفة أسباب الجريمة! لذلك لم ينتبه أحد لهذا الخبر في حينه، ولا فيما بعد؛ لأن عام 1910 ارتبط في التاريخ المصري بحادثة الاغتيال هذه؛ بوصفها أول حادثة أشعلت الفتنة الطائفية في مصر بين المسلمين والأقباط!
خامساً: مراسل جريدة (المؤيد) في المدينة المنورة، الذي شاهد العرض وكتب عنه، هو (محمود علي شويل)، المعروف بالشيخ محمود شويل المدني (1885 - 1953م)، الذي قال عنه الزركلي في كتابه (الأعلام): «مدرس بالحرمين. مصري الأصل. مولده ووفاته في المدينة المنورة. قام برحلات طويلة إلى إسبانيا وتركيا وبخارى. وأذن له بالتدريس في المدينة (سنة 1327) فاستمر إلى آخر حياته. وولي نيابة القضاء. وكان من أهل الدعوة للإصلاح، معواناً لذوي العوز. له رسائل مطبوعة، منها (القول السديد في قمع الضال العنيد) و(منزلة الحديث في الدين)».
مسرحية فتاة الدستور
لم يبق أمامنا حتى يكتمل هذا الاكتشاف التاريخي سوى معرفة اسم المسرحية التي تم عرضها؛ بناءً على قول الجريدة: « فاختاروا رواية تُمثل حال الدولة على عهد الاستبداد وطرز الحكومة في ذلك الوقت، ثم كيف أعلن الدستور في السلطنة العثمانية». وأول كلمة في هذه العبارة - (فاختاروا) - هي المفتاح!! لأنها تعني أن جمعية الاتحاد والترقي اختارت نصاً مسرحياً، كان جاهزاً من قبل، ولم يُكتب خصيصاً لعرض المدينة المنورة! ولو أضفنا إلى ذلك أن النص كان باللغة العربية - وليس بالتركية – بدليل حضور أهل المدينة المنورة – كما جاء في الخبر (وكان الناس والأعيان كثيري العدد) – كما أن الخبر حدد فترة العرض بثلاث ساعات؛ أي أن النص كبير الحجم!! وبناء على ذلك فنحن نبحث عن مسرحية مواصفاتها كالتالي:
1 - مكتوبة بين عامي 1908 و1910، أي بين عام إعلان الدستور العثماني، وبين عام عرض المسرحية في المدينة المنورة.
2 – أن تكون باللغة العربية، وكبيرة الحجم؛ لأن عرضها يستغرق ثلاث ساعات.
3 – أنها (مطبوعة/منشورة)؛ لذلك كان من السهل اختيارها من قبل الجمعية.
4 – يبدأ موضوعها في عهد الاستبداد، وينتهي بكيفية إعلان الدستور في السلطنة العثمانية.
وبالبحث – في عروض مصر المسرحية، بوصفها الأنشط مسرحياً في تلك الفترة - وجدت ثلاث مسرحيات من المحتمل أن تكون إحداها المسرحية المطلوبة: الأولى بعنوان (الدستور)، وأخبرتنا بها جريدة (الأخبار) يوم 28/8/1908، قائلة: «عزمت جمعية مرجريتا على إحياء حفلة كبيرة مساء يوم الثلاثاء في قاعة أعياد الإسكندرية تحت رعاية لجنة من العثمانيين. وسيمثل أعضاؤها رواية (الدستور). وهي ذات فصلين أنشأها حضرة الفاضل جورج منسى، وضمنها مشاهد يتجلى فيها جهاد العثمانيين وطلب الحرية والمساواة».
وهذه المسرحية لا أظن أنها المسرحية التي عُرضت في المدينة المنورة؛ لأنها من فصلين – ولا أظن أن تمثيلها يستغرق ثلاث ساعات – كما أن موضوعها لا ينتهي بكيفية إعلان الدستور، كما نص خبر جريدة المؤيد على نهاية عرض المدينة المنورة! كما أنني لم أجد مسرحية عربية (مطبوعة/منشورة) بهذا الاسم، حتى يتم تداولها بين الناس، ويتم اختيارها في عرض المدينة المنورة.
المسرحية الثانية، كانت بعنوان (كيف ينال الدستور)، وأخبرتنا بها جريدة (المنبر) في 10/10/1908، قائلة: «نذكر القارئين بالليلة النادرة المثال التي سيحييها مجتمع التمثيل العصري الشهير مساء يوم الاثنين 10 الجاري في دار التمثيل العربي، تحت رعاية المحفل الأكبر الأورشليمي، فتمثل في تلك الليلة رواية (كيف ينال الدستور)». وهذه المسرحية لم أجدها (مطبوعة/منشورة)، ولم يذكر الخبر اسم مؤلفها أو فكرتها أو موضوعها، مما يعني استحالة شهرتها وانتشارها، وبالتالي صعوبة تداولها أو اختيار نصها لعرض المدينة المنورة.
المسرحية الثالثة والأخيرة، كانت (فتاة الدستور)، وأخبرتنا بها جريدة (المؤيد) في 17/12/1908، قائلة: « نذكر أصحاب الغيرة الصادقة وأنصار الجيش العثماني برواية (فتاة الدستور)، التي تمثل مساء 22 الجاري في تياترو عباس تحت رعاية عطوفة أحمد جلال الدين باشا». وبعد أسبوعين أعلنت جريدة (المقطم) في 6/1/1909 عن تمثيلها مرة أخرى، قائلة: «عزم حضرة الأديب نجيب كنعان مُكاتب [جريدة] البصير الأغر على تمثيل روايته (فتاة الدستور) مرة ثانية في تياترو الشيخ سلامة (دار التمثيل العربي) مساء 11 الجاري. ويذكر القارئ أن هذه الرواية مثلت أول مرة في تياترو عباس بحضور جمهور عظيم من أمراء وعظماء المصريين والعثمانيين». وبعد شهر، أعلنت جريدة (الأخبار) في 12/2/1909 عن تمثيلها للمرة الثالثة، قائلة: يمثل في دار التمثيل العربي في هذا المساء رواية (فتاة الدستور) لمؤلفها الكاتب الفاضل نجيب كنعان. وقد أحرزت هذه الرواية من الشهرة بسبب الحوادث الخطيرة التي يشير المؤلف إليها. ما يجعلنا في غنى عن ترغيب الناس في الإقبال على مشاهدة تمثيلها».
وهذه الأخبار المنشورة حول مسرحية (فتاة الدستور)، تدفعنا إلى الاعتقاد بأنها المسرحية التي عرضت في المدينة المنورة؛ لأنها أشهر مسرحية تتعلق بالدستور العثماني، وتم عرضها ثلاث مرات في ثلاثة أشهر ضمن الفترة المطلوبة (1908 – 1910)! ناهيك عن اسم مؤلفها، وهو (نجيب كنعان) أحد أشهر كُتاب المسرح في تلك الفترة؛ فهو مؤلف مسرحية (معاناة الغرام) عام 1894، ومعرب مسرحية (الطواف حول الأرض) عام 1905، ومترجم مسرحية (اليتيمتين) عام 1927.
أما ما يجعلنا نتأكد بأنها المسرحية التي تم عرضها في المدينة المنورة؛ إنها مطبوعة ومنشورة باللغة العربية الفصحى في مصر عام 1908، وتقع في خمسة فصول، مما يعني أن عرضها على المسرح يستغرق ثلاث ساعات! كما أنها المسرحية الوحيدة المنشورة عربياً عن الدستور العثماني؛ مما يعني تداول وانتشار نصها المنشور بين الناس! ذلك النص الموجود حتماً مع أعضاء جمعية الاتحاد والترقي في المدينة المنورة!!
أما أكبر دليل يؤكد أن مسرحية (فتاة الدستور)، هي المسرحية التي عُرضت في المدينة المنورة، أن موضوعها يتطابق تماماً مع الفكرة التي نقلتها لنا جريدة (المؤيد) عن عرض المدينة المنورة، عندما قالت: إن الرواية (تمثل حال الدولة على عهد الاستبداد وطرز الحكومة في ذلك الوقت، ثم كيف أعلن الدستور في السلطنة العثمانية)! وهذا بالضبط ما تحكي عنه مسرحية (فتاة الدستور). وإليك عزيزي القارئ ملخصها كما هو منشور - تحت عنوان (رواية فتاة الدستور ذات خمسة فصول) - في الصفحة الأولى من نسخة المسرحية المطبوعة في مصر في أول أكتوبر 1908:
«يتضمن الفصل الأول منها سجن مدحت باشا منشئ الدستور في قلعة الطائف وخنقه فيها. والثاني كيفية وصول نعيه إلى عائلته مع وصيته وحزن عائلته عليه. والثالث اجتماع الأحرار في باريز برئاسة البرنس صباح الدين بك وتقريرهم إعلان الدستور بواسطة الجيش في 24 يوليو. والرابع اتحاد نيازي بك وأنور بك في سالونيك وإدارة الحكومة باسم الدستور. والخامس وصول تلغرافي حلمي باشا حاكم مقدونيا ونيازي بك وأنور بك إلى المابين وانعقاد مجلس الوزراء وتقريره إعلان الدستور بعد جدال طويل وكيفية فرار عزت باشا العابد وحيرة تحسين باشا باشكاتب المابين وتجمهر الشعب حول سراي يلديز وهتافه المستمر ووصول سماحة شيخ الإسلام وإعلانه إرادة جلالة السلطان وحلفه يمين المحافظة على الدستور».
لماذا المدينة المنورة؟
لم يبق إلا طرح عدة أسئلة - حتى يكتمل هذا الاكتشاف المسرحي التاريخي - ومنها: لماذا قامت جمعية الاتحاد والترقي في المدينة المنورة بعرض مسرحية عن الدستور العثماني؟ ولماذا لم تعرضها في أية مدينة أخرى من مدن الجزيرة العربية، أو مدن المملكة العربية السعودية بحدودها الحالية؟ هل كانت المدينة المنورة ضد إعلان الدستور العثماني؟ هل كانت المدينة المنورة تفضل الوضع السياسي قبل إعلان الدستور؟ هل كان أهل المدينة المنورة لا يميلون إلى التحضر والمدنية، مما جعل جمعية الاتحاد والترقي تجبرهم على رؤية هذا التحضر في شكل مسرحية تعرض أمامهم ولأول مرة؟ هذه الأسئلة كلها .. وأكثر منها، وجدت الإجابة عليها في مقالة صغيرة منشورة تحت عنوان (المدينة المنورة) في الصفحة الأولى من جريدة (المؤيد) بتاريخ 28/5/1910، أي بعد تسعة أيام فقط من نشر موضوع تمثيل المسرحية؛ علماً بأن كاتبها – محمود علي شويل (مراسلنا الفاضل) - هو نفسه من كتب موضوع تمثيل المسرحية. ولأهمية هذه المقالة – فيما نحن بصدده – سأذكرها بنصها:
« المدينة المنورة في 27 ربيع الثاني لمراسلنا الفاضل. جاء في العدد 319 من جريدة (تصوير أفكار) التركية رسالة كلها طعن وسباب في أهل المدينة المنورة عامة. قال صاحبها (إن أهل المدينة أناس لا يرضخون لأوامر الدولة وهم متعصبون للاستبداد القديم). واستشهد على هذه الوصمة الشنعاء بما كان من رفض أهل المدينة المشروع الذي كان يريده محافظنا علي رضا باشا وهو تقسيم المدينة وتعيين مختارين وأيمة لها. ومما رمانا به مراسل تصوير أفكار أن المدنيين لا يحبون المدنية ولا الرقي الحديث وقد نسى هذا المسكين أنهم أول من استبشر بالدستور وأشد الناس احتفالاً به وسروراً. وكيف لا يكونون كذلك والدستور قد رفع عن عواتقهم أثقالاً جساماً طالما كانت تنهال عليهم كالكابوس في عهد عثمان فريد شيخ الحرم وأمثاله. ولما أيقنوا أن الدستور قاصم ظهر أمثال هؤلاء الجبارين كانت الزينة التي أقاموها للدستور لا تماثلها زينة أخرى. إن المدنيين ليسوا كما قال مراسل تصوير أفكار التركية همج أعداء للرقي. ولا يكون كذلك قوم اختارهم الله ليكونوا جيران حبيبه ورسوله الأعظم. وأول واجب يقوم به كل سلطان من سلاطين (آل عثمان) هو خدمة الحرمين الشريفين. وهو يعد انتسابه لخدمة بلدهم شرفاً له. وكذلك فعل سلطاننا الدستوري المحبوب السلطان محمد الخامس الذي لم يمس هذين البلدين بسوء بل زاد في احترامه لهما على العكس من هؤلاء الكتاب الذي نسمع لهم في كل يوم نغمة جديدة في سب جيران الله ورسوله. ولما قرأ أهل المدينة تلك الرسالة المنتشرة في جريدة تصوير أفكار بتوقيع (الرشاش) هاج هائجهم ووفد من أعيانهم وفد على رئيس البلدة وطلب إليه أن يحتج باسم أهل المدينة إلى مبعوثها في الأستانة على صاحب المقالة وعلى الجريدة نفسها. فصدع رئيس البلدية بالأمر. وحسب الكاتب المختبئ وراء توقيع الرشاش وبالاً أن يكون شاتم جيران حبيب الله والطاعن بسكان مدينة رسول الله. ولما كان المؤيد الأغر هو الجريدة الإسلامية الكبرى أثبتنا فيه هذه الكليمات لتكون شجاً في حلق الرشاش ومؤازريه».


سيد علي إسماعيل