المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(3)

المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(3)

العدد 649 صدر بتاريخ 3فبراير2020

أهداف المسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية
خلصنا في الجزء الثاني أن المصطلح المنطقي والأوقع لتوظيف فنون المسرح في المؤسسات التعليمية، يصدق عليه مصطلح “ المسرح التعليمي “ تبعا لتعليمية المسرح، والآن ما هى الأهداف التي يمكن أن يحققها المسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية ؟
من هنا وتبعاً للتطور التاريخي لدور المسرح في المؤسسات التعليمية في مصر، والذى بدأ مدرسياً وانتهى تربوياً، من خلال مصطلح التربية المسرحية، والذى أثبت اتساع رقعته، مما أفقده المصداقية، وانتهاء باعتبار إن كل النشاط المسرحي والدرامي الذى يقدم داخل المؤسسات التعليمية بتنوعها، هو مسرح تعليمي في أساسه، اعتماداً على القدرة التعليمية للمسرح من جهة، وتوظيفه في أكثر من شكل تعليمي، يمكن تحديد أهداف ممارسة المسرح   التعليمي،أو توظيف تعليمية المسرح داخل المؤسسات التعليمية إلى:
1 - تعليم حرفية المسرح وتقنياته وتنمية التذوق الفني والجمال من خلال نشاط التربية المسرحية.
2 - المساعدة فى تفسير وشرح بعض المقررات الدراسية أو أجزاء منها فيما يعرف بنشاط مسرحه المناهج.
3 - المساعدة فى تعديل السلوك وعلاج بعض الاضطرابات السلوكية والانفعالية فيما يعرف بنشاط (الإرشاد النفسي) أو استخدام السيكودراما والعلاج بالدراما.
ويتم تحقيق هذه الاهداف من خلال  الأنشطة المسرحية و الدرامية في المجالات التالية:
1 - التربيــة المسرحيـة:
 ويقصد بها مجال أنشطة المسرح العام  داخل المؤسسات التعليمية، والذى يهدف إلى تعليم وتدريب التلاميذ على تقنيات وحرفية فن المسرح. وإكسابهم ما يرتبط بالعروض المختارة من قيم تربوية واجتماعية ومعرفية.
2 -مسرحة المناهج : ويقصد بها مجال أنشطة المسرح التعليمي داخل المؤسسات التعليمية والذى يهتم بالإعداد الدرامي لجزء أو كل من مقرر ما. بقصد تقديمه في إطار من المتعة الفنية لتسهيل الفهم والشرح، وتوضيح الجانب المعرفي به.
3- تعديل السلوك : ويقصد به مجال توظيف بعض تقنيات الأداء المسرحي من أجل تعديل سلوك التلاميذ، وعلاج بعض الاضطرابات السلوكية والانفعالية لديهم بمساعدتهم على التكيف مع الواقع من خلال الخبرات والنماذج التي يتعرضون لها في الأعمال المسرحية التي يشاركون بها في أدائها، ويلعبون أدوارها أو في جلسات علاجية تستخدم تقنيات المسرح، كالسيكو دراما، أو العلاج بالدراما.
ومع اختلاف هذه المجالات إلا أن هناك عدد من الثوابت الفنية والتربوية التى تشكل أهم المفاهيم التي يعمل من خلالها المسرح التعليمي، فى مجالاته الثلاثة، فما هي هذه المفاهيم ؟
المفاهيم الأساسية للمسرح التعليمي
 مما لاشك فيه أن هناك عدد من المفاهيم التربوية والفنية التي تتحكم في تطور واستمرار ممارسة أنشطة الدراما والمسرح، داخل المؤسسات التعليمية، للاستفادة من قدرات المسرح التعليمية من جهة، وللمساعدة في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمة لهذه المؤسسات من جهة أخرى، وهى في رأيي أهم الأركان التي تعتمد عليها عملية توظيف المسرح داخل المؤسسات التعليمية بشكل عام. ومن هذه المفاهيم :
1 - التعلم من خلال الخبرة.
2 - المسرح وسيلة وليس هدف.
3 - ارتباط القضايا المطروحة باحتياجات التلاميذ.
4 - التلميذ كخبير.
1 - التعليم من خلال الخبرة Learning Through experience :
 يعتمد التواصل فى المسرح التعليمي على مفهوم التعلم بالخبرة، وهو جزء من المنظور الحديث لتطور أساليب التعليم، والذى ينظر فيه للعملية التعليمية بوصفها عملية ذات اتجاهين، وفيها يحمل التلميذ / المشاهد ما يراه فى العمل المسرحي دلالات ترتبط بمعرفته، بمعنى أن الطفل هنا يربط بين موضوعات التعلم ومعرفته وخبراته الذاتية، ومعظم ما يحدث فى برامج المسرح التعليمي، يتجه إلى ما يفكر فيه الطفل ويعرفه (أنا لا أعرف، ثم أنى أعرف هذا – ولكنى الآن عرفت وأعرف. وأعمل) منذ مشاهدة التلاميذ لعمل ما يحيله إلى ما يعرفه وبالتالى تزداد معرفته، التى تؤثر فيما يقوم به مستقبلاً لذلك تهتم هذه البرامج بعرض موضوعات تقع فى دائرة اهتمام التلاميذ، خاصة الصغار منهم لتحقق أهدافها التربوية والتعليمية، ومن هذه الموضوعات الفضول الشديد تجاه الأغراب، بعض العلاقات الإنسانية، ومشاركة الممثلون للتلاميذ لموضوع ما، تساعد على تقديم التفاصيل التى تعمق من فهم هذا الموضوع. وهذا يساعد التلاميذ على الاستفادة من المعرفة الجديدة، فى حل مشكلاتهم، أو فى وضع قراراتهم، أو اختيار هذه القرارات.
 من جهة أخرى. تساعد مشاركة التلاميذ في هذه الخبرة، على تعميق الفهم لها والاستفادة بها، عملاً بالمقولة الصينية المعروفة التى تقول “أنا أسمع فأنسى، أرى فأتذكر، أفعل فأفهم” فالاستماع إلى القصص، والحديث عن الشخصيات، لا يساوى المشاركة فى تجسيد الفعل أو الشخصيات. وبهذا يتحول النشاط الدرامي / المسرحي من مجرد نشاط يثير المتعة، إلى نشاط يساعد فى العملية التعليمية، من خلال المشاركة الفعالة للتلاميذ وتفضل بعض فرق TIE الفصل بين التلاميذ هنا طبقاً للمراحل العمرية. ليكون التواصل أكثر فائدة، فعلى سبيل المثال فقد وجد أن التلاميذ ما بين 7-11 عاماً يميلون إلى إرجاء الشك، ويد خلوا مباشرة فى روح العمل المسرحي دون احباط، أو خوف، فهم واثقون، حريصون على أن يتعلموا، كما يميلوا لامتلاك مدخل إيجابى حول حل المشكلات.
2 - المسرح وسيلة وليس هدف Theatre a mean not an end :
 لا يسعى نشاط التربية المسرحية أن يصنع نجوم مسرح، بل ينظر إلى المسرح هنا باعتباره وسيلة وليس هدفاً فى ذاته، وبالتالي ينصب الاهتمام على موضوع العرض المسرحي.
3 - اختيار الموضوعات المرتبطة باهتمام الأطفال وهى فرصة للتعليم الجاد، لا تضيعها فرق المسرح التعليمى المحترفة، TIE. التى تميل لاختيار برامجها من الموضوعات ذات الدلالة والأهمية لها وللتلاميذ.
ويتمثل هذا فى التطرق مثلاً لمجالات، يجد المعلمون صعوبة فى التعرض لها مع التلاميذ داخل الفصل إما لعدم وجود الوقت الكاف للبحث، أو لعدم الوضوح الكاف، أو لنقص الثقة، كالتعرض لقضايا معقده أخلاقياً، اجتماعياً وسياسياً، يتم اختيارها تبعاً للمرحلة العمرية نتاج ورش العمل التي تجمع بين الفرقة والتلاميذ والتي قد تستغرق أسابيع للتعرف على هذه القضايا قد يعارض البعض هذا النشاط بدعوى أن الأطفال لا يمتلكون الاهتمام بمثل هذه الموضوعات، والتي قد تسبب لهم المزيد من القلق وعدم الفهم لكن فرق TIE وجدت أساليب حديثة، لنقض هذا الادعاء، بتقديم برامج يتم فيها – تشجيع التلاميذ للتماس مع قضايا ناضجة، من خلال الإمتاع الدرامي والمسرحي.
 ويرى جان بياجيه مثلاً إن الأطفال من 7-11 يهتموا بشكل خاص بالمشاكل الأخلاقية، ويميلوا للتعرف على القواعد والأعراف، والتفرقة بين الصواب والخطأ. بينما يميل التلاميذ فى المدارس الثانوية للتعليم السياسي، خاصة تلك القضايا التي تؤثر بشكل مباشر في حياتهم.
 لذلك فإن فرق المسرح التعليمي بوصفها تجمع ما بين الفن والتعليم، تكون قادرة على التحرك نحو حل المعضلات السياسية والأخلاقية، ليس بالنقاش لكن من خلال التعاطف الجيد بين المشاهدين وبعض الشخصيات، فى لحظات محددة، وتماشياً مع احتياجاتهم.
4 - الطفل كخبير Children as expert :
 كما تساعد شخصيات العمل الدرامي والتي تختلف عن التلاميذ، فى أنها تشجع التلاميذ على النظر إلى عالمهم بشيء من الموضوعية.
 فالعرض المسرحي وشخصياته يحاول التعرض لبعض القضايا والمواقف الحياتية، التى قد لا يعرف بعض التلاميذ جوانبها أو كيفية التصرف فيها.
 ومن خلال العرض ومناقشة الأطفال، يتوصل الجميع لمعرفة ما يجب، وكأن الحل صادر عن الأطفال أنفسهم، مما يكسبهم الثقة أولاً والمعرفة الصحيحة كخبراء فى هذا الموقف ثانياً.
 هذه هي المفاهيم التي تشكل الثوابت في تحقيق المسرح التعليمي لأهدافه عامة، وأهداف كل مجال من مجالات توظيفه في المؤسسات التعليمية خاصة.
 أولا : أهداف التربية المسرحيـة
1 - أهداف جمالية وفنية :
 وتقصد بها تنمية قدرات التذوق الفني تجاه فنون المسرح من خلال خلق جيل من التلاميذ يعشق هذا الفن، ويمارسه داخل المؤسسات التعليمية، في أنشطة الفرق المسرحية التى تسعى إلى :
‌أ- التعريف بفنون المسرح، وتدريب التلاميذ على حرفيات وتقنيات فن المسرح بداية من الإلقاء وفنون الأداء، وباقى العناصر الفنية.
‌ب- تدريب التلاميذ على مشاهدة العروض المسرحية، وتذوقها، وتقيمها، بالقيام بزيارات للمسارح بأسعار مخفضة، وإقامة الندوات.
‌ج- انتداب خبراء ومتخصصين أكاديميين فى فنون المسرح لتدريب الفرق المسرحية. أو لعقد ندوات مع التلاميذ حول فنون المسرح.
‌د- إقامة المسابقات المسرحية بين فرق المسرح بمراحل التعليم المختلفة بقصد خلق المنافسة الشريفة بين التلاميذ، وتحفيزهم للتفوق فى هذا المجال من الأنشطة.
‌ه- اكتشاف القدرات والموهبة المسرحية، من بين التلاميذ ورعايتها وتنميتها فنياً.
‌و- التعريف بالتراث المسرحي العربي والعالمي نصوصاً ومؤلفين.
2 - أهـداف تربويـة :
 يعمل المسرح من خلال قدراته التعليمية على إكساب التلاميذ الكثير من أساليب السلوك والاتجاهات الإيجابية، نحو الذات والمجتمع والأمة تبعاً للتوجهات الثقافية العامة ومن خلال الاختيار الجيد للنص المناسب يمكن تحقيق هذا الهدف، وتحقيق عدد من الأهداف التربوية منها :
أ- التنمية الاجتماعية للتلاميذ :
 حيث أن العمل المسرحى عمل جماعى بطبيعته، يتطلب المشاركة الإيجابية من الجميع، كل حسب قدراته، فلابد وأن يتعاون الجميع، بدون تفكير فى الذات، أو الأنانية، لتحقيق هدف العمل الجماعى، وهو نجاح العرض المسرحى.
 هذا العمل الجماعى الذى يسوده مناخاً من الحب والتعاون، ينمى لدى التلاميذ، الإحساس بأهمية التعاون لإنجاح الجماعة، كما تنمى لديه الشعور بالانتماء إلى الجماعة التى يسعى ويساهم فى نجاحها.
ب- تنمية روح التنافس الشريف :
 ومن خلال المشاركة فى المسابقات الفنية بين التلاميذ، والموضوعية فى أحكامها، والعادلة فى قراراتها، يمكن للتلاميذ هنا أن تكتسب روح الدافعية السوية الموضوعية للإنجاز، وأن يمروا بخبرة النجاح، وتقييم الذات بشكل موضوعى، وجميعها اتجاهات إيجابية بناءه تتجه نحو مفهوم التنافس الشريف، الذى يحقق التقدم والتطور، لكل من التلاميذ والأنشطة. بعيداً عن التعصب الأحمق. حيث يشعر الجميع أنهم يعملون حتى مع تنافسهم على تحقيق هدف واحد، وهو تحقيق نشاط ناجح مكتمل العناصر، يجب أن يسعى كل منهم لتحقيقه بالجهد والعمل ومزيد من التدريب.
جـ- تنمية الانتماء للوطن :
 ومن خلال ما يمكن أن تقدمه العروض المسرحية من خبرات ونماذج وطنية مشرفة، تدور حول أحداث عظام وشخصيات نبيلة ساهمت فى رفعة شأن الوطن والتقدم به، كل هذا يساعد على تنمية الانتماء والتقدير للوطن ورجاله.
د- التمثل بالقدوة الحسنة :
 أيضاً من خلال النماذج الإيجابية من العلماء والأبطال سواء على المستوى المحلى أو العالمى، يتعرف التلاميذ على رجال صنعوا تاريخ أممهم، وتاريخ العلم، وساعدوا على النهوض بالإنسان وتقدم الإنسانية، مما يدفع إلى التوحد بهم وتمثلهم فى حياتهم، والسعى الدوؤب للتشبه بهم، والقيام بإنجازات تضاف لإنجازاتهم وتعمل على خلق مزيد من الرفاهية للإنسانية.
هـ- تنمية الثقة بالنفس لدى التلاميذ :
 من أهم الجوانب التربوية للتلاميذ، إكسابهم الثقة بالنفس، والتى تساعد على تكوين صورة إيجابية للذات، صورة متوازنة تساعد على النمو السوى لصاحبها، فالعرض المسرحى يتطلب بالضرورة مواجهة بين المؤدى والمتلقى، الأمر الذى يتطلب أن يكون المتلقى مستعداً وقادراً على هذه المواجهة، ويتحقق هذا الأمر من خلال التدريبات التى تزيد من ثقة التلاميذ بأنفسهم وقدراتهم، وتدعمهم وتحفزهم، بجانب ما يحصلون عليه من دعم المشرفين والمدربين، وخبرة النجاح التى يشعرون بها، أمام المتلقين.
 هذه أهم الأهداف التى يمكن أن تحققها التربية المسرحية أو مجال التربية المسرحية من المسرح التعليمى داخل المؤسسات التعليمية بشكل عام. وسوف نحاول هنا التعرف على واقع المسرح التعليمى فى كل من أمريكا وإنجلترا ومصر، بقصد التعرف على أهداف كل منهما، للاستفادة منها فى تقييم واقع المسرح التعليمى فى مصر على ضوء الخبرة الأجنبية، وطرح الاقتراحات التى يمكن أن تساهم فى حل مشاكل هذا الواقع.
كيف تتحقق أهداف التربية المسرحية
 من خلال تعرفنا على التجارب الغربية والمصرية فى مجال التربية المسرحية، والتى وظفت المسرح بقصد تعليم التلاميذ تقنياته، وطرح عدد من القضايا الاجتماعية والسياسية والعامة، التى تهم التلاميذ وتشمل محتوى الخطاب الدرامى التعليمى.
فهل تستطيع الآن أن تستخلص المعايير العامة، التى تساعد على تحقيق أهداف التربية المسرحية عامة ؟
 لتحقيق أهداف التربية المسرحية السابق الإشارة إليها، لابد وأن يكون هناك معياراً يتم على أساسه اختيار النصوص المسرحية أولاً، ومعياراً لما يمكن أن يكون عليه العرض المسرحى داخل المؤسسات التعليمية، ومنهجاً علمياً يتبع لتحقيق هذه الأهداف، وسنحاول استخلاص المعايير المرتبطة بـ :
• اختيار النص المسرحى التعليمى.
• اختيار إطار العرض المسرحى.
• المفاهيم العلمية والفنية للتربية المسرحية.
معايير اختيار النص المسرحى :
 قبل التعرض لتحديد تلك الموضوعات التى يمكن أن تتضمنها النصوص التعليمية فى عروض التربية المسرحية، سنحاول تحديد بعض الشروط الواجب توافرها فى النص المسرحى المناسب لتقديمه داخل المؤسسات التعليمية فى إطار خطة المؤسسة أو الهيئات التابعة لها لتوظيف التربية المسرحية من أجل تحقيق أهدافها وهذه المعايير أو الخصائص نوجزها فى :
1 - ضرورة ارتباط النص المسرحى بقيمة فكرية إيجابية بالنسبة للمجتمع.
2 - أن ترتبط بما تقدمه من قيم وأعراف بالثقافة العامة للمجتمع.
3 - أن تكون مناسبة للمرحلة التعليمية التى تقدم من خلالها من حيث :
أ‌- المستوى اللغوى المناسب لتلاميذ المرحلة.
ب‌- مستوى الخبرة الحياتية التى تقدمها، أن يكون على مستوى إدراك هذه المرحلة.
ت‌- أن تكون مناسبة للإمكانات المادية والبشرية التى ستقوم بإنتاجها.
أما الموضوعات التى يمكن تقديمها فى المدارس عامة فى نشاط التربية المسرحية فتتنوع ما بين :
1 - المسرحيات الأخلاقية والاجتماعية :
 وهى تلك المسرحيات التى تتناول موضوعات وقضايا اجتماعية تهم التلاميذ فى المرحلة الدراسية التى تقدم لهم، أو تشكل أنواع من الثقافة العامة للمجتمع وتساهم فى بناء النسيج الاجتماعى والأخلاقى للمجتمع وتدعم القيم الأخلاقية الموجودة فى المجتمع.
2 - المسرحيات التاريخية :
 ويفضل اختيار المسرحيات التى تدور موضوعاتها حول بعض المواقف المشرفة من تاريخ مصر أو الشخصيات التى أثرت فى تاريخ مصر
- المسرحيات الوطنية :
 وهى المسرحيات التى تدور موضوعاتها حول بعض القيم والمواقف ذات البعد الوطنى الذى يدعم قيم الانتماء والوحدة الوطنية والتضحية من أجل الوطن.
 وهذا النوع لا يشترط فيه بالضرورة أن يكون مرتبط بالتاريخ الواقعى للبلد ولكن يمكن أن يكون إبداعاً خيالياً للمشترك ولكنه يشير من قريب أو بعيد للوقائع التاريخية كنوع من الإقناع.
4 - مسرحيات من التراث المسرحى العالمى :
 وفى بعض الأحيان من أجل التعريف بالتراث المسرحى العالمى يمكن تقديم بعض المسرحيات العالمية داخل المؤسسات التعليمية ولكن عند تقديمها لابد من مراعاة الخصائص السابقة من حيث الارتباط بالأخلاقيات ...إلخ.
5 - مسرحيات من التراث العربى والمصرى والعالمى :
 وهى المسرحيات التى كتبها رواد فن المسرح فى مصر والعالم العربى والمشاهير فى مصر والغرب وتقدم فى خلال المسرح التعليمى بتقنياته المتنوعة ضمن نشاط التربية المسرحية.
وهنا يطرح تساؤلاً نفسه ؟ هل تقدم هذه المسرحيات كما هى أم يمكن أن يتم إعدادها لتبسيطها حسب المراحل العمرية والدراسية؟
 من الشائع فى جميع بلدان العالم أن هناك بعض النصوص المسرحية التى تقدم فى صياغات بسيطة لتلاميذ المراحل المختلفة. فعلى سبيل المثال نجد فى الأدب الإنجليزى الدرامى صياغات بسيطة لأعمال شكسبير ويتنوع القصد منها ومن تبسيطها حسب الهدف المرجو تحقيقه من هذه الصياغات فبعضها يعاد صياغته لغوياً، ليساعد على تعليم اللغة الإنجليزية الحديثة، وأيضاً يمكن أن تكون هذه الصياغات بقصد تقديمها فى المدارس حسب المرحلة العمرية أو الدراسية المختلفة.
 واسترشاداً بهذا فيمكن القول بأنه يحق لأخصائي المسرح في المؤسسات التعليمية أو للمهتمين بالمسرح فى المؤسسات التعليمية أن يعيدوا الصياغة لبعض الأعمال المسرحية فى صياغات بسيطة تتناسب مع القدرات اللغوية والمعرفية والآدائية بالنسبة لتلاميذ هذه المرحلة.
6 - المسرحيات الفكاهية “الكوميدية” :
 يمكن فى كثير من الأحيان تقديم المسرحيات الفكاهية باللغة العربية الفصحى أو العامية داخل المؤسسات التعليمية بقصد التعريف بتقنيات المسرح شرط أن يتوافر فيها نفس الخصائص السابق الإشارة لها.
معيار تحليل عناصر البناء الدرامى لنصوص التربية المسرحية فى ضوء أهدافها :
بناء على ما تم استخلاصه من آراء حول أهداف التربية المسرحية المعلنة، وبناء على فنيات الكتابة للمسرح، ومقارنة بالخبرة الإنجليزية فى مجال المسرح التعليمى تم وضع هذه المعايير للتعرف على مدى ما تسهم به عناصر البناء الدرامى – فى تحقيق أهداف المسرح التعليمى فى مصر.
أ- الفكرة:
1. مدى ارتباط الفكرة بأي من أهداف التربية المسرحية.
2. مدى ارتباط الفكرة بالقضايا العامة للمجتمع.
3. مدى ارتباط الفكرة بالمعايير التربوية لتلاميذ المرحلة الابتدائية.
4. مدى مناسبة الفكرة للمرحلة العمرية.
ب- الموضوع:
1. مدى ارتباط الموضوع بما يحمله من قيم بأهداف التربية المسرحية.
2. مدى ارتباط الموضوع بما يحمله من معتقدات وأفكار للشخصيات بالثقافة العامة للمجتمع.
3. مدى ارتباط الموضوع بالجوانب التربوية.
4. هل يرتبط الموضوع بأي من المقررات الدراسية.
5. هل يتناسب الموضوع مع المرحلة العمرية.
ج- الحبكة:
1. هل تصاغ الحبكة في تسلسل منطقي يسهل على الطفل متابعته.
2. هل تعتمد الحبكة على هدف رئيسي واحد أم بها حبكات فرعية.
3. هل يتناسب طول الحبكة مع قدرة التلاميذ على التركيز.
4. هل الحلول التي تصل إليها الحبكة في حدود المنطق العقلي.
5. هل الحلول التي تصل إليها الحبكة مناسبة لقدرات التلاميذ.
6. هل الحلول التي تصل إليها الحبكة تراعي القيم الثقافية والتربوية.
7. هل الحلول التي تصل إليها الحبكة تساعد على إثارة خيال الطفل.
د- الشخصيات:
1. هل تقدم الشخصيات نماذج تربوية إيجابية تساعد على تعديل سلوك الأطفال.
2. هل الشخصيات المضادة تنال عقابها في نهاية العمل.
3. هل الشخصيات الرئيسية تكافئ على ما بها من خير في نهاية العمل.
4. هل المكافأة، العقاب تتناسب مع أفعال الشخصية.
5. هل الشخصيات مناسبة لطبيعة الثقافة والقيم المصرية.
6. هل ترتبط الشخصيات بالواقع المحلي والتاريخي – أو الخيال العلمي أو الفانتازيا أو بواقع أجنبي.
 هـ- الصراع :
1. هل يخضع الصراع لمنطق مقبول عقلياً من أطفال هذه المرحلة.
2. هل يحسم الصراع في النهاية لصالح القيم الإيجابية أو الأخلاقية.
3. هل يحسم الصراع بأساليب تربوية.
4. هل ينفذ الصراع بشكل منطقي أو يعتمد على المصادفة غير المقنعة.
. كيف ننشط التربية المسرحية ؟تصور لما يمكن أن يكون عليه واقع المسرح التعليمي ؟
 مع أن معظم الدراسات التي تناولت قضايا وواقع المسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية، قد أكدت على تدهور مستوى ما يقدم من أنشطة تحت مظلة التربية المسرحية، إما بسبب ضعف أو الافتقاد للوعي بأهمية المسرح تربويا وتعليمياً، أو بسبب، المشاكل الإدارية والمالية، أو لعزوف التلاميذ عن المشاركة في أنشطة المسرح. مع كل هذا فإن الجميع لم يفقدوا الأمل بتاتاً في إمكانية احياء وتنشيط النشاط المسرحي داخل المؤسسات التعليمية. وجاءت الدراسات بعدد لا يحصى من الاقتراحات والتوصيات والتي يمكن أن نصنفها في خمس محاور:-
1. تنمية الوعي المسرحي.
2. اعادة النظر في برامج اعداد الكوادر.
3. منح اخصائي المسرح المزيد من الاختصاصات.
4. تحفيز الطلبة على المشاركة.
5. البحث عن مصادر جديدة للتمويل.
6 - هل اللغة مناسبة للموضوع والتلاميذ.
وهذا سيكون محور الجزء الرابع


كمال الدين حسين