نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض برنامجا تدريبيا من خلال الإدارة المركزية للتدريب وإعداد القادة الثقافيين فعاليات الورشة التدريبية “تنمية مهارات فني خشبة المسرح” وذلك لأقاليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد و شرق الدلتا و القناة وسيناء ووسط وجنوب الصعيد وقد درب في تلك الورش كل من مصمم الديكور م. محمد هاشم ومصمم الإضاءة شريف البرعي والمخرج والكاتب صلاح فرغلي والفنان إسلام عبد السلام، وعبر عدة محاضرات وتدريبات شارك بها 34 متدرب، ويهدف البرنامج إلى رفع كفاءتهم للعمل بالمسارح التي تم تجديدها وتزويدها بأحدث الأجهزة الحديثة .عقدت ورشة العاملين بأقاليم وسط وجنوب الصعيد والقناة وسيناء بقصر ثقافة جمال عبد الناصر في ابي مر، وورشة اقاليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وشرق الدلتا بمسرح قصر ثقافة بنها في الفترة من 1 إلى 6 يناير. ليتناول البرنامج أهم المشاكل التي تواجه المتدربين وأساليب مواجهتها مع شرح الاختلافات الجوهرية التي يجب مراعاتها عند تصميم ميكانزم المسرح حسب تصميم كل مسرح.عقدت أولي محاضرات بعنوان “تاريخ نشأة الميكانيزم وأنواعة” ألقاها المهندس محمد هاشم، تناول فيها أنواع الميكانيزمات الآلي منها والنصف آلي واليدوي، واستخداماته والإضاءة وتطويعها لإنجاح العروض المسرحية.أعقب ذلك محاضرة بعنوان “أليات استخدام الصوت وأساليب استخدام الميكسر في العروض المسرحية “ حيث قام مهندس محمد هاشم بتوضيح أن العروض المسرحية تشتمل على ثلاث منظومات في آن واحد هن المنظومة الصوتية التي تشمل النص المنطوق ومافيه من كلمات ومؤثرات سمعية وموسيقى تصويرية أو تعبيرية، المنظومة البصرية المرتبة وتشمل الممثل ومكياجه وأزياءه والاضاءة والمؤثرات الضوئية، المنظومة الحركية وتشمل الممثل المتحرك والمنظر المتحرك والإضاءة المتحركة التي تنتقل من منطقة الى أخرى من مناطق التمثيل من شخصية الى اخرى في الدراما القديمة والحديثة وتأخذ المنظومة الصوتية المسموعة مركز الصدارة حيث تكون كلمات النص المسرحي هي المرتكز الأساسي للعرض، وقديما كانت جماليات إلقاء كلمات النص هي المفضلة في العروض المسرحيةوحول مفهوم ووظائف وأنواع الصوت في المسرح تناول صلاح فرغلي و شريف البرعي آليات استخدام الصوت وأساليب استخدام الميكسر في العروض المسرحية من خلال تعريف المتدربين بجميع أنواع معدات أجهزة الصوت وتحديد الأجهزة المناسبة لطبيعة الصوت بالمسرح وشرح الأوضاع الصحيحة للسماعات واختيار أماكن مناسبة لها.وعن المكيانيزم قال مهندس محمد هاشم : يعد الميكانيزم المسرحى واحداً من أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح إذ أن ذلك العنصر يقوم بتشكيل الموجودات من أثاث و مناظر ذات عناصر تساعد على التشكيل البصرى للكتل الموجودة على خشبة المسرح، وتوزيع الكتل المقام عليها العرض المسرحى وتلك الرؤية لذلك التوزيع لا تكون فى المطلق ولكن يتحكم فيها الحتمية الدرامية لوجود كتل بعينها لذا نجد أن فن الديكور المسرحى فن قائم على أسس علمية ودراسات منهجية يمثل علم مستقل بذاته نابع من تعدد مجالات الفنون المشتركة فى إنتاج العرض المسرحى، كما يرتبط بشكل مباشر مع عنصر الإضاءة وذلك لأن العنصران السابق ذكرهما يكون على كاهلهما الجانب الأكبر من التشكيل البصرى للفراغ المسرحى إلى جانب باقي العناصر البصرية الأخرى حول ميكانيزمات المسرحية.وأوضح هاشم أهمية الميكانيزم في خلق ابداع فني يضفي ثراء للعروض المسرحية حيث أصبح بإمكان المتلقي أن يشاهد العرض في ظروف انسانية أفضل في ظل إمكانيات وتجهيزات حديثه على كل الاصعدة الصوت والصورة والمسافة والراحة، بما يتناسب مع روح العصر و هذا التطور لم ينبثق فجاءة في هذه المرحلة من تاريخ المسرح، فالتكنولوجيا المسرحية كانت قائمة منذ العصر الاغريقي، بإمكاناتها البسيطة وحلولها السهلة في تجسيد مشاهد المسرحية، وقد تطورت هذه التكنولوجيا على مر ّ العصور المسرحية.وتحدث مهندس شريف البرعي حول ضرورة تصميم بلان للإضاءة و التصميم لأنهما الرؤية المكونة للواقع ودمجه بالخيال لتعزيز قيمة العرض فنياً، بالإضافة إلى عنصر التعاون بين مصمم الديكور والأزياء والرقصات والمخرج ويمكن القول في حال كانت عناصر الضوء الأخرى قد طبقت بشكل صحيح تكون ردود الفعل للجمهور حقيقية، وإنّ هذه الحالة الدرامية تمّ ترجمتها للإحساس بالزمان والمكانوعن اليات استخدام الإضاءة المسرحية قال البرعي أن الإضاءة تساهم بشكل كبير في صنع الرؤية التشكيلية للعرض المسرحي لأنها عنصراً هاماً تثري العرض بوجودها الفاعل، ويؤثر على نجاح المشهد، ويضفى جاذبية خاصة على الصورةوقال مهندس شريف البرعي في محاضر حول “ألوان الطيف وتدرجاتها “ تشكل الألوان الأولية في جهاز البديل الضوئي الركيزه الأولية في طريقة عمله، واوضح اسلام عبد السلام أن مرور الضوء الأبيض عن طريق منشور زجاجي يعطينا أشعة ذات ألوان مختلفة تشكل ألوان الطيف الضوئي، وأنَّ هذه الألوان تظهر بشكل متداخل ومتدرج، ولكن وعلى الرغم من أنَّ اللون الأبيض وعن طريق تحليله يعطينا سبعة ألوان، إلاّ أنَّه يتكون عن طريق الألوان الأساسية الثلاثة الأحمر، والأخضر، والأزرق(RGB)،وفي الحفل الختامي هنأت رئيس الإدارة المركزية المشاركين بختام الورشة متمنية عليهم نقل ماتلقوه لمواقع عملهم وتطبيقة بشكل عملي حتى يؤتي التدريب ثماره، وحتى تستطيع قصور الثقافة أن تحدث التطور المطلوب سواء في ميادين معمار المسرح والسينوغرافيا “الفضاء والمناظر المسرحية”، والضوء والصوت والأزياء، بهدف خلق آفاق جديدة باكتشاف سبل وأدوات وإمكانيات جديدة في التجسيد الإبداعي والخلق الفني.