المسرح الأفريقي حول إشكالية التعريف والتصنيف والنقد يفتتح أولى فعاليات المحور الأفريقى

المسرح الأفريقي حول إشكالية التعريف والتصنيف والنقد يفتتح أولى فعاليات المحور الأفريقى

العدد 630 صدر بتاريخ 23سبتمبر2019

انطلقت أولى فعاليات المسرح الفكرى الأفريقى المقام على هامش الدورة الـ26 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر التجريبى تحت عنوان المسرح الأفريقى (حول إشكالية التعريف والتصنيف والنقد).
أدار الندوة الفنان على مهدى، الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI وسفير اليونسكو، وتحدث فيها كل من كينيه إيجوينو- نيجيريا رئيس هيئة المسرح الأفريقى AFTA ومؤسس جماعة العمل المعنية بالمسرح والأداء فى أفريقيا، والدكتورة إيمان عزالدين إسماعيل، عضو مؤسس لقسم الدراما والنقد المسرحي، كلية الآداب والمشرف العام السابق على دار الكتب المصرية، وحضر الندوة مجموعة من المسرحيين والمثقفين وعدد كبير من الفنانين الأفارقة، من بينهم الأوغندية جيسيكا كاهوا والفنان جاستين بيلى، والمخرج الأردنى على عليان، والناقد اليونانى سافاس باتسليدس، والمخرج العراقى جبار خماط.
استهلت الدكتورة أسماء يحيى الطاهر الافتتاحية بكلمة قالت فيها: إن أفريقيا من أكثر القارات التى تحوى زخم وتنوع، وهو ما يعد ثراء فنيا ضخما، وأضافت أن ما حدث فى القارة الأفريقية بدأ فى محاولة التخلص من التقسيم الاستعمارى الذى حدث منذ أعوام فى شمال القارة، وهناك محاولة لإذابة هذه الفواصل بين شمال القارة وجنوبها.
وأضافت: “يُقام المحور الفكرى لجمع من المتحدثين من مناطق متفرقة من القارة، ويناقش عدة محاور متنوعة ومهمة للغاية، وتطرح مداخل جديدة لرؤية المسرح الأفريقى الجديدة، وتغير تصوراتنا النمطية، فهى فرصة لإعادة التفكير فى القارة وثقافتها ومسرحها”، وتابعت: “أتمنى أن تكون هناك مبادئ لتشكيل نظريات نقديه خاصة للقارة الأفريقيه بعيدا عن المعايير الغربية”.
ووجه الفنان على مهدى فى كلمته الشكر للدكتور سامح مهران رئيس المهرجان، والمبدعين والعلماء وأهل التنوير من أهل الإعلام المرئى والمسموع.
وعبر فى كلمته عن احتفائه مع الحضور بافتتاح ندوة المسرح الأفريقى المعاصر فى الدورة الـ26 للمعاصر والتجريبى، الذى تحول إلى فضاء أممى يتيح أكبر فرصة للحوار بين الحضارات وثقافات الشعوب.
ويستكمل: “ظلت الهيئة الدولية للمسرح بفضل مبادرات خلاقة لصناعة الفرجة، وفيها سجلوا حضورا وإسهاما فى وسائل التأسيس كواحدة من أكبر منظمات المسرح فى العالم، وشكل هذا الاحتفال فرصة طيبة للاحتفاء بالمؤسسين، وما نحن فيه الآن بعد أن أضحت أكبر منظمة عالمية فى مجال الفنون”.
وأضاف: “القاهرة تستضيف واحدة من أهم صناع الفنون الأدائية، وتبحث عبر المحاور التى أعدت بدقة لتداخل فنون الأداء الأفريقية والشعبية والمعاصرة والتجريبية فى حوار بناء، مضيفا أن مصر تترأس هذه الدورة، وهو ما يتزامن مع ترأسها الاتحاد الأفريقى، ومن خلاله تبرز تطبيق السياسة على التعاونيات وتدفعها إلى المزيد من الإسهام فى البناء والتعمير بين المجتمعات الأفريقية المختلفة”.
واعتبر مهدى فى كلمته أن اليوم فرصة لنشر تعدد الثقافات والقيم الأفريقية، ناقلا دعوة المهندس محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح، ونيابة عن جموع صناع المسرح بأفريقيا، أن تتصل هذه الشراكات بين الهيئة القومية للعمل معا ترجمة هذ الأوراق العلمية لعدة لغات لتصل إلى العالم، مشيرا إلى تعاون مشترك بين الهيئة والمهرجان لصنع كتاب يعتبر وثيقة إقليمية وعالمية تعبر عن نشاط مبدعين الحزمة الأفريقية القديم والمتجدد لتصبح جسرا بينها وبين العالم؛ لمناهضة العنف ونشر السلامة.
المؤلف المسرحى النيجيرى كينيه إيجوينو قدم ورقة بحثية بعنوان “قضايا النوع والهُوية فى المسرح والأداء الأفريقى المعاصر”
بدأ حديثه حول قضية النوع والهوية قائلا: “الأفارقة يتفاعلون فى لحظاتهم الإبداعية أمام التأثيرات والأحداث من حولهم، والاستعمار من بين هذه التأثيرات، والمسرح ما بعد الاستعمار يبنى على المسرح الاستعماري، والأداء الأفريقى حاليا يعتبر نتيجة حتمية لغياب البحث حول ما يشكل المسرح الأفريقى”، خاصة أن ما يحدث فى العالم المعاصر لا يعترف فقط بالأشكال التقليدية للمسرح، لكن بالتأثيرات الاستعمارية قبل وبعد.
وألقت الدكتورة إيمان عزالدين إسماعيل كلمة بعنوان الاتجاهات النقدية المعاصرة فى المسرح الأفريقى جنوب الصحراء، قالت فيها: “لم أفهم الواقع الأفريقى بشكل حقيقى إلا بعد زيارة السنغال، وهناك اقتربت للتاريخ المخزى للاستعباد الناتج عن الاستعمار، فتحول ما كان موجودا على الورق الى حياة تعبر عن الواقع المرير، فلم تغير الزيارة من توجهاتى، لكنها عمقت فكرتى على استيعاب مشاكل الهوية”.
وقالت: “البحث يدور حول ثلاثة خطوط ما زلت أسعى إلى تضفيرها، موضحة أن الخط الأول النظرية النقدية الأفريقية: “تقوم على دراسات وشخصيات سابقة من أفريقيا، فيما يخص النقد الخاص بالمسرح الأفريقى ومدارسه لا بد أن ننظر الى نظرية العرق النقدية، فلسفته، تاريخه، سيكولوجيا، جغرافيا، ومناهضة العنصرية واتفقت مع كينيه فى النظريات الخاصة بالاستعمار وما بعده”، مضيفة أنها تركز فى بحثها على الاتجاه الخاص بالنسوية؛ لأن الناقدات النسويات السوداوات لهن باع فيما يخص هذه القضية، والخط الثانى الخاص بالأداء، واختلاف المسرح الأفريقى عن الغربى أو الأوروبى يدعو أن جنوب الصحراء فى أفريقيا لديهم العديد من تقاليدهم الخاصة ، أما الخط الثالث، فكرة المشاهد أو المتلقى باعتباره عنصرا من عناصر النقد، وبالتالى سنرى رد فعل هذا المتفرج عن الأعمال المقدمة.
خلال الندوة طرحت العديد من المداخلات، كان أبرزها سؤالا من التونسية سيرين قنون طرحت فيه تخوفها عن تقسيم أفريقيا عرب وأفارقة، مضيفة أن بالمسرح النيجيري عروض مجانية، وليس للأغنياء فقط .
وتساءل الفنان جاستين بيلى من جنوب السودان، “ ما من طريقة تمكن العروض الأفريقية؛ لأن تكون جزءا من الثقافة المعاصرة ؟ أم ستندثر الثقافة الأفريقية في ظل العولمة ؟”.
ووجهت الدكتورة هبة عبدالمجيد سؤالا للدكتورة إيمان عز الدين، وقالت: “اختيار اسم نظرية النقدية الأفريقية كمصطلح أو مسمى سيجعلنا فى حاجة إلى مسميات أخرى، فهناك النظرية النقدية الأوروبية وهكذا؟! مقترحة أن نقف فى أفريقيا وأن نجد نظرية تحمل خصائص محددة
وتساءلت هل المسرح التجريبى والمعاصر يأخذنا مجددا إلى المسرح البدائى الذى اعتمد على لغة الجسد والرموز والإيماءات والإيحاءات والموسيقى بغير المعنى الذي قصده أرسطو
وقال المخرج العراقى جبار خماط: “ أتفق مع رأى نيتشه فى مفهوم المسرح الأفريقى، وهو ما يخالف رأى كينيه”، مشيرا إلى إن وظيفة المسرح فى أفريقيا هى تقديم نقد اجتماعى فى مقابل الحفاظ على التقاليد”.
 

 


دينا دياب