أشرف سند: حصولي على جائزة المهرجان القومي للمسرح إضافة حقيقية لي

أشرف سند: حصولي على جائزة المهرجان القومي للمسرح إضافة حقيقية لي

العدد 629 صدر بتاريخ 16سبتمبر2019

فرحة كبيرة غمرت فريق عمل عرض «أيام صفراء» إذ حصد الكثير من الجوائز في الدورة الأخيرة للمهرجان القومي للمسرح المصري. وقد فاز العرض بجائزة أفضل عرض في مسابقة «الكبار» كما حصل المخرج أشرف سند على جائزة أفضل إخراج، وحصل على جائزة أفضل أداء دور أول رجال مناصفة الفنان رامي الطمباري، وحصل على جائزة أفضل أداء دور ثانٍ رجال مناصفة الفنان عابد عناني، كما فازت بجائزة أفضل أداء دور أول نساء مناصفة رباب طارق، بالإضافة إلى جائزة أفضل ديكور للفنان فادي فوكيه وأفضل تصميم إضاءة للفنان محمد عبد المحسن.
التقينا بالمخرج أشرف سند وهو مخرج له طابع مختلف يتميز بتقديم أعمال مهمة يطرح من خلالها رؤيته الخاصة ويحرص على التقاط الموضوعات التي لم يتم التطرق إليها ويجتهد كثيرا ليقدمها، على الرغم من الصعوبات التي واجهته في مسيرته الفنية والمسرحية، ولكن كان لديه إصرار لتقديم إبداعه الخاص.
 - جائزة أفضل إخراج وأفضل عرض في مسابقة العروض الكبيرة فماذا تمثل لك هذه الجائزة.. خاصة أنها المرة الأولى التي تحصل عليها؟
أود أن أشير إلى أنني رشحت ضمن المخرجين الصاعدين في دورة المهرجان القومي عام 2014 وذلك عن عرض «ماكبت» وجائزة القومي تمثل لي شرفا كبيرا فحصولي على جائزة من المهرجان القومي للمسرح تعد إضافة حقيقية وخصوصا أن المهرجان كشف عن الكثير من المخرجين والممثلين والكتاب ومهندسي الديكور المتميزين وغيرهم من عناصر العملية المسرحية.
 - ما الذي جذبك لنص «أيام صفراء» للكاتبة السويسرية دانيلا يانتش عن الحرب في يوغسلافيا؟
جذبني شيئان مهمان الأول أن الموضوع لم يتطرق إليه أحد في مصر، فكرة الحروب الطائفية وتأثيرها، وهي قضية حاضرة في كل الأماكن ونراها في كثير من الدول العربية، والشيء الثاني هو الجانب الإنساني المطروح داخل المسرحية.. عندما قرأت النص شعرت أنها تجربة شخصية وشعرت بتأثير هذا الموضوع على الإنسان وعلاقته بالآخر.
 - ما أبرز الصعوبات التي واجهتها عند تقديم النص؟
فكرة توصيل النص للجمهور المصري كانت فكرة به صعوبة شديدة لأن النص طريقة كتابته تضم بداية ووسط ونهاية، والكاتبة لم تقم بكتابة تاريخ للشخصيات، فنحن نتحدث عن حدث متطور يؤدي إلى أحداث متطورة وهو ما كان يؤدي إلى حالة غموض في الدراما ما يمثل صعوبة في الموضوع لفك شفراته.
وكنا نقوم بإضافة أشياء أبسط لسهولة التواصل مع الجمهور والحقيقية أن للدكتور عمر توفيق دورا كبيرا في هذا الأمر، خصوصا أن في النصوص المترجمة تكون هناك بعض المعاني غير الواضحة.
ما الرؤية التي كنت تريد أن تبرزها من خلال النص؟
لي أسلوبي الخاص الذي أعمل به فأنا أفضل وأميل لتقديم مسرح الصورة ودائما أرى أن الأشياء التي لا أستطيع التعبير عنها بكلمات أستطيع أن أعبر عنها بالصورة، وعندما عملت على النص قمت بتطويع الدراما طبقا للرؤية التي أردت أن أطرحها فالنص يخص مجتمعا بعينه في مكان ما، ولكن رؤيتي أن العمل يخص مجتمعات كثيرة ولغته عالمية تمكن أي مشاهد من أن يرى النص وتصبح له قراءته الخاصة، وهو أمر مهم عملت عليه حتى يصبح للنص قراءات متعددة.
 - العرض إنتاج مركز الهناجر للفنون الذي يتبنى عروض الفرق المستقلة والهواة بالإضافة إلى عروض كبار المخرجين.. فما تقييمك لنشاط المركز؟
بدأت مسيرتي الفنية من مركز الهناجر للفنون كمساعد مخرج ومخرج منفذ، في فترة تولي د. هدى وصفي إدارته وهي التي قدمتني للساحة المسرحية ولها فضل كبير في ذلك، والحقيقة أن المركز ليس مجرد مسرح ولكنه مركز فني له طابعه الخاص والمختلف فهو يعطي فرصة حقيقية لكل المبدعين والموهوبين كي يقدموا فنا حقيقيا، ودائما هناك مساندة من القائمين على العمل في الهناجر، وهم على قدر من الوعي بالفنانين.
وأود أن أشير إلى أن الفنان محمد دسوقي مدير المركز ساند التجربة بشكل كبير وذلل كل الصعوبات وآمن بي كمخرج وله كل الاحترام بالإضافة إلى مساندة المخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافية وموافقته على التجربة ودعمه لكل التجارب وله كل الاحترام.
  - مباراة تمثيلية متميزة بين الفنان رامي الطمباري والفنانة رباب طارق والفنان عابد عناني فكيف وقع الاختيار عليهم؟
الفنان رامي الطمباري ممثل مهم ومتميز ويعد أهم ممثلي جيله، وكنت أود أن أعمل معه وعندما فكرت في تقديم النص وقع اختياري عليه ثم رشحت الفنانة رباب طارق وقد شاهدتها في الكثير من الأعمال وكانت متميزة كثيرا، وكذلك الفنان عابد عناني، وأود أن أشير إلى أنني أترك المساحة للفنان ليبدع وأقوم بعمل جلسات عمل طويلة ودائما أتحدث عن كل تفاصيل العمل فيما يخص الدراما والشخصيات.. وقد كان هناك طوال الوقت نقاش مفتوح بين فريق العمل، فالعمل المسرحي جماعي لا يقوم على فرد واحد، وفكرة الديكتاتورية في العمل المسرحي تسبب الفشل.
وأود أن أؤكد أن عرض «أيام صفراء» كان يحتاج ممثلين من طراز خاص لأنه يقدم حالة خاصة تأخذ المتفرج منذ الدقيقة الأولى وحتى نهاية العرض.
 - ما رأيك في عمل ثلاث مسابقات للمهرجان القومي؟
أرى من وجهة نظري أن المهرجان كان مختلفا بشكل كبير، وفكرة تقسيم المهرجان إلى ثلاث مسابقات جيدة كثيرا بالإضافة إلى ظهور مسرح الطفل بشكل جيد وقد تكون هي البداية، ليكون هناك مهرجان لعروض الطفل كما كان بالمهرجان أفكار جيدة ومن الطبيعي وجود بعض الأخطاء ويمكن تداركها في الدورات المقبلة.
 - ما تقييمك لعروض مسابقة الشباب؟
دائما لعروض الشباب تميز خاص ورونق مختلف، بها طزاجة خاصة وتلقائية وطوال الوقت نستمتع بعروض الجامعة وعروض الشباب.
والحقيقة أن هناك تطورا على مستوى الطرح كرؤية إخراجية أو على مستوى الدراما أو مفردات العمل المسرحي لعروض الجامعة والعروض الشبابية.
 - قدمت عرض «الخادم الأخرس» لهارولد بنتر للبيت الفني للمسرح أثناء فترة تولي الفنان فتوح أحمد ولكن لم يتم استكمال ليالي العرض فما السبب؟
الأستاذ فتوح أحمد كان يتوسم في خيرا عندما قدمت عرض «ماكبت» وعندما رشحت لجائزة الإخراج في المهرجان القومي، لذا ساندني وشجعني على العمل. والحقيقة إن فترة توليه البيت الفني للمسرح هي فترة مهمة، وذلك لأنه يمتلك رؤية، أنا أتحدث عن تجربتي الشخصية معه. والحقيقة إن تجربة «الخادم الأخرس» تجربة مختلفة، خصوصا أن من يقدمون هارولد بنتر قلائل للغاية لأن مسرح بنتر به صعوبة وبه خطورة على فريق العمل والمخرج.
أما عدم استكمال العرض فيرجع إلى أن العرض كان من إنتاج مسرح الميدان وهو مسرح ساحة ونوعية العرض لم تكن موائمة لمسرح الساحة، لم أصمم رؤيتي لتقديمها في ساحة، وعندما وجد الفنان فتوح أحمد فرصة لتقديم العرض 15 يوما على خشبة مسرح الطليعة دعاني لتقديم العرض هذه المدة عليها لحين إيجاد مسرح آخر، وكما نعلم أن لكل مسرح خطة والتزاماته لذلك لم يستكمل العرض ما تبقى له من ليالٍ.
تعرضت لسنوات لطويلة للتهميش على الرغم من أنك مخرج له فكره الخاص فما سبب هذا التهميش؟
أنا كفنان أعمل في صمت وأثق في الله ثقة كبيرة فلكل مجتهد نصيب، فأنا أجتهد ومعروف عنى أنني مخرج دءوب للغاية ودائما أصل إلى هدفي فيما أقدمه من أعمال وأحاول التغلب على الصعوبات وأقوم بالاطلاع كثيرا.
 ما تقييمك للمهرجانات التي تقام في مصر وكيف لنا أن نطورها؟
قوة المهرجانات تبدأ من قوة العروض فهي التي تقوم بعمل صدى قوي للمهرجان وتعطي له أهمية وتجعل هناك حالة نقدية كبيرة وعظيمة ومنافسة ونشعر أن هناك حالة فنية يتم التنافس والتسابق عليها وهو أهم ما يميز أي مهرجان وهناك أمثلة لمهرجانات كبيرة عربية وعالمية حققت صدى كبيرا منها مهرجان قرطاج وأفنيون. والحقيقة إن هناك مهرجانات تطورت كثيرة ومنها مهرجان نوادي المسرح الذي تطور تطورا كبيرا.
ما تقييمك للحركة المسرحية في الفترة الأخيرة؟
لدينا في مصر اتجاه يعمل به الكثيرون وهو إعادة النصوص التي تم تقديمها. وتساؤلي: لماذا لا توجد قراءات لنصوص حديثة؟ ولِمَ لا يتم تقديمها؟ فدائما تكرر النصوص على الرغم من وجود تجارب وكتابات جديدة، فالمسرح يحتاج دائما للاختلاف وتقديم كل ما هو جديد وأن نتحرر من الأفكار التقليدية.
مسرحية «أيام صفراء»، إنتاج مركز الهناجر للفنون، تأليف الكاتبة السويسرية دانيلا يانيتش، من إعداد وإخراج أشرف سند، البطولة للفنانين: رامي الطمباوي، رباب طارق، عابد عناني، ديكور وملابس فادي فوكيه، موسيقى باهر جمال، تصميم حركة محمد شفيق، مخرج منفذ رمضان موسى، إضاءة، محمد عبد المحسن.


رنا رأفت