يُعد «المسرح الموسيقي» هو شكل من أشكال الأداء المسرحى الذى يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص؛ حيث تكون القصة الرئيسية والمحتوى ينتجان من خلال الكلمات المغناة والموسيقى والحركات والجوانب التقنية، والتى تجعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير، وهو الشكل الذى شاهدناه فى افتتاح مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر من خلال العرض المسرحى الأمريكى “الخياليون”، والذى قدمه مجموعة من نجوم مسرح برودواي؛ حيث شهدنا وجبة من الموسيقى والغناء الأوبرالى والريستاتيف، بمصاحبة الرقص، والتعبير الدرامى عن الأحداث، والذى اعجب به جميع الحضور مشيدين بهذا النوع من المسرح.حيث إن المسرح الموسيقى يتداخل مع الأشكال المسرحية الأخرى مثل الأوبرا والرقص، ولها نفس القدر من الأهمية نظرا إلى الموسيقى بالمقارنة مع الحوار والحركة وغيرها من العناصر المسرحية، وظهر المسرح الموسيقى فى أوائل القرن الـ20. حيث حل ثلاثة من ابطال العرض المسرحى الأمريكى الخياليون كأول ضيوف للمحاضرات المصاحبة لفعاليات المهرجان، وهم الممثلة والمغنية سوزانا مارس، وعازف البيانو إيريك ليتل، والممثلة والمغنية كاترينا جالكا وذلك المسرح الغنائى بقاعة إيوارت الجامعة الأمريكية.يشارك فى الورشة أكثر من 23 متدربا، ومعظمهم من الدارسين الذين لديهم خبرة سواء فى مجال الغناء أو الموسيقى؛ حيث انقسم المتدربون إلى قسمين الجزء يجيد استخدام النوتة الموسيقية والغناء الغربى وجزء آخر يجيد الغناء باللغة العربية، كما نظام الاشتراك فى هذه المحاضرة خضع لعدة شروط، أهمها أن يكون بعض المتدربين يجيدون استخدام النوتة الموسيقية والغناء، كما أنه على المتدرب إحضار النوتة الموسيقية الخاصة باللحن الذى سيقدمه؛ حيث قامت لجنة متخصصة من الموسيقيين باختيار المتدربين وفق تلك المعايير.وبدء للتدريب بمجموعة من التدريبات الخاصة بالإحماء الصوتى للمتدربين عن طريق بعض تدريبات الصوت، وذلك بمشاركة المحاضرين الثلاثة أعقبها تقديم للفنانين المشاركين بالمحاضرة وهم سوزانا مارس، إيريك ليتل، كاترينا جالكا، مؤكدين أهميه هذا التدريب الصوتية للمشاركين.وأوضحت كاترينا جالكا أن التدربب سيقوم بالتركيز حول كيفية حكاية الأغنية بطريقة تجعل منها مشهدا تمثيليا مغنى من خلال التركيز على الأسلوب والتقنية وجودة الأداء و تفسير الأغنية، وأنه يجب على المتدرب أن يسئل نفسه ثلاثة أسئلة مهمة قبل تحويل الأغنية إلى مشهد غنائى يصلح تقديمه على خشبة للمسرح وهم لمن يوجه كلمات الأغنية؟ والحدث الذى تعبر عنه الأغنية؟ هذا مع ضرورة أن يراعى المؤدى شكل الجسد وكيفية استخدامه أثناء الأداء.ويشارك فى الورشة أكثر من 23 متدربا ومعظمهم من الدارسين أو الذين لديهم خبرة فى الغناء والموسيقى، فينقسم المتدربون إلى قمسين جزء يجيد استخدام النوتة الموسيقية والغناء الغربى وجزء آخر يجيد الغناء باللغة العربية.وبدأت الورشة بصعود احد المتدربين على خشبة المسرح لأداء الأغنية، مع تنبيه المتدرب على كيفية أداء الأغنية وعمل لها حدث، وصعد إلى المسرح أكثر من 10 متدربين، ومنهم الطفلة صوفيا حسام والتى تعد من أصغر المشاركين بالمحاضرات والورش بالمهرجان التجريبى والتى قامت بأداء أغنية أجنبية أبهرت الحضور، ثم قام المحاضرون بتوجيه صوفيا فى كيفية عمل حدث درامى من خلال نفس الأغنية التى قامت بأدائها، وذلك بمساعدة أحد المتدربين.تبعها مجموعة أخرى من المتدربين الذين قاموا بأداء أغانى مرتين المرة الأولى تكون عبارة عن مجرد أداء فيه استعراض للمهارة الصوتية لكل متدرب، وفى المرة الثانية بعد أن يتم توجيه المتدرب فى كيفية صناعة حدث درامى بداخل الأغنية، وكيف يوظف كلماتها لتتناسب مع الشكل المسرحى الموسيقى، وعن طريق تخليق الشخصيات والأحداث، مع توجيه بعض الملاحظات حول الوضع الأمثل للجسد أثناء أداء النوتات الموسيقية العالية، ومتى يتم توظيف الأداء دون غناء فى بعض المناطق الخاصة بالأغنية، ومتى يتم استعمال الغناء وفقا للحدث الدرامى.وكان من الملفت فى الورشة هى قيام إحدى المتدربات بغناء مونولوج “عايز أروح” لإسماعيل ياسين من فيلم المليونير، وهو الذى شد انجذاب المحاضرين كونها أول من يقوم بالأداء باللغة العربية، وكانت من الأهم الملاحظات التى تم توجيهها للمتدربة هو كيفية تنويع طبقات الصوت وفق كل مقطع حتى يتضح للمستمع أن من يقوم بالأداء أو الغناء هما شخصيتان.يذكر أن سوزانا مارس هى ممثلة ومغنية معروفة ظهرت فى أكثر من مائة عمل وحفلة موسيقية عروض تليفزيونية ومؤخرًا فى أوبرا بورتلاند، وقامت بدور البطولة فى المسرحية الموسيقية الشهيرة “إيفيتا”، وإريك ليتل هو عازف بيانو ومغنى وممثل بدأ دراساته الموسيقية على البيانو فى سن الخامسة، قام بأداء أدوار على المسرح فى سن مبكرة، درس الموسيقى فى كلية “سانت أولاف” وحاليا هو قائد فرقة “أوبرا بورتلاند”، و”برودواى روز”.“كاترينا جالكا” حاصلة على درجة الماجستير فى الموسيقى من جامعة بوسطن، وحصلت على درجة البكالوريوس فى الموسيقى من جامعة ساذرن ميثوديست، والتى تخرجت فيها بامتياز، نالت على جوائز عديدة منها: جائزة مسابقة الأوبرا الوطنية، ومسابقة “مارسيلو جيورداني” الدولية الصوتية، ومسابقة “، “هيدا هيرمانز” الدولية الصوتية وجائزة المستوى الأول “يونج آرتس” فى المسرح الموسيقي.وينظم المهرجان التجريبى فى دورته السادسة والعشرين خمسة محاضرات لعدد من نجوم المسرح فى العالم، وذلك على النحو التالى محاضرة فى المسرح الغنائى ويحاضر فيها ثلاثة من أبطال العرض المسرحى الأمريكى الحالمون، وهم سوزانا مارس، وإريك ليتل، وكاترينا جالكا، والمحاضرة الثانية بعنوان العلاقة بين الأسطورة والواقع للمخرج اليونانى المكرم ثيودوروس تيرزوبولوس، والمحاضرة الثالثة “التمثيل”، ويحاضر فيها كل من فين شامبري، وجوزى سيد، جوناثان والتز، أما المحاضرة الرابعة فتحمل عنوان “علاقة الممثل بالمخرج” مع المخرج الأمريكى المكرم لى بروير، وآخر المحاضرات الفكرية تحمل عنوان “العرض المسرحى ومسرحة الزمان والمكان” للمخرجة الأوغندية جيسيكا كاهوة.