في حصاد القومي للمسرح.. الإقبال الجماهيرى أبرز إيجابيات المهرجان

في حصاد القومي للمسرح.. الإقبال الجماهيرى أبرز إيجابيات المهرجان

العدد 628 صدر بتاريخ 9سبتمبر2019

اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الثانية عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري التي رأسها الفنان أحمد عبد العزيز  وحملت اسم الفنان كرم مطاوع..  كان لهذه الدورة طابع مختلف حيث اتسعت مساحة المشاركات من الجهات الإنتاجية، و قسم المهرجان إلى ثلاثة مسابقات الأولى للعروض الكبيرة والثانية مسابقة الشباب أما المسابقة الثالثة التى تقام للمرة الأولى هى مسابقة مسرح الطفل . شارك في هذه الدورة 70 عرضا مسرحيا تم عرضهم على 20 مسرحا.                                          
تنوعت الموضوعات و العروض و ضم المهرجان العديد من النصوص لمؤلفين محليين، حول حصاد هذه الدورة قمنا باستطلاع أراء مجموعة من المسرحيين المشاركين عن سلبيات المهرجان وإيجابياته وأهم طموحات و أمنيات المسرحيين للدورات المقبلة.                                                        
قال مصطفى طه مخرج عرض “ آخر رايات الأندلس “ إن من أكثر سلبيات هذه الدورة هو ظلم عدد كبير من العروض وذلك لعدم جاهزية المسارح التي قدمت عليها بالإضافة إلى قلة الدعاية الخاصة بالمهرجان و التي تحتاج إلى دعم أكبر، أما أكثر الإيجابيات فزيادة عدد العروض وإتاحة فرص لرؤية عدد أكبر من العروض كما أن المهرجان ضم عدد كبير من النصوص الجديدة بأفكار جديدة وهى شىء جيد للتأليف المسرحى.
أما عن أمنياته للدورات المقبلة فتمنى زيادة عدد العروض المشاركة من الجامعات وأن تؤخذ بعين الاعتبار وأن يكون تنظيم المهرجان أفضل وتسليط الضوء الإعلامى على الهواة وطلبة الجامعة.
تقسيم المهرجان
وأشار المخرج مهند محمود مخرج الملحمة لفريق كلية تجارة جامعة القاهرة إلى أن أبرز إيجابيات هذه الدورة تتمثل في أن المهرجان يعد أكبر حدث للمسرح بالإضافة إلى اهتمام وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم بالمهرجان.
أما عن سلبيات المهرجان هذا العام – فقال إنها تمثلت في عدة أشياء أولها تقسيم المهرجان لثلاثة مسابقات وهو ما يجعل هناك تفرقه بين العروض، وكان الشباب ينافسون عروض المحترفين. على سبيل المثال حصلتُ على المركز الأول في مسابقة إبداع ومن المفترض أن أشارك بالقومي حتى أنافس محترفين ولكن بهذا التقسيم أصبح عرضي ينافس ضمن عروض الجامعات مرة أخرى، كما أن التقسيم جعل نسبة العروض تتزايد وبالتالى أصبح اليوم الواحد به أكثر من 6 عروض، وأنا كمتفرج لا أستطيع رؤية 6 عروض في يوم واحد، إضافة إلى أن أغلب المسارح غير مجهزة و هناك سوء التنظيم.
وتابع: “هناك أيضا سلبية كبيرة فى مسابقة الطفل وهي أنها تخلو من جوائز خاصة بالسينوغرافيا، أتمنى الدورات المقبلة عمل دعاية كافية والاهتمام بمعالجة كل السلبيات التي تم ذكرها .
حفل الافتتاح
وقال أكرم مصطفى مخرج عرض “ نوح الحمام” إن أبرز الايجابيات هو التنظيم الجيد لحفل الافتتاح وطريقة استقبال الفنانين، بالإضافة إلى التوفيق فى اختيار أعضاء لجان التحكيم، فهناك أسماء هامة ومسرحيين وقامات كبيرة وجميعنا كمسرحيين نقدرهم،
وإن كان هناك علامة استفهام حول تقسيم التسابق إلى محترفين وهواة ومسرح الطفل و أن يقدم 70 عرضا مسرحيا وهو عدد كبير، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى معرفة أراء المسرحيين.
المساحة الزمنية
أما سعيد منسي مخرج عرض “ الإنسان الطيب “
فقال “ أبرز إيجابيات المهرجان الحضور الجماهيرى الواسع، ولكن كثرة العروض في اليوم الواحد أحدثت نوعا من التشتت للجمهور، وهو ما جعل العروض لا تشاهد بشكل أفضل، وأعتقد أنها سلبية كبيرة تحتاج إلى مد المساحة الزمنية للمهرجان .
وعن مقترحاته للدورات المقبلة قال “ هناك ضرورة لأن يكون هناك تمثيل جيد لكل أقاليم مصر وليس فقط القاهرة، بالإضافة إلى ضرورة استضافة فرق المغتربين وأن توفر لهم إقامة، وهي أمور نطالب بها من الدورات الأولى للمهرجان.
التقسيم مفيد
إميل شوقي مخرج عرض “ المسيح يصلب فى فلسطين “ قال إن أبرز إيجابيات الدورة الثانية عشر تكمن في أن المهرجان كان منضبطا بشكل كبير منذ بداية تقديم المشاريع واختيار المسارح وصولا لعمل جدول المهرجان والتنسيق ودقة وصول اللجان في مواعدها.. أضاف: فالمهرجان هذا العام كان بمثابة ثلاثة مهرجانات فى آن واحد، وفيما يخص تقسيم المهرجان لثلاثة مسابقات قال : هو شىء جيد للغاية كما أن هناك اجتهاد واضح من لجان التنظيم.
أما عن سلبيات المهرجان هذا العام فقال السلبية الكبرى أن بعض المسارح غير مجهزة لاستقبال عروض المهرجان،
 وتابع: “ قدمت عرضي على خشبة مسرح متروبول وهو مسرح غير مجهر بشكل كافي ولا يصلح لأن يقدم به عروض مسرحية.
وعن أمنياته قال: “ يجب أن يكون لدينا قناة تلفزيونية خاصة بالمسرح وأن تكون تابعة لوزارة الثقافة وذلك حتى نستفيد من هذه العروض ونراها بشكل جيد ويتم أرشفتها بشكل جيد بالإضافة إلى ضرورة عمل ندوات عقب كل عرض حتى يستفيد فريق عمل العرض المقدم.
عروض مسرح الثقافة الجماهيرية
بينما تمنى سيد فجل مخرج عرض “ سلطان الحرافيش “ أن تقام عروض مسرح الثقافة الجماهيرية المشاركة فى المهرجان على مسرح واحد
وأضاف : “ كنت أتمنى وجود مندوبين عن المهرجان في كل عرض، أما أهم ما ميز الدورة فهو وجود النشرة اليومية، إضافة إلى الافتتاح المشرف للمهرجان والالتزام بجدول المهرجان، وكانت الميزة المهمة أيضا هى تقسيمه إلى ثلاثة مسابقات وهو ما أعطى فرصة جيدة لمسرح الشباب والطفل لزيادة فرص المشاركة.
 كم كبير من السلبيات
فيما قال محسن رزق مخرج عرض “ أليس في بلاد العجائب” أن هناك كم كبير من السلبيات في هذه الدورة برغم الجهد الكبير المبذول من قبل القائمين على المهرجان، و اتفق رزق على أن هناك مشكلة كبيرة في التجهيزات الخاصة بالمسارح
 وأضاف “ من السلبيات تقسيم المهرجان إلى مسابقات ثلاثة، بذلك لا توجد عدالة أو وعى بالتقسيم، كما أن مسابقة الطفل لا يوجد بها جوائز للديكور أو الملابس وهى سلبية كبيرة، وخاصة أن مسرح الطفل يعتمد بشكل كبير على عنصر الإبهار، لأن مسرح الطفل وعروضه تقدم للأسرة والطفل معا.
العنصر الشبابي
وذكر أحمد الرافعي مخرج عرض “ الرهان “ أن أبرز الإيجابيات هو أن المهرجان يجمع كل إنتاج المسرح فى عام كامل في الجهات الإنتاجية المختلفة، ووجود الفنان أحمد عبد العزيز رئيسا للمهرجان يمثل إيجابية كبيرة و هناك اهتمام بالمهرجان أكثر من العام الماضي.
وتابع: تتمثل الإيجابيات أيضا في حضور العنصر الشبابي بقوة في المهرجان وهو شىء مميز بشكل كبير، أما عن السلبيات فقال: التقسيم في حد ذاته شىء إيجابي ولكن كيفية التقسيم هو الأمر الأكثر سلبية، حيث كان التقسيم به بعض التشتت.
واستطرد:” لدينا 72 عرضا في المهرجان وهو شىء جيد ولكن المتميز من هذه العروض عدد قليل هو الذي يستحق أن يشارك، وبقية العروض قد لا تستحق المشاركة، وأكبر مثال على ذلك عروض المسابقة الأولى من البيت الفني للمسرح التى لم تكن جميعها على المستوى المطلوب. أضاف : زاد عدد الجوائز ولكن قلت قيمتها المادية، فعلى سبيل المثال فى عام 2015 حصلت على جائزة أفضل ممثل وكانت قيمتها المادية أكبر من جائزة أفضل ممثل في هذه الدورة وكذلك الأمر فى جائزة الإخراج وأتمنى تزداد القيم المالية للجوائز.
وعن السلبيات أضاف: “ أكثر السلبيات تمثل في التنظيم الذي يحتاج إلى اهتمام أكبر فى الدورات المقبلة.
من أنجح الدورات
واتفق مايكل مجدي مخرج عرض “ الدخان “ لفريق كلية الإعلام جامعة القاهرة في أن أبرز سلبيات هذه الدورة تمثلت في التنظيم وتجهيزات المسارح، أضاف: من وجهة نظري أنها تعد دورة من أنجح دورات المهرجان، وكانت فكرة التقسيم جيدة أتاحت الفرصة لمشاركة عدد أكبر من العروض المسرحية سواء على مستوى عروض الشباب أو عروض الأطفال.
 مصداقية كبيرة
أشرف سند مخرج عرض “ أيام صفراء” الحاصل على جائزة أفضل عرض وأفضل إخراج مع المخرج اتفق مع مايكل مجدي في أن هذه الدورة تعد من أنجح الدورات
 .. استدرك: ليس لأني حصلت على جائزة أفضل عرض في المسابقة الأولى ولكن لتميز الدورة بالمصداقية، وأضاف : هناك جهد كبير بذل من قبل القائمين على المهرجان، خاصة فيما يخص عمل ثلاثة مسابقات كانت بمثابة ثلاثة مهرجانات فى مهرجان واحد، وهى مسئولية كبيرة.
و أشاد سند بالمجهود الكبير من قبل المنظمين، وعن أهم السلبيات قال: “ ليس لدى ملحوظات، فهي دورة هامة ومميزة وهناك جهد كبير بذل من قبل رئيس المهرجان الفنان أحمد عبد العزيز، وكل لجان المهرجان كانت على كفاءة كبيرة .
 مسابقة مسرح الطفل
محمد فوزي مخرج عرض العرائس “خيالات” الحاصل على جائزة أفضل ثاني عرض بالمهرجان بمسابقة مسرح الطفل أشاد بوجود قسم خاص لعروض الطفل ومسرح العرائس، وقال هو أمر هام نادى به العديد من المخرجين لعروض الأطفال. أضاف: أقدم عرض خيالات وهو يعتمد على تكنيك المسرح الأسود و حصلت به على جوائز فى مهرجانات عالمية، ولكن عندما شارك فى المهرجان لم تكن هناك عروض تعتمد على نفس التكنيك حتى تتنافس معه، وهو أمر يحتاج إلى إعادة النظر في وجود منافسة بين عروض عرائس تقترب فى طريقة التكنيك، بالإضافة إلى أن عروض العرائس تختلف عن عروض مسرح الطفل، فمسرح العرائس يبدأ عندما ينتهي المسرح البشرى.
وتابع: “ من السلبيات وجود جوائز مناصفة بين أفضل العروض، فأفضل عرض يعنى أنه لا يوجد مشارك أو مناصف له في التميز.
 التنافس والتنوع
قالت الفنانة كريمة بدير مخرجة عرض “بهية” الحاصلة على جائزة أفضل تصميم حركي عن عرض “ حدث في بلاد السعادة” : سعدت بهذه الدورة لتنوع العروض و المسابقات، وأرى أنه من الضروري زيادة عدد المسابقات فهو شىء يفيد المهرجان
أضافت: “ كان من الضروري دعوة جميع المشاركين فى الدورة، وخاصة أن هناك من حصلوا على جوائز ولم يحضروا حفل الختام .
عروض الشباب
أشار الناقد أحمد خميس الحكيم إلى الكثافة الجماهيرية الكبيرة في عروض الشباب التي كانت أفضل من السنوات الماضية، أضاف:
 يتضح ذلك فى عرض “ حذاء مثقوب “ الذي تميز بكفاءة جميع عناصره المسرحية على مستوى التمثيل والسينوغرافيا وفنون الأداء المصاحبة. و كان العرض علامة من علامات المهرجان وتابع : “حصول عرض “أيام صفراء” على جائزة أفضل عرض مستغربا للغاية بالنسبة لجميع المتابعين، لأن كفاءة العرض لم تكن بالقيمة التي تجعله يحصل على الجائزة الأولى، ومع ذلك فالأمر يخضع لوجهات نظر ولجنة التحكيم يحترم رأيها، وكنا ننتظر تقديم تبرير من لجنة التحكيم عن الحيثيات الفنية التي جعلها تميزه عن عروض أخرى.
وأشاد خميس بالندوات الفكرية والجهد المبذول من قبل القائمين عليها، تحت قيادة د. أحمد عامر. مؤكدا أنها المرة الأولى التي يصبح فيها للندوات مجموعة عمل.
كما أشاد بعمل كتاب خاص عن مكرم يصاحبه دراسة نقدية مصحوبة بالأخبار والصور، بالإضافة إلى الإخراج الفني المتميز. تابع : هناك جهد كبير بذل من قبل الناقد والكاتب الصحفي يسرى حسان فيما يخص مطبوعات المهرجان .
وفيما يخص المسابقات قال الناقد أحمد خميس هناك ضرورة لعمل مسابقة واحدة تضم المحترفين والشباب وذلك لتبادل الخبرات، فمن الضروري أن يستفيد الشباب من التنافس مع المحترفين، بالإضافة إلى متابعة المحترفين للحركة المسرحية في الوقت الراهن، مؤكدا أن هناك أزمة كبيرة نعانى منها في المسرح وهى عدم متابعة المحترفين لعروض الشباب .


رنا رأفت