لطفي لبيب كوميديان خط الوسط

لطفي لبيب كوميديان خط الوسط

العدد 626 صدر بتاريخ 26أغسطس2019

الفنان القدير لطفي لبيب الذي كرمه المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثانية عشرة (أغسطس 2019) ليس مجرد فنان كوميديان متميز كما يتصور البعض ولكنه فنان قدير وممثل من عيار ثقيل ومتمكن من مفرداته جيدا، ويستطيع أداء الأدوار التراجيدية بمهارة عالية وباللغة العربية الفصحى أيضا، وذلك بالإضافة إلى أنه مفكر ذو رؤية وصاحب قلم، وقد مارس بالفعل مهنة التأليف فكتب رواية «نيويورك»، كما كتب بعض السيناريوهات، ومن بينها: مسلسل «وداعا سراييفو»، «90 شارع شبرا»، «الكتيبة 26» (الذي نشره في كتاب)، والذي يروي من خلاله تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر 1973، كما قام بكتابة بعض سيناريوهات مسلسلات الأطفال، وهذا بخلاف أنه قد ظل لمدة تقارب من ثلاث سنوات يكتب بانتظام عمودا ثابتا في كل من جريدتي: «التجمع» و«الوطن».
أهم أدواره.. أهم سماته.. الذكريات الشخصية
والفنان لطفي لبيب من مواليد 18 أغسطس عام 1947 بمركز ببا بمحافظة «بني سويف»، واسمه طبقا لشهادة الميلاد: لطفي حسني لبيب عبد الله، وقد بدأت هوايته لفن التمثيل مبكرا من خلال ممارسته لهواية التمثيل بفريق المسرح بالمدرسة الابتدائية، ثم تأكدت موهبته الفنية عندما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي حصل من خلاله على بكالوريوس التمثيل والإخراج عام 1970، وذلك ضمن دفعة متميزة ضمت عددا من الفنانين الموهوبين الذين نجح أكثرهم في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك، ومن أشهر زملائه بالدفعة كل من النجوم: محمد صبحي، نبيل الحلفاوي، شعبان حسين، هادي الجيار، عفاف حمدي، عثمان عبد المعطي، نادية فهمي. وجدير بالذكر أنه كان قد التحق في البداية - بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة وبناء على رغبة الأسرة - بكلية الزراعة بجامعة أسيوط ولكنه فصل منها بعدما استنفد سنوات الرسوب، كما أنه بعد تخرجه من المعهد «العالي للفنون المسرحية» التحق بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية وحصل فيها على ليسانس الفلسفة وعلم الاجتماع.
والحقيقة، إن الفنان لطفي لبيب قد بدأ مسيرته الفنية متأخرا لمدة عشر سنوات تقريبا، وذلك لأن فترة تجنيده قد استمرت لمدة ست سنوات كاملة، واضطر بعدها إلى السفر للعمل خارج «مصر»، وبالتحديد بدولة الإمارات المتحدة لمدة أربعة سنوات )قام خلالها بتأسيس فرقة «دبي المسرحية”(. كانت بدايته الفنية الحقيقية من خلال المسرح وذلك من خلال المشاركة ببعض عروض فرقة «مسرح الطليعة»، وبالتحديد مسرحية «ما زالت المغنية الصلعاء صلعاء» عام1981  من إخراج القدير سمير العصفوري، أما بدايته السينمائية فكانت من خلال فيلم «المشاغبون في الجيش» عام 1984.
وقد وفق خلال مسيرته الفنية في تقديم عدد كبير من الأدوار المتميزة التي أشاد بها النقاد وحققت نجاحا جماهيريا، ومن بينها في المسرح: الرهائن، المغنية الصلعاء، الثلاث ورقات، الملك هو الملك، سي علي، طرائيعو، الملك لير، ليلة من ألف ليلة، وفي السينما أفلام: صايع بحر، الباشا تلميذ، السفارة في العمارة، يا أنا يا خالتي، عسل أسود، في محطة مصر، أمير البحار، أما في مجال الدراما التلفزيونية فقد تميزت أدواره في عدة مسلسلات مهمة ومن بينها: رأفت الهجان، أزمة سكر، ابن النظام، تامر وشوقية، عمارة يعقوبيان، إسماعيل يس، أزمة سكر، الخواجة عبد القادر، صاحب السعادة.
ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاته الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (مسرح، سينما، تلفزيون، إذاعة) مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - مشاركاته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب له خاصة وأنه مجال هوايته الأولى ودراسته وعشقه الكبير، والذي منحه فرصة التألق والقيام بأدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار المركبة الصعبة، ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية طبقا لاختلاف الفرق والجهات الإنتاجية مع مراعاة التسلسل التاريخي كما يلي:
1 - فرقة «مسرح الطليعة»: وما زالت المغنية الصلعاء صلعاء (1981)، الثلاث ورقات (1986).
2 - فرقة «المسرح الحديث»: الرهائن (1982)، عنتر 83 (1983)، عريس لبنت السلطان (1987)، ها نقول إيه؟ (1991)، الملك هو الملك (2006)، سي علي (2009).
3 - فرقة «المسرح القومي»: الملك لير (2002)، ليلة من ألف ليلة (2015).
4 - لفرق أخرى «بمسارح الدولة»: أصحاب المعالي (الغنائية الاستعراضية - 1992)، لما قالوا ده ولد (الشباب - 1993)، أهو ده إللي صار (مركز الهناجر - 2012).
5 - لفرق القطاع الخاص: الشحاتين (محمد فوزي - 1989)، الأوبك (فايز حلاوة - 1987)، سوق الحلاوة (النهار - 1990)، وجع الدماغ (استوديو 2000 - 1995)، كعب عالي (الفنانين المتحدين - 1996)، حلو وكداب (محمد فوزي - 2000)، طرائيعو (أوسكار - 2002)، أولاد ثريا (إمين شلبي - 2014)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات التي أنتجت للتصوير التلفزيوني ومن بينها: أولادي، كلام خواجات (1985)، ثلاث فرخات وديك (1990)، الحرامية أهمه (1992)، حب بالعقل (1994)، مسافرة وجت على غفلة (2015)، على ورق الفل.
ويمكنني من خلال رصد القائمة السابقة تسجيل مشاركته البطولة لعدد كبير من النجوم وفي مقدمتهم الأساتذة: عبد المنعم مدبولي، سمير غانم، جورج سيدهم، يحيى الفخراني، حسين فهمي، يسرا، نيللي، محمد هنيدي، أشرف عبد الغفور، حسين الشربيني، ثريا حلمي، زيزي البدراوي، محمود الجندي، صلاح السعدني، وحيد سيف، عبد الله فرغلي، نجاح الموجي، محمد أبو الحسن، ميمي جمال، سوسن بدر، هالة فاخر، تيسير فهمي، إسعاد يونس، رغدة، غادة عبد الرازق، سعاد نصر، وفاء عامر، حنان ترك، صابرين، فايزة كمال، فاطمة مظهر، مشيرة إسماعيل، حنان شوقي، جالا فهمي، عائشة الكيلاني، فادية عكاشة، توفيق عبد الحميد، أحمد عبد العزيز، أشرف عبد الباقي، مظهر أبو النجا، هادي الجيار، غريب محمود، عايدة فهمي، زايد فؤاد، محمد درديري، أحمد صيام، أحمد السعدني، إدوارد، طارق دسوقي، محمد محمود، منير مكرم، أشرف سيف، لمياء الجداوي، ليلى صابونجي، والمطربين محمد منير، محمد الحلو، مدحت صالح.
هذا ويذكر أنه قد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: حسن عبد السلام، سمير العصفوري، فهمي الخولي، عبد الغني زكي، محسن حلمي، مراد منير، رأفت الدويري، إيمان الصيرفي، سمير فهمي، سليمان الهادي.

ثانيا - مشاركاته السينمائية:
لم تستطع السينما الاستفادة من موهبته المؤكدة وخبراته الكبيرة فلم يحظ إطلاقا بفرصة البطولة المطلقة وإن كان قد نجح وبصورة متميزة في تقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية المؤثرة بالأحداث الرئيسة بعدد كبير من الأفلام ومن بينها: المشاغبون في الجيش (1984)، الجلسة سرية، عودة مواطن (1986)، يوم مر يوم حلو (1988)، كراكيب (1989)، تحت الصفر، صف عساكر، الحب القاتل (1990)، غرام وانتقام بالساطور، فارس المدينة، الستات، الفاس في الراس، امرأة آيلة للسقوط (1992)، إنذار بالطاعة، ثلاثة على الطريق، أرض الأحلام، مجانينو، أولاد ضرغام (1993)، رغبات، جدعان الحلمية، مغلف بالشوكولاته (1994)، البحر بيضحك ليه، سارق الفرح، المراكبي (1995)، عفاريت الأسفلت، النوم في العسل (1996)، القبطان، تفاحة (1997)، أرض أرض (1998)، الكلام في الممنوع (1999)، فيلم ثقافي (2000)، بدر، رشة جريئة، جاءنا البيان التالي، اتفرج يا سلام، لو كان ده حلم (2001)، صاحب صاحبه، خريف أدم، اللمبي (2002)، حرامية في تايلاند، عايز حقي، أول مرة تحب يا قلبي، بحبك وأنا كمان (2003)، الباشا تلميذ، أشتاتا أشتوت، شباب تيك أوي، صايع بحر (2004)، بحبك وبموت فيك، السفارة في العمارة، يا أنا يا خالتي، سيد العاطفي، علي سبايسي، ليلة سقوط بغداد (2005)، ملك وكتابة، لخمة راس، حاحا وتفاحة، في محطة مصر، صباحو كدب، ثمن دستة أشرار، واحد كابوتشينو (2006)، شيكامارا، كده رضا، أسد وأربع قطط، خليك في حالك، عندليب الدقي، عصابة الدكتور عمر، كركر، كشف حساب، أنا مش معاهم، التوربيني (2007)، طباخ الريس، أشرف حرامي، شعبان الفارس، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، الحكاية فيها منة، H دبور، كامب، نمس بوند، بحر النجوم (2008)، واحد صفر، صياد اليمام، دكتور سليكون، بوبوس، أمير البحار، خلطة فوزية، طير أنت، عزبة آدم، ميكانو (2009)، أم النور، زهايمر، الديب جاي جاي، الثلاثة يشتغلونها، عسل أسود، عصافير النيل، قاطع شحن (2010)، سيما علي بابا، إي يو سي، يا أنا يا هوه، إذاعة حب، 365 يوم سعادة، مراجيح، شارع الهرم، تك تك بوم (2011)، 30 فبراير (شباط)، مهمة في فيلم قديم، بابا، حصل خير (2012)، نمس بوند 2، بوسي كات، هو فيه كده!! (2013)، الدساس، كلام جرايد، المواطن برص، صنع في مصر، خطة جيمي (2014)، قط وفار، هز وسط البلد، المرسي أبو العباس، عسل أبيض (2015)، عسل أبيض، كنغر حبنا، أبو شنب، أوشن 14، مولانا (2016).
وذلك بخلاف بعض الأفلام الدينية ومن بينها: الراهب، القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، الأنبا بولا، وبعض الأفلام القصيرة ومن بينها: تهديد، السرير، أم حسن.
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: نيازي مصطفى، محمد عبد العزيز، محمد خان، خيري بشارة، داود عبد السيد، كريم ضياء الدين، نجدي حافظ، فخر الدين نجيدة، عاطف الطيب، رأفت الميهي، محمد شبل، رائد لبيب، محمد النجار، مدحت السباعي، عمر عبد العزيز، شريف عرفة، سعيد حامد، أسامة فوزي، مجدي أحمد علي، محمد كامل القليوبي، أحمد البدري، عمرو عرفة، علي إدريس، وائل إحسان، علي رجب، عادل عوض، عصام الشماع، وحيد مخيمر، سميح المنسي، كاملة أبو ذكري، ساندرا نشأت، محمد أمين، أكرم فريد، أحمد نادر جلال، سامح عبد العزيز، عمرو سلامة، يوسف إبراهيم، سيد سعيد، أمير رمسيس، خالد مرعي، شريف إسماعيل، أحمد سمير فرج، محمد علي، هاني حمدي، محمد مصطفى، تامر محسن، يوسف حسن، أيمن مكرم، رامي غيط، شريف عابدين، أحمد الجندي، أحمد مدحت، حسام الجوهري، تامر بسيوني.

ثالثا - أهم مشاركاته التلفزيونية:
شارك الفنان لطفي لبيب بعدد كبير من السهرات الدرامية والمسلسلات، والتي قد يزيد عددها عن مائة وعشرين مسلسلا ومن بينها: ناس كده وكده، الفدان الأخير، شجرة الأحلام، رحلة في عالم مجنون، قلوب عطشى، الذين يحترقون، أرض النفاق، عروة بن الورد، الخنساء، مأساة امرأة، إصلاحية جبل الليمون، غريب في المدينة، عيلة الدوغري، من أجل ولدي، البريء، نهاية العالم ليست غدا، أبواب المدينة، عابر سبيل، صح النوم، رحلة السيد أبو العلا البشري، رأفت الهجان، سجن أملكه، فوازير المناسبات، أم العريف، عمو فؤاد بيلف بلاد، أحزان نوح، رحلة فطوطة السحرية، اليقين، شارع المواردي، ألف ليلة وليلة، ضمير أبلة حكمت، غاضبون وغاضبات، رياح الخوف، أرابيسك، بوابة الحلواني، لا، لن أمشي طريق الأمس، ساكن قصادي، الزيني بركات، زقاق السنجقدار، نصف ربيع الآخر، زيزينيا، الخط الساخن، تلفزيون في بيتي، أهالينا، رد قلبي، الحساب، الرجل الآخر، السيرة الهلالية، أحلام مؤجلة، جسر الخطر، حروف النصب، أهل الدنيا، عيال محظوظة، الرقص على سلالم متحركة، نجوم في سماء الحضارة الإسلامية، حارة الطبلاوي، أوراق مصرية، جائزة نوفل، بين شطين ومية، الأصدقاء، أبيض وأسود، حد السكين، شاطئ الخريف، أعمال رجال، طعمية بالكافيار، شجرة الود، المنادي، توتو وبيجامة، السندريلا، حارة العوانس، القاهرة ترحب بكم، عمارة يعقوبيان، الملك فاروق، حنان وحنين، تامر وشوقية، لحظات حرجة، معكم على الهواء هايم عبد الدايم، جدار القلب، الرحايا حجر القلوب، عبودة ماركة مسجلة، معلي الوزير، الظل الأبيض، فؤش، مشاعر في البورصة، حكاية عائلة توتو، إسماعيل يس، الأشرار، كريمة كريمة، أبو العريف، ونيس وأيامه، اختفاء سعيد مهران، بابا نور، العتبة الحمرا، أزمة سكر، مش ألف ليلة وليلة، منتهى العشق، قضية صفية، مدفع رمضان، عريس دليفري، وادي الملوك، حسن التنين، ابن النظام، قصص الإنسان في القرآن، البنسيون، جني في بلاد العجائب، حفيد عز، الخواجة عبد القادر، الوهم، مدرسة الأحلام، جوز ماما، الداعية، العقرب، قشطة وعسل، البيت، كيد الحموات، صاحب السعادة، لما تامر ساب شوقية، ولاد السيدة، الكبير أوي، عيون القلب، ونوس. وذلك بخلاف مشاركته ببعض السهرات التلفزيونية والتمثيليات ومن بينها: إذا كان ولا بد، السكرتيرة الجديدة، قطار العمر السريع، سجن السنين، جلسة علنية، جمعية الرفق بالإنسان، مكان بين الناس، أحلام الفتى النائم، المحاكمة، الغرفة رقم 12، الشيخ شيخة.
رابعا - مشاركاته الإذاعية:
يصعب بل ويستحيل للأسف الشديد حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير الذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والمسلسلات الدرامية على مدار ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما، وذلك نظرا لافتقادنا إلى جميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية. هذا وتضم مجموعة مشاركاته الإذاعية عدد كبير من الأعمال ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: حبيبتي آخر حاجة، لطيف زمانه، شغل عفاريت، منحوس مع مرتبة الشرف، هيما في البريمة، اطلبني من بابا، حب بالصلصة، إجري إجري، جواب حبيبي، رحلة العذاب، أوهام، مالك الهوى، فلول وطعمية، رجل المستحيل، أحلام شهرزاد، العملية صهللة، مش لازم حازم، أغرب القضايا.

 - السمات المميزة:
يمكنني بتتبع قائمة الأعمال الإبداعية السابقة بجميع القنوات الفنية أن أجمل بصفة عامة أهم السمات الفنية التي يتمتع بها الفنان القدير لطفي لبيب في النقاط التالية:
 - انتماؤه إلى جيل الثمانينات من فناني الكوميديا الذين ساهموا في إثراء أعمالنا الفنية خلال العقود الأربعة الأخيرة، وذلك ضمن قائمة ضمت أسماء الفنانين: محمد صبحي، ممدوح وافي، حسن عابدين، نجاح الموجي، أحمد بدير، أحمد أدم، صلاح عبد الله، والذين تكاملت إسهاماتهم مع استمرار تألق نخبة من جيل السبعينات وفي مقدمتهم: سيد زيان، وحيد سيف، عبد الله فرغلي، يونس شلبي، محمد نجم، مظهر أبو النجا.
 - عشقه الأصيل لوطنه وتمتعه بفكر سياسي ناضج وموقف مجتمعي واضح كنتاج لكثرة قراءاته بمختلف المجالات (وخصوصا الأدبية والفنية)، ومتابعاته المستمرة للأحداث السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعدد خبراته ومشاركاته الإيجابية في الحياة.
 - الحضور القوي المحبب وتمتعه بذلك التوهج الفني، والتمكن الواضح من مختلف مفرداته الفنية، والذي أهله لوضع بصمة مميزة به ولفت الأنظار إلى مشاركاته المختلفة على الرغم من عدم قيامه بأدوار البطولة المطلقة.
 - تمتعه بخفة الظل وسرعة البديهة التي يوظفها أحيانا في الارتجال، مع قدرته ومهارته على خلق الإبتسامات وتفجير الضحكات وإشاعة جو من البهجة.
 - إجادته أداء الأدوار الميلودرامية والتراجيدية بنفس كفاءة أدائه للأدوار الكوميدية التي برع في تجسيدها واشتهر بها.
 - تميزه الكبير في التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس درجة تميزه في التمثيل باللهجة العامية.
 - حرصه الكبير على تنوع أدواره وعدم الوقوع في دائرة النمطية أو تكرار بعض الشخصيات الدرامية، ونجاحه الكبير في تقديم شخصيات متنوعة ومثيرة تضيف - بخلاف إضافتها للعمل الفني - إلى رصيده الشخصي دائما.
 - القدرة على الارتجال بما يتناسب مع المواقف المختلفة، مع مهارة عدم الخروج عن أبعاد وملامح شخصيته الدرامية.
 - احترافه اللعب في خط الوسط - طبقا لتعبيره - ويقصد مشاركاته بالأدوار الثانوية ومساعدة النجم في تحقيق الهدف، وهو بذلك ينتمي إلى نفس نخبة فناني الكوميديا الذين تميزوا في أداء تلك الأدوار ومن بينهم الأساتذة: استيفان روستي، عبد الفتاح القصري، محمد كمال المصري، حسن كامل، عبد السلام النابلسي، محمد شوقي، عدلي كاسب، حسن مصطفى، إبراهيم سعفان، عبد الله فرغلي، حسن حسني، حسن عابدين، محمد أبو الحسن، صلاح عبد الله.

 - التكريم:
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلى عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، ولعل من أهم مظاهر تكريمه:
حصوله على جائزة أحسن ممثل دور ثانٍ عن فيلم «كلام في الممنوع» عام 1999، وأيضا عن دور السفير الإسرائيلي بفيلم «السفارة في العمارة» عام 2006. وكذلك تكريمه في كل من:
 - المهرجان العربي التاسع (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) في أبريل 2011 (وذلك بعد إندلاع ثورة الشباب في يناير).
 - احتفالية تكريم أبطال نصر أكتوبر في العاشر من رمضان عام 2018، وذلك ضمن فعاليات برنامج «هل هلالك» الذي ينظمه قطاع شؤون الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة.
 - الدورة الثالثة لمهرجان «شرم الشيخ للسينما الآسيوية» عام 2019.
 - الدورة الثانية عشر للمهرجان «القومي للمسرح المصري» عام 2019.
ويبقى تكريمه الأكبر وهو تمتعه بحب واحترام وتقدير الجمهور على مدى سنوات مشواره الفني، خاصة وأنه ظل محافظا على صورته المثالية طوال مسيرته الفنية كفنان قدير يحترم إسهاماته وتاريخه الفني الذي صنعه بموهبته الأصيلة واجتهاده المستمر.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏