نيللي ملكة الاستعراض

نيللي ملكة الاستعراض

العدد 623 صدر بتاريخ 5أغسطس2019

الفنانة المصرية القديرة نيللي ممثلة وفنانة استعراضية متميزة وهي تعد ملكة الفوازير في الوطن العربي، ولدت في 3 يناير عام 1949 بمدينة القاهرة، وهي تنتمي لأصول أرمينية من مدينة حلب بسوريا الشقيقة (وتحديدا بحارة يقال لها «حارة الجب»)، واسمها الحقيقي: «نيللي أرتين كالفيان»، وهي الشقيقة الصغرى للطفلة المعجزة والممثلة العبقرية فيروز التي اشتهرت وهي طفلة مع شقيقتيها، وهي أيضا قريبة (ابنة عمة) الممثلة القديرة لبلبة

وقد بدأت الفنانة نيللي حياتها الفنية بالتمثيل والغناء والرقص منذ طفولتها مع شقيقتيها الأكبر في عدد من الأفلام، وذلك خلال حقبة خمسينات القرن العشرين، خاصة بعدما تذوقت الفن منذ نعومة أظافرها لانتمائها لعائله فنية، فوالدها - الذي عمل بالإنتاج السينمائي - كان يهوى عزف الكمان، ووالدتها صاحبة صوت جميل وتهوى الغناء. وقد حرص والدها على تدريبها مع شقيقتيها على رقص الباليه والغناء منذ طفولتهن. ونظرا لبدايتها الفنية المبكرة فإن الحياة الشخصية لها هي ذاتها رحلتها الفنية، فلا نستطيع أن نفصل إحداهما عن الأخرى، فقد عاشت الفنانة نيللي كل مرحلة عمرية من حياتها أمام كاميرات السينما، لدرجة أن عمرها يعتبر بالفعل مُؤرخا من خلال الشاشة الفضية، وذلك منذ طلت علينا لأول مرة عام1953  وهي في مرحلة الطفولة المبكرة بوجهها البريء ورابطة الشعر البيضاء، لتلعب دور ابنة الفنان عماد حمدي في فيلم «الحرمان» من إنتاج والدها، الذي شاركتها البطولة فيه أيضا شقيقتها فيروز. والجميل أن علاقتها الأخوية الحميمة مع شقيقتها لم تتأثر أبدا بذلك التألق الكبير الذي حققته شقيقتها «فيروز» أثناء طفولتهما وعملهما في المجال الفني، فلم تشعر بالغيرة أبدا من نجاحها، بل كانت تصفها دائما في جميع أحاديثها الصحفية بأنها «المعجزة»، وتعترف أنه لا توجد طفلة استطاعت أن تنافس شقيقتها بموهبتها المتفردة، كما ظلت طوال حياتها تعتبرها القدوة المثالية بالنسبة لها.
وحينما كبرت نيللي قليلا لعبت دورها الحقيقي في الحياة كشقيقة لكل من «فيروز» و«ميرفت» بفيلم «عصافير الجنة» الذي أنتجه والدها وجمع من خلاله الشقيقات الثلاث مع المخرج الكبير محمود ذو الفقار وعزيزة حلمي، وهو أحد أجمل الأفلام التي تعتمد حبكتها الأساسية على الأطفال. ويعتبر فيلم «المراهقة الصغيرة» أول بطولة للفنانة نيللي خلال فترة المراهقة، حيث أكدت من خلاله موهبتها وبثت في الشاشة حيويتها وروحها الشابة كفتاة مراهقة تعاني من مشكلات مع والدها في الفيلم )النجم الراحل أحمد مظهر (.
وخلال فترة الطفولة شاركت في أفلام: الحرمان، عصافير الجنة، حتى نلتقي، رحمة من السماء، ويحسب لها استمرارها في التمثيل حتى نالت دور البطولة وهي بمرحلة النضج والأنوثة بأفلام: المراهقان (1964)، هي والرجال (1965)، المراهقة الصغيرة، أجازة صيف (1966).
ومن أفلامها التي شاركت في بطولتها وتألقت من خلالها بعد ذلك: بيت الطالبات، دلع البنات، مذكرات الآنسة منال، طائر الليل الحزين، الغول، ويذكر أن أفضل الأفلام التي قدمتها بصفة عامة هي تلك الأفلام الاستعراضية التي تألقت في استعراضاتها ومن بينها: نورا، سيدتي الجميلة (النشالة(، شلة الأنس، أهلا يا كابتن، بنات للحب، مع تحياتي لأستاذي العزيز، دندش.
وبا?ضافة إلى نشاطها السينمائي المستمر نجحت الفنانة نيللي في تأكيد موهبتها وإثبات جدارتها بباقي القنوات الفنية الأخرى فقدمت من خلال ميكروفون الإذاعة أول مسلسل إذاعي جذب الانتباه إليها ولفت الأنظار إلى موهبتها وهو مسلسل «شيء من العذاب» مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهب، حيث ظل جمهور المستمعين طوال الشهر يبحثون عن صاحبة هذا الصوت العذب والأداء الرائع حتى أعلن في نهاية حلقات المسلسل عن اسمها الذي حير الجميع بناء على رغبة كل من المخرج ونجم المسلسل الموسيقار محمد عبد الوهاب بإتاحة الفرصة لوجه جديد.
ويذكر أن الفنانة القديرة نيللي قد حققت جماهيريتها الكبيرة ونالت شهرتها الواسعة خلال فترة سبعينات القرن الماضي وذلك من خلال برامج «الفوازير» التلفزيونية التي قامت ببطولتها لعدة سنوات متتالية )بالتحديد خلال الربع الأخير من القرن العشرين(، ومن أشهرها: صندوق الدنيا، عالم ورق، الخاطبة، عروستي، وذلك بخلاف مشاركتها في بطولة بعض المسلسلات المهمة أيضا من أشهرها: الدوامة، المارد، الرمال الناعمة، امرأة وثلاث وجوه، برديس، مبروك جالك ولد، قصاقيص ورق.
ويضاف إلى رصيد هذه الفنانة القديرة قيامها ببطولة عدة مسرحيات استعراضية متميزة لعدة فرق قطاع خاص ومن بينها المسرحيات الاستعراضية التالية: كباريه، سندريللا والمداح، انقلاب، سوق الحلاوة.
ولعشقها لفنها ومنحها له الدرجة الأولى من الاهتمام لم توفق في حياتها الزوجية، وذلك على الرغم من زواجها أربعة مرات من كل من الأساتذة: المخرج السينمائي حسام الدين مصطفى، الموسيقار مودي الإمام، ثم رجل الأعمال المصري خالد بركات، وأخيرا الخبير السياحي والمنتج الفني د.عادل حسني. وقد صرحت في إحدى حواراتها عن حياتها العاطفية بأنها لم تتزوج إلا من رجال ربطتها بهم مشاعر حب حقيقية، ولكن حظها في الحب كان سيء جدا لأنها كانت تلتقي دائما برجال يتسمون بالأنانية، فكان كل منهم بمجرد الارتباط بها يطالبها بضرورة الاعتزال وترك التمثيل والتفرغ لحياتها الزوجية، ولكنها كانت ترفض ذلك بشدة وتتخلى عنهم. وبعد تجربة انفصالها الأول قررت التفرغ لفنها، كما قررت تنويع وتطوير أدوارها، والإبتعاد عن أدوار البنت المراهقة الصغيرة إلى نوعية مميزة من الأدوار المركبة التي تصور حياة الشباب الناضج.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لإختلاف القنوات المختلفة ) مسرح، سينما، إذاعة، تلفزيون( مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:

أولا - مشاركاتها المسرحية:
رغم نجاحها وتألقها التلفزيوني الكبير وخصوصا في تقديم «فوازير رمضان»، وكذلك نجاحها السينمائي ظل للمسرح مكانة خاصة لدى الفنانة نيللي منذ بداياتها، فهو المجال المحبب لها والمجال الذي أتاح لها فرصة الإبداع وتقديم بعض المسرحيات الاستعراضية، وهو المجال الذي قضت في العمل به كممثلة محترفة ما يزيد عن نصف قرن، شاركت خلالها ببطولة عدد كبير من العروض ببعض الفرق المسرحية المهمة ومن أهمها فرق: «الريحاني»، «المتحدين»، «الفن»، حيث شاركت في بطولة ما يقرب من خمسة عشر مسرحية، هذا ويمكن تصنيف مشاركاتها المسرحية طبقا لتنوع واختلاف الفرق المسرحية - وجميعها فرق خاصة - مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
 - «الريحاني»: حكاية كل يوم (1964)، الزوج أول من يلعب، عريس في أجازة (1966)، الدلوعة (1969).
 - «نجوم العصر»: سوق العصر (1969).
 - «الفنانين المتحدين»: سري جدا جدا (1969)، العيال الطيبين، حصة قبل النوم (1972)، مدرسة المشاغبين (1973)، كباريه (1974).
 - «المسرح الجديد»: سندريللا والمداح (1973).
 - «مسرح الفن»: إنقلاب (1988).
 - «النهار»: سوق الحلاوة (1993).
 - «فيصل ندا»: المدرسون ودروسهم الخصوصية (2002).
وقد شاركها بطولة تلك المسرحيات نخبة من كبار الفنانين من بينهم الأساتذة: حسن فايق، ماري منيب، ميمي شكيب، سناء جميل، عبد المنعم إبراهيم، عبد المنعم مدبولي، فريد شوقي، نور الشريف، محمد رضا، سعاد حسين، حسن مصطفى، ميمي جمال، حسين عبد النبي، جمالات زايد، محمد شوقي، بدر الدين جمجوم، جمال إسماعيل، عادل إمام، سعيد صالح، عبد الله فرغلي، حسن حسني، عمر خورشيد، أحمد راتب، وائل نور، ومن المطربين: هاني شاكر، إيمان البحر درويش، زينب يونس، حسن الأسمر.
هذا وقد تعاونت من خلال مسيرتها المسرحية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: عبد المنعم مدبولي، عدلي كاسب، حافظ أمين، نبيل خيري، السيد راضي، حسن عبد السلام، جلال الشرقاوي، فؤاد المهندس، أحمد حلمي.

ثانيا - مشاركاتها السينمائية:
شاركت الفنانة نيللي ببطولة وأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من الأفلام السينمائية حيث وصل رصيدها السينمائي إلى تسعين فيلما تقريبا، استطاعت في عدد كبير منها توظيف موهبتها الكبيرة في الاستعراض. كانت أولى مشاركاتها السينمائية في مرحلة النضج بفيلم «المراهقان» عام 1964 من إخراج سيف الدين شوكت، وبطولة يحيى شاهين، عماد حمدي، سعاد حسني، ليلى طاهر، في حين كانت آخر مشاركتها حتى الآن بفيلم «قط الصحراء»، ومن إخراج وبطولة يوسف منصور، وبطولتها مع أحمد رمزي، محمد الشرقاوي.
هذا وتضم قائمة أعمالها الأفلام التالية خلال فترة الطفولة: الحرمان (1953)، عصافير الجنة (1955)، رحمة من السماء،  حتى نلتقي، توبة (1958)، وبعد اجتيازها لمرحلة المراهقة ووصولها لمرحلة النضج والأنوثة: المراهقان (1964)، المشاغبون، هي والرجال (1965)، المراهقة الصغيرة، أجازة صيف (1966)، بيت الطالبات، نورا (1967)، أنا الدكتور، الرجل الذي فقد ظله، نساء بلا غد (1968)، صباح الخير يا زوجتي العزيزة، دلع البنات، يوم واحد عسل، أسرار البنات “زوجة بلا رجل، مجرم تحت الاختيار 1969، لا لا يا حبيبي، اللص الظريف، شباب مغامر، امرأة زوجي (1970)، شباب في عاصفة، عصابة الشيطان، مذكرات الآنسة منال، غدا يعود الحب (1971)، شياطين البحر، ملوك الشر (1972)، كلمة شرف، نساء الليل، مدينة الصمت، ذكرى ليلة حب، الشحات، الحب والصمت (1973)، بنات للحب، غابة من السيقان، قاع المدينة، دنيا، عايشين للحب، نساء للشتاء (1974)، سؤال في الحب، أمرأتان، نساء ضائعات، صائد النساء، سيدتي الجميلة (النشالة)، الخاطئون (1975)، الحساب يامدموازيل، العاشقات، شلة الأنس (1976)، البنت الحلوة الكدابة، الدموع في عيون ضاحكة، العذاب امرأة، عذراء ولكن، طائر الليل الحزين، لا تقولي وداعا للأمس (1977)، امرأة بلا قيد، أهلا يا كابتن، الاعتراف الأخير، عيب يا لولو يا لولو عيب، شفاه لا تعرف الكذب (1978)، خطيئة ملاك، الوهم (1979)، العاشقة (1980)، دندش، لحظة ضعف، مع تحياتي لأستاذي العزيز (1981)، حادث النصف متر، الغول (1983)، اثنين على الهوا (1984)، غابة من الرجال، الخاتم (1987)، أنا وأنت وساعات السفر (1988)، آدم بدون غطاء (1990)، ميكانيكا (1993)، قط الصحراء (1995).
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة من نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: هنري بركات، حسن الإمام، عاطف سالم، محمود ذو الفقار، محمود فريد، سيف الدين شوكت، عباس كامل، سعد عرفة، أحمد ضياء الدين، حسام الدين مصطفى، كمال الشيخ، حلمي رفلة، حسن الصيفي، حسن رمزي، كمال عطية، نادر جلال، أشرف فهمي، عبد المنعم شكري، أحمد فؤاد، محمد عبد العزيز، عبد الرحمن شريف، عيسى كرامة، يوسف عيسى، سمير سيف، أحمد يحيى، أنور الشناوي، عادل صادق، يحيى العلمي، محمد نبيه، يوسف فرنسيس، أحمد ياسين، سيد طنطاوي، رضا ميسر، محمد شاهين، سمير الغصيني، إسماعيل جمال، إبراهيم عفيفي، زكي صالح، يوسف منصور.
وجدير بالذكر أنها كونت مع المخرج حسام الدين مصطفى - ومن قبل زواجهما - ثنائيا فنيا ناجحا حيث أخرج لها ستة أفلام ناجحة هي: «عصابة الشيطان»، و«شياطين البحر»، و«ملوك الشر»، «كلمة شرف»، «الشحات»، و«غابة من السيقان». كما يذكر أيضا أنه قد تم اختيار فيلم «الرجل الذي فقد ظله» من إنتاج عام 1968، والذي شاركت ببطولته ضمن قائمة أفضل (100) مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 في مئوية السينما المصرية (1896 - 1996).

ثالثا - أهم الأعمال التلفزيونية:
نجحت الدراما التلفزيونية في الاستفادة من موهبة وخبرات الفنانة القديرة نيللي فمنحتها فرصة المشاركة - بخلاف بطولة «فوازير رمضان» - ببطولة ما يزيد عن ثلاثين مسلسلا وسهرة تلفزيونية، ومن بينها المسلسلات التالية: الدوامة، المارد، الرمال الناعمة، امرأة وثلاث وجوه، برديس، مبروك جالك ولد، إنها مجنونة مجنونة، حبيبى الذي لا أعرفه، عاشت مرتين، سنوات الشقاء والحب، ألف ليلة وليلة، آلو رابع مرة، قصاقيص ورق، وذلك بخلاف بعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: اللقاء المر، المليونيرة الفقيرة، اللعبة )فيديو كليب. (
 - «فوازير رمضان»:
قامت الفنانة نيللي ببطولة «فوازير رمضان «على مدى عدة أعوام، وبالتحديد قدمتها 12 مرة خلال 20 عاما في الفترة بين 1975 - 1996. وقدمتها بأقلام نخبة من كبار الشعراء ومن بينهم: عبد السلام أمين، صلاح جاهين، الذين أبدعوا في تقديمها بعدة أسماء وأفكار مثل: صورة وفزورة (1975)، صورة وفزورتين (1976)، صورة وتلات فوازير (1977)، صورة وثلاثين فزورة (1978)، أنا وأنت فزورة التمبوكا (1979)، عروستي (1980)، الخاطبة (1981)، عالم ورق ورق (1990)، عجايب صندوق الدنيا (1991)، أم العريف (1992)، الدنيا لعبة (1995)، زى النهاردة (1996).

رابعا - أهم الأعمال الإذاعية:
تميزت الفنانة المتميزة نيللي بنبرات صوتها المميزة وحساسيتها في الأداء، وبمهاراتها في التلوين الصوتي وقدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية، وبأدائها البديع لمختلف الشخصيات، ولذا فقد نجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبتها ومهاراتها في عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية، ولكن للأسف الشديد يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة، والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن أربعين عاما، وذلك لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية. هذا وتضم قائمة أعمالها الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها على سبيل: شيء من العذاب (1966)، سنة أولى حب (1974)، رصاصة في القلب (1985)، هيام وفارس الأحلام (1986).

ويتضح جليا مما سبق أن الفنانة المتميزة خفيفة الظل والممثلة صاحبة الرشاقة وملكة الاستعراض نيللي فنانة قديرة حقا، ويحسب لها خلال مسيرتها الفنية الثرية إخلاصها في عملها واجتهادها الكبير والمستمر لإسعادنا وخلق البسمة على شفاهنا، حيث ظلت كالفراشةُ تُحلق في قلوب المعجبين بفنها وتأسر قلوب كل من يتابع أعمالها، كما ظلت بالفعل حالة متفردة لا يضاهيها أحد في خفة ظلها وطلتها المبهجة المفعمة بالحيوية والنشاط، خاصة بعدما عشقتها الكاميرا وأبرزتها في أروع صورها، فتربعت على عرش النجومية، وبرعت في الفن الاستعراضي والفوازير لسنوات طويلة، فحققت باجتهادها ودأبها وإخلاصها نبوءة كل من تابع مشوارها الفني وهي طفلة في سن صغيرة، حيث كشفت موهبتها الفذة عن بداية بزوغ نجمة كبيرة تخطف الأضواء، فنجحت بتقديمها لذلك الكم الكبير من الأعمال المتميزة في تأكيد تلك التوقعات، ويكفي أن نذكر لها مشاركتها لكبار النجوم بطولة عدد كبير من الأفلام السينمائية، حيث شاركت على سبيل المثال: الفنان كمال الشناوي في عدة أفلام من بينها: نورا (1966)، بيت الطالبات (1967)، الرجل الذي فقد ظله (1968)، زوجة بلا رجل (1969)، والفنان فريد شوقي في أفلام: أجازة صيف (1967)، أنا الدكتور (1968)، عصابة الشيطان (1972)، الغول (1983)، والفنان صلاح ذو الفقار في أفلام: الرجل الذي فقد ظله (1968)، صباح الخير يا زوجتي (1969)، امراة زوجي (1970)، كذلك شاركها الفنان محمود ياسين في بطولة عدد كبير من الأفلام من بينها: غابة من السيقان (1974)، العذاب امرأة (1977)، دندش (1980)، مع تحياتي لأستاذي العزيز (1981)، وشاركها أيضا الفنان محمود عبد العزيز في بطولة ثلاثة أفلام هي: البنت الحلوة الكدابة 1977، طائر الليل الحزين 1977، عيب يالولو.. يالولو عيب 1978.
وتظل الجميلة نجمة الاستعراضات نيللي محافظة على رشاقتها فهي صاحبة القوام الرشيق والملامح المريحة، والضحكة العفوية التي تنطلق بشقاوة بريئة لم تلوثها الحياة، والتي لم تفارقها ولم تتغير حتى وهي على مشارف السبعين عاما، كما تظل محتفظة بطبيعتها البسيطة وبصفاتها الجميلة الأصيلة، بتواضعها رغم شهرتها منذ طفولتها، بصراحتها وكرهها للكذب، وبقدرتها السحرية على الاعتراف بأخطائها، وأيضا بثقتها الكبيرة في نفسها وبالتالي بعدها تماما عن جميع مشاعر الغيرة والحقد، وقبل كل مأسبق بتميزها بقدرتها على تصدير الطاقة الإيجابية وإشاعة جو من البهجة والمرح. وتتضمن المعلومات الطريفة حول الفنانة اللهلوبة خفيفة الظل نيللي أنها قد حققت شهرة بين أصدقائها بأنها قارئة ماهرة للفنجان، حتى أن الإعلامي القدير سمير صبري استضافها بإحدى الحلقات - من برنامج «النادي الدولي» الذي كان يعرض على التلفزيون المصري في السبعينات - لقراءة الفنجان للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏