وداعا صانع البهجة محمد نجم

وداعا صانع البهجة  محمد نجم

العدد 615 صدر بتاريخ 10يونيو2019

الفنان الكوميديان صانع البهجة محمد نجم ممثل مصري متميز، واسمه الحقيقي محمد محمد علي عوض، وهو من مواليد في 15 يناير عام 1944 بقرية الغار التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة “الشرقية” (وهي نفس مسقط رأس شقيقه المؤلف والشعر نجيب نجم، وأيضا الممثل الكبير الراحل شكرى سرحان).
وقد بدأ مسيرته الفنية في أوائل السبعينات بأدوار صغيرة في السينما والتليفزيون ثم حقق انطلاقته ولفت الأنظار إليه من خلال فرقة “المسرح الساخر” للفنانة القديرة نجوى سالم، وكانت أولى مسرحياته هى “موزة و3 سكاكين” التي قدمها في عام 1970، لكن أول بطولة مسرحية له كانت من خلال مسرحية “حاجة تلخبط” في نهاية نفس العام أيضا. ومن خلال المسرح حقق بعد ذلك نجاحه الكبير بعمله بعدة فرق من بينها فرق: “عمر الخيام”، “الكوميدي شو”، و”المدبوليزم” للفنان القدير عبد المنعم مدبولي الذي فجر كثير من طاقاته. ليبادر محمد نجم بعدها بتأسيس فرقته  الخاصة والتي تحمل إسمه، ويقدم من خلاله العديد من المسرحيات الناجحة وذلك بعدما حقق البطولة المطلقة والنجومية من خلال مسرحيته الشهيرة “عش المجانين”، والتي تضمنت أشهر إفيهاته المسرحية “شفيق ياراجل ....”
والحقيقة أن هواية التمثيل قد بدأت تتفجر لدى الفنان محمد نجم في فترة مبكرة من حياته بفضل تشجيع شقيقه الشاعر الغنائي والمؤلف نجيب نجم، والذي كان يعمل مدرسا للرياضيات ويهوى تأليف الأغاني، وقد شارك شقيقه - في فترات تالية - بكتابة أغاني بعض عروضه،  كما قام أنتج ثلاث مسرحيات من تأليفه وذلك من خلال الشركة التي كونها بعنوان “الكوميدي فلاش” (والمسرحيات الثلاث هي: القشاط بطولة محرم فؤاد وهناء ثروت، دلوعة يابيه (1983) بطولة هويدا ومظهر أبو النجا، وش السعد (1984) بطولة هالة فاخر، وحيد سيف، القشاط (1985) بطولة محرم فؤاد، هناء ثروت).
وبفضل موهبته المؤكدة استطاع محمد نجم أن يصبح أحد أشهر ممثلي الكوميديا في الوطن العربي، بل وأن يصبح مع كل من الفنانين محمد صبحي، يونس شلبي من أنجح نجوم “جيل السبعينيات” بمجال المسرح الكوميدي، وهو الجيل الذي ضم نخبة من الفنانين المتميزين من بينهم: ممدوح وافي، نجاح الموجي، مظهر أبو النجا، محمود القلعاوي، اسامة عباس، فؤاد خليل، محمد أبو الحسن، نبيل بدر، وذلك بإعتبار أن كل من الفنانين: ثلاثي أضواء المسرح، عادل إمام، سعيد صالح، سيد زيان، فاروق فلوكس، فاروق نجيب، صلاح يمكن تصنيفهم بالإنتماء إلى “جيل الستينيات”، وأن كل من الفنانين: أحمد بدير، أحمد راتب، المنتصر بالله، لطفي لبيب، محمد متولي، أحمد أدم، صلاح عبد الله، ينتمون إلى “جيل الثمانينات”.
والمتتبع للفنان محمد نجم وأعماله الفنية يمكنه رصد مدى تميزه - بخلاف حضوره المحبب وقدرته على الإرتجال - في التنكر بعدة شخصيات وأيضا في أدوار المرأة بكافة مستوياتها الإجتماعية، وكذلك تميزه الكبير في إلقاء الإفيهات وتحقيق التواصل الكبير مع الجمهور من حركاته الكوميدية المبتكرة، وأدائه الساخر الذي ينتزع الضحكات من القلوب.
- فرقة “نجم” المسرحية:
يحسب للفنان المتميز محمد نجم نجاحه في تحقيق ما عجز عنه عدد كبير من نجوم الكوميديا الكبار على مر التاريخ، حيث نجح في تأسيس فرقة مسرحية تحمل اسمه، كما نجح في بناء دار عرض خاص بفرقته أطلق عليها اسمه، وهو ما لم يتحقق لقطبي الكوميديا الرائدين علي الكسار ونجيب الريحاني في عصرهما الذهبي، حيث إعتمد كل منهما على إيجار المسرح الخاص بعروض فرقته (مسرح “الماجستيك” لفرقة علي الكسار، ومسرح “الإجيبسانة” لفرقة نجيب الريحاني)، وأيضا لم يتحقق للنجم إسماعيل يس (والذي اتخذ مع شريكه المبدع أبو السعود الإبياري من مسرح “ميامي” مقرا لفرقته). وإذا كان أغلب نجوم الستينيات قد ساهموا في تأسيس فرق مسرحية بمعاونة بعض المنتجين وفي مقدمتها فرق: “الكوميدي المصرية” (محمد عوض وصلاح يسري وفؤاد المهندس)، “الهنيدي” (أمين الهنيدي والسيد بدير)، “المدبوليزم” (عبد المنعم مدبولي ومحمد أسعد)، فإنهم جميعا لم يوفقوا في بناء مسرح خاص للفرقة، حيث اعتمد كل منهم أيضا على إيجار دور العرض (“الكوميدي المصرية” بمسرح “الزمالك”، “الهنيدي” بمسرح “متروبول”، “المدبوليزم بمسرح “الجلاء).
اووفق الفنان محمد نجم من شراء دار صيفي للعرض السينمائي بمنطقة الدقي (بشارع إيران الموازي لشارع مصدق) وإتخاذها مقرا لفرقته، وحولها سريعا لدار عرض مسرحي لتقديم عروضه - وبعض العروض لفرق أخرى أحيانا ولكن في أضيق نطاق -  وأفتتح المسرح في ديسمبر عام 1982 بمسرحيته الشهيرة “الواد النمس”من تأليف مجدي الإبياري وإخراج عبد المنعم مدبولي وبطولته مع هياتم، زين العشماوي، وعلي الشريف.
وللأسف تعرض المسرح - بعد أقل من أربع سنوات فقط - لحريق كبير (في أبريل عام 1986) التهم خشبة المسرح وأيضا غرف الكواليس، واحترقت ديكورات وملابس مسرحية “القشاش” (من تأليف أحمد الإبياري وإخراج حسن عبد السلام وبطولة سيد زيان وميمي جمال ووحيد سيف). ولكن الفنان محمد نجم استطاع بإيمانه وإرادته خلال فصل الصيف إجراء الإصلاحات الشاملة لإزالة آثار الحريق، وبالفعل أستأنف المسرح نشاطه في نهاية نفس السنة بمسرحية “الخوافين” (تأليف ماهر ميلاد وإخراج عبد الغني زكي، وبطولة محمد نجم مع هناء ثروت، مجدي وهبة، حسين الشربيني). واستمر المسرح يعمل بإنتظام وحقق شهرة كبيرة ولكن للأسف الشديد قام الفنان محمد نجم بهدمه عام 2016، وذلك بعدما وجد أن المسرح عجز عن  تحقيق أى مكاسب مادية مناسبة، فأضطر إلى اللجوء إلى إستخراج التصاريح اللازمة بهدمه، وبالفعل تم هدمه للإستفادة من مساحة الأرض الكبيرة المقام عليها المسرح بإقامة برج سكني كبير.
ويذكر أن الفنان الكبير محمد نجم قدم من خلال فرقته ما يقرب من عشرين عرضا، وذلك بخلاف العروض التي شارك في إنتاجها مع بعض الجهات الإنتاجية الأخرى، هذا ويمكن من خلال رصد ودراسة إنتاج فرقته المسرحية التقرير بأن أفضل فترات تألقها المسرحي فنيا وجماهيريا - وتألقه هو أيضا فنيا - كانت خلال فترة الثمانينات والنصف الأول من تسعينيات القرن الماضي. وقد تضمنت هذه الفترة تقديم المسرحيات الجماهيرية التالية: طار فوق عش المجرمين، أنا أجدع منه، الواد النمس، دول عصابة يا بابا، إعقل يا مجنون، البلدوزر، الخوافين، أصل وخمسة، عبده يتحدى رامبو، الكدابين قوي، أولاد دراكولا، منور يا باشا.
وجدير بالتنويه إلى أن الفنان محمد نجم قد حرص طوال مسيرته الفنية على التعاون مع عدد كبير من النجوم بل واستقطاب بعض كبار نجوم الكوميديا أيضا في عروضه وفي مقدمتهم على سبيل المثال: محمد رضا، حسن مصطفى، وحيد سيف، سيد زيان، حسن حسني، محمود القلعاوي، أحمد راتب، حسين الشربيني، فاروق نجيب، مظهر أبو النجا، نبيل الهجرسي، فاروق فلوكس، والنجمات: عقيلة راتب، ميمي شكيب، نبيلة السيد، سهير الباروني، ميمي جمال. هذا وتتضمن أيضا قائمة النجوم المشاركين في عروضه أسماء النجوم التالية: عمر الحريري، سلامة إلياس، توفيق الدقن، سعيد عبد الغني، حمدي أحمد، زين العشماوي، مجدي وهبة، محمود الجندي، حاتم ذو الفقار، أحمد ماهر، علي الشريف، فؤاد أحمد، محمد خيري، عماد رشاد، عمرو عبد الجليل، زكريا موافي،  ضياء الميرغني، السيد حاتم، عثمان عبد المنعم، محمد الأدنداني، وأيضا النجمات: سعاد حسين، سوسن بدر، هناء ثروت، إيمان سركيس، شهيرة، هياتم، عايدة رياض، سماح أنور، شيرين، فريدة سيف النصر، هناء ثروت، زيزي مصطفى، بثينة رشوان، فيفيان، هند عاكف، أميمة سليم، سميرة صدقي، ميرفت منجي.
ونظرا للنجاح الجماهيري الكبير الذي حققته فرقته، والتي أصبحت خلال فترة الثمانينات قبلة السائحين العرب وفق الفنان محمد نجم في إستغلال وتوظيف هذا النجاح بتنظيم عدة جولات فنية خارجية بعروضه، فبخلاف جولاتها المتعددة ببعض الدول العربية الشقيقة (ومن بينها: سوريا، لبنان، السعودية، دول الخليج) قامت الفرقة أيضا بتقديم عدد من مسرحياتها للجاليات العربية ببعض الولايات الأمريكية وكندا وكذلك ببعض الدول الأوربية (ومن بينها الدنمارك).
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (الإذاعة المسرح السينما التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان محمد نجم طوال مسيرته الفنية، فمن خلاله تفجرت موهبته وتألق كممثل ومنتج ومؤسس لفرقة وأيضا مؤلفا ومخرجا بعد ذلك، فهو مجال إبداعه الأساسي الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة (ومن بينها: “المسرح الساخر”، “عمر الخيام”، “المدبوليزم”، “كوميك تياترو” للأبيارية). هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1- فرق مسارح الدولة:
- “المسرح الكوميدي”: النمر (2007).
2- فرق القطاع الخاص:
- “المسرح الساخر” (نجوى سالم): موزة وثلاث سكاكين، حاجة تخبط (1970)، صاحبة العصمة (1972)، صديقي اللص، ممنوع لأقل من 30 سنة (1973).
- “المسرح الفكاهي” (أنور عبد الله): شورت ساخن جدا (1971).
- “المسرح الجديد”: سندريلا والمداح (1973).
- “عمر الخيام”: أنهم يقتلون الحمير، لعبة أسمها الحب (1974).
- “الكوميدي شو”: الدنيا مزيكة (1976).
- “المدبوليزم”: حمار ما شالش حاجة (1977)، مولود في الوقت الضائع (1978).
- “نجوم الكوميديا” (حسين عناني): زوجة واحدة تكفي (1979).
- “كوميك تياترو” (يسري الإبياري): عش المجانين (1979)، الناس اتجننت (1981)، المشاكس (1995).
- “نجم”: طار فوق عش المجرمين (1981)، أنا أجدع منه (1982)، الواد النمس (1983)، دول عصابة يا بابا، إعقل يا مجنون (1984)، البلدوزر (1986)، الخوافين، أصل وخمسة (1987)، عبده يتحدى رامبو (1989)، الكدابين قوي (1990)، أولاد دراكولا (1992)، منور يا باشا (1994)، واد عفريت (1998)، أي أند يو هنجننوه (2000)، عيطة عامل زيطة (2005)، الأستاذ بطة (2009)، دوحة وحلمبوحة (2010)، عفيفي بقى فيفي (2011)، البريمو (2015)، الأونطجي (2016).
- “النسور” (ممدوح يوسف): واحد لمون والثاني مجنون (1995).
- “عصام الحوت”: دربكة همبكة (1998).
- “مينوش” (مدحت الشريف): الواد ضبش عامل لبش (1999).
- “السارة للإنتاج الفني”: سلم وبعدين نتكلم (2002).
وذلك بالإضافة إلى مجموعة من “المسرحيات المصورة” (التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني) ومن بينها: دليل الرجل المتزوج، سيرك البلياتشو، غبي في الفضاء، بنسيون الأحلام (1970)، أنا نسيت اسمي (نسيت نفسي)، حماتي والمنديل، غبي في الفضاء (1977)، صاحبة الملاليم، حسنين يعيش مرتين (1978)، زوجة واحدة تكفي (1979)، في بيتنا مجنون، أغرب زواج في العالم (1981)، إديني عقلك (1983)، حاسب من الستات (1995)، كحيون ربح المليون (2002)، رابطة المشجعين (2004)، مطلوب غبي فورا (2015)، فتحية بيه (2018).  وذلك بخلاف أيضا بعض المسرحيات التي قدمت ببعض الدول العربية ومن بينها: عفريت في الاكاديمية، نجوم سوبر ستار، زغلول على المحمول.
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين المسرحيين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: كمال يس، عبد المنعم مدبولي، السيد راضي، حسن عبد السلام، جلال الشرقاوي، محمود الألفي، عبد الغني زكي، شاكر خضير، عصام السيد، رزيق البهنساوي، مصطفى الدمرداش، عادل صادق، سعيد مدبولي، جلال عبد القادر، محمود أبو جليلة، محمد عمر، أشرف زكي، شريف عبد اللطيف، محمد الخولي.
وجدير بالذكر أن الفنان محمد نجم - ومن خلال ممارسته المسرحية الطويلة واكتسابه للخبرات - قد تفجرت موهبته بكل من مجالي التأليف والإخراج، فساهم بإخراج خمس مسرحيات هي: المشاغب، عيطة عامل زيطة، الأستاذ بطة، دوحة وحلمبوحة، عفيفي بقى فيفي، كما قام بتأليف مسرحية الأستاذ بطة، وشارك كل من المؤلف طارق عبد الجليل في تأليف مسرحية “الكدابين قوي”، والمؤلف عزت أدم في تأليف مسرحية “واد عفريت”.

ثانيا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير محمد نجم بأداء بعض الأدوار الرئيسة المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد قليل جدا من الأفلام السينمائية والتي قد لا يزيد عددها عن عددها خمسة عشر فيلما، وبالطبع لا يتناسب هذا العدد مع حجم موهبته المؤكدة وخبراته الكبيرة، وربما يعود السبب الرئيسي لذلك رفضه الدائم القيام بالأدوار الثانوية والتي لا تتناسب أبدا مع بطولاته المطلقة ونجاحاته الكبيرة التي حققها في المسرح، خاصة بعدما ظهرت موجة الأفلام الكوميدية الجديدة ببعض النجوم الجدد وفي مقدمتهم: محمد هنيدي، علاء ولي الدين، أشرف عبد الباقي، محمد سعد).
وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: حياة خطرة (1971)، حكايتي مع الزمان، الساعة تدق العاشرة، بمبة كشر (1974)، وانتهى الحب، إحترسي من الرجال يا ماما، الكداب، أبدا لن أعود (1975)، قمر الزمان، مولد يا دنيا، صانع النجوم (1976)، من بلا خطيئة (1978)، البنت كبرت (1979)، وذلك بالإضافة إلى بعض الأفلام التليفزيونية ومن بينها: عقلي طار (1994)، بين اللهب تأليف عبد المنعم الصاوي وإخراج عبد المنعم شكري.
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين ومن بينهم الأساتذة: صلاح أبو سيف، هنري بركات، حسن الإمام، حسين كمال، محمود فريد، حسن رمزي، أحمد فؤاد، عبد المنعم شكري، تيسير عبود، حمدي الإبراشي، عبد الحميد أحمد.
ثالثا - أعماله بالدراما التليفزيونية:
شارك الفنان القدير محمد نجم بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد محدود جدا من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من أربعين عاما ومن بينها المسلسلات التالية: جحا وبنات شهبندر التجار، كيف تخسر مليون جنيه (1978)، أيام لا تضيع (1980)، غابة من الأسمنت (1984)، وذلك بخلاف بعض مسلسلات السيت كوم ومن بينها: “زيزو 900 (2009)، بيت العيلة - 2 (2010)، “ياسين في مستشفى المجانين” (2011). وكذلك أيضا مشاركته ببعض الأدوار الرئيسة بعدد من التمثيليات والسهرات التيفزيونية ومن بينها: مع الإعتذار لعزوز، رجل في البلكونو، خرج ولم يعد.
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، ولكن برغم حصوله على بعض الجوائز عن أدواره الثانوية بالسينما وقيام بعض الجهات بتكريمه إلا أنه للأسف لم يحظ بما يليق من تكريم وخاصة لإسهاماته المهمة في المسرح، وإن ظل طوال مسيرته الفنية فخورا بحب الجماهير له ويعد ذلك أهم مظاهر التكريم.
وأخيرا لا يسعني إلا الدعاء له بأن يتغمده الله بخالص رحمته ومغفرته جزاء إخلاصه لعمله وسعيه طوال حياته لإسعادنا وخلق البسمة على شفاهنا وتفجير ضحكاتنا، وأن أتقدم بخالص العزاء لإبنه الوحيد الفنان شريف نجم، وزوجته الفنانة المعتزلة يسرية عبد الجليل (حبيبة)، وأشقائها الأصدقاء: الفنان عمرو عبد الجليل، والمحامي هشام، والداعية الإسلامي أيمن، والمؤلف والسيناريست الراحل طارق عبد الجليل.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏