عمر توفيق: مع التطور التكنولوجي تظهر وسائط درامية جديدة

 عمر توفيق: مع التطور التكنولوجي تظهر وسائط درامية جديدة

العدد 609 صدر بتاريخ 29أبريل2019

أقيمت ندوة تحت عنوان «أثر المسرح في دراما الإذاعة والتلفزيون» بمكتبة المستقبل العامة 18 أبريل الحالي، تحدث فيها الباحث عمر توفيق، في حضور عدد من رواد المكتبة، تحدث توفيق عن معنى الدراما، وكيف بدأ فن الدراما من خلال المسرح ورحلة المسرح حتى العصر الحديث.
حيث قال: «عندما بدأت الفنون في تاريخ الإنسانية كانت ما بين العمارة والرسم، وطورها الإنسان إلى معطيات قابلة للتصديق العقلي المتوافق مع فضاءات الكون الفسيحة في ذلك الوقت، فجاء الرقص والغناء، وبعد ظهور الطقوس كنتاج بشري للتعامل مع مستجدات الأمور في عالم هذا الإنسان بدأ التدوين بأشكاله المتعددة، ما بين النحت على الجدران والكتابة بأشكالها المتنوعة كالمسمارية والبرديات وغيرها، ظهر المسرح وتطور من حضارة إلى أخرى حتى بداياته الواقعية التي وصلت لنا منذ 500 عام قبل الميلاد على يد الإغريق».
وتطرق الباحث إلى تطور حركة المسرح عبر العصور المختلفة من عصر النهضة والعصر الحديث وتنوع أشكاله، موضحا: «أنه مع تطور المسرح والوصول إلى عصر النهضة والعصر الحديث تنوعت الأشكال المسرحية في الكتابة وتقديم العروض للمتلقي، وكان النص المسرحي هو فرس الرهان دائما في انتقاله من مجتمع إلى آخر ومن زمان إلى آخر مغاير، لذا أصبح النص المسرحي بمثابة الجوهرة الفكرية التي تنتقل عبر الأجيال المتلاحقة منذ الإنسان القديم ليحقق له حلم التعايش مع ذلك الكون الفسيح».
ثم تناول توفيق خلال الندوة تطور وظهور «الوسائط الدرامية الحديثة» من خلال نشأة الإذاعة وتطور الدراما الإذاعية، ثم التلفزيون والدراما التلفزيونية في مصر، حيث قال إنه مع التطور الحضاري ظهرت وسائط درامية جديدة لحياة ذلك الإنسان مثل الإذاعة التي بدأت مع عشرينات القرن الماضي، والتلفزيون الذي بدأ منذ الثلاثينات من ذات القرن، وكانت الحاجة هنا إلى تطور درامي جديد لتلك الجوهرة الفكرية القديمة المعروفة بالنص المسرحي.
كما تطرق إلى كيفية انتقال العمل المسرحي إلى شكله الإذاعي أو التلفزيوني، وأسس كتابة عناصر كل وسيط منهما، من حيث الحوار والموسيقى والمؤثرات الصوتية في الإذاعة، والصورة مع الحوار في التلفزيون. وأشار إلى أن اللجوء إلى النصوص المسرحية وإعادة تقديمها في الإذاعة والتلفزيون هو ما جعل كتاب الدراما الجديدة في الإذاعة والتلفزيون، يعيدون كتابة النص المسرحي ويعيدون اكتشافه من جديد، حيث تعاملوا معه بما يؤكد إعادة خلقه من جديد ليحقق حلم التعايش القديم للإنسان الأول في صورته الحديثة.
من هنا تأتي أهمية الندوة حيث تناولت عددا من النماذج التي تنقلت في صياغتها المختلفة ما بين المسرح في صورته الأولى، ثم الصورة الإذاعية، بعد ذلك ووفقا للتطور التكنولوجي للوسائط، والدراما التلفزيونية، كما تطرق إلى التغيرات التي طرأت على تلك النماذج من تغيرات درامية لكي تناسب الشكل الجديد في التقديم، وكانت النماذج كالتالي: مسرحية “بيت برنارد ألبا” للكاتب الإسباني لوركا ونموذجها الدرامي الجديد من خلال مسلسل “الحرملك” للكاتبة منى نور الدين والمخرج حسن سيف الدين، مسرحية “مسافر بلا متاع” للكاتب الفرنسي جان أنوي ومعادلها الدرامي في السهرة الإذاعية “خطة لم تكتمل” للكاتب ممدوح عفيفي والمخرجة يسرية علي، ومسرحية “زيارة السيدة العجوز” للكاتب العالمي فريدريش دورينمات ومعادلها في الدراما التلفزيونية مسلسل “المعدية” للكاتب محمد جلال عبد القوي والمخرج حمادة عبد الوهاب، ومسرحية “هاملت” لشكسبير ونموذجها الدرامي في الإذاعة الملحمة الشعبية “همام” تأليف محمود إسماعيل جاد وإخراج محمود يوسف، وكذلك مسرحية “الملك لير” لشكسبير ومعادلها في الدراما التلفزيونية مسلسل “أبناء في العاصفة” تأليف نظمي رسمي وإخراج فايق إسماعيل، وأخيرا مسرحية “بيجماليون” لبرنارد شو ونموذجها الدرامي في الإذاعة السهرة الإذاعية “التمثال الحي” للكاتب فوزي البارودي والمخرج محمود فتح الله.
 

 


سمية أحمد