في الطريق إلى الشارقة كلمة الوفود المشاركة في المؤتمر المسرحي

في الطريق إلى الشارقة   كلمة الوفود المشاركة في المؤتمر المسرحي

العدد 603 صدر بتاريخ 18مارس2019

ا.د. عبدالكريم عبود عودة
جامعة البصرة كلية الفنون الجميلة
                            العراق
 
  من بصرة الفرح والطيبة والاحتفال من مدينتي التي تعلمت فيها حب المسرح بدأت رحلة جديدة للتعرف عن أسرار المسرح أسميتها الطريق إلى الشارقه  .
 الشارقة مدينه كنت احلم ان أعانق بحرها لأغني فيها وعلى سواحلها الاخاذة والساحرة أهزوجة الخليج واصرخ بأعلى صوتي صيحات أمواج خليجنا التي تكسر الضياع وتبددت الهموم وتروي الظمأ .
 في الطريق الى الشارقة كنت احمل بداخلي تطلعات مسرحية عن لقاء الأحبة من الإمارات بلد الاحتفال ومركز الإشعاع الثقافي الجامع لمسرحنا العربي ألان ، بكل قضاياه وجدله الدائم نحو الوصول لثقافة مسرحية تعبر عن وجودنا ، مازال في  الشارقة ضوء يكشف لنا روح تحتضن الإبداع متمثلة بالشيخ سلطان القاسمي راعي ثقافتنا المسرحية ومهندسها .
   في الطريق إلى الشارقة كانت الذكريات ترسم للأيام القادمة حلم مسرحي ودثار نقي به أنفسنا من عاتيات الزمن الذي تفرقنا .. عندما نجتمع معا بالأصدقاء لنتداول  بمعطيات المسرح العربي بين الواقع وآفاق المستقبل من خلال مشاهده العروض المسرحية والندوات التطبيقية والورش التدريبية فضلا عن المؤتمرات الفكرية ..انه حراك ثقافي متكامل للظاهرة المسرحية كإنتاج ونقد وتواصل .
    هنا في الشارقة التقى المبدعون من الكويت .سلطنة عمان. وفلسطين والمغرب وتونس ولبنان وموريتانيا ومصر والعراق ، بهدف تأسيس حوار معرفي جمالي عن ماهية وجوهر قيمة المسرح التداولية من خلال المشاركة في مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي في دورته الرابعة وملتقى الشارقة للمسرح العربي في دورته السادسة عشر .
    في الطريق إلى الشارقة حلمت أن تتحقق الأماني والآمال .. بمسرح نفترش فيه طريق الإبداع ، وإذا بالمدينة ( خورفكان ، دبا الحصن ) هن الحلم الأكبر الذي يعانق امواج البحر ويحتوي المسرح وهمومنا.
  المسرحيون المجتمعون و الجمهور والشوارع والمسارح كل يحتفل بطريقته الخاصة ليساهم بارتقاء حلم وجود المدينة . انه فرح للناس وللمسرحين في كل مكان .. انها مدينة تختصر طرق اللقاء بهذا الحجم من التفاعل والتسامح والإبداع قادرة على تجاوز عثرات الطرق الملغومة .. لتهيئ طريقا سالكا نحو اكتشاف حقيقة المسرح التواصلية.
        فالتاريخ يكتب عن المدن أحزانها وأفراحها .. وهو الآن اي التاريخ نفسه يدون للمدينة ( الشارقة) لحظات لقاء المبدعين من العالم العربي ليحققوا حوار للثقافات الفنية ،  لتعلن عن إبداعات الإنسان  .
     الشارقة تساهم أذن كمرتكز معرفي بهذا الدور الخلاق وهي تغني للبحر أغنية التحدي بوجودها الثقافي .. فالمسرح تاريخ .. وتاريخ ثقافة .. والثقافة إنسان . وفي الطريق إلى الشارقة  نحلم بالإنسان ونراه شاخصا هنا لينطق بحقيقة إنسانية المسرح التاريخية .
     
والسلام عليكم ورحمة الله

 


أحمد زيدان