بشهادة المسرحيين دورة مختلفة ومتميزة للمهرجان العربي في القاهرة

بشهادة المسرحيين دورة مختلفة ومتميزة للمهرجان العربي في القاهرة

العدد 596 صدر بتاريخ 28يناير2019

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان العربي للمسرح الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح سنويا، والذي أقيم في الفترة من 10 إلى 16 يناير الحالي في القاهرة، وحصل عرض «الطوق والأسورة» للمخرج ناصر عبد المنعم على جائزة الشيخ القاسمي لأفضل عرض بالمهرجان. تنوعت فعاليات المهرجان بين عروض مسرحية وندوات فكرية وتطبيقية وورش فنية، فضلا عن تكريم 25 فنانا من رموز المسرح المصري. «مسرحنا» قامت بعمل استطلاع رأي حول آراء المسرحيين في المهرجان..
أعربت الفنانة الأردنية أمل دباس عن سعادتها بالدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي أقيم في القاهرة، قائلة: إنه حدث كبير وعظيم أن يقام مهرجان المسرح العربي للمرة الثانية في القاهرة.
وأضافت دباس أن المسرح العربي ما زال بالتألق نفسه، والتنوع في المدارس المسرحية، ويعتبر إنجازا للهيئة العربية، وللحبيبة مصر، مؤكدة أن هناك زخما في العروض المسرحية، والندوات التطبيقية، والمحاور الفكرية، والمؤتمرات الصحفية، التي تعتبر من الأشياء المهمة جدا في المسيرة المسرحية.
وأكدت دباس أن المسرح العربي في تألق دائم، متمنية التوفيق للهيئة العربية للمسرح دائما.
كما أعرب الفنان السعودي فهد الحارثي عن سعادته بالدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، مؤكدا أن الهيئة العربية للمسرح تقدم كل عام موضوعا للحوار الفكري، موضحا أنها لا تفرض هذا الموضوع على أفكار العروض المسرحية.
وقال الحارثي إن مهرجان المسرح العربي يلعب دورا كبيرا في الحركة المسرحية، خاصة فيما يقدمه المسرح العربي، فهو يساعد المسرحيين العرب على التكاتف والتعاون وتبادل الخبرات، مؤكدا أن المهرجان ينضج بصورة كبيرة في كل دورة جديدة تقام، ويرجع ذلك للجهود المبذولة من قبل الهيئة العربية للمسرح.

المهرجان صوت حضاري
فيما قال د. صلاح القصب، رائد مسرح الصورة بالعراق، إن مهرجان المسرح العربي تجربة ذات مساحات وأبعاد حضارية، حيث يعتبر تواصلا حضاريا بين شعوب العالم وثقافاته المختلفة، موضحا أن الثقافة هنا ليست ثقافة إقليمية بل هي ثقافة شاملة، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى عصر تنويري كأمة عربية.
وأضاف القصب أن الثقافة العربية تعتبر جزءا من الثقافة العالمية، باعتبارها رافدا من الروافد المهمة لاستمرار التوهج الذي نراه في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، مؤكدا أن هذا المهرجان منذ دورته الأولى هو صوت تقدمي وحضاري، يجب أن نحيي عليه الشيخ القاسمي صانع هذا المهرجان، والذين عملوا على تكوين هذه الخارطة.
وتمنى القصب أن تستمر هذه التجربة على مستوى الوطن العربي وأن تنتقل إلى العالمية، متمنيا أن تختار الهيئة العربية للمسرح دولة أوروبية في كل دورة للمشاركة في المهرجان، لتعريف العالم الغربي بهوية التفكير العربي.

مصر منبع الفن
وقال الفنان الفلسطيني حسين نخلة إن مهرجان المسرح العربي يعتبر تظاهرة ثقافية عربية، متمنيا أن يستمر المهرجان لسنوات قادمة، وعلى مستوى بعيد جدا، مؤكدا أنه من أسباب نجاح المهرجانات في الوطن العربي هو التجمعات العربية، وتواصل المسرحيين العرب.
وعن إقامة المهرجان بالقاهرة، قال: إن مصر هي أم الدنيا، ومنبع الفن، معربا عن سعادته بإقامة الدورة الـ11 للمهرجان على أرض مصر، بالإضافة إلى إشادته بالندوات التطبيقية وورش العمل التي تقام على هامش المهرجان، مما يغري كل فنان مسرحي للمشاركة بها.

نعيش حالة من الفرح
كما أعرب الفنان الليبي محمد مغبوب عن سعادته بإقامة مهرجان المسرح العربي في دورته الـ11 بالقاهرة، قائلا: نحن نعيش حالة من الفرح، خاصة عندما نشارك بهذا المهرجان لما يقدمه من مساحات ثقافية وحضارية، بالإضافة إلى جودة اختيار المهرجان للعروض المسرحية المشاركة في دورته لهذا العام، وما تطرحه هذه العروض من أفكار جيدة.

أكثر المهرجانات العربية عراقة
فيما قالت الدكتورة جميلة الزقاي (الجزائر) إن مهرجان المسرح العربي رابع أكثر المهرجانات العربية عراقة، بالإضافة إلى مهرجان دمشق، والمهرجان التجريبي، ومهرجان قرطاج. أضافت كانت بدايته غنية بالإبداع الفني والجمالي من خلال حفل الافتتاح الاستثنائي الذي جمع السحر والجمالية لونا وصوتا وشكلا وإضاءة، وبين التأثير والمراهنة على كسب الوجدان العربي الذي لطالما افتتن بقامات المسرح والتلفزيون والسينما الذين رافقوا مسار حياته.
وأضافت جميلة أن هناك ندوات تعتبر همزة وصل بمحاورها المفصلية التي تستنطق مسار ومسيرة المسرح المصري العريق، إلى جانب اللقاءات الصحفية مع الفرق المسرحية، والندوات النقدية التطبيقية التي تصاحب العروض المشاركة بجائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وبخصوص إعادة إقامته بالقاهرة بعد عشر سنوات أخرى، قالت: هذا يتعلق بمستوى وعي المسرحيين أنفسهم بمسرحهم، ومدى استعدادهم لمواصلة توهج الفتيل الذي أشعلته الهيئة العربية للمسرح منذ 2009، فجسدت التحام المسرحيين العرب في بيت كبير هو هذا المهرجان العربي للمسرح الذي أضحت كل أنظار المسرحيين العرب تشرئب للمشاركة فيه وحضور فعالياته.

المهرجان يتطور وتتوسع قيمته
وقال مهندس الديكور فادي فوكيه، إن إقامة مهرجان المسرح العربي بالقاهرة يعتبر عودا على بدء، وهذا شيء نفخر به كمسرحيين، مشيدا بتنظيم المهرجان، ومؤكدا على أن عرض الافتتاح كان عرضا يليق بالقاهرة.
وأضاف فوكيه أن المهرجان يتطور وينمو بدءا من الندوات التطبيقية، والمحاور الفكرية، والمطبوعات، وحتى النشرة التي تصدر يوميا عن المهرجان، مؤكدا أن كل ذلك يشير إلى تطور المهرجان، وتوسيع قيمته، حتى لا يكون قاصرا على العروض المسرحية فقط.

نافذة واسعة للمسرحيين
فيما قال د. جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين، إن مهرجان المسرح العربي يشكل نافذة واسعة للقاء المسرحيين العرب، وهو لقاء مهم جدا، بالإضافة إلى التخطيط لمشاريع مهمة في المستقبل بين المسرحيين، وتبادل وجهات النظر بينهم.
وأضاف جبار أن مهرجان المسرح العربي هو المهرجان الأفخم تقريبا من ناحية الكم والعدد، والمؤتمرات الفكرية، وهذا كله يصب في صالح المسرح أولا وأخيرا.
وعن إقامة المهرجان بالقاهرة، قال: إن مصر هي أم الدنيا، ولديها الكثير من المسارح، والمسرحيين المميزين، موضحا أنه سيكون هناك دورة لاحقة للمهرجان في بغداد.

القاهرة قادرة على إدارة المهرجانات
وقال المخرج فلاح إبراهيم، رئيس الوفد العراقي، إن الهيئة العربية للمسرح هي ملاذ الفنانين المسرحيين العرب، مؤكدا أنه من حسن حظه أنه حضر الدورة الأولى من المهرجان عام 2009.
وأضاف إبراهيم أن القاهرة قادرة على إدارة المهرجانات الفنية سواء المسرحية أو السينمائية، بالإضافة إلى أنها بلد تمتلك خبرة كبيرة، وفنانين كبارا.
وقال العراقي د. حسين علي هارف: ما أن تأسست الهيئة العربية للمسرح حتى صارت بيتا دافئا، وأما حانية عطوف لنا نحن المسرحيين العرب، ومن ثم كان مهرجان المسرح العربي وليد الهيئة خيمة عربية مسرحية تنصب بجمال سنويا، ليستظل تحتها المسرحيون فتتحول إلى خشبات المسارح تقدم عليها عروض مسرحية متنوعة الأشكال والمضامين في إطار تنافسي مشروع للفوز بجائزة سلطان المسرح العربي.
وأضاف هارف أن خيار التنقل بالمهرجان من دولة عربية إلى أخرى خيار أبوي نبيل ورائع ليتلاقى المسرحيون العرب بمحبة وجمال سنويا مرة في تونس، وأخرى في عمان، أو الجزائر، أو الكويت، أو المغرب، وهكذا في مدن عربية أخرى، على أمل أن يصل الدور إلى بغداد ودمشق وبقية المدن، ليكون المسرح ورسالته الإنسانية والجمالية هو الموحد والجامع للشمل المسرحي، وليرمم بحب وجمال ما أفسدته السياسة في الحياة الاجتماعية والثقافية.
وتابع: وها هو المهرجان يحط في مصرنا المحروسة أمنا الأصيلة التي نهلنا منها ثقافة المسرح وفنونه وعلومه، مصر التي في خاطرنا وفي دمنا، مصر التي نحبها وتحبنا، مصر التي بعثت لنا أبناءها مطلع القرن العشرين لتكشف لنا عن عوالم المسرح الساحرة، وتزرع بذور المسرح الأولى في مدننا العربية، سعادة كبرى نشعر بها ونحن نحتفي بمسرحنا العربي في القاهرة مدينة الحب والفن والتاريخ والثقافة الأصيلة، متبركين بماء نيلها الخالد.
وعن أمنيته لمهرجان المسرح العربي، قال: أمنيتي أن تعقد إحدى الدورات القادمة القريبة في بغداد العروبة، وأتمنى أيضا أن تخصص إحدى الدورات القادمة لعروض مسرح الطفل، تمهيدا لإقامة مهرجان مسرح الطفل العربي.

مناسبة لتبادل التجارب
كما قال الفنان التونسي طاهر الرضواني إن مهرجان المسرح العربي يجمع المقترحات الجمالية والفكرية للمسرحيين العرب، مؤكدا أنه حدث مهم في سيرورة المسارح العربية، وصيرورتها، وأنه فعلا مناسبة سنوية مهمة لتبادل التجارب، وخصوصا بتنوع المسارات والفعاليات من عروض وندوات وورش ولقاءات وخصوصا الندوات التطبيقية التي تسمح بالتواصل والتفاعل بين أصحاب العروض، وعموم المشاهدين.
وعن إقامة المهرجان بالقاهرة بعد مرور 10 سنوات، قال: طبعا المهرجان ولد بالقاهرة بدورته الأولى، وأنا كمشارك لأول مرة لا أستطيع المقارنة بين الدورة الأولى وهذه الدورة، ولكن من خلال متابعتي لجميع الدورات عن طريق مواقع التواصل المختلفة، وبالاستماع لأصدقاء مسرحيين واكبوا جل الدورات، وقفت على إعجاب متجدد بهذه الدورة، وخصوصا (وهو ما لاحظته أنا أيضا) حسن التنظيم، وجودة التنفيذ، وهو ليس بغريب عن مصر في جميع التظاهرات سواء كانت ثقافية أم رياضية أم غيرها.
واختتم الرضواني حديثه، قائلا: أتمنى أن يتواصل المهرجان بالروح نفسها التي تميزها الجدية والإيمان بدور المسرح في نحت الإنسان السوي، والمواطن المجتهد، والفاعل لخدمة بلده ونفع الإنسانية بما يملك.

التلاقي بين المسرحيين
وقال التونسي د. هشام بن عيسى إن مهرجان المسرح العربي يتيح اللقاء بين المسرحيين العرب، وتبادل الخبرات، معربا عن سعادته بمشاركته في أحد المحاور الفكرية التي تناولت موضوع «المسرح والمعرفة».
وعن إقامة المهرجان بالقاهرة، أكد هشام أن مصر منبع الفن، معربا عن سعادته بزيارته الثانية لمصر، كما أشاد بدور الهيئة العربية للمسرح في ريادتها للحركة المسرحية، واهتمامها بالمسرح عامة.

رغبة سامية
الفنان علي الحسيني ممثل فرقة المسرح الكويتي، قال إن انطباعي عن المهرجان هو انطباع إيجابي في مجمله، فهناك رغبة سامية من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهناك تنظيم أكثر من رائع وحالة تنوع جيدة في الفعاليات سواء على مستوى العروض أو الندوات الفكرية أو الورش، هناك حالة مسرحية مختلفة الرؤى ولم أجد أي سلبيات، فالمهرجان يسير بشكل دقيق ومنظم. وأتمنى التوفيق لدورته المقبلة.
بينما ذكر الفنان تركي فهد من المملكة العربية السعودية أن دورة المهرجان في القاهرة تعد إحدى الدورات الثرية، فهناك كثير من الإيجابيات التي استفدنا منها، وكوفد من السعودية فقد استفدنا من التجربة وقمنا بتقييم التجارب، فهناك محاولة لنقل التجارب من كل تجربة غنية ونكتسب من كل ثقافة شيئا جديدا، ولكن من السلبيات التكدس في بعض المسارح، بالإضافة لوجود بعض العروض المشاركة التي لم تكن على المستوى المطلوب. وأخيرا، أتمنى من الهيئة العربية للمسرح أن تقوم بانتقاء ضيوفها من كل دولة.

عروض متفاوتة
وقال المخرج عبد الله بوشماس رئيس فرقة بني ياس بأبوظبي: هناك عروض كثيرة متفاوتة بين الجيد والمتميز، وكما نعلم أن كل تجربة لا تخلو من الهفوات، وهذا لا يعني أنها تجربة سيئة، والجيد هو وجود نصوص مواكبة للحالة الحالية، وأقترح لتطوير المهرجان أن يشارك أكبر عدد من الدول العربية، وأتمنى أن تمتد أيام المهرجان إلى 10 أيام في الدورة المقبلة حتى نلتقط أنفاسنا. وأخيرا أوجه الشكر إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه وحرصه على المسرح ليس في الإمارات فقط ولكن في جميع الدول العربية.
 
تنوع فكري
بينما ذكر الممثل الإماراتي الفنان سعيد سالم أن أبرز الإيجابيات هو التجمع العربي الجميل واللقاء الفني المتميز بين الفنانين العرب والتقارب الفكري والفني والتعرف على تجارب الآخرين من دول الخليج ومن المغرب العربي وتآلف الشباب الواعد من الممثلين والمخرجين، فقد تعرفنا وعشنا تنوعا في الرؤى، بالإضافة إلى أن الدورة تميزت بوجود عروض مسرحية مصرية قدمت في بقية المحافظات.
وتابع: إذا كانت هناك سلبيات فأعتقد أن من يتحدث عن هذه السلبيات هو الجمهور.
 
ثلاثة مسارات
وأشار الفنان سعود التركي إلى أنها الزيارة الأولى له لمصر، وأن أكثر الإيجابيات وجود ثلاثة مسارات للعروض المشاركة، بالإضافة إلى التنظيم الرائع وتنوع المدراس الخاص بالعروض سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج. وتمنى أن يكون هناك انتقاء للعروض وانتقاء ناشئة يعلمون في الخفاء لإثراء المهرجان، بالإضافة إلى ضرورة أن تقدم العروض مبكرا عن موعد تقديمها.

صعود وهبوط
بينما قال الناقد جوان جان من سوريا: سبق وقمت بحضور دورة المهرجان عام 2016 ومن وجهة نظري المهرجان يعبر عن حال المسرح العربي صعودا أو هبوطا، فهناك أعمال مختلفة المستويات منها ما نال رضى الجمهور ومنها ما نال رضى النقاد ومنها ما نال رضى الطرفين، وهو ما يعكس مستويات المسرح التي وصلت إليها الدول العربية، ومن الإيجابيات الإقبال الشديد من قبل الجمهور المصري تحديدا على مشاهدة العروض المسرحية العربية، وهذا دليل على أن المسرح يجمع ولا يفرق.

زيادة عدد العروض
وقال المخرج عمرو حسان: من أكثر السلبيات التي واجهتني وضع عرضي في جدول المهرجان في توقيت الختام، وهو شيء لم يكن جيدا بالنسبة لي، رغم أن العرض يمثل مصر ومن إنتاج البيت الفني للمسرح، ومع ذلك لم يهتم أحد بتغيير توقيت تقديم العرض على الرغم من الحضور الكثيف لعرضي، ولكن كان من الضروري أن يشاهده المشاركون والضيوف العرب، وخصوصا أنني قمت بتقديم العرض يومين، ولم يشر الجدول سوى إلى يوم واحد على الرغم من أن الجدول الخاص بالعروض الذي وضعته الهيئة العربية للمسرح كان به اليوم الأول والثاني في المهرجان، ولا أعلم من قام بتغيير موعد العرض ليصبح في اليوم الأخير وقبل موعد الختام.
تابع: من أبرز الإيجابيات الاهتمام بالندوات والنشرات، وهناك تنظيم جيد ومستوى إعلامي متميز، ومن أهم الملحوظات الخاصة بالمهرجان هو أن شروطه هذا العام أن تكون العروض تراثية، ولكن لم يكن هناك عروض تراثية سوى عرض «الطوق والأسورة» للمخرج ناصر عبد المنعم، وأرى أنه كان يجب أن تلتزم كل العروض بهذه التيمة، أو أن يتم إلغاء تصنيفات العروض، بالإضافة إلى أن هناك ضرورة لزيادة عدد العروض فقد كانت عروض المسار الثاني 6 عروض فقط.
بينما أشار المخرج فهمي الخولي إلى ضرورة زيادة عدد العروض المسار الثاني للمهرجان، الذي كان يضم 6 عروض، وإلى أنه كان من الضروري أن تضم النداوت كبار المسرحيين مع ضرورة وضع البيانات كاملة والخاصة بالعروض من تأليف وإخراج، وذلك حتى يتم التعرف على العروض بشكل كامل.

تطور الجائزة
كما قال الناقد أحمد خميس: المهرجان في سنواته الأخيرة أخذ منحى تنافسيا، وهي مسألة تجعل الجميع يفكر من هو الأفضل في الوطن العربي، وكنت أتمنى أن تتطور الجائزة في شكلها، بمعنى أن تكون متاحة لكل عناصر العرض المسرحي، ويتم تقييم كل عنصر بذاته، بمعنى أن تكون هناك جائزة لأفضل ممثل وممثلة وأفضل سينوغرافيا وإخراج، وهكذا يتم تقسيم الجائزة على عدة جوائز لأن هناك عناصر بارزة تحتاج إلى أن ترى ما بذلته من مجهود محقق في نتيجة، وهي مسألة مهمة للغاية.
أما فيما يتصل بالعروض والفعاليات، فإن وجود أكثر من مسار لم يتحقق بالشكل المرضي لمهرجان في حجم مهرجان الهيئة العربية للمسرح، فالقائمون على المهرجان لديهم تصور جيد لفكرة انتقال العروض بين المحافظات المصرية، ولكنه يحتاج إلى مجهود كبير حتى يتحقق فيعكس أهمية المهرجان وقوته في سعيه لانتشاره في المحافظات المختلفة، فالمسرحيون سوف يحتفون بذلك كثيرا، وهي فكرة يجب التركيز عليها في الدورات المقبلة. إن وجود مثل هذه العروض سيكون بمثابة المعلم للشباب المسرحي في المحافظات فسيتفاعل الشباب معها ويتناقشون مع صناعها وتصبح هناك علاقات فنية. أضاف أن الفنانين القائمين على مهرجان الهيئة العربية للمسرح مجتهدون بشكل كبير ويقومون بمساعدة الجميع.
وتابع: تميز المهرجان في فعالياته بما يقدمه من مطبوعات والندوات الفكرية همزة وصل، وهي مراجعة فنية لتاريخ المسرح وهي مسألة في غاية الأهمية، وقد نتج عنها مناقشة قضايا مهمة، فالتاريخ تم اكتشاف بعض أجزائه في هذه الفترة وهناك أجزاء غائبة ولم يتم الوقوف عليها بشكل حقيقي وهو ما تمت مناقشته.
أضاف: أيضا فكرة الورش التي أقيمت على أيدي نخبة من المدربين الأجانب في محاولة لإكساب المسرح العربي العلم، وهو أمر في غاية الأهمية، وقد شاهد المتدربون أيضا عروض المهرجان. وجميع الفعاليات كانت مهمة، تبدأ من الساعة 10 صباحا وتنتهي في الواحدة بعد منتصف الليل. فالمسرح وفعالياته تم تكثيفه في أسبوع، وهو شيء نتمناه طوال العام، وهو تدريب جيد للجميع حتى وإن كان هناك اختلاف على كفاءة العروض ولكن المهرجان أقيم بشكل به كفاءة كبيرة.


رنا رأفت - ياسمين عباس