النقاد يحللون 2018 ويرصدون إيجابياته وسلبياته الإنتاج كبير ولكن.. هل ينافس على الريادة؟

النقاد يحللون 2018 ويرصدون إيجابياته وسلبياته الإنتاج كبير ولكن.. هل ينافس على الريادة؟

العدد 592 صدر بتاريخ 31ديسمبر2018

شهد هذا العام عددا من العروض سواء على مستوى البيت الفني الذي أنتج ما يقرب من 26 عرضا بالقاهرة والإسكندرية وإعادة لبعض العروض التي بلغ عددها 36 عرضا وحقق إيرادات وصلت لأربع ملايين ونصف المليون جنيه، بالإضافة لإنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الذي أنتج تقريبا سبعة عروض بالإضافة لافتتاح مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية، بجانب إنتاج الثقافة الجماهيرية التي أنتجت ما يقرب من 97 عرضا خضعت للتقييم الموقعي وصولا للمهرجان الختامي بمشاركة 15عرضا بالإضافة إلى 180 مشروعا لنوادي المسرح أنتج منها ما يقرب 102 عرض.
كما شهد العام افتتاح بعض المواقع الثقافية وإغلاق بعض المسارح بسبب الحماية المدنية بخلاف عروض مسرح الجامعة والهواة والمستقلين جاء بعضها مخيبا للآمال والبعض الآخر به بارقة أمل، كما شهد العام عددا من المهرجانات المحلية والدولية، واختتم بعودة للاحتفال بالحاصلين على جوائز الدولة للمرة الأولى بعد توقف دام ربع قرن، هذا وقد برزت خلال العام الكثير من الوجوه الشابة على خشبة المسرح في مختلف عناصر العمل المسرحي.
عن حصاد الموسم المسرحي كان لنا هذه اللقاءات مع مجموعة من النقاد المسرحيين المتابعين للحركة المسرحية في مصر.
قال د. محمد سمير الخطيب: لدينا إنتاج مسرحي كبير لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يمكننا المنافسة به عربيا ودوليا؟ هناك عروض أعتبرها محاولات جيدة، ومسرح الدولة المتمثل في البيت الفني والثقافة الجماهيرية وأيضا مسرح الجامعة كان غنيا بالإنتاج المسرحي لهذا العام، لكن هل يمكننا المنافسة على عودة الريادة مرة أخرى، فهناك عروض مصرية تشارك في مهرجان الهيئة العربية للمسرح وأتمنى أن تحصد جوائز.
وأضاف «سمير» هناك شباب يعمل، وتجارب جيدة مثل “مسافر ليل” التي تطرقت لفكرة خروج المسرح للأماكن المفتوحة مع التوظيف الجيد لها، بالإضافة لعدد من عروض النقابة، تابعت الكثير من العروض ولكن أتمنى أن أشاهد العرض الذي يُحدث نقلة في السياق المسرحي المصري. أما عن اهتمام العروض بواقعنا فأي واقع الذي نقصده فلكل منا واقعه الخاص ولكل فئة واقعها الخاص لم يعد المسرح يقدم لجموع الشعب. الواقع المشترك الذي كان يُقدم فترة الستينات بدليل أن مسارح البيت الفني لها جمهورها والثقافة الجماهيرية لها جمهورها وكذلك المسرح الخاص له جمهوره. أما عن المؤلف المصري لهذا العام فلدينا مؤلفين جيدين أمثال إبراهيم الحسيني وسامح عثمان ومحمود جمال وآخرين لكن العدد قليل بالنسبة لمائة مليون نسمة حيث يهرب الكثير من الموهوبين في التأليف للسينما والتلفزيون لأنهما الأكثر كسبا ومن خلال مشاركتي طوال السنوات الماضية في لجان التحكيم قرأت الكثير من النصوص المسرحية، وكان هناك الكثير من المواهب التي اختفت تماما في الأقاليم، فما أتمناه خلال العام الجديد أن تعود فكرة الاهتمام بعمل دورات للتأليف المسرحي، وأن يكون هناك حل لظاهرة المؤلف المسرحي ربما برفع العائد المادي كتشجيع له.
وتابع: أرى أن الأفضل لهذا العام كان الممثل علاء قوقة وصفوت الغندور في مسافر ليل ومجموعة تسجيل دخول لهاني عفيفي ومنهم أحمد السلكاوي وميشيل ميلاد، بالفعل كان هناك عناصر تمثيلية جيدة بالإضافة إلى ما يزخر به مسرح الجامعة، أيضا كان هناك تميز في عناصر الديكور د. صبحي السيد في المعجنة وحازم شبل في أليس وعمرو عبد الله، وأعتقد أنه منذ سنوات ولدينا مبدعين متفردين في عنصر الديكور والإضاءة في مصر.
* الثقافة الجماهيرية الأكثر نشاطا
فيما قال د. علاء حافظ: لم تكن عروض البيت الفني للمسرح سيئة بل جاءت الأفضل وغيرها لا يستحق التقييم، فقط ما يؤخذ عليها هو محدودية عدد المسارح ومحدودية الإنتاج المسرحي من حيث عدد العروض المقدمه على مدار العام، من جانب آخر جاءت عروض فرقة أشرف عبد الباقي التجارية هزلية بعيدا عن الارتجالية بمعناها الأكاديمي، فقط هي لعبة أو تجربة تجد صدى لدى الناس تماما مثل الأغنيات الشعبية الركيكة الحالية فلها جمهورها وعليها إقبال لكنها افتقدت للصنع الجيد للأغنية الشعبية.
وأضاف “حافظ” للأسف الشديد لم يكن الموسم المسرحي لهذا العام زاخرا من حيث الكم أوالكيف وإن كانت عروض الثقافة الجماهيرية هي الأكثر نشاطا من خلال متابعاتي لها كعضو بلجان تحكيم مسابقاتها، فكان من الجيد خلال العام ممارسة الثقافة الجماهيرية للنشاط المسرحي بالإضافة لعملها على تنمية الذوق الفني والارتقاء بالوعي الثقافي للجمهور المُتلقي لتلك العروض في مختلف المحافظات في ظل القيادة السابقة لدكتور صبحي السيد لإدارة المسرح حين اتخذ من المسرح للجمهور شعارا لمسرح الثقافة الجماهيرية.
واستطرد: أن أفضل ما قدم على خشبة المسرح لهذا الموسم من وجهة نظري عرض مسافر ليل والمعجنة، بالإضافة لتميز الفنان علاء قوقه في مسافر ليل. أما الإخراج فكان من نصيب المخرج أحمد رجب لعرض المعجنة والمخرج محمود فؤاد صدقي في مسافر ليل، وعلى مستوى النصوص المصرية التي عرضت كان التمييز لنص المعجنة لمؤلفه د.سامح مهران، ولن ننسى د. سيد صبحي بديكور نفس العرض.
واقترح «د. علاء» لقياس وتقييم العروض أن يتم عمل استبيان للعروض من حيث مدة عرضها والإقبال على مشاهدتها، وأيضا أن يكون هناك خريطة مسرحية قوية طوال العام مع خلق روح المنافسة بين المسارح بحيث يكون هناك تقييم دوري ربع سنوي لقياس ماتحقق وما لم يحقق من الأهداف المرجوه - كما هو الحال في كل قطاعات الدولة – لأننا للأسف نقيم الأعمال الفنية في نهاية العام لنحدد الأفضل كل في تخصصه.
وأخيرا فحين ينشط المسرح ينشط الفن المصري وينهض نهضة حقيقية وإذا لم ينشط انعكس على كل الفنون الأخرى لأنه أبو الفنون ونتمنى أن نراه أكثر ازدهارا في الموسم المسرحي الجديد.
عودة الروح
وقال د.عمرو دواره: إن هذا الموسم اتسم ببعض المستجدات في حياتنا المسرحية ومن أهمها زيادة عدد الفرق وتضخم الأنشطة المسرحية سواء على مستوى العروض أو المهرجانات، كما شهد عودة مشاركة بعض النجوم سواء بمسارح الدولة أو فرق القطاع الخاص، عودة الجمهور للمسارح، وعودة ظهور لافتة كامل العدد لأيام وأسابيع متتالية، وذلك ليس بالنسبة للفرق الاحترافية وعروض النجوم فقط، فقد تعاظم دور فرق الهواة ومشاركتهم الفعالة في الحركة المسرحية، واعتماد كثير من التجارب المتميزة بمسارح الدولة على فرقهم ونجومهم، وأيضا حصولهم على بعض المراكز الأولى «بالمهرجان القومي للمسرح المصري»، كما شهد هذا العام تحمل الفنان القدير عادل عبده مسؤولية رئاسة «البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية» حيث ضخ الدم في شرايين الأنشطة المختلفة، فنجح في افتتاح مسرح «محمد عبد الوهاب» بالإسكندرية، ودفع عجلة الإنتاج المسرحي. أضاف «دواره»: نشطت جميع فرق البيت الفني للمسرح كما تم اتخاذ بعض المبادارت الجديدة ومن بينها تأسيس فرقة «الشمس» تتويجا لبعض المبادرات الخاصة بتقديم عروض مسرحية لذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة ومن بينها ورد وياسمين، عرض العطر - وهما من إنتاج عام 2016 - تم تأسيس فرقة «الشمس لأصحاب القدرات الخاصة»، وقد قدمت عرضين هما “أنتيكا” و”الحكاية روح”، أيضا مبادرة “إعرف جيشك” وقد تم من خلالها إنتاج أربعة عروض مسرحية، أيضا تأسيس مسرح المواجهة والتجوال بالمسرح الحديث بهدف مواجهة العنف والإرهاب والتطرف من خلال فنون المسرح، وذلك بالإضافة إلى محاولة تحقيق العدالة الثقافية بجميع أرجاء الوطن، وقد أعيد تقديم مسرحية «ولاد البلد»، بالإضافة لعرضي شيكو وأمير الغابة وأبو كبسولة، كما قدم مسرح الشباب عدة عروض متميزة ومن بينها أحوال شخصية ويوم معتدل جدا ومترو.
وأكد “دواره” عودة الروح إلى فرق القطاع الخاص بفضل مبادرات بعض الفنانين الكبار، ولكن للأسف ظهرت أيضا على الساحة عدة جهات إنتاجية جديدة (أو فرق عشوائية) اعتمدت أغلبها على محاولات تخفيض تكلفة الإنتاج والدعاية، مع الاعتماد على التصوير التلفزيوني أو التسويق لعدة ليالي غير متتالية، وأغلبها للأسف كانت عروض متواضعة فنيا.
تابع: والحقيقة أن أغلب تلك العروض لا يرقى إلى مستوى التقييم النقدي فيما عدا بعض التجارب المهمة النادرة والتي في مقدمتها عرض «خيبتنا»، ثم «جريما في المعادي» وسيبوني أغني لأحمد الإبياري, وعربي منظرة والعيال رجعت وفي بيتنا عروسة وقد تم إعادة تقديمه بإخراج جديد لبطلها مصطفى درويش، وحد يتجوز مراتي وتخسر ياحلو.وأشار إلى أن هذا العام شهد تألق مجموعة متميزة من النجوم في مختلف مفردات العرض المسرحي، فحقق محمد صبحي تميزه هذا العام كمؤلف، كما نجح في لفت النظر إلى موهبتهما كل من المؤلفين ميسرة صلاح الدين، ومصطفى عباس، كما شهد هذا العام تألقا عددا كبيرا من المخرجين من أجيال مختلفة منهم محسن رزق ومروة رضوان وجلال عثمان وهاني عفيفي وعمرو حسان ومازن الغرباوي، وفي السينوغرافيا الفنان محمود سامي في “جريما في المعادي”، حازم شبل في «أليس في بلاد العجائب»، محمود فؤاد صدقي في «مسافر ليل»، صبحي السيد في المعجنة، كما تألقت مجموعة من الفنانات في أداء أدوارهن ومنهم سميرة عبد العزيز، ندى ماهر، سماح السيد في عرض «خيبتنا»، مروة عبد المنعم، ورنا سماحة، هايدي عبد الخالق، كما تألق كذلك كل من الفنانين نبيل الحلفاوي، محمود الجندي، أشرف عبد الغفور، مفيد عاشور، عهدي صادق، حسن العدل، ناصر شاهين، علاء قوقة، حمدي عباس، رامي الطمباري، محمود عزت، وحققت بعض من الوجوه الجديده وجودا منهم إيمان رجائي ومروان عزب وأسماء عمرو، وعبير الطوخي وحبيبة حاتم عزت ومصطفى منصور.
استطرد: أما عن المهرجانات فخلال السنوات الماضية تعاظمت ظاهرة تنظيم المهرجانات المسرحية، وبخلاف بعض المهرجانات الفئوية التي تنظم بمصر ومن بينها مهرجانات المسرح المدرسي والجامعي والعمالي ومهرجانات الهيئة العامة لقصور الثقافة يتم سنويا تنظيم خمسة مهرجانات مسرحية دولية مهمة، والملاحظة التي يجب تسجيلها في النهاية هي أن أغلب مهرجاناتنا المسرحية تعاني كثيرا من نقص الإمكانيات المادية، كما تعاني من عدم التنسيق فيما بينها سواء على مستوى مواعيد تنظيمها أو على مستوى تكرار بعض الأنشطة وتكرار استضافة بعض المشاركين.
وأخيرا يمكنني بصفة عامة أن أحدد أربعة عروض تتنافس على المراكز الأولى رغم اختلاف مدارسها الفنية والظروف الإنتاجية لكل منها وهي خيبتنا وجريما في المعادي ومسافر ليل وفي مسرح الأطفال أليس في بلاد العجائب ويمكن أن نضيف أيضا عرض رحلة الزمن الجميل لفرقة القاهرة للعرائس وأخيرا لا يمكنني التقرير بأن هذا العام المسرحي قد حقق جميع أمنياتنا المسرحية ولكنه على الأقل كان - على سبيل المقارنة - أفضل من الأعوام الخمسة السابقة له.
عزت زين وعلاء قوقه وفاطمة
فيما قال د.سيد الإمام في تقييمه للموسم المسرحي: الموسم المسرحي بالنسبة لي لم يحمل سوى الأخبار السيئة من غلق المسارح لأسباب أمنية، كما لو كان هناك شكل من أشكال الاستنزاف المادي للدولة لإصلاح المسارح وإعادة غلقها، لكن على المستوى العام كان هناك عدد من العروض التي ليست بالسئة، أفضلها مسافر ليل وقواعد العشق الأربعون، بالإضافة لتفوق الفنان علاء قوقه في مسافر ليل وعزت زين الذي تألق في دور جلال الدين الرومي في قواعد العشق الأربعون فعلى الرغم من إنتماءه للثقافة الجماهيرية إلا أنه أثبت وجوده على خشبة المسرح، كما لن ننسى العنصر النسائي فاطمة محمد علي في حدث في بلاد السعادة ممثلة ممتازة وصوت غنائي رائع.
وأضاف لا يمكننا أيضا أن نتجاهل بزوغ مؤلفين كمحمود جمال نعم فهناك دائما جديد لكن هذا الجيل يحتاج لإقامة ندوات لأعماله لأن الأمر أصبح كما لو أن مصر أفلست من المؤلفين فلا بد من إلقاء الضوء عليهم وعلى مناقشة أعمالهم وأن يكون هناك اهتمام أكبر خلال العام الجديد وأن يزخر مسرحنا بعروض جيدة كما وكيفا.
الناقدة أمل ممدوح قالت: لم تكن العروض المسرحية في 2018 من حيث العدد كافية أو تناسب ما نأمله كما، لكن من حيث الكيف أفضل حالا، فنسبة العروض الجيدة قليل جدا حتى وإن تضمنت بعض الملاحظات، بينما السائد يدور في المعتاد أو يميل للضعف وتكرار الأفكار. وأضافت «ممدوح» أما عن الكتابة المحلية فإن وجودت فالجيد منها قليل جدا، وربما من وجهة نظري العروض الأفضل فنيا لهذا العام لا تتعدى الخمسة هم مسافر ليل وتسجيل دخول وقلعة الموت وسلم نفسك والثامنة مساء، وكان عنصري التمثيل والإخراج أكثر ما لفتا نظري في العروض الجيدة، وحتى قي بعض العروض الأقل من المستوى قد يكون التمثيل أكثر العناصر التي نستطيع الإشارة لبعض منها بالجودة، فلفت نظري بشكل قوي فريق تمثيل مسرحية تسجيل دخول وكذلك وبالطبع الفنان علاء قوقة في دور عشري الستره في عرض مسافر ليل وكثير من العناصر التمثيلية في عرض سلم نفسك وإخراجيا أرى خالد جلال ماهرا في جعل المسرح متوهجا بالطاقة وفي توجيه الممثلين، كما أحسن مناضل عنتر صياغة أفكار مميزة وإن كنت أرى أن لديه الأفضل، أيضا المخرج هاني عفيفي في عرض تسجيل دخول فقد بدا العرض متميزا ومتناغم العناصر. وأخيرا نتمنى أن يكون القادم أفضل كثيرا في العام الجديد ونخرج فيه من اجترار أنفسنا فكريا وأسلوبيا، وأن نتعافى من ذلك ومن الموضوعات المستهلكة أو تلك التي تبدو براقة بينما هي خاوية. تابعت: وأخيرا فقد شهد عام 2018 عودة مهمة لمسرح القطاع الخاص بعرض الفنان محمد صبحي خيبتنا رغم ملاحظاتي النقدية عليه، والفنان أشرف عبد الباقي الذي غير من جلده الفني بعرض جريما في المعادي.
فيما بدأت الناقدة داليا همام حديثها بالقول: من الملاحظ مناقشة عروض البيت الفني للمسرح لقضايا هامه سياسية وإنسانية لكنها تتجه لفكرة الإبعاد الزماني والمكاني على اعتبار أن تلك الفكرة تتيح قدرا كبيرا من الحرية في تناول الموضوعات وطريقة طرحها، إلى جوار الاعتماد بشكل أساسي على الغناء والاستعراض مع الأخذ في الاعتبار أنه ليست جميع الاستعراضات أو الأغاني ذات صلة هامة أو ذات أهمية بالنسبة للدراما، وهو ماقد يقلل من جودة العمل الفني، ومعظم العروض على مستوى تنوع جهات الإنتاج سواء البيت الفني أو الثقافة الجماهيرية أوغيرها تعتمد على الشباب في بطولتها أو على نجوم ليسوا بالضرورة نجوم الصف الأول ومع هذا يلاحظ متابعة الجمهور للعروض، وفي عروض الثقافة الجماهيرية تبدو عروض المسرح العالمي أنها تأخذ الأهمية الكبرى في الإنتاج، ومع هذا فإن بعض العروض التي اعتمدت على ورشة جماعية نالت نجاحا أو تلك المعتمدة على ورشة للأطفال وهي تجربة هامة حيث تساعد هؤلاء الأطفال على ممارسة فن المسرح.
وأضافت «همام» أما عروض الهواة فهي دائما على طرفي نقيض إما قمة في الجودة أو أقل من المستوى المطلوب والحديث هنا ليس لقلة الإنتاج أو زيادته وإنما نقصد العناصر الفنية الأخرى بخلاف الإنتاج، أما عن المؤلف المصري في هذا العام فثمة النماذج الهامة من عروض مسرح الدولة يتجلى فيها دور المؤلف كما في حالة مسرحية حدث في بلاد السعادة تأليف وليد يوسف وإخراج مازن الغرباوي، والمعجنة تأليف سامح مهران وإخراج أحمد رجب، ومسافر ليل صلاح عبد الصبور وإخراج محمود فؤاد، والحادثة لينين الرملي وإخراج عمرو حسان، وهي نماذج لعروض هامة في هذا الموسم ودور المؤلف المصري فيها، أما عن العناصر التمثيلية النسائية فكانت فاطمة محمد علي في حدث في بلاد السعادة، وإيمان رجائي في المعجنة، بالإضافة لشريف صبحي في الساعة الأخيرة وعلاء قوقة في مسافر ليل، وأسامة فوزي في “حدث في بلاد السعادة” أما الديكور د.صبحي السيد في المعجنة، بينما الإخراج لناصر عبد المنعم في عرض الطوق والأسطورة والذي عرض ضمن المهرجان التجريبي وعرض الساعة الأخيرة. وأشارت أخيرا إلى أنه من الملاحظ في جميع العروض أن الدعاية ليست كافية مع محاولات القائمين على العرض ترويج مسرحياتهم على السوشيال ميديا.
مواسم جامعية متطورة
وكان رأي الناقد أحمد خميس أن الموسم المسرحي بطبيعة الحال مختلف من جهة إنتاج لأخرى فمثلا ما أسعدني بحق هو انتباة قطاع الفنون الشعبية لدوره الحقيقي من خلال إنتاج عمل ضخم للأطفال وهو أليس في بلاد العجائب، فقد لاحظنا جميعا تعطش الناس للمسرح وسعادتهم به, فقد لاحظت أن معظم الحضور من الأطفال وأنهم قد جاءوا مع أسرهم ربما لمشاهدة العرض للمرة الثالثة وهو الأمر الذي أسعدني كثيرا وأوضح لي أن الجهد الفائق الذي بذله المخرج وفريق العمل أتي بثمار طيبة نشتاق إليها في المسرح المصري, وعلى نفس المنوال كانت خطوة مسرح الهناجر بالخروج من مسرح العلبة الإيطالي، وإنتاج عمل مسرحي بتكلفة كبيرة في الساحة الخارجية مهم جدا لكون طبيعة العمل وروح المغامرة عند المخرج قد أتيا بجمهور جديد يبدو أنه قد تعلق بالمغامرة الجيدة وهو أمر نشكر عليه مدير المركز الأستاذ محمد دسوقي الذي طابت له الفكرة ودعمها بكل قوة، حتى إنه طلب دعم الإنتاج وسعى جاهدا لتوفير الخامات والأجهزة التقنية كي يساعد المخرج وفريق العمل معه.
وأضاف «خميس»: أما عن مسرح الدولة فهناك مشاريع بدأت بالفعل كمسرح المواجهة الذي يتجول بعروضه في كل ربوع مصر الآن، وأيضا مشروع مسرح الشباب “ابدأ حلمك”، كما أن هناك سعيا جميلا من قبل المسئولين لإعطاء الفرصة لكل موهبة تستحق الدعم، فشاهدنا عروضا مهمة من خلال مسرح الشباب كان أخرها مسرحية «مترو»، وعن الإنتاج الكبير هناك عرض «حدث في بلاد السعادة» الذي يحقق إقبالا جماهيريا كبيرا بمؤلف جيد جدا ومخرج طموح يسعى لتضمين التكنولوجيا في العرض المسرحي بأكثر من وسيلة، كما أن موضوع المسرحية حي ويناقش راهن العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وفي المسرح القومي قدمت مؤخرا تجربة المعجنة والحقيقة أن العرض دخل في أكثر من مغامرة منها أن معظم فريق العمل من الشباب وهي مسألة تحتاج لنقاش طويل وجيل الشباب انتظر طويلا حتي اعتلي خشبة المسرح، وتقليد إعطاء الفرصة لهولاء ليس جديدا، فالمخرجون الكبار أمثال كرم مطاوع حصلوا على فرص مبكرة.
أما عن فرص المؤلف المسرحي من أنصبة الإنتاج لهذا الموسم فعن نفسي أرى الاعتماد على النصوص المصرية مسألة يلاحظها معظم المهتمين بالشأن المسرحي، فكل إنتاج المسرح القومي ومسرح الشباب والغد والطفل وفرقة الإسكندرية لمؤلفين مصريين، وحثي الطليعة أُعطت الفرصة للمؤلفة والمخرجة سما إبراهيم، لذا فالموضوعات المقدمة تدور حول قضايا اجتماعية راهنة. أضاف: تابعت بعض عروض مسرح الثقافة الجماهيرية ولا يمكنني الحكم عليها فقط أحيي ما قام به الدكتور صبحي السيد الذي سعى قدر الإمكان لتسليح المخرجين هناك بعلوم المسرح، وعن مسرح الجامعة تابعت معظم عروض المهرجان الدولي لمسرح الجامعة الذي أقيم في ظروف صعبة، ولكنه قدم عروضا هامة للغاية معظمها مأخوذة عن نصوص من المسرح العالمي، ولكن شباب المخرجين تعاملوا معها بوعي كبير وطموح هائل ورغبة في ابتكار حلول جمالية معقدة وهي مسألة صحية للغاية وتدعم تنامي الفكرة وانتشارها بين الشباب، مما يعني أننا ننتظر مواسم مسرحية جامعية متطورة.
استطرد: في نهاية الموسم المسرحي فقط أتوقف عند نقطة يحتاجها المسرحي المصري في كل القطاعات وتتعلق بعوامل جدية التناول والسعي للابتكار فالملاحظ أن مسرحنا يدور في أفلاك شبه منطقية ويقدم حلولا جمالية شبه عادية وقليل من التجارب يخرج عن المألوف.
معجنة القومي لا تتناسب وعراقته
ويقول الناقد رامي البكري: ربما اختلفت رؤيتي وتقديري عن البعض عما شهدته خشبات المسارح في مصر خلال هذا العام الذي يودعنا وقد شهد جدلا كبيرا من خلال محاولات التقييم، ومحاولات رسم خريطة مسرحية للعروض التي قدمت للناس وتبنتها جهات إنتاج مختلفة، وخصوصا من القطاعات الرسمية المتخصصة، تلك المنوط بها فحص واختيار النصوص المناسبة، والأفضل لتنتج وتقدم لجمهور المسرح، الذي باتت مشكلة جذبه وإعادته لارتياد العروض المسرحية تؤرق كل المسرحيين في ظل المنافسة الشرسة غير المتكافئة بين المسرح و”الميديا”. وأضاف «بكري» في نظرة على ما شهدته المسارح من عروض، وهي ليست إحصائية دقيقة، نجد المسرح القومي قدم عروض “اضحك لما تموت” في محاولة لإعادة النجمين نبيل الحلفاوي ومحمود الجندي للمسرح، ولكن للأسف توقف العرض بعد فترة قليلة من افتتاحه بسبب مرض الجندي، ولا ندري لماذا لم يعد عرضه بعد شفائه؟ ونتساءل ألم يكن المسرح الكوميدي أولى بتقديم هذا العرض! عرض آخر قدمه «ريبرتوار» المسرح القومي وهو “قهوة سادة” لخالد جلال وقد سبق وقدمته الدفعة الأولى التي تخرجت من المركز منذ ما يقرب من عشر سنوات على مسرح مركز الإبداع بالأوبرا, و”حي على بلدنا” للمخرج أحمد إسماعيل وهو توليفة من أشعار فؤاد حداد وهو عرض احتفالي لا يخلو من لمحات درامية جاءت في غالبها مفتعلة ملصوقة لصقا لتبرر مجريات العرض، ثم يأتي عرض “المعجنة” الذي افتتح مؤخرا وتوقف لسفره إلى تونس للمشاركة بمهرجان “قرطاج”، ولا ندري إن كان سيستمر عرضه أم لا، واسترسل متسائلا لماذا تقتحم الإفيهات الجنسية عرض المعجنة وتدور بين جدران المسرح القومي؟ هل يعتقد صانعوه أنهم بهذا يجذبون الجمهور إلى المسرح؟ وهل يناسب ذلك تاريخ مسرحنا القومي العريق؟ وأشار أيضا لى أن من العروض التي قدمت هذا العام “عبور وانتصار” وقدم في عدة مسارح، منها القومي للطفل ومسرح الشباب والرياضة ومسرح نقابة الصحافيين ,تأليف وإخراج محمد الخولي وقد لفتت الأنظار فيه الممثلة سكر في تجسيدها لشخصية “جولدا مائير”، والعرض يبدو أنه تم إعداده وتوليفه في عجالة ليقدم في مناسبة الاحتفال السنوي بحرب أكتوبر.
كما أكد “رامي” على الجدية، والرغبة الحقيقية التي لمسناها لدى فنانين أرادوا تمييز أنفسهم وترك بصمة وكتابة سطر في صفحتهم، سطر مشرق ومشرف في ذات الوقت، يحسب لهم تلك الجدية والتميز، أيضا لمسنا تلك النهضة والصحوة التي انبعثت من قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بعد إدارته الجديدة التي يقودها الفنان «عادل عبده «فقدم القطاع عدة عروض ناجحة أهمها عرض “أليس في بلاد العجائب” لفرقة تحت الـ18الذي حقق إقبالا جماهيريا حيث حقق ما يزيد عن المليون جنيه إيرادات، والعرض من تأليف وإخراج محسن رزق وديكور حازم شبل وملابس نعيمة عجمي، أؤكد هنا على الديكور والملابس اللذين حققا إبهارا ساهم بشكل كبير في جذب الجمهور الذي بات بالفعل يهتم أكثر ما يهتم بالشكل والصورة، أعيد أيضا افتتاح مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية بعرض غنائي استعراضي هو “فرحانة” للمؤلف محمد الصواف وإخراج حسام الدين صلاح، وإن كنا نبدي ملاحظة أن العرض كان يحتاج الكثير على مستوى الديكور والإبهار كالذي تميز به عرض «أليس».
واستطرد: قطاع الفنون الشعبية أنتج «بحر الهوى» وإن كان خفيف البنية الدرامية إلا أنه حقق أيضا نجاحا غير مسبوق على مستوى إيرادات الشباك، وتتأكد هنا نظرية أن الجمهور على المستوى العام يتوجه لتلك العروض الاستعراضية حتي ولو كانت خفيفة الموضوع ضعيفة الدراما على المستوى النقدي، تعكس تلك العروض وغيرها حالة النشاط الذي دب في قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بدمائه الجديدة.
وأشار «بكري» إلى أن من أهم العروض التي قدمت في عام 2018 هو «مسافر ليل» للشاعر الراحل الحاضر صلاح عبد الصبور وديكور وإخراج محمد فؤاد صدقي وبطولة علاء قوقة الذي قدم نموذجا جديدا في الأداء التمثيلي، وقدم العرض في ساحة الهناجر بالأوبرا حيث جلس جمهوره داخل عربة قطار شيدها الديكوريست المخرج محمد فؤاد وكانت الحميمية التي بعثها تقارب التمثيل إلى حد التلامس مع المتلقين سببا هاما في نجاح العرض وبالطبع موضوعه المتناسب مع عصور وأزمنة متعددة يبرز فيها القهر والتسلط، ولا يمكننا إنهاء هذا التناول دون الإشارة لذلك النشاط الذي يشهده مسرح الشباب الذي قدم الكثير من العروض الناجحة، منها عرض “يوم معتدل جدا”، وعرض “مترو” فكرة وإخراج عادل رأفت والأخير يتناول موضوعا هاما وهو العلاقات الأسرية والاجتماعية في زمن “السوشيال ميديا”.
تابع: تناولنا شريحة صغيرة من مجمل ما قدمه المسرح في مصر,ألا يؤكد هذا أن هناك صحوة وإرادة لدى المسرحيين وخصوصا الشباب منهم تأخذ المسرح المصري إلى طريق النهوض والتأكيد على ريادته؟ وهناك مئات العروض التي قدمتها الثقافة الجماهيرية والمسرح المستقل ومسارح الشركات والمدارس والمسرح الجامعي ومسرح الطفل وما قدمه من عروض ناجحة خلال العام 2018.
وتابع: لست مع هؤلاء المتباكين على المسرح المصري مدعين انهياره أو سقوطه، بدلا من ارتياد المسارح ومتابعة العروض وتقديم التحية لهؤلاء الذين يتمسكون ببقاء المسرح وإنهاضه رغم الظروف الصعبة التي يعملون بها ورغم المنافسة الشديدة مع عالم تسيطر عليه ميديا رهيبة من فضائيات وإنترنت الموبايلات الذي كاد يطير العقول ويذهب بها.
*استياء لغلق بعض المسارح
ويرى باسم صادق الناقد المسرحي بالأهرام أن أهم ظاهرتين لافتتين عام 2018 تمثلتا في قيادة الشباب للحركة المسرحية أولا، ثم وقوف ذوي الإرادة الخاصة على مسارح الدولة ثانيا. أوضح: فبنظرة عامة على المشهد هذا العام نجد مبادرات فعالة تضع الشباب في مقدمة قاطرة الإبداع منها ورشة ابدأ حلمك التي تبنتها فرقة مسرح الشباب برئاسة المخرج عادل حسان، والتي أنتجت عرضي مدد ونظرة، بالإضافة إلى ملتقى شباب المخرجين الذي تبنته هيئة قصور الثقافة، ولا شك أن افتتاح مسرح الشمس وتقديمه لعروض أبطالها من ذوي الاحتياجات الخاصة كان له أكبر الأثر في نفوس عدد كبير من الأسر المصرية وهم يجدون فلذات أكبادهم يعيدون اكتشاف مواهبهم ويعبرون عنها بكل انطلاق وتألق، فكان عرض الحكاية روح أكبر دليل على هذا النجاح، والمثير في الأمر هو أن مسرح الشمس لم يكن مجرد مسرح بل طاقة إبداع فتحت ذراعيها لكل ابناء ذوي الهمم في مجالات الموسيقى والتشكيل والتمثيل والاستعراض، وهذا هو التطبيق الحقيقي لفكرة أن المسرح أبو الفنون.
وأضاف “صادق” على مستوى العروض المسرحية لا يمكن نسيان عروض مهمة جدا لفتت الأنظار إليها بشدة نقديا وجماهيريا في مقدمتها عرض سلم نفسك للمخرج الكبير خالد جلال، اضحك لما تموت للمخرج الكبير عصام السيد، الساعة الأخيرة للمخرج المخضرم ناصر عبد المنعم، سنووايت للمخرج المتميز محسن رزق، مسافر ليل للمخرج الواعد محمود فؤاد صدقي، وتسجيل دخول للمخرج الدؤوب هاني عفيفي، أنا كارمن بطولة وإخراج المتميزة سما إبراهيم، السيرة الهلامية للمخرج محمد الصغير، الحادثة للمخرج الشاب عمرو حسان، والحقيقة أن نجاح عدد كبير من تلك العروض جماهيريا دفع المسؤولين لإعادة عرضها عدة مرات وهو ما كنا نطالب به دائما، وإن كنت أتحفظ على إعادة بعض العروض التي لم تكن ترقى لإعادة مشاهدتها مثل عروض العشق المسموع، فرصة سعيدة، سيلفي مع الموت، ولكن هذا لا ينكر أن مسرح الدولة هذا العام شهد جهدا ملموسا لا ينكره أحد ولا أخفي استيائي الشديد من غلق أو توقف نشاط بعض دور العرض هذا العام في توقيتات غير مناسبة مثل المسرح العائم والغد والعرائس والطليعة، ونتمنى أن يتم افتتاحها قبل المهرجان العربي في يناير المقبل.
فيما قال الناقد محمد النجار إنه من أهم مكتسبات 2018 عودة المهرجان الختامي لفرق الأقاليم في مسرح الثقافة الجماهيرية ونتمنى زيادة منافذ النشر لكتابات مؤلفين المسرح الجدد لضخ دماء جديدة وتوسيع قاعدة المعرفة والاختيار أمام مخرجي الثقافة الجماهيرية خاصة وأن النصوص التي يتم إجازتها في إدارة النصوص غالبا ما لا يعرف عنها أحد شئ، اما عن خطة مسرح الدولة فأرى أن دكتور علاء قوقة هو أفضل من اعتلى خشبة المسرح وتحديدا في دور عشري السترة بمسرحية مسافر ليل والتي أراها من اميز العروض المسرحية بعد عرض سلم نفسك للمتجدد خالد جلال، وعن مسرح الجامعة فالإعلان عن ملتقي المسرح الجامعي 2018 سيكون إضافة حال دعمه واستمراره وتوسيع قاعدة المشاركة لتتجاوز المركز في سبيل الاهتمام بالهامش المهمش عنوة وعلى مستوى النقد الانتصار للشباب في جائزة المقال النقدي في المهرجان القومي 2018 وفوز باسم عادل بارقة أمل تستحق الاحتفاء.
أضاف: أما في ما يتعلق بمحاكاة عروض الموسم للواقع فتلك مسائل نسبية فمثلا عدم نشر نصوص جديدة جعل مخرجي الثقافة الجماهيرية تحديدا يحاولون الهرب للنصوص العالمية وهذا واضح جدا من نتائج المهرجان الختامي، حدوته واد من جنوه دراماتورج عن نص عالمي لدكتور سيد الإمام، وساحرات سالم وهاملت وبير السقايا، فالمؤلف المصري ليس له نوافذ نشر وبالتالي من الصعب إيجاد نصوص جديدة ولمحاكاة الواقع لا بد من إعطاء المؤلف المصري الثقة وهذا غير متوفر لهذا يتم إعادة قراءة النصوص العالمية بقلم كبار المسرحيين مما يعطي أفضلية في وجهة نظر الكبار لأنه تناول الأعمال العالمية أكسبها فرضية التمييز فكريا وأضمر دور المؤلف المصري خاصة الشباب.
اللجوء لنصوص مسرح الطفل العالمية يعيب البيت الفني.. وشقة عم نجيب الأكثر تميزا
وأشارت الناقدة رنا عبد القوي إلى أن الموسم المسرحي لم يكن على ما يرام فكانت عروضه ضعيفة وقليلة العدد بالنسبة لمسرح الدولة كما كان سابقا، حتى وإن اختتمت السنة بافتتاح عروض جديدة كالمعجنة على المسرح القومي لكنه متوقف الآن، بجانب غلق مسرح الطليعة الذي انعكس على الموسم المسرحي نظرا لغزارة إنتاجه ونجاح عروضه. وأعتقد أن الأكثر تميزا كان شقة عم نجيب للمؤلف سامح مهران وحدث في بلاد السعادة للمؤلف وليد يوسف ومسافر ليل على الرغم من أنه من الأدب الكلاسيكي، في حين أن هناك عروضا لم تستمر رغم جودتها مثل أنا كارمن لسما إبراهيم، اما على مستوى مسرح الطفل فحققت أليس أكبر عدد من الجوائز في المهرجان القومي للمسرح بجانب عرض سنوايت والعرضين أخذوا عن عروض عالمية وهذا يعيب الإنتاج في البيت الفني، فبدلا من الاستعانة بنصوص لكتاب مصريين معاصرين يلجأ مسرح الطفل للمسرح العالمي بهذا الإنتاج الضخم وكأنه ليس لدينا كتاب لمسرح الطفل وهذا غير حقيقي، فيجب أن نتوقف عند تلك الظاهرة ونحلل أسباب نجاح تلك العروض ونطبقه على النصوص المصرية، لا يوجد إنتاج مصري سوى كوكب سيكا فلا بد من إعادة النظر في مسرح الطفل، بينما جاءت كتابات المسرح عموما معظمها إن لم يكن جميعها لمؤلفين مصريين فلم يكن الإنتاج غزير لكنه كان متميزا.
أضافت: أما عن محاكاة العروض لواقعنا فهناك كتابات هامة رغم انها كتبت في الثمانينات إلا أنها معاصرة وملحة وتطرح في أي زمن وشقة عم نجيب أسلوب التلقي والإخراج كان مختلفا وحرص المخرج على مشاركة الجمهور للأحداث، كما به شكل من إعادة كالكتابة لنصوص نجيب محفوظ وإعادة صياغتها لتتناسب والإنسان المعاصر وصراعاته الدائمه، أيضا الثامنة مساءا تناول قضية إنسانية هامه وهي الانتقام القنبلة الموقوته في قلب أي مجال اجتماعي.
تابعت: للأسف ليس هناك فرصة لصناع جدد في عناصر السينوغرافيا أو الأزياء فهي نفس الأسماء أبوبكر الشريف أو نعيمه العجمي، أما الإخراج فقد كان عرض حدث في بلاد السعادة نقطة تحول مهمة جدا في مشوار المخرج مازن الغرباوي تؤكد على أهميته وأنه على مستوى عال من التمييز، أما التمثيل فعلاء قوقه في تصاعد مستمر خاصة بعد أن كلل عمله بحصوله على جائزة التمثيل في المهرجان القومي للمسرح بعد دوره في هنا أنتيجون ثم هنا إنهم يقتلن الغناء ومسافر ليلي وحدث في بلاد السعادة وهو من أهم الممثلين على خشبة المسرح حاليا ولن ننسى الجوكر فاطمة محمد علي.
 

 


روفيدة خليفة