قالوا في وداع مدير الكوميدي أحمد السيد مجدع وشهم ولم يتغير

قالوا في وداع مدير الكوميدي أحمد السيد مجدع وشهم ولم يتغير

العدد 590 صدر بتاريخ 17ديسمبر2018

حالة من الحزن خيمت على أجواء الوسط المسرحي عقب تلقي الفنانين لخبر وفاة الفنان والمنتج الفني ومدير المسرح الكوميدي أحمد السيد بعد صراع مع المرض حيث تعرض لوعكة صحية منذ فترة دخل على إثرها غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات.
حفلت حياة الفنان الراحل بالكثير من التحولات المهنية، منذ أن تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث عمل لفترة مساعد مخرج كما ألف الكثير من النصوص المسرحية وتم عرض بعضها على مسارح الدولة، وعمل كمساعد إنتاج في بعض الأعمال السينمائية وتدرج إلى أن وصل إلى العمل كمدير إنتاج ومنتج فني، ومن تلك الأعمال عمله مع الزعيم عادل إمام في مرجان أحمد مرجان وحسن ومرقص والسفارة في العمارة وعريس من جهة أمنية والإرهاب والكباب، بجانب مشاركته في الكثير من الأعمال منها بين عالمين وأفراح القبة وطايع بالإضافة لتقلده منصب مدير مسرح الطليعة، وأخيرا مديرا للمسرح الكوميدي. لم يكن مجرد السيد مديرا للإنتاج أو مجرد مهني يقوم بعمله بل كان بشهادة زملائه وأصدقائه وحتى من عملوا معه لفترة قصيرة يعامل الجميع كزملاء وشركاء في العمل، كان مثالا للالتزام. تلقى الجميع خبر وفاته بصدمة ومزيد من الحزن وقد نعاه بعض أصدقائه وزملائه بالكلمات التالية..
قال الدكتور سيد خاطر: لم يكن شخصا عاديا كان مثالا للإصرار على النجاح والتميز، أهلته لهذا صفات جينية إنسانية حباه الله بها: صفاء نفس وشهامة وفروسية إشراق وبشاشة وجه ودماثة أخلاق وحيوية وحُب للناس وإقبال على الحياة وتفاؤل دائم، حزمة من الملكات الراقية التي غرسته في قلوب وأفئدة زملائه وأصدقائه وكل من تعاملوا معه ولو عن بُعد فأجمعوا على تسميته بـ(العِترة).
أضاف: عرفته (العترة) منذ كان طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية ولصفاته النبيلة السالف ذكرها وقع عليه اختياري ليكون مساعدا لي في إخراج مسرحية المرجيحة عام 1992، وفي هذا العرض الذي شهدته خشبة مسرح محمد فريد أثبت المرحوم أحمد السيد موهبته وجدارته بالثقة التي أوليته إياها، حتى إنه نال إعجاب وحب جميع الفنانين المشاركين بالعرض ومنهم حسن حسني وهالة فاخر ومحمد متولي وهانم محمد وطارق لطفي ولمياء الجداوي وعزة بهاء ومحمد الصاوي.
وأذكر أن الفنان حسن حسني قال لي أثناء العمل: هذا الشاب سيكون ذا شأن كبير يوما ما، وصدقت النبوءة، نجح أحمد وتألق كمنتج فني للكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وكإداري بارع حينما قاد بكل الحكمة والاقتدار سفينة مسرح الطليعة كمدير رُبان، ومن بعده سفينة المسرح الكوميدي حيث واصل مسيرة نجاح الفرقة التي بدأتها الفنانة عايدة فهمي، وإن اختط مسارا يتسم وشخصيته التي تتمتع بالجرأة والأقدام، فرأيناه يتبنى عروضا مسرحية رفضتها فرق مسرحية أخرى لكنه بحسه الفني والإداري توسم فيها ملامح الرسالة الفنية السامية التي يمكن أن تقترن بالنجاح الجماهيري لعل آخرها احتضانه لتجربة (سيلفي مع الموت) بطولة العزيزة نشوى مصطفى وإخراج الموهوب محمد علام، ليختتم مسيرته الإدارية باختياره لعرض (الحالة توهان) بطولة الصديق الفنان جمال عبد الناصر ومن إخراجي.
ورغم أن القدر لم يمهله ليرى نتيجة اختياره فإنني وجميع الزملاء المشاركين بالعرض بدءا بصديقه الحميم المخرج المنفذ الأستاذ جاد الشهاوي والمخلصة النابهة الأستاذة حنان مهدي مدير دار العرض وجميع أبطال العرض رضا إدريس وأشرف مصيلحي وياسر عزت ومعتز السويفي وناجح نعيم ومحمد الشربيني وأشرف فؤاد وغيرهم كثيرون رغم قسوة القدر إلا أننا نعاهدك يا أحمد الحبيب أن نكون عند حُسن الظن بنا ليحق لنا أن نهدي هذا العمل إلى روحك الطاهرة التي نبتهل إلى المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وعظيم مغفرته، لن ننساك أبدا أيها الغالي الحبيب أحمد السيد.

الرجل “المجدع”
قال الفنان والمخرج جلال عبد الحميد: «رحل صديقي وزميلي ومديري الرجل المجدع أحمد السيد، إلى لقاء قريب. برجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة فإني لا أجد كلمات توفيه حقه».
بينما قال السيناريست والمخرج أكرم مصطفى: «الموت حق وداعا وصحبتك السلامة يا صديقي».
وقال الفنان محمد شافعي مدير عام المسرح العائم: «رحل أحمد السيد.. رحل العزيز الغالي ورحلت معه الجدعنة والرجولة.. إلى اللقاء في مكان أفضل في الآخرة. رحمك الله رحمة واسعة. فقد مت في أفضل الأيام وقد كنت طيب القلب. وكريما ومتسامحا».

حمل راية الإدارة المسرحية
أما مدير المسرح القومي الفنان يوسف إسماعيل فقال: «الفنان أحمد السيد رحمه الله صديق عزيز. قدمنا أعمالا مسرحية سويا ومنها رواية (الناس بتحب كده) تأليف أكرم مصطفى وإخراج عصام السيد ومن إعداد الراحل أحمد السيد، وكان العرض بطولة هالة فاخر وإيمان البحر درويش. والفنان أحمد السيد يتمتع بطيبة القلب وهو من الجيل المثقف. حمل راية الإدارة المسرحية ويتمتع بعلاقات طيبة على مستوى الأوساط الفنية. لا نملك سوى أن نقول رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
وقد أعرب الفنان وليد طه مدير فرقة تحت 18 عن بالغ الحزن لفقدان الفنان أحمد السيد، ووصفه بأنه رجل مبدع وصادق اجتهد كثيرا وترك لنا جرحا كبيرا في قلوبنا. أضاف: تحول موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك إلى ساحة عزاء فهو صديق صدوق ويستحق لقب «العترة» وكان آخر لقاء لنا في مسرح البالون في انتخابات نقابة المهن التمثيلية.
وقال المخرج محمد علام: «الفنان أحمد السيد فنان حقيقي ومبدع اقتطع من وقته ومجهوده للمسرح على الرغم من أنه منتج فني مشهور أنتج الكثير من الأعمال التلفزيونية المشهورة، فإنه كان يعشق المسرح. كان أول لقاء لي بالراحل في مسرح النهار وكان منتجا فنيا له، ويلقب (بالعترة) وقام بمساعدتي بشكل كبير وتذليل جميع الصعوبات أمامي، وتعاونا في أعمال مسرحية ومنها (العطر) وبذل مجهودا كبيرا معي ليخرج العرض بهذا الشكل الرائع كما كان ينوي إنتاج فيلم لأبطال عرض (العطر) وبالفعل بدأنا بالترتيب ولكن لظروف ما لم يكتمل العمل».
أضاف: «تعاونا للمرة الثانية في عرض (العشق المسموع) وهو عرض شبابي يناقش فكرة الحب وقد قدم أفكارا مختلفة ومنها الميزانية المختصرة. هو دائما يبعث البهجة والطاقة، وقدمت معه عرض (سيلفي مع الموت) بطولة الفنانة نشوى مصطفى وحقق ناجحا لافتا ووضع خطة مختلفة للمسرح الكوميدي».

خبر صادم
وببالغ الآسى نعى الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون الفنان، وقال: «الراحل أحمد السيد إنسان وفنان من طراز خاص. قدمت معه الكثير من الأعمال وهو إنسان (جدع) خير وطيب القلب، بدأ التعاون بيننا منذ عام 2005 وقدمت معه فيلم (السفارة في العمارة) وكان في ذلك الوقت مديرا للإنتاج وبعد ذلك فيلم (مرجان أحمد مرجان) وعملت معه من إنتاج عصام إمام العام الماضي ولكن لم يكتمل الفيلم».
وتابع: «تجمعني بالفنان أحمد السيد صداقة كبيرة، فهو محب لكل الناس ووفاته خبر صادم لنا جميعا ولجميع الأوساط الفنية».
أضاف: «عملت معه وهو مساعد مدير إنتاج ثم مدير إنتاج وفي فيلم (السفارة في العمارة) كانت المرة الأولى له مديرا للإنتاج وكنت شاهدا على الأمر وعندما عمل مع عصام إمام فيلم السفارة في العمارة أصر النجم عادل إمام أن يكون كل من الفنان الراحل أحمد السيد ونهاد كمال مديرين للإنتاج الفني، كان لديه ثقة في قدراتهما وقد كافح كثيرا ليصبح واحدا من أهم المنتجين الفنيين، عندما كان يعمل كان يعمل كمبدع وكان يشعر بسعادة غامرة عندما يستشعر جودة وتميز المنتج الفني، وكان ينصح الشباب الصغير ويعطيهم من خبرته وتجاربه ويدفع بالشباب دائما».
أما مهندس الديكور حازم شبل فقال: «رحمه الله كان زميل الدفعة التالية لي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومنذ ذلك الحين ونحن أصدقاء حتى وقتنا هذا، وعملنا سويا حيث صممت له مسرحية (الناس بتحب كده) من تأليفه سنة 2009 في المسرح العائم ومن إخراج عصام السيد، وخالص عزائي ودعائي بالصبر لأهله وكل أصدقائه وأحبابه».
وقال مصمم الإضاءة عز حلمي: «تعرفت إليه منذ فترة قصيرة لكنه تعامل معي بكل الحب وكأنه يعرفني منذ زمن، كان يعامل الجميع كزميل وليس مديرا للمسرح أو منتجا فنيا، حين أدخل مكتبه لإلقاء التحية يستقبلني أفضل استقبال ويقول لي: بوستاتك على الفيسبوك (بتقتلني ضحك). وعندما أردت الانتقال إلى مسرحه قال لي (ده المسرح ينور) ووافق وكان متأثرا حين تم وقف النقل». أضاف: كان إنسانا فوق الوصف.. شخصية قيادية وطموحة.
وقال المخرج سعيد منسي: «استقبلت الخبر من مهندسة الملابس وأنا في مسرح ميامي، وقالت لي (كان موصيني عليك)، ذلك رغم معرفتي القليلة به». أضاف: «كان شخصية قيادية وطموحة ومخلصة ودائما هو مصدر سعادة وطاقة إيجابية لكل من حوله، أحدث نقلة في مسرح الطليعة حين كان مديرا له وأكمل نجاحه في المسرح الكوميدي، وكنت صاحب آخر مشروع عمل عليه قبل دخوله المستشفى وهو عرض (هرقل) ولا أملك الآن سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يلهمنا وأصدقاءه الصبر لفراقه».
وبعث الفنان ماهر سليم برسالة إلى الفنان الراحل قائلا: «لأنك تعلم مدى عشق أصحابك لك ولأن الله يعلم ما في قلوب الناس الذين يعرفونك والذين تعاملوا معك تأخر الأجل.. وأراد الله أن يكون تدريجيا، لكن صدمة الأمل المفقود والحزن الدفين بين ضلوع أصدقائك وأحبابك أي دموع تكفيك.. عزاؤنا أنك في مكان أفضل. نعزي أنفسنا. هل أقدر على حضور جنازتك؛ أخشى أن أعرف أنك رحلت وأهرب من كل ما كتب من أخبار تؤكد رحيلك».
فيما قالت الفنانة نشوى مصطفى: «الفنان الراحل أحمد السيد كان دفعتي منذ 25 عاما في المعهد العالي للفنون المسرحية، كان في قسم الدراما وكنت أنا في قسم التمثيل والإخراج، ولم يتغير مدى حياته، فهو يتمتع بالشهامة والجدعنة والفروسية وهو إنسان خلوق وخّير. وعرض (سيلفي مع الموت) كان أول لقاء جمعني به على المستوى العملي ولم يسعدني الحظ بالتعامل معه في أعمال للدراما التلفزيونية أو السينمائية». أضافت: «أحمد السيد طالب المعهد العالي للفنون المسرحية لم يتغير نهائيا عن المنتج الفني الكبير».
ونعى الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي الفنان الراحل أحمد السيد قائلا: «رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، أحمد صديق العمر تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى حزني على فراقه.. رحمك الله وغفر لك برحمته وغفرانه».
 

 


روفيدة خليفة - رنا رأفت