مروة عبد المنعم: نجاح أليس يضعني أمام مسئولية كبيرة مع الجمهور

 مروة عبد المنعم: نجاح أليس يضعني أمام مسئولية كبيرة مع الجمهور

العدد 586 صدر بتاريخ 19نوفمبر2018

موهبة من طراز فريد, منذ تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية, برزت في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية, بجانب ما تقدمه للمسرح, لكن حلمها ظل يراودها ولم تتخل عنه باكتشاف نفسها وقدراتها غير المحدودة كفنانة استعراضية شاملة, حيث يعرض لها حاليا العرض الناجح (أليس في بلاد العجائب) على مسرح البالون من إنتاج قطاع الفنون الشعبية والذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وحطم الأرقام القياسية لعدد المشاهدين والإيرادات,  وذلك بعد أن توجت  جهود مروة عبد المنعم بفوزها بجائزة أحسن ممثلة دور أول في الدورة الحادية عشر (دورة محمود دياب) للمهرجان القومي للمسرح, عن دورها في مسرحية (سنووايت) والتي قدمها المسرح القومي للطفل في العام الماضي, والذي حقق ايضا حضورا جماهيريا كبيرا,  لكن مروة تعتبر تلك مجرد بداية وخطوة أولى لطريق النجاح.
• ما هي فكرة العرض الجديد أليس في بلاد العجائب ؟
• هي قصة أليس وهي قصة معروفة، فهي كفكرة تقول إن الإبداع والجمال بداخلك ولا تنتظر الظروف لتضغط عليك، أنت تستطيع أن تبرز جمالك ويمكن أن تفعل العجائب بقتل الخوف بداخلك وتخرج العجائب التي بداخلك، فكل إنسان بداخله الكثير من العجائب لكن المطلوب فقط أن يستخرجها.

• كيف تنظرين إلى النجاح الجماهيري لعرض أليس؟

• يزداد لدي الإحساس بالمسئولية تجاه الجمهور والأطفال ورسالة الفن التي أحملها على عاتقي وهو بالطبع شيء مخيف نحو ماذا سأقدم  بعد وكيف أحافظ على هذا النجاح. وطبعا يتولد لدي إحساس كبير بالسعادة والفرحة لهذا النجاح الكبير الذي لم يتحقق من قبل في المسرح المصري بتجاوز الإيرادات لأول مرة في مسرح الدولة عموما ومسرح الطفل خاصة تلك الأرقام القياسية في الإيرادات وعدد المشاهدين. وأشكر الكبار على هذا كل هذا الحب والاهتمام بالمسرح وبتربية أطفالهم على عشق الفن والمسرح على وجه الخصوص.

• ما الفرق بين دور (سنووايت) ودور (أليس)؟
• كلها حواديت، وكلها تتضمن شخصية أميرة العمل سواء كانت (سنووايت) أو (أليس)، معظمها شخصيات متشابهة في المعاني وهي الأميرة المظلومة أو المضطهدة، تتكاتف ضدها الظروف وهي تحاول أن تتخطى كل هذه الظروف، لكني أحاول أن أختلف في الأداء والأسلوب والصوت والشكل بحيث لا يكونا متشابهين، ففي النهاية أنا نفس الممثلة بنفس أدواتي، لكنها كحدوتة ديزني هي البنت الرقيقة المستكينة المضطهدة التي تنتصر في النهاية بانتصار الخير على الشر، لكني كممثلة أحاول أن أوضح الفارق بين الشخصيات بأدواتي وإمكانياتي .


• هل كانت  (سنووايت) مرحلة انتقالية في مسيرتك الفنية؟
•  (سنووايت) كانت حلم من أحلامي منذ زمن، وكنت أتمنى القيام بها، أحببتها جدا لذا تعايشت معها بعمق، وهي تعتبر انتقال لي للآخر، لكن أنا كمروة عبد المنعم طيلة عمري أرغب أن أمثل وأرقص وأغني لكن لم يكتشف أحد ذلك في، ولم يفكر أحد في استغلال قدراتي، فأنا فكرت أن أستغل قدرات نفسي، فقررت أن أقدم للجمهور قدراتي، وأبديت للمخرج محسن رزق أمنيتي أن أقدم عرضا استعراضيا غنائيا وأنني أفكر في تقديم (سنووايت)، فرحب بالفكرة بشدة، واستطاع كمخرج أن يستغل كل قدراتي، فطبعا الشكر الكبير له لأنه المخرج الذي اكتشف وأبرز لدي الأشياء التي لم يكن يدركها أحد.

• (أليس في بلاد العجائب) ومن قبلها (سنووايت) أبرزتا قدراتك غناءً ورقصاً وتمثيلاً. فهل هذا يرفع سقف طموحاتك لتقديم عمل استعراضي تليفزيوني ضخم مثل نيللي وشيريهان؟
• أتمنى ذلك وهذا حلم من أحلامي. كما أتمنى تقديم كل شخصيات ديزني النسائية للمسرح، وأرجو التوفيق من الله لأني أعيد  صياغة نفسي صياغة جديدة كشكل لمروة عبد المنعم.

• هل تتدخلين في صياغة أعمال ديزني؟
• ليس تدخلا بقدر ماهي مناقشات بيني وبين المخرج أطرح له أفكار يمكن أن يقبلها أو يرفضها أحيانا فهو متفتح الذهن ويقبل الرأي، ويمتص كل الأفكار كي يقدم الأفضل.
• هل فكرت في الاستقلال بمشروع ديزني في القطاع الخاص؟
• أنا فكرت في هذا فعلا، لكنها تجربة تحتاج إمكانيات مادية عالية جدا، تفوق قدراتي، وذهبت لعديد من المنتجين منهم من لم يهتم ومنهم من لم ينفذ وعوده، لكن مسرح الدولة رغم المعوقات إلا أنه المكان الوحيد الذي فتح لي أبوابه ورحب بي، فلكل القائمين عليه كل الشكر.

• ما شعورك عند  التعامل مع الأطفال من خلال خشبة المسرح ؟
• إحساس ممتع جدا وراقي جدا، وشيء محترم، فقديما اعتدنا على مقولة الفن رسالة وكنا نرددها بشكل تقليدي أو روتيني، لكنها فعلا حقيقة. إن الفن رسالة. وكلما آمنت بها من المؤكد أن الله تعالى سيكرمك، وإحساس رائع أن تقوم بتوصيل كلمة للطفل،  وإحساس جميل عندما تجد الطفل يحضنك من قلبه لأن هذا هو الجمهور الغير منافق فهو لا يمكن أن يسلم عليك وهو لا يحبك، فهذا الطفل  أنا أقوم بتربيته الآن وسيكبر وهو يحبني ومثلما كبرت وأنا أعشق فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي لأنهما ربياني، فأرغب أن يظل هؤلاء الأطفال يحبونني ويتذكرونني بكلمة قلتها لهم.

• هل توظيف أدواتك كممثلة في عروض الأطفال يختلف عن عروض الكبار؟
• بالطبع أصعب كثيرا جدا،  فمن السهل أن تناقش شخص كبير وتقوم بتوصيل فكرة ما له أو معلومة ما له، لكن أن فكرة أن تسيطر على الطفل كي يجلس أمامك منبهرا بك في ظل التطور التكنولوجي، وكي يحبك أيضا، وخاصة أن الطفل الآن لا يتحمل الجلوس فقط عشر دقائق أمام شيء لتجذبه فهذا طبعا صعب جدا.

• ماذا تمثل لك جائزة المهرجان القومي للمسرح المصري؟
• تمثل انتصار كبير، فهذه أول مرة في حياتي أشترك في مهرجان، وحصولي على جائزة أحسن ممثلة يعتبر نصر كبير وشرف كبير لي، فهذا الاشتراك يعتبر كرم من الله، خاصة أن هذا العرض قد اعترض الجميع على دخوله المهرجان، على أساس تصنيفه على أنه تابع لمسرح الطفل، لكني لا أرى أي مانع يمنع دخول اسم مسرح الطفل في المهرجان، فلا أعرف لماذا يعتبرون مسرح الطفل شيئا مهمشا. وأنا لا أعتبر (سنووايت) مسرحا للطفل، لكنه مسرح للأسرة جميعا، فهو مسرحية مكتملة العناصر وإلا لم يكن يتم ترشيحها لدخول المهرجان.
• هل توقعت حصولك على تلك الجائزة؟
• لم أتوقعها ولكني كنت أأملها، كان تخوفي من وجود محسوبيات أو توازنات تحرمني منها. رغم إجماع كل من حولي على استحقاقي إياها، لكن تخوفي كان كبير. فاكتشفت أن اللجنة نزيهة ولا أعرف أي شخص، فهي لجنة تميزت بالنزاهة وكلهم فنانون على قدر كبير من الاحترام.
• ألا تؤثر عودتك  للمسرح على نجوميتك وعملك في التليفزيون والسينما؟
• أنا لم أبتعد عن المسرح أبدا، فقد عملت في مسرح القطاع خاص ومسرح الدولة من قبل. بالفعل المسرح يسرق الممثل من الفيديو، لكنني كان لابد أن أتخذ موقفا مع نفسي كي أحقق كيان مروة عبد المنعم، فحتى الآن لم أقدم ما أتمناه وما يحقق لي المتعة في الدراما، لم يعطني أحد ما أريده، وكذلك في المسرح عملت كثيرا لكن أيضا لم يعطني أحد ما أريده، فقررت أن أصنع بنفسي ما أريده حتى لو كان في مسرح الدولة أو مسرح الطفل، أو في أي مكان، المهم أن أقدم ما أريده حتى أقدم موهبتي الحقيقية، فلم أهتم بالفيديو ولم أهتم بأن يخطفني منه المسرح بقدر ما أهمني أن أقدم مروة بشكل جديد غير ما يراه الناس، لأنني يمكن أن أستغرق في العمل في الفيديو من أجل المادة وأقدم أعمالا تقليدية لكني أريد تغيير مسار وجهة النظر الخاصة بي فكان لابد من هذه الوقفة الجادة حتى لو توقفت عن الفيديو.

• إذن ترين أن هذه الخطوة في المسرح تمثل طموحا لك أكبر من الفيديو.
• طبعا، فأنا كما قلت قد حققت نجاحات، لكني لا أرى أني قد حققت ما أريده ولم يعرف أحد قدراتي كممثلة ويوظفني بالشكل الصحيح، فحتى الآن لم أظهر بالصورة التي أريدها وترضيني.

• ما طموحاتك بالنسبة للسينما؟
• أتمنى أن أقدم ما أريده، وأؤدي الأدوار التي تبرز طاقتي، لا أريد أن أمثل من أجل التمثيل فقط أو من باب جمع المادة، هذا كله أرفضه تماما، فقد عرض علي أفلام كثيرة جدا ورفضتها، أتمنى أن يعرض علي فيلم له طابع خاص. ومن أحد أحلامي أن أقدم فكرة (سنووايت) كفيلم، وأن يتم إنتاج تلك الفكرة فيلما مصريا، فدائما ما نسمع عن فيلم أجنبي (أنيميشن) ذي مستوى عال وأنه حقق نجاحا كبيرا، فلماذا لا نصنع ذلك بأنفسنا؟ فهذا من أحلامي أن أقدمه في المسرح مثلما قدمته في السينما.

• هل هو اعتراض على تهميش الأدوار النسائية في السينما؟
• ليس كذلك، إنما أنا أبحث عن نفسي كممثلة، فالأفلام نفسها ليست على المستوى اللائق، كما أن توظيفي داخل الأفلام لا يليق بي وبقدراتي.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏