التجريبي في يوبيله الذهبي: إعادة تقديم عروضنا فكرة جيدة لتنشيط ذاكرة جمهور المهرجان

التجريبي في يوبيله الذهبي: إعادة تقديم عروضنا فكرة جيدة لتنشيط ذاكرة جمهور المهرجان

العدد 578 صدر بتاريخ 24سبتمبر2018

بعد مرور 25 سنة من تأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، خرجت إدارة المهرجان بفكرة إعادة أبرز العروض المسرحية التي شاركت في دوراته السابقة وحصلت على جوائز لمصر من خلال مشاركتها، وهي عروض «الطوق والأسورة» للمخرج ناصر عبد المنعم، و«قهوة سادة» للمخرج خالد جلال، و«خالتي صفية والدير» للمخرج محمد مرسي إبراهيم، و«كلام في سري» للمخرجة ريهام عبد الرازق، وهو الأمر الذي لاقى اهتماما وترحيبا من الجميع.
“مسرحنا” التقت بمخرجي العروض المعادة، وناقشتهم حول أهمية إعادة تقديم هذه العروض بالمهرجان، وما يمثله هذا من تكريم بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر.. وكيف يتم تقديمها والجهد المبذول لتحضيرها وعرضها، وما واجهتهم من صعوبات في التحضير للعرض، واستقبال الجمهور لهم.
الطوق والأسورة
في البداية، أكد المخرج القدير ناصر عبد المنعم مخرج عرض “الطوق والأسورة” أن فكرة تقديم العروض المصرية التي شاركت من قبل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر لتكرم وتشارك في اليوبيل الفضي للمهرجان، هي فكرة ذكية جدا لأنها تعيد ذاكرة المهرجان، حيث اختيرت وفق معيار محدد وهي العروض التي حصلت على جوائز من المهرجان على مدار دوراته السابقة في الـ24 دورة السابقة، حيث حصل عرض «الطوق والأسورة» عام 1996 على جائزة أفضل إخراج، وكانت أول جائزة كبرى تحصل عليها مصر في المهرجان بعد 8 دورات سبقت حصولنا على هذه الجائزة.
وأشار عبد المنعم إلى أنه كانت هناك حالة من الفرح والبهجة بحصول عرض «الطوق والأسورة» على هذه الجائزة لأنها الأولى في عمر وتاريخ المهرجان، مشيرا إلى أن فكرة إعادة العرض بعد 22 سنة مرت على عمر العرض مربكة بعض الشيء، فمؤكد أن الممثلين اختلفوا، ولكن رغم ذلك تم الحفاظ على العناصر الأساسية التي قامت بتقديم العرض عام 1996 وهي الديكور لمحيي فهمي، والأزياء لنعيمة عجمي، والرؤية الموسيقية لكمال رشاد، في حين تم تغيير الممثلين. وأوضح «مخرج عرض الطوق والأسورة» أن العقبات التي واجهته هي أن الممثلين أدوا أدوارهم من 22 سنة وبحكم الزمن لم يكونوا بالقدر المناسب لتقديمها في هذا الوقت الحالي، وبعضهم كان مناسبا ولكن ظروفه حالت بينه ومشاركته. أضاف: ولكن تغلبنا عليها بممثلين جدد، مع الاحتفاظ بنفس الرؤية الفنية التي قدمت من قبل، لأن هذا هو الغرض من إعادة العروض للمهرجان، وهو ما يجعل هناك تركيزا على إعادة الرؤية الفنية كما هي إلى حد بعيد، رغم وجود اختلافات ولكنها اختلافات ليست جوهرية.
وكشف ناصر عبد المنعم أن من الصعوبات التي واجهته كمخرج هي أن عرض «الطوق والأسورة» لم يتم تصويره عام 1996 لصعوبة التصوير لأنه يعتمد على خشبات مسرح متعددة ومتقابلة ومتعارضة، بالتالي يكون تصويره عملا شاقا جدا بالنسبة لزويا الكاميرا، فلم نوفق في أن نصوره، واعتمدنا على الذاكرة رغم كل هذا الزمن، ونعتمد على النص الذي كتبة الدكتور سامح مهران عن رائعة يحيى الطاهر عبد الله.
تابع: نعتمد على ذاكرتنا من ناحية وعلى ما تستطيع أن تكونه لنا الصور الفوتوغرافية من ذاكرة نستطيع أن نستفيد بها وفي الوقت نفسه كان هناك حالة من التغيير أو الاختلاف في بعض المناطق البسيطة.

قهوة سادة
وقال المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي ومخرج عرض «قهوة سادة»، إن إدارة المهرجان طلبت إعادة عرض مسرحية «قهوة سادة» لمدة يومين لاحتفالها باليوبيل الفضي للمهرجان، وكذلك العروض التي فازت بجوائز كبرى خلال دورات المهرجان السابقة، حيث سبق أن فزت بجائزة الإخراج في عام 2008، مشيرا إلى أن أغلب العروض المعادة بها نجوم اعتذروا لكن مسرحية «قهوة سادة» هي المسرحية الوحيدة التي حرصت على أن تعرض بكل نجومها، ولو لم يتوفر نجومها لما كنت أعدت عرضها، ونجوم العرض كلهم شاركوا.
وأشار جلال إلى أنه لم تواجهنا أي صعوبات في التحضير لإعادة العرض، وخصوصا أن عرض «قهوة سادة» أسطورة من أساطير المسرح خلال الـ30 سنة الماضية، واستطاع المسرح القومي أن يستوعب عددا كبيرا من الجمهور.

خالتي صفية والدير
وقال المخرج الشاب محمد مرسي إبراهيم مخرج عرض «خالتي صفية والدير»، إن إعادة العرض بالمهرجان يعد تكريما للعرض، مشيرا إلى أنه تم التجهيز للعرض ولم تواجهنا أي مشكلات وعرضنا على مسرح مركز الهناجر للفنون، ولم تواجهنا أزمة ممثلين لأن الإسكندرية مليئة بالممثلين، وبمجرد أن علمنا بإعادة العرض تواصلت مع الممثلين وتوفر من توفر واعتذر عدد قليل لسفره خارج مصر، واستعضنا عن البقية، وبالتالي خرج العرض بشكل بسيط ولاقى ترحابا من الجمهور.
وأوضح مرسي أن إعادة العرض ضمن احتفال اليوبيل الفضي للمهرجان التجريبي لأنه العرض الحائز على جائزة أفضل عمل جماعي بالمهرجان في 2008 وجائزة أفضل نص مسرحي معد بالمهرجان القومي للمسرح 2018. وقال إنه منذ 10 سنوات كان بالنسبة لي حلم أن أشارك في المهرجان التجريبي حتى لو على الهامش، وربنا أراد بجهود كل من كان في العرض أن يكون ممثلا للمسرح المصري بالمسابقة الرسمية مع عرض “قهوة سادة”، ثم أراد الله أن نفوز بجائزة أفضل عمل جماعي بالمهرجان بمشاركة 25 دولة أجنبية وعربية في تسابق على 6 جوائز فقط وقتها.
وذكر أن الفضل في هذا الاختيار يعود إلى أبطال العرض القديم الذين حالت ظروف مختلفة في عدم وجودهم هذا العام، وهم: إبراهيم مرسي وسناء مشمش ومحمد خميس وآسر عبد الوهاب ومحمد أمين وعبير علي وأحمد بسيوني ومحمد فاروق وهشام نبيل وناهد السيد ودنيا عزيز، بالإضافة لأحمد عسكر ووصال عبد العزيز الموجودين بالعرض حتى الآن.

كلام في سري
فيما قالت المخرجة ريهام عبد الرازق مخرجة عرض «كلام في سري»، من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن إعادة العرض على مسرح الغد في اليوبيل الفضي للمهرجان يمثل لنا شيئا مهما في حياتنا وذكريات كثيرة، وخصوصا أن فريق العمل لم يتغير، وبمجرد الاتصال بهم لم يترددوا في المشاركة. وأشارت ريهام، إلى أنه لم تواجهها أي مشكلات تتعلق بالتجهيز مرة أخرى للعرض، وإنها لاقت اهتماما من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال متابعة مستمرة من الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة والمخرج هشام عطوة نائب رئيس الهيئة والمخرج عادل حسان مدير عام إدارة المسرح حيث يلبون أي متطلبات ويعملون على تسهيل كل الإجراءات.

 


محمد خضير