سميرة عبد العزيز : المهرجان كان فرصة جميلة لمشاهدة أبرز عروض المسرح المصري

سميرة عبد العزيز : المهرجان كان فرصة جميلة لمشاهدة أبرز عروض المسرح المصري

العدد 575 صدر بتاريخ 3سبتمبر2018

انتهت فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الحادية عشرة، واختلف المهتمون بالمسرح على التسمية، وخرجت علينا لجنة التحكيم بتوصيات تماما كما خرجت علينا لجان التحكيم السابقة بتوصيات.
واللافت للنظر أن بعض التوصيات مكررة ولم تتلاشَ على سبيل المثال قضية الاهتمام باللغة العربية، فمنذ الدورة الأولى من عمر المهرجان إلى هذه الدورة عدا الدورة السابعة كانت التوصية بالاهتمام باللغة العربية نطقا وإعرابا، كذلك منذ الدورة الثانية توصية بعدم وضع المحترفين والهواة في حلبة سباق واحدة. أيضا توصيات بالاهتمام بالتأليف وعدم الاهتمام بالكم على حساب الكيف. السؤال للمسئولين عن المهرجان: ما مصير هذه التوصيات؟ هذه الدورة حملت اسم الكاتب محمود دياب وكانت المفاجأة أنه لا يوجد عرض مسرحي واحد من تأليف محمود دياب. وفي مفاجأة من العيار الثقيل حصد المسرح القومي للأطفال على شهادة تميز و4 جوائز أولى (درع المهرجان). ولهذا كان لنا لقاء مع الفنانة سميرة عبد العزيز رئيس لجنة تحكيم المهرجان لتحدثنا عنه ولا يفوتنا أن نسألها سؤالا خاصا بصفتها ممثلة: «كيف كانت علاقتك بالمسرح؟».
•  ما رأيك في مشاهدة 37 عرضا بمعدل 3 عروض يوميا والتنقل بين دور العرض وبخاصة أنه توجد توصية سابقة بأن اللجنة لا تعمل بكفاءة مع كثرة العروض اليومية؟
فعلا عدد العروض كثيرة ومشاهدة 3 عروض يوميا شيء صعب ولكنها كانت فرصة جميلة أن نتطلع على كل ما يدور بالساحة الفنية من عروض مسرحية.
أما بالنسبة للتنقل بين دور العرض فلم يكن صعبا لأن اللجنة المنظمة وفرت لنا ميكروباصا نتنقل به للأماكن وأثناء التنقل كانت هناك فرصة لنتناقش فيما شاهدناه.
•  بماذا تردين على من يقول إنه كان يجب أن تتقلص العروض عن 37 عرضا؟
لقد كانت فرصة لمشاهدة هذا الكم من العروض ويعتبر شيئا مشرفا في الظروف التي تمر بها البلاد.

•  ما ردك على قول إن هناك تباينا بين العروض وأن المنافسة غير عادلة بين المحترفين والهواة في القدرات المالية علما بأنه كانت توجد توصية سابقة بهذا المعنى؟
في الجلسة التي اجتمعنا فيها كلجنة تحكيم مع إدارة المهرجان برأسة الدكتور حسن عطية ناقشنا الأمر ووصلنا لقرار بأننا سوف نقيم فنا من خلال المعروض وليس شيئا آخر، وأثناء مشاهدتنا للعروض كان من المبهر أن تقدم بعض الجامعات عروضا متميزة تفوق بعض عروض مسرح الدولة.

•  هل حدث خلاف في وجهات النظر بين أعضاء لجنة التحكيم؟ وما هي المعايير التي عملت اللجنة على أساسها؟
لم يحدث أي خلاف إطلاقا، وبالنسبة للمعايير فقد اتفقنا على أننا سوف نقيم فنا، ووضعنا منهجا للعمل منذ البداية وهو أن نجتمع بعد مشاهدة كل عرض للمناقشة وإلقاء الضوء على نقاط التميز وتقييم العرض، وكان يحدث ذلك أيضا بعد مشاهدة 3 عروض وتقييم اليوم كاملا، كما التزمنا بلائحة المهرجان.

•  ما هي الدلالة على حصد المسرح القومي للأطفال 4 جوائز أولى مع (درع المهرجان وشهادات تميز)؟
تميز العرض المسرحي «سنو وايت» بالشعر المكتوب خصيصا للمسرحية فهو مكتوب بطريقة مناسبة للأطفال لأننا نحتاج إلى غرس القيم والمثل والأخلاقيات في عقل الطفل ولذلك حصل على شهادة تميز، أما بالنسبة للجوائز الأخرى درع المهرجان  [أفضل (ممثلة أداء دور أول – إخراج مسرحي – عرض مسرحي أول – تصميم أزياء)]، فلأن الممثلة أدت جميع أنواع الفنون من تمثيل ورقص وغناء وكانت الأزياء متميزة ومناسبة وتمكن المخرج من السيطرة على جميع أدواته ولهذا حصد المسرح القومي للأطفال هذه الجوائز.

•  بصفتك ممثلة متميزة في أداء اللغة العربية ما رأيك فيما فعله الممثلون في هذه الدورة باللغة العربية على الرغم من أن التوصيات باللغة العربية بدأت من عمر المهرجان حتى الدورة العاشرة ما عدا الدورة السابعة؟
اتطلعت على هذه التوصيات ولذلك منحنا شهادة تميز في اللغة العربية لمركز الهناجر للفنون عن العرض المسرحي «مسافر ليل»، وقد أشدت بمن حافظ على اللغة العربية نطقا وإعرابا على سبيل المثال الجامعة البريطانية التي استعانت بمصحح لغة عربية، وهناك عرض آخر قدم فنا رائعا ولكن بالنسبة للغة العربية كان رأيي فيهم أنهم ذبحوا اللغة العربية؛ مما أدى إلى اختلال في سياق العرض، وبالتالي فسد العرض المسرحي. وأقول لمن يتصدى للغة العربية أن يستعين بمصحح لغة عربية نطقا وإعرابا.

•  على الرغم من كثرة العروض فإن حركة التأليف المسرحي متعثرة تعثرا شديدا مع العلم أن توصيات سابقة كانت تشجع بالاهتمام بالكاتب المحلي؟
هذه نظرة صائبة على الرغم من كثرة العروض فإن العروض المحلية كانت قليلة ويعود هذا لهروب مؤلفي المسرح من المسرح نظرا لتدني الأجور وعدم الاهتمام.

•  هل من المعقول أن تسمى دورة لمهرجان باسم الكاتب (محمود دياب) ولا يوجد عرض مسرحي واحد يحمل اسمه؟
لاحظت اللجنة ذلك وأصدرت توصية بهذا.

•  قام الدكتور «أسامة أبو طالب» بإنشاء مهرجان للكاتب المسرحي سنة 2004 ثم اختفى المهرجان بعد عامه الأول، ما تعليقك على ذلك؟
أتمنى أن يعود، فالتشجيع والمساندة مهمان لإثراء الحركة المسرحية وبخاصة أنه قد طغت العروض المعتمدة على نصوص عالمية سواء بالإعداد أو الاقتباس.

•  ما تعليقك على مشاركة العدد الكبير من الشباب في العروض المسرحية؟
هذه دلالة على أن الشباب هم الركيزة التي يرتكز عليها المجتمع وقد شاهدت طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية في عرض متميز وحصدوا جوائز [ أفضل(ممثل صاعد – ممثلة صاعدة – مخرج صاعد – عرض مسرحي ثاني)]، وهناك أيضا ممثل من مركز الإبداع وممثلة من البيت الفني للمسرح حصدا جوائز أفضل أداء دور ثاني، كذلك شباب الجامعات كانوا مقبولين ولا بد من صقل موهبتهم بالدراسة المتخصصة حتى يكونوا نجوم المستقبل.

•  بما استفدت من هذه التجربة على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام؟
على المستوى الشخصي: اطلعت على كم كبير من العروض المسرحية كنت لا أستطيع مشاهدتها، وهو ما زرع بداخلي الحماسة والنشاط مرة أخرى والحنين للمسرح.

•  بعيدا عن المهرجان، ما علاقتك بالمسرح؟
المسرح هو عشقي الأول وهو الفن الوحيد الذي يشبع الفنان لأنه يحصد ثمرة جهده مباشرة من الجمهور، وبداية حياتي الفنية كانت على خشبة المسرح وأنا طالبة بالجامعة، وقد حصلت على جائزة من الرئيس عبد الناصر عن مسرحية «المفتش العام» إخراج كمال عيد في أسبوع شباب الجامعات. وهذه الجائزة التي جعلت والدي يقتنع بأن أحترف التمثيل وبعد تخرجي تم تعييني بوزارة التربية والتعليم والتحقت بفرقة الإسكندرية وكانت ترعاها المحافظة، وأثناء عملي في مسرحية من إخراج «حسن عبد السلام» شاهدني «كرم مطاوع» وأصر على انتقالي إلى القاهرة، وبالفعل انتدبت للعمل بالمسرح القومي وعملت من إخراجه مسرحية «وطني عكا»، وبناء على رغبة «سعد أردش» دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية وتوالت الأعمال.

•  هل ما سمعته صحيحا بأنك تعرفتي على زوجك الراحل «محفوظ عبد الرحمن» من خلال قراءتك مسرحيته «حفلة على الخازوق»؟
ما سمعته صحيحا، فقد كنت عضوا بالمكتب الفني بالمسرح القومي وقدمت لنا هذه المسرحية وأعجبت بها ولكنني فوجئت بأنه سحبها من المسرح وعرضها في المسرح العربي بالكويت، ومرت الأيام ومثلت في عمل تلفزيوني من تأليفه وعندما عرض علي عملا آخر من تأليفه ذهبت للاعتذار للمخرج عن الدور لأنه من وجهة نظري لم يناسبني، وبالصدفة وجدت محفوظ هناك حيث إنه كان يقيم بالكويت فهاجمته وارتفع صوتي عليه لسحبه للمسرحية من المسرح القومي ولكنه في هدوئه المعتاد كانت إجابته بأن الرقابة رفضت المسرحية وبالتالي سحب النص.

•  علمنا بأنك ستقومين بعمل مسرحي مع الفنان «محمد صبحي»، هل هذا صحيح؟
نعم، كم كنت أتمنى أن أعمل عملا مسرحيا راقيا في القطاع الخاص فكنت أرفض كل ما يعرض علي وفي يوم كنت أحضر مسرحية «غزل البنات» للفنان محمد صبحي فبهرني المسرح المجهز على طريقة المسارح العالمية وبهرني الالتزام والتميز الذي يشتهر به الفنان «محمد صبحي» فأبديت رغبتي له بأنني أريد العمل معه وكانت المفاجأة أنه أبلغني أنه يحضر لعمل مسرحي جديد بعنوان «خيبتنا» وبالفعل استدعاني للعمل معه ونحن الآن في مرحلة البروفات.

 


جمال الفيشاوي