«خارج الزمن» أول عروض «ذاكرة المهرجان التجريبي» بسينما الهناجر

«خارج الزمن» أول عروض «ذاكرة المهرجان التجريبي» بسينما الهناجر

العدد 572 صدر بتاريخ 13أغسطس2018

في سياق احتفال مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بيوبيله الفضي، أقامت إدارة المهرجان أولى ندوات برنامجها «ذاكرة المهرجان التجريبي» بسينما الهناجر بالأوبرا، شهدت الندوة عرض مسرحية «هاملت» إنتاج بريطاني، وتحدثت فيها د. هايدي بيومي. حضر الندوة الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، والمخرج عصام السيد المنسق العام، ود. محمد أمين عبد الصمد المشرف على ملف ذاكرة المهرجان، والنقاد: محمد الروبي، وباسم صادق، وأحمد الحناوي، وخالد رسلان، والكاتب محمد أحمد بهجت رئيس لجنة الإعلام بالمهرجان، وعدد من المسرحيين.
بدأت الندوة بحديث الدكتور سامح مهران الذي أشار إلى أن فكرة التجريب كانت شكلية وليست حقيقية، موضحا أن التجريب كفكرة تعني مساءلة الثوابت والأشكال الساكنة في ثقافتنا أيا كانت، ومن هنا يتخلص الإنسان من خلال فكرة التجريب من الوعي الزائف. أضاف: هذا البرنامج الذي امتد لمدة 25 سنة مضت، نلاحظ أن هناك تقنيات تتراجع إلى الخلف، وأخرى تتقدم إلى الأمام، ففي لحظة من اللحظات كان الجسد هو الذي يتقدم إلى الأمام، وأعتقد أنه آن الأوان ليمتزج من خلال «ما بعد الحداثة» كل العناصر: الجسد، والنص والسينوغرافيا، وكل العناصر المسرحية التي لا بد أن تكون موصولة ببعضها البعض، حتى يترك العمل الفني أثرا لامعا.
كما قال المخرج عصام السيد، منسق عام المهرجان، إنه يأمل في استمرار البرنامج طوال العام من أجل الحفاظ على «ذاكرة المهرجان»، وأن يتم عرض مجموعة من العروض كل فترة، لكن بثلاثة شروط: توفير تسجيل صالح للعرض، مشيرا إلى أنه يوجد تسجيلات عمرها الآن 25 سنة أصبحت هندسيا غير صالحة للمشاهدة، وأن تكون العروض لامعة ومؤثرة، مضيفا: وسواء اختلفنا أو اتفقنا، فإن المهرجان التجريبي أثر في الجميع تأثيرا قويا، حتى في الناس الذين يرفضونه، مؤكدا أن استعادة المهرجان لتلك العروض يعيد تقييم التجريبي، بالإضافة إلى أن عروض برنامج «ذاكرة المهرجان» لها جزء ثانٍ أثناء المهرجان، حيث يتم إعادة تقديم 5 عروض فازت بجوائز كبرى على مدار 25 عاما، منها عرض «الطوق والأسورة»، «خالتي صفية والدير»، «قهوة سادة»، «كلام في سري»، و«مخدة الكحل». وتابع: أما الشرط الثالث فهو إصدار كتاب تذكاري يرصد أحداث 25 سنة من عمر المهرجان، وكل ما تم فيه من عروض وندوات وأحداث.
ووجه الدكتور محمد أمين عبد الصمد، المشرف على ملف برنامج «ذاكرة المهرجان التجريبي»، الشكر للإدارة السابقة التي شاركت على مدار 21 دورة سابقة للمهرجان في تسجيل العروض على (vhs، cd)، والحفاظ على المادة وتجميعها، كما وجه الشكر للإدارة الحالية التي قامت بجهد كبير في المعالجة التقنية للعروض حتى لا تفقد ذاكرة المهرجان وما قدم في الدورات السابقة، منوها باحتفاظ إدارة المهرجان بنسختين للعرض الواحد، بينما يحتفظ المركز القومي للمسرح بنسخة. وأضاف عبد الصمد أن آلية اختيار العروض في البرنامج الأول من «ذاكرة المهرجان التجريبي» ترتكز على فكرة التنوع الثقافي، حتى يمكن أن تمثل العروض مختلف الكتل الثقافية في العالم، مشيرا إلى وجود بعض النصوص المسرحية المنتجة في ثقافة، التي تم تقديمها كعروض مسرحية ممثلة لثقافة أخرى، وهو ما سمح - على حد قوله – بالتعرف على الكيفي التي تم بها التعامل مع العرض المسرحي.
وأكد المشرف على ملف «ذاكرة المهرجان التجريبي» أنه قد تم اختيار عروض البرنامج من دورات متعددة، حتى تتاح الفرصة للجيل الحالي رؤية عروض الدورات السابقة، واستعادة الأجيال التي شاهدت تلك العروض رؤيتها مع تراكم خبرات المشاهدة والجماليات الأخرى، موضحا أن اختيار المتحدثين عن العروض راعى فكرة المجايلة، بحيث يكون المتحدثون من أجيال مختلفة يمثلون رؤى مختلفة، وقد تعمدنا اختيارهم من توجهات التعليم والبحث الفني في مجال المسرح من مختلف الجامعات، وأكاديمية الفنون، لإعطاء رؤى مختلفة في الأعمال المسرحية.
وقالت د. هايدي بيومي إن عرض «خارج الزمن» له أبعاد سياسية، ونفسية، واجتماعية، مشيرة إلى أن العرض يبدأ بالممثلة «زهرة» التي تبلغ من العمر 49 عاما، وقد أصبحت بلا وطن بعدما سافرت وهي تبلغ من العمر 14 عاما، مؤكدة على فكرة الاغتراب وعدم الشعور بالأمان سواء داخل الوطن أو خارجه.
 

 


ياسمين عباس – رنا رأفت