محمد زناتي من «ببا» إلى «باريس» رحلة نجاح «فنان مسرح» احتفل بها محكى الصاوي ببني سويف

محمد زناتي من «ببا» إلى «باريس»   رحلة نجاح «فنان مسرح» احتفل بها محكى الصاوي ببني سويف

العدد 572 صدر بتاريخ 13أغسطس2018

أقام محكى الأديب خالد الصاوي، بالتعاون مع نادي بنى سويف الرياضي، الأربعاء من الأسبوع الماضي حفل تكريم الشاعر والمؤلف والمخرج المسرحي محمد زناتي، ابن مدينة « ببا» العائد – مؤخرا- إلى مصر بعد مشوار مسرحي حافل، ورحلة عمل فنية ناجحة قضاها في فرنسا، أثبت خلالها قدرة الفنان المصري على النجاح والتفوق في أي مكان في العالم إذا ما توفرت له أسباب النجاح وأدواته.
لم يكتف محمد زناتي بممارسة المسرح مع بعض الفرق المسرحية الفرنسية، فقام بتأسيس عدد من الفرق الفنية، ليس في المسرح وحده، إنما في الموسيقى أيضا، حيث أسس في مدينة «بوردو» الفرقة الموسيقية «بومبيكس» ليمزج خلالها ما بين النغم الشرقي والموسيقى الأوربية الحديثة، وضم إليها إلى جانب العناصر الفرنسية عناصر موسيقية مصرية من بينها المغنية والممثلة المسرحية فاطمة محمد علي،  والموسيقي حاتم عزت وغيرهما، كما أسس فرقة مسرحية في مدينة « بايون» أخرج من خلالها عددا من نصوصه المسرحية منها الصندوق الأسود، والمربع، كما شكّل فرقة مسرحية من الأطفال من مختلفي الجنسيات، وقدم بها عرضا من إخراجه وهو «تخريف ثنائي» ليوجين يونسكو، الذي شارك به في مهرجان بانتوميم الدولي في مدينة «أورتيز» كما شاركت الفرقة  في عدد من المهرجانات الدولية وحصلت على جائزة أحسن عرض لعمل من إخراجه وهو «لعبة الحرب» من مهرجان «سان مالو» الدولي في فرنسا، من تأليف فرانسيس مريشال.
شارك محمد زناتي في عدد من المهرجانات الدولية منها مشاركته على هامش مهرجان «أفينيون»، ومشاركته كذلك في مهرجان «اورتيز» في جنوب فرنسا. حصل محمد زناتي  على جائزة أحسن عرض مرتين من  مهرجان «سان مالو» شمال فرنسا، وشارك ممثلا  للمسرح الفرنسي  في إحدى دورات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بعرض « نَفَس»، كذلك شارك في مهرجان اسكندرية السينمائي الدولي بفيلم عن قصيدة له تحمل عنوان» نفس الحرية بكام» إخراج الأمريكية رافاييل عياش.
حضر الاحتفالية التي أقامها محكى الصاوي تحت عنوان «الفن وطن” - بقاعة عباس صفي الدين بنادي بني سويف الرياضي - عدد كبير من مثقفي وأدباء وفناني المسرح  ببني سويف، ومن قيادات التربية والتعليم وأساتذة الجامعة بها، إلى جانب عدد من القيادات الشعبية بالمحافظة، وشهد الحفل لقاء مفتوحا بين المخرج محمد زناتي والجمهور، قدمه الأديب خالد الصاوي، وأدارته شيماء شحاتة إبراهيم.  تخلل اللقاء تقديم مواد فيلمية لمقاطع من أعمال الفنان التي نفذت في الخارج ومنها مسرحياته المربع، والصندوق الأسود، استغماية، تخريف ثنائي، وفيلم نفس الحرية بكام؟، إلى جانب تقديم مقطع من عرض فني قدمه المخرج بإحدى الغابات في فرنسا، ومجموعة من الأغاني لفرقة «بومبيكس» التي أسسها وكتب لها الأغاني، كما قدم زناتي كذلك عددا من قصائده الشعرية.ومن بين الفقرات الفيلمية التي قدمت أيضا مقاطع من فيلم تليفزيوني أنتجته القناة الثانية الألمانية تحدث خلاله الفنان المصري عن تجربته الفنية.
حرص محمد زناتي في إجاباته على أسئلة الحضور على تأكيد انتمائه لثقافته المصرية والعربية وأنه لم يقدم أي تنازلات أو مواءمات تسهل له العمل في فرنسا، إنما قدم نفسه بوصفه  فنانا مصريا و عربيا يعمل في المسرح ويقدم رؤاه الخاصة للإنسان ومشكلاته، دون شعور بالنقص تجاه الثقافة الغربية، مؤكدا أنه تأسس ثقافيا بشكل جيد على يدي أساتذته في كلية الآداب نصر حامد أبو زيد وحسن حنفي وغيرهما، إلى جانب استفادته من دراسة الفن والأدب في معهد النقد الفني بأكاديمية الفنون على يدي أساتذة مثل نهاد صليحة وصلاح قنصوة وغيرهما، وكذلك استفاد  من التجارب  الفنية والمسرحية التي خاضها في مصر قبل السفر والتي احتك خلالها بعدد من القامات الكبيرة في مجال الفن والمسرح مثل ألفريد فرج وسيد حجاب، والمخرج هناء عبد الفتاح وغيرهم.
وقال أيضا أنه لم يواجه عقبات تذكر في فرنسا، حيث تعاملوا معه كشخص موهوب بغض النظر عن جنسيته، فسمحوا له بالعمل وقدموا له التسهيلات المطلوبة، لإيمانهم بالموهبة وحدها، مضيفا أنه شارك بعرض من إخراجه ممثلا للمسرح الفرنسي في مهرجان القاهرة الدولي  للمسرح التجريبي.
أشار زناتي إلى أنه شارك في الكثير من العروض المصرية قبل وأثناء فترة وجوده في فرنسا منها «أوبرا الثلاث بنسات» لبرتولد بريخت، الذي شارك في كتابته الكاتب المسرحي الكبير ألفريد فرج، و كتب أشعاره سيد حجاب وأخرجه محمد أبو الخير، و قدم على الأوبرا المصرية،  كما كتب أشعار عرض «روح” الذي حصل على جائزة المهرجان القومي للمسرح المصري منذ عامين تقريبا وكان من إخراج باسم قناوي عن نص الوردة والتاج للمؤلف الانجليزي جي ب بريستلي.        
كذلك تحدث المخرج محمد زناتي عن ترجمته لكتاب «ما العلمانية» الذي صدر في 2017 ضمن إصدارات المركز القومي للترجمة، للباحثة الفرنسية كاترين كنسلر. مؤكدا أنه أقدم على ترجمته بعد أن لمس حاجة المجتمع لتعريف دقيق وصحيح لمصلح العلمانية، خاصة وأن الترجمات التي قدمت له جعلته مفهوما سيئ السمعة يؤدي إلى نفور المجتمع منه، مؤكدا أن جوهر المصطلح يصب في نهاية المطاف وبعد الكثير من التعقيدات التي تحيط به إلى أهمية إشاعة روح  التسامح بين الجميع
وعن بعض عروضه التي قدمها في فرنسا قال أنه قدم يونسكو للفرنسيين أنفسهم برؤية جديدة، من خلال تقنيات مسرحية تساعد على توصيل رسالته إلى أكبر قدر من الجمهور، مشيرا إلى أن تقديم العرض بفرقة من الأطفال كان بمثابة التحدي الذي أقدم عليه وأثبت به جدارته.   
ومن مشاريعه الجديدة في مصر قال زناتي أنه انتهى من كتابة أوبريت  يقدم قريبا في مسرح العرائس، من إخراج رضا حسنين تدور أحداثه حول فتاة تضل طريقها داخل محطة مصر، وتتعرف على أنماط بشرية مختلفة من الواقع والتراث المصري.
وينتظر زناتي أيضا صدور مجموعة مسرحية له بعنوان» استغماية .. ونصوص أخرى» تضم أربع نصوص قصيرة وهي» براويز، رجل وامرأة، الصندوق الأسود، واستغماية.
 في نهاية الحفل قدم الناقد د. أشرف عطية شهادة تقدير تحمل اسم محكى الأديب خالد الصاوي للفنان المسرحي محمد زناتي، تقديرا له على مجمل عطائه للمسرح في مصر وفرنسا، و بوصفه ابنا لبني سويف استطاع أن ينجح خارج الوطن ويقدم نموذجا يحتذى للفنان المصري والعربي الذي يحترم ثقافته، ويشارك بإيجابية في الحراك الثقافي العالمي، وهو المعنى الذي أكد عليه صاحب المحكى الأديب خالد الصاوي في تقديمه للحفل، كما أعاد التذكير به وتأكيده الناقد د. أشرف عطية في الختام. وختم زناتي الحفل بتوجيه الشكر للحضور، ولمحكى الأديب خالد الصاوي، قائلا: أعتز بهذا التكريم لأنه من أهلي.
 

 


محمود الحلواني