محمد سعد: العدد قليل ويفتقر إلى متخصصين.. وورش الديكور تحتاج إلى ورش التصنيع

محمد سعد: العدد قليل ويفتقر إلى متخصصين.. وورش الديكور تحتاج إلى ورش التصنيع

العدد 571 صدر بتاريخ 6أغسطس2018

اختتمت ورشة الديكور والأزياء والماسكات «نظرة معاصرة» التي قدمها الدكتور محمد سعد، والتي أقيمت على هامش المهرجان القومي للمسرح في دورته الحادية عشرة «دورة محمود دياب»، ضمن الورش المسرحية التي قدمت في مختلف فنون المسرح، ومنها ورشة الارتجال للدكتورة نبيلة حسن، وورشة مسرح ما بعد الدرامي-  امتداد وآفاق لياسر علام، وتوظيف الإضاءة في تشكيل الفراغ المسرحي للدكتور صبحي السيد، التي تستهدف مجموعة من فناني الثقافة الجماهيرية الذين حصلوا على جوائز ومراكز متقدمة خلال ختامي مهرجان الأقاليم ونوادي المسرح للموسم المسرحي 2017/ 2018. استمرت الورشة لمدة ثلاثة أيام.
نظرة تاريخية
بدأت الورشة في يومها الأول بالتعرف على المتدربين واهتمامات كل متدرب والسؤال عن أهم الإشكاليات التي تقابل فناني الثقافة الجماهيرية في تصنيع الديكور والأزياء والماسكات، وكيفية تصنيع الماسكات المسرحية، وكيفية التغلب على فقر الإمكانيات وتطويع الخامات لخدمة العمل المسرحي، هذه التساؤلات التي أثارها الدكتور محمد سعد هي التي وضع خلالها الخطة الرئيسية التي يتم تناولها خلال ثلاثة أيام التدريب المخصصة لهذه الورشة.
وتم عرض مجموعة من التصميمات لمختلف المصممين العالميين والمصممين المصريين، للتعريف على كيفية تطويع الخامات المختلفة لإبراز أفكارهم لتكون متماسة مع فكرة المخرج، وكيف عمل كل مصمم على تطويع وإعادة استخدام الخامات المستخدمة في الديكور، على الرغم من قلة الإمكانيات في بعض النماذج التي تم عرضها، لا سيما وأنه تم عرض بعض نماذج الديكور التي استخدمت من خلال إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.
اليوم الثاني من التدريب
خلال اليوم الثاني، قام باصطحاب المتدربين في جولة بداخل معرض السينوجرافيين المصريين الرابع والمقام بمركز الهناجر للفنون على هامش المهرجان القومي للمسرح. وشملت الجولة شرحا لكل لوحة من اللوحات المعروضة وعددهم 50 لوحة فنية تضم الماكيت الأصلي للديكور والرسم الهندسي المسبق وصور للديكور بعد التصميم وهو على خشبة المسرح، كما تضم أيضا تصميمات للملابس في مرحلة التخطيط والرسم المبدئي وبعد مرحلة التنفيذ.
وشرح الدكتور محمد سعد كيف حول هؤلاء المصمميين الماكيت إلى واقع ملموس مستخدمين مختلف الخامات، كما شملت الجولة التعرف على بعض المعروضات النادرة لأكبر مصممي الديكور ومنهم الدكتور أحمد إبراهيم والمهندس إيميل جرجس، كما ضمت المعروضات أيضا نماذج لبعض مصممي السينوغرافيا والإضاءة المسرحية.
كما شملت الجولة مشاهدة عرضا مسرحيا وتم شرح بعدها قطع الديكور المستخدمة وكيفيه تصنيعها.
تصنيع المساكات
وفي ثالث أيام الورشة بدأ الدكتور محمد سعد بعرض بعض الصور والفيديوهات التي تحتوي على عملية كيفية إعادة تصنيع بعض الخامات مثل البلاستيك وكاوتش السيارات والعلب وزجاجات المياه القديمة وعبوات الشامبو وغيرها، وكيفية قصها وإعادة استخدمها كقطع ديكور أو عملها كماسك عن طريق قصها ولزقها وإعادة تشكيلها بما يخدم النص أو العرض المسرحي. كما شملت أيضا عرض لبعض عارض العرائس العالمية مع شرح مبسط لهذا المعرض ولأفكار الفنانين الذين شاركوا فيه بمعروضاتهم من عروض للعرائس وكيفية تصنيعها.
الشق العملي
شهدت الورشة ولأول مرة أول تجربة عملية من خلال عمل ماسك مسرحي من عجينة الورق التي صنعت من «كراتين البيض، ومادة السيبداك، والغراء الأبيض» وقام المتدربون بالعمل بأيديهم لتصنيع وعمل العجينة بفرم كراتين البيض ووضعها في اناء ثم وضع مادة السيبداك ثم الغراء الأبيض ومزجهم بشكل جيد سويا، ثم وضعها على ماسك قديم حتى ياخد إنحاء الوجه، وقام المتدرب بصنفرة الماسكات وتلوينها وتشكيلها بالشكل الذي يخدم العرض.
وطالب المتدربون بورشة متخصصة في الماسكات، مع شرح عملي يتوفر بها الخامات اللازمة حتى يستطيع كل متدرب عمل الأشكال المختلفة من الماسكات.
ثلاثة أيام غير كافية وافتقار المتدربين للمتخصصيين
الدكتور محمد سعد أشار إلى أن مدة ثلاثة أيام للتدريب غير كافية لتعريف المتدربين على كيفية صناعة الماسكات وهو الأمر الذي يستغرق وقتا طويل مشيرا إلى أنه نظرا لوجود متدربين من خلفيات مسرحية مختلفة غير مصممي الديكور فقد ضمت الورشة مجموعة من الفنانين ذات خلفية واهتمامات أخرى فهناك بعض مصممي الماسكات وبعض الفنيين والمخرجين، ومن هنا جاءت فكرة التوحد حول موضوع يستطيع أن يجمع كل هؤلاء المتدربين حولة، والذي تبلور في فكرة كيفية حل المشكلات التي تقابلهم والتي تمثلت في كيفية عمل أو تقديم أفكار متنوعة وفي نفس الوقت ذات تكلفة مادية مقبولة وكيفية انتقالها من مكان لمكان آخر.
إشكاليات مسرح الثقافة الجماهيرية
وتابع سعد أن أهم إشكالية تقابل المتدربين هي عدم وجود فكرة أساسية ينطلق من خلالها في تصميم أي ديكور أو حل مشكلة فقر وغلاء الخامة، لا سيما مسرح الأقاليم.
وأكد أن فكرة استدعاء فناني الأقاليم لحضور مثل هذه الورش خطوة جيدة وفرصة حقيقية لإثراء موهبتهم ومعرفتهم، منوها بأنه كان ولا بد أن تتسع قاعدة حضور الورش حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الاستفادة من المادة العلمية والتدريب العملي والأفكار التي يتم طرحها، وكان لا بد للمهرجان عدم اقتصارها على فئة أو مجموعة معينة لا سيما وأن الورش المسرحية هي فرصة كبيرة لنقل الخبرات من شتى مجالات المسرح.
وقالت ريهام الكاشف من قصر ثقافة شبين الكوم انها تهتم بالديكور وذلك لأنها مدرسة تربية فنية حصلت على المركز الأول في الديكور عن عرض استوديو لعلاء الكاشف، وانها استطاعت من خلال الورش التعرف على عدة طرق بسيطة وأفكار تمكننا من كيفية استخدام الخامات لتحقيق الأفكار المراد تنفيذها في الديكور.
كما عبرت عن سعادتها بفكرة الورش المسرحية التي تصاحب المهرجان القومي واصفة اياها بالممتازة.
فيما قالت رشا عادل من قصر ثقافة الغردقة مصممة ديكور وماسكات حصلت على مركز أول على مستوى الإقليم أنها استفادت من الأفكار التي تم طرحها بالإضافة إلى الحلول التي يمكن أن نستخدمها في تصنيع الديكور، متمنية أن تستمر هذه الورش التدريبية لا سيما بالنسبة لمنطقة البحر الأحمر والغردقة لافتقارها للعناصر الفنية المدربة تدريبا جيدا.
وتابع المخرج أحمد محمد عبد الباسط رئيس المكتب الفني بقصر ثقافة الغردقة والحائز على جائزة العرض الأول على إقليم الصعيد بمسرحية أرض الاحلام، أنه جاء إلى الورشة لتحصيل القدرة المعرفية بجميع عناصر ومكونات العمل المسرحي من ديكور وملابس وإضاءة واعداد ممثل، مشيرا إلى أن الورش المسرحية تكاد تكون معدومة بإقليم البحر الاحمر وهذه تعتبر أول ورش مسرحية يقدمها مجموعة من أساتذة المسرح، مشيرا أن أغلب فناني الأقاليم يقومون بالعمل المسرحي بفطرتهم وموهبتهم.
يذكر أن الورشة ضمت أكثر من 15 متدربا من مختلف الأقاليم التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة الذين حصلوا على عدة جوائز بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح والأقاليم.

 

 


سمية أحمد