مجدي مرعى يناقش «زيارة إلى مدينة الأحلام» بمركز توثيق أدب الطفل

مجدي مرعى يناقش «زيارة إلى مدينة الأحلام» بمركز توثيق أدب الطفل

العدد 569 صدر بتاريخ 23يوليو2018

قدم الكاتب مجدي مرعي في مجموعته المسرحية «زيارة إلى مدينة الأحلام»5  مسرحيات للأطفال، يجوب عبرها آفاقا مختلفة يبدأها من «زيارة إلى مدينة الأحلام»، حيث المدينة الفاضلة التي ما زالت تداعب خيالات الفلاسفة والشعراء على مدار العصور المختلفة، ويحلمون بوجودها على الأرض، فإن الفلاسفة والشعراء من المثاليين والحالمين لم يطيقوا الانتظار صبرا حتى يرون مدينة الله الفاضلة (الجنة)، بل حلموا بها قبل أن تحدثهم عنها الأديان السماوية التي لم تكن قد نزلت بعد، وحتى بعد نزولها لم يكف البعض منهم عن الحلم بها وتحقيقها على الأرض.
وقال الكاتب مجدي مرعي خلال مناقشة مجموعته المسرحية «زيارة إلى مدينة الأحلام» بمركز توثيق وبحوث آدب الطفل، إن المسرح يضع الأطفال وجها لوجه أمام تجارب جديدة، ويحفزهم إلى التطلع نحو تجارب أخرى، ويوسع من آفاق حياتهم، فضلا عن إجابته على كثير من التساؤلات التي تدور في أذهانهم بطريقة شيقة، وفي صورة فنية واضحة تعتمد على الإيحاءات الخفية التي تتسلل إلى نفوسهم بنعومة.
وأضاف الكاتب مجدي مرعي أن عرض المسرحيات للأطفال، أو مشاركتهم في المسرح بالتمثيل أو غيره، تحفز في داخلهم ما يجعل اهتمامهم بالمسرح في المستقبل أمرا لا شك فيه، حتى لو اقتصر على المشاهدة فقط، فهذا سوف يخلق منهم جمهورا مسرحيا واعيا وناضجا.
كما قال الكاتب مجدي مرعي إن شخصيات «زيارة إلى مدينة الأحلام» التي تنتمي إلى المدينة لا تزيد عن كونها رجل 1، ورجل 2، ومجموعة من عمال المدينة، وفتاة، ذلك دون أن تكون لهم مواصفات خاصة، أو إشارة تشير إلى انتمائهم لعالم خيالي أو كائنات خيالية، مشيرا إلى أنهم بشر مثلنا، استطاعوا تحقيق الحلم في مدينتهم وأن تحقيق هذا الحلم ليس عسيرا.
وتابع: إنها مجرد مسابقة تتم داخل تلك المدينة (مدينة الأحلام) والمتسابقون هم مجموعة من خارجها، تم اختيارهم من واقعنا بكل سلبياته، والمسابقة لا تزيد عن مجرد الالتزام بالقوانين غير المكتوبة والأعراف لتلك المدينة، فرغم كونها غير مكتوبة فإنها أصبحت محفورة داخل الأشخاص أنفسهم، نابعة من داخلهم، وألا يكون التزامنا بالأشياء هو نتيجة أنها قوانين مكتوبة ومن يخالف ذلك يتعرض للعقوبة، وبالتالي يصبح الالتزام بها دافعه هو الخوف من العقوبة.
أما في مسرحية «كوكب آخر»، تطرق الكاتب مجدي مرعي إلى أن يتخلى الإنسان عن أنانيته، ويسخر قدراته واكتشافاته العلمية لخدمة وسعادة البشر، وأن يتخلى عن النزعة التدميرية التي تسيطر عليه، وكذلك عشق الإنسان للسلطة مهما كانت ثقافته أو مكانته العلمية، متابعا: يعد أبطال هذه المسرحية هم مجموعة من صقوة العلماء، يذهبون في سفينة فضائية إلى رحلة استكشافية للبحث عن حياة تشبه حياة الآدميين في أي كوكب آخر غير كوكب الأرض، وإذ تتحطم سفينتهم حين اصطدامها بأحد الكواكب الفضائية، الذين يجدون عليه سكانا سخروا تقدمهم العلمي من أجل سعادة الجميع، دون أن يفكروا في استخدامه للسيطرة على كواكب أخرى.
بينما في مسرحية «رحلة»، قال الكاتب مجدي مرعي إن شخصيات هذه المسرحية هم مجموعة من الحيوانات والطيور، للتعبير عن قيمة الحرية، وتدور المسرحية حول غياب الملك في رحلة صيد، وفي غيبته يلاحظ الفيلسوف «بيدبا» الذي هو وزيره وكبير مستشاريه أن تلك المجموعة من الحيوانات والطيور ضجرة من الحبس، فيقترح على الملكة قرارا بإطلاق سراحهم، وإذ تتخوف الملكة من إصدار هذا القرار في غيبة الملك، ليطمئنها الفيلسوف أنه قرار صائب لأن الاستمرار في تكبيل حريتهم أمر يعرف مدى مغبته، فقد يقومون بثورة يدمرون فيها كل شيء.
وتابع: من هنا ينشأ الصراع بين ممالك الطيور من غربان وبوم، وطائر الكركي، وغيرها، وفي نهاية الصراع يقررون العودة إلى مملكتهم مرة أخرى ليعيشوا في نظام يجمعهم، ويجعلهم قادرين للتصدي لأي اعتداء خارجي على مملكتهم، بعد أن يفهم الجميع أن الحرية لا تعني الفوضى وسيطرة القوي على الضعيف.
وفي مسرحية «استمروا»، قال الكاتب إنه اهتم بالقضايا القومية للوطن العربي، وعلى رأسها قضية الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل خاص، وذلك من خلال مجموعة من الأطفال تقوم بعمل مسرحية على محاكاة الواقع الذي يعيشونه كل يوم، حيث ممارسة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة تجاه شعب أرضه محتلة، لا يملك الدفاع عن نفسه إلا من خلال مجموعة من الحجارة.
واختتم الكاتب مجدي مرعي مجموعته المسرحية بمسرحية «الهدية»، قائلا: تدور المسرحية حول فتاة في غرفة مكتبها وقد غلبها النوم، تحلم وعبر حلمها نتعرف على ما يؤرقها، فهي تلميذة خائبة حصلت في أحد الامتحانات الدورية على واحد من عشرة، وخافت أن تواجه والدها بتلك النتيجة، حتى هداها تفكيرها الطفولي إلى أن تضع صفرا بجوار الواحد فتصبح درجاتها عشرة من عشرة، حتى يدرك والدها الخدعة فيقرر أن يلقنها درسا ويوهمها بأنها تستحق جائزة، وهي صفعة من كف الوالد على وجهها، لتكتشف في النهاية أنه لا حل سوى الاستذكار والتركيز.
 

 


ياسمين عباس