افتتاح مسرح كنسى جديد بمطرانية سمالوط

افتتاح مسرح كنسى جديد بمطرانية سمالوط

العدد 568 صدر بتاريخ 16يوليو2018

قام يوم السبت الماضي الموافق السبت 7 يوليو 2018 نيافة الحبر الجليل الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط بافتتاح مسرح الشهيد فليمون الزمار بعرض « المسيح يصلب في فلسطين « إخراج إميل شوقي حرصا من نيافته على الاهتمام بالشباب والأطفال من خلال الخدمة في التسبيح والكورالات والعروض المسرحية والسينمائية.
سبق العرض افتتاح المسرح بكلمة الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، الأب يوليوس شحاتة  وتكريم كل المشاركين في العرض المسرحي وتسليمهم درع مطرانية سمالوط وهم المخرج إميل شوقي، المخرج وجدي راشد،  
وعقب العرض أقيمت ندوة نقدية تحدث فيها أولاً الفنان جلال هجرسي النقشبندي فقال: تفاجئت أنه ليس عرضًا  طقسيًا دينا  كما  كنت  أظن،  بل عرضًا  مسرحيًا  شديد المصرية والإنسانية عن نص كتبه المؤلف نسيم مجلي عام  1968 تحت  اسم (القضية) وهو محاكمة  شديدة  التفاصيل  والإسهاب  لكافة  المتهمين  بصلب  السيد المسيح عليه السلام، إلا أن العرض التقط برؤية المخرج الخطوط  الدرامية  لهذه المحاكمة واستغل السينما الذى أبدع  صناعتها وإعدادها المخرج وجدي راشد كبديل عن السرد ومكمل للأحداث فى صورة مبهرة على الأجهزة الحديثة لهذا  المسرح الممتاز الجديد فى حالة مسرحية لفرقة مسرحية فى جو احتفالي مرح  يتم  فيه توزيع  المخرج للأدوار أمام الجمهور لمشهد المحاكمة الطويل لقتلة السيد  المسيح عليه السلام فى حالة خرجت عن الإطار التاريخي إلى القضية الإنسانية  الأعم والأشمل وهي قتل وصلب كل مسيح فى الروح الإنساني قتل وصلب  فلسطين  نفسها كوطن وشعب لتخرج القضية عن فلسطين إلى قتل الروح الإنساني النقي  الطاهر بيد قوي الشر والخبث بهدف القضاء على كل قيم الحق والخير والجمال  فى  لوحات أدائية شديدة الحرفية وبساطة الديكور المسرحي التى ترتفع إلى حد الغني  الجمالى باستخدام السينما فى نسيج أصله عنيف وظاهره لطيف كمعادلة أدائية  شديدة الدقة والصعوبة تمثلت في أداء الفنان القدير جميل عزيز(اليهودي  الصهيوني) بين الشر والمراوغة والأكاذيب وادعاء الفضيلة باستخدام العقل والمنطق  الخبيث فى حكمة أداء وخفة ظل وعصارة الخبرات وسنوات الإبداع وكل التحية  له  والفنان اشرف شكرى فى الحيوية وطاقات  الأداء والايقاع  وشادي فى البساطة  والتامل كمتهم  بتنفيذ  القتل.
والمفاجاة الفنية الشابة الموهوبة جدا والمتمكنة بحرفية من أدواتها كممثلة الفنانة الكبيرة (سارة ماجد) التى قامت بدور الإسرائيلية المليئة بالغضب  والكراهية  للعرب  والمسيحيين  فى طاقة  تعبير غنية  بالإيقاع  والحيوية. 
العرض  إضافة  للمسرح  المصري ومسرح  الكنيسة  فى مصر  ليس  معزولا  عن  حركة  المسرح  المصري بل  جزء  من نسيج  المسرح  المصري  كقوى  انسانية  ابداعية  ناعمة  تساهم  في  بناء  الانسان  المصري.
العرض تجاوز قضية صلب السيد المسيح عليه السلام إلى الصراع العربي  الصهيوني والصراع الإنساني الصهيوني، حيث احتلت الصهيونية كل مقاعد الشر  فى العالم الإنساني وأصبحت هى وجه الإرهاب المجرم فى حق الإنسانية، فخرج  العرض من العالم المسيحي إلى العالم  الإنساني  بعيًدا عن  مجرد  الإنتماء  الديني  فليس  الدين  للصراعات  وليس لله  أعداء  سبحانه.
وتناول الناقد السينمائي دكتور ياقوت الديب توظيف السينما في العرض المسرحي ومدى توافقها والأفلام التي اعتمد عليه وبعض التقنيات التي تميز هذه الأفلام كما تناول أيضًا السلبيات التي لولا وجودها لكان العمل أفضل، وتحدث الفنان ماهر سليم الرئيس الأسبق للبيت الفني للمسرح عن الحيلة التي لجأ إليها المخرج للخروج من مأزق تناول قضية بهذا الحجم وهذه الأهمية بشكل كوميدي فلجأ إلى لعبة التمثيل فقدم العرض من خلال فرقة مسرحية تمثل هذه المحاكمة.
أما الفنان ميشيل منير فتناول في كلمته العلاقة بين النص والعرض المسرحي وطرح سؤالاً على الكاتب نسيم مجلي عن مدى رضاءه عن العرض الذي هو من المؤكد به اختلافات عن النص، فأكد المؤلف أنه لم يكن راضيًا في البداية عن تدخل المخرج في النص وتشاجر معه كثيرًا إلى أن شاهد العرض بعد اكتماله ومدى تواصل الجمهور معه.
  شارك في الندوة أيضًا: د.أسامه رؤوف، الفنان جمال أسعد، الكاتبة نور الهدى عبد المنعم، كما شهدت مداخلات من الصالة من أدباء سمالوط.
مسرحية «المسيح يصلب في فلسطين». تاليف نسيم مجلي. وإخراج اميل شوقي. وانتاج كنيسه سمالوط في المنيا.. تحت رعايه الانبا الانبا بفنوتيوس مطران سمالوط، بطولة جميل عزيز وشادي أسعد. وأيمن أمير وناجح نعيم وأشرف شكري ومجدي فوزي ومها صادق والوجه الجديد  سارة سعد، مادة فيلمية وإعداد موسيقي وجدي راشد، سينوغرافيا واخراج اميل شوقي.
 


نور الهدى عبد المنعم