أشرف حسني: «أحوال شخصية»

أشرف حسني: «أحوال شخصية»

العدد 557 صدر بتاريخ 30أبريل2018


 يطرح قضايا المرأة بشكل خاصالمؤلف والمخرج أشرف حسني، قدم الكثير من التجارب المسرحية مؤلفا ومخرجا في مسارح الجامعة، والهواة، والثقافة الجماهيرية. درس الدراما والنقد في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخصص في التأليف والإخراج وله الكثير من النصوص المؤلفة أبرزها “الحلال” الذي أنتجه مسرح الطليعة 2016، كما أن له مشاركات في مسرح القطاع الخاص والفضائيات، وهو أحد أعضاء ورشة كتابة عروض مسرح مصر. كتب مؤخرا فيلما سينمائيا بعنوان “عامل من بنها”. التقينا به للتعرف على تجربته الإخراجية الأخيرة “أحوال شخصية” التي يقدمها على مسرح أوبرا ملك من إنتاج مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح، تأليف ميسرة صلاح الدين، أشعار أيمن النمر وميسرة صلاح الدين، وألحان حازم الكفراوي وبسمة البنداري، غناء بسمة البندري، والعازفون: وليد الفولي، فادي نبيل، إسلام شيتوس، إسلام كامل، مادة فيلمية محمود صلاح حامد، ديكور وأزياء أحمد أسلمان، وساعد في الإخراج شيماء إسماعيل، ومعتز مغاوري، ومنفذ معتز عبد الخالق.

 - بداية، ماذا عن طبيعة تجربتك الأخيرة «أحوال شخصية» وكيف بدأت؟
«أحوال شخصية» هي عبارة عن أربع حكايات قد تنتمي لنوع المسرح النسوي لا سيما موضوعها الذي يطرح بعضا من قضايا المرأة بشكل خاص، من خلال أربع حكايات مختلفة لبنات مصريات تعرضن للقهر، في ظروف متنوعة، وبأشكال وأشخاص مختلفين، فإحداهن تتعرض للقهر من قبل أخيها، وأخرى من قبل زوجها، والثالثة من قبل أبيها، أما الرابعة فنتناول من خلالها تيمة قهر المرأة للمرأة، وهي إضافتي على النص الأصلي الذي كتبه المؤلف ميسرة صلاح الدين، الذي لم يحدد فيه زمانا أو مكانا بعينه لهذه الحكايات، فقمت بتحديد المكان وتركت الزمان محيدا كما هو، فالنص يقترب من مسرح الحكي معتمدا على السرد بشكل أساسي، ويعرض قضاياه بشكل واقعي. التي تتعلق بمجموعة العادات والتقاليد المنتشرة في الصعيد كميراث البنات وغيرها من القضايا التي تمس البنت الصعيدية، والقاهرية أيضا.
 - ما المكان الذي وجدته مناسبا لهذا الطرح؟
رأيت أن تدور الأحداث داخل محل ملابس للإناث، وأن البنات الأربع قد تحولن بفعل هذا القهر إلى «مانيكانات» داخل هذا المحل تبحث عن فرصة للهروب، وكأن المرأة قد تحولت في مجتمعنا إلى مجرد تمثال. حتى وإن بدا لنا ظاهريا أن المرأة قد انتزعت حقوقها في التعبير عن نفسها ورأيها وذاتها، إلا أن الواقع أن هناك الكثير منهن يتعرضن للقهر في مواقف كثيرة تتعلق باختياراتهن وقراراتهن.
 - إلى أي مدى حققت هذه التجربة أثرا وحضورا جماهيريا؟
أرى أن مثل هذه الموضوعات المتخصصة مهمة ونادرة التقديم، ورغم أن هذه التجربة تتعلق بقضايا وحقوق المرأة، فإنني لمست قبولا وإشادة من جمهور الرجال والنساء على حد سواء، وكان ممن حضر العرض وزيرة الثقافة ورئيسة المجلس القومي للمرأة التي أهدت درع المجلس لفريق العمل في سابقة تعد الأولى من نوعها أن يهدى درع المجلس لعرض مسرحي، والكاتبة فاطمة ناعوت التي أشادت بالتجربة وكتبت عن العرض.
 - لماذا اخترت أن تقدم هذا النوع في هذا الوقت؟
لأنني لم أقدم هذا النوع من المسرح النسوي، وشكله المعتمد على الحكي، ورأيت أننا بحاجة ماسة لمناقشة هذه القضايا، فجميعنا يلمس ما تلاقيه المرأة من معاناة في البيت وفي الشارع من معاكسات أو تحرش.
 - ما أبرز التحديات التي واجهتك في هذه التجربة؟
المخرج عادل حسان مدير مسرح الشباب كان مجتهدا في تذليل الكثير من العقبات الإدارية قدر الإمكان، خصوصا ما كان يتعلق منها بالمسرح واستطاع التغلب عليها في فترة وجيزة، لكن تبقى المشكلة الأزلية في مسرح الدولة وهي المتعلقة بالدعاية والتسويق، وإن كان المخرج عادل حسان مجتهدا جدا في ذلك.
 - ما مقترحاتك لحل هذه الأزمة المتعلقة بالدعاية والتسويق لعروض مسرح الدولة؟
ضرورة عمل برتوكولات تعاون بين البيت الفني للمسرح والإذاعة والتلفزيون المصري والقنوات الفضائية التي تحظى بمشاهدات عالية بما يتيح عمل إعلانات عن هذه العروض التي تقدم في الأوبرا وغيرها من مسارح الدولة، في مقابل تخفيض جزء 1% مثلا من الضرائب التي تدفعها هذه القنوات، كذلك فإن الهيئة العامة لقصور الثقافة عليها دور كبير في هذا الجانب التثقيفي والتوعوي، ومن الممكن أن تصنع الدولة من ممثلي فرق الأقاليم نجوما في محافظاتهم بتعليق صورهم وبوسترات العروض في الشوارع وأعلى الكباري وفي الكافيهات والمطاعم، وغيرها من الأماكن العامة. مما سيغير نظرة الناس لهم، بل وقد يدفع بآخرين أن يرسلوا أطفالهم للتدريب وممارسة الفن داخل هذه المواقع.
 - ما رأيك في الحركة المسرحية المصرية بشكل عام ومستوى العروض التي تقدم في مسرح الدولة بشكل خاص؟
الحركة المسرحية في مصر نشطة، فلدينا عروض ومهرجانات كثيرة وجيدة، ومخرجون ومؤلفون جدد، لكن كل هذا الجهد والزخم مدفون دون التسويق الذي أشرت له.. أما ما يقال عن أزمات المسرح، سواء أزمة تأليف أو إخراج وغير ذلك فهو ليس حقيقيا وإنما نتيجة لغياب بقعة الضوء عن المسارح، ويمكن أن تلمس ذلك بنفسك من خلال سؤال عينة عشوائية من الشارع المصري عن مسرح الطليعة أو المسرح القومي أو غيرها من المسارح، ستجد أن الأغلبية لا تعلم شيئا عن هذه المسارح ولا عما تقدمه، أما الحضور الجماهيري الذي نراه في بعض العروض فهو نتاج جهد فريق العمل ومدير المسرح في الدعاية.
 - ما رأيك في تجربة مسرح مصر لا سيما وأنت أحد أعضاء ورشة الكتابة له؟
، مسرح مصر هو مسرح واحد فقط، ورغم ذلك وصلوا للعالم العربي كله، ويقدم عروضا بهدف الضحك والترفيه بعيدا عن الابتذال، واستطاع أن يحقق انتشارا ورواجا وقبولا لدى شرائح مختلفة. وهذا نوع واحد نجح في الوصول للناس، أقول لمن يهاجمون مسرح مصر إن كان لا بد فهاجموا من فشلوا في الوصول للناس بمسرحهم.
ما أبرز العروض المسرحية التي قدمتها والمهرجانات التي شاركت فيها؟
مسرحية “الحلال” التي حصلت بها على جائزة إبداع الشارقة كأفضل مؤلف، ومسرحية “أحدب نيوتردام” لقومية الفيوم التي حصلت على أفضل عرض في المهرجان الختامي لعروض القوميات، وشاركت بها في المهرجان القومي للمسرح، وجائزة أفضل عرض على مستوى الجامعات في مهرجان جامعة الفيوم للعروض القصيرة في دورته الأولى بمسرحية “انت حر” تأليف: لينين الرملي، وقدمت “عفوا إني مؤلف” تأليف: محمد علي، و”أم المصريين” من تأليفي وإخراجي على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن فعاليات المهرجان العربي (زكي طليمات)، وغيرها من العروض والمشاركات.
 - أمنياتك لنفسك وللمسرح المصري؟
أتمنى أن يقوم المسرح بدوره في قيادة الحركة الثقافية وفي حل أزمات الثقافة والتعليم، وقد لمست بنفسي تجاربا شبيهة وحققت نجاحا كبيرا، وأكاد أجزم أن غياب المسرح هو سبب أزمة التعليم التي نعاني منها.

 


عماد علواني