في ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي.. مسرحيون يرصدون السلبيات والإيجابيات

في ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي.. مسرحيون يرصدون السلبيات والإيجابيات

العدد 555 صدر بتاريخ 16أبريل2018

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، التي شارك فيها 24 عرضا مسرحيا منها عشرة عروض بالمسابقة الرسمية، و6 في مسابقة المونودراما، و8 عروض في مسابقة مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة، وتم تكريم بعض الشخصيات الفنية، كما نظمت مسابقة للتأليف المسرحي حملت اسم الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، بالإضافة لإقامة 14 ورشة في مختلف عناصر العرض المسرحي، وعن تأثير المهرجان، وأهم ما ميز هذه الدورة عن الدورات السابقة كان لـ«مسرحنا» هذا اللقاء مع بعض المشاركين من مصر والدول العربية والأجنبية.


د. هشام زين الدين مخرج ومؤلف عرض «تقل قهوة لبنان» قال: المهرجان حدث ثقافي، يستقطب مجموعة من الخبرات والمسرحيين من العالم العربي ومن دول العالم، وأهم ما يميزه أنه يبحث في مسألة اقتحام المسرح لمناطق جديدة بالمعنى المكاني، وهذا الاقتحام ليس سهلا، فالسياحة التي تختصر المشهد في شرم الشيخ تقوم على الترفيه والاستجمام، فيما يقوم المسرح على الثقافة والجماليات والتحليل والاستنتاج، من هنا يبدو لي أن الدمج بين الحالتين ليس بالأمر السهل، لكن المحاولة تستحق العناء، ومن المؤكد أنها ستشكل إضافة للتجربة المسرحية العربية وربما العالمية، وأضاف «زين الدين»: بالنسبة للمهرجان فإن الجهود المبذولة من قبل القائمين عليه جبارة فعلا، فهم يحاولون أن يزرعوا نبتة المسرح في أرض قاحلة مسرحيا وثقافيا، وهذا ما يعرضهم للكثير من الصعوبات والعقبات التي يحاولون تخطيها بأساليب مختلفة من أجل تحقيق الهدف.
أما عن تأثير المهرجانات الدولية فقال: أعتبر أن أي مهرجان أو فعالية ثقافية مسرحية تقام في العالم العربي هي فعل مقاومة للفكر المتطرف والرجعي الذي يعصف بمجتمعاتنا، فسلاح الثقافة والفن هو السلاح الوحيد الذي تبقى لنا بعد أن جربنا كل الأسلحة التقليدية وفشلنا في الخروج من المأزق. وتابع: المهرجان يسير بخطوات واثقة، يتطور ويستفيد من أخطائه ويصححها، وهو بحاجة للدعم من كل المسرحيين لكي يستمر ويكبر، وبالنسبة للمسرح اللبناني ومشاركتي في هذا المهرجان، فهي مفيدة لأننا نتعرف على تجارب مغايرة عربية وعالمية ونعرف الآخر على مسرحنا، كيف نفكر وكيف نعمل في المسرح، نستفيد من خبرات بعضنا البعض، الإيجابية كما السلبية، نفتح أعيننا على الآخر المختلف عنا، فكرا ورؤى وطروحات جمالية ومعالجات درامية. وأخيرا، أتمنى للمهرجان الاستمرار والتطور وللقائمين عليه النجاح في مشروعهم الثقافي المتميز.
نعتمد على الشكل وليس المضمون
فيما قال مهندس الديكور حازم شبل: أعتقد أن أهمية إقامة المهرجان بمدينة شرم الشيخ لتنشيط حالة البلد بشكل عام، فمجرد معرفة أن المهرجان أقيم بنجاح وسلام وحضره الكثير من الشخصيات الشبابية من مصر وخارجها يعطي سمعة دولية جيدة لمصر. أضاف شبل: قد يكون من السلبيات أنه لا يوجد جمهور كثير سوى من المشاركين والضيوف، لكن العروض التي كانت تقدم في الشارع لاقت استحسان وإعجاب الناس في الشارع وتجمع حولها المارة خاصة في منطقة خليج نعمة، وكنت أتمنى أن يكون هناك تركيز أكثر على المخرجين الشباب من حيث عددهم وأن يكون هناك لقاءات مباشرة معهم والجمهور ويتعرف عليهم بشكل أكبر، أيضا هناك بعض الملاحظات التقنية فالمسرح المعروض عليه عبارة عن قاعة أعدت لتصبح مسرحا، فخشبة المسرح كانت منخفضة جدا والمفترض أن تصبح مرتفعة أو أنها على الأرض والجمهور هو الذي يعلوها، كما أن كواليس المسرح ملصق عليها إعلانات للرعاة ولا يجب أن تدخل تلك الملصقات حيز العرض المسرحي، أيضا لمبة الإكزيت كانت منارة بشكل مبالغ فيه أقوى من إضاءة العرض. أما عن الورش والندوات فكان هناك تضارب في المواعيد مما سبب تشتتا بين الحاضرين، وأعتقد أن مازن الغرباوي أدرك ذلك وسيعمل على عدم تكرار ذلك في الدورات القادمة. أما عن العروض فمثل أي مهرجان هناك العروض الجيدة والمتوسطة.
وتابع: بالنسبة لي ولأعضاء مجلس إدارة السينوغرافيين فإنهم وفرو المهرجان المتاح، وكان الأمر مشرفا جدا حيث كانت هناك أماكن للإقامة واللقاءات جيدة للأجانب، والمشكلة الوحيدة كانت في عدد الحضور بسبب تضارب المواعيد، ولكنهم كانوا سعداء، ونتمنى تدارك تلك المشكلة خلال الدورات القادمة لأن الاحتكاك مع الخبرات المختلفة يكون جيدا جدا، وختم: بالتأكيد المهرجان يجعل هناك تبادلا ثقافيا يعطي تقاربا بين الفنانين وآرائهم ويسهل معرفة بعضهم البعض، وبشكل عام فليس هناك تأثير للمهرجانات، وهناك مشكلات لا علاقة لنا بها وهي أن العالم يخاف أن يأتي والفرق الجيدة تطلب أموالا وأن تبلغ قبل موعد المهرجان بوقت طويل، وهذا لا يحدث، أيضا بعض الفرق التي تحضر تكون على معرفة شخصية برؤساء المهرجانات ليدعوهم بالمثل، فليس هناك دعاية في الخارج لاستقطاب الفرق الهامة، نحن في حاجة لإعادة تناول الأفكار حتى تكون فاعلة وملموسة لأننا نعتمد على الشكل وليس المضمون.
وقال المخرج أكرم مصطفى المشارك بعرض «واحده حلوة»: إن المهرجان لم يكن موفقا في اختياره للمكان وتنظيم الفعاليات، كما أنه لم يحصل على الاهتمام الحقيقي حتى من المسرحيين أنفسهم. أما عن تأثير المهرجانات الدولية على الحركة المسرحية، فقال: يفترض أنها تثري الحركة المسرحية وتخلق حركة مسرحية قوية، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، مضيفا: لم تواجهني أية صعوبات نظرا لصغر الديكور، بالإضافة لمهارة مهندس الديكور فادي فوكيه، فقدم العرض بشكل جيد، مشيرا إلى أن هناك مشكلة في العموم وهي أن مكان العرض غير مناسب تماما لأنه عبارة عن قاعة احتفالات، وهو ما يمثل خللا شديدا في فكرة اختيار مدينة شرم الشيخ لإقامة المهرجان حيث لا يوجد بها مسارح كافية من الأساس.
وتابع: للأسف حضرت في اليوم الرابع للمهرجان وشاهدت عددا من العروض ليس بالقليل وأرى أن العروض عددها قليل والمستوى متدنٍ فلم أشاهد عروضا مهمة، وكنت أعتقد أن هناك منافسة حقيقية، وبالنسبة للورش والندوات الأخرى فلم أتابعها ولكن الصورة العامة الواضحة أمامي عدم وجود تنظيم لفعاليات المهرجان سواء العروض أو الورش وكان هناك الكثير من الشكوى. قال أيضا: هناك مدن أهم من شرم الشيخ كان من الممكن إقامة المهرجان بها، فهي مدينة بلاستيكية مصنوعة أكثر من كونها مدينة حقيقية يقطنها الناس، فمعظم العاملين بها يخدمون على السياحة، والمصريون الموجودون يقضون إجازاتهم، وأرى أن هناك مدنا سياحية في جنوب مصر بدءا من المنيا حتى أخر الجنوب وأيضا وسط الدلتا جميعها مدن عظيمة تليق لتكون محطا لمهرجان في أهمية مهرجان شرم الشيخ وكلها مدن حية يقطنها المتلقي أو الجمهور الحقيقي للمسرح.
لا بد من توفير مسارح تصلح للعرض
وأكد المخرج شادي الدالي على أهمية المهرجانات الدولية حيث قال: من الأهمية الكبرى أن يكون لدينا مهرجانات دولية في مصر، فكلما زادت المهرجانات، وكلما كانت غير مركزية في القاهرة، تكون أقوى، وأرى أن مهرجان شرم الشيخ هام جدا، وسيكون أفضل خلال الدورات القادمة، فمازن الغرباوي وإنجي البستاوي ووفاء الحكيم قاموا بعمل عظيم ومجهود فوق الطبيعي، أما عن التنظيم فمعظم المشاركين في المهرجان من الشباب، المنظمين والمشاركين حتى إن المدربين معظمهم من الشباب، وهذا من أجمل ما يحدث، لكن يمكن للتنظيم أن يكون بمستوى أعلى وأعتقد أنه في اتجاهه للتحسن خلال الدورات القادمة، مضيفا: بالنسبة للعروض، أتمنى أن يتوفر للمهرجان مسرح أو مجموعة مسارح حتى وإن جهزت خصيصا للمهرجان، لأن المكان الذي أقيمت فيه العروض المسرحية هذا العام غير مجهز، وقد حاول المشاركون بذل جهدهم بقدر المستطاع، وفي النهاية فالناتج من خلال تلك الخشبة غير المجهزة له التقدير، ولكن أتمنى خلال الدورات القادمة أن يكون هناك مسرح مجهز أكثر وأن تكون العروض المقدمة في الشارع أو الأماكن المفتوحة يتم الاهتمام بها أكثر مما حدث هذه الدورة، لأنها تعمل بإمكانيات بسيطة جدا أو بدون إمكانيات.
وتابع: أما عن الصعوبات التي واجهتني فهي الصعوبات المعتادة التي تواجه أي مدرب في مهرجان، لأن عدد الساعات قليل بالنسبة للمنهج الذي أقوم بتأطيره، وثانيا أماكن الإقامة بعيدة عن أماكن التدريب، وبالتالي يستغرق التجمع وقتا فيصبح الوقت قصيرا، لكن هذا لا يُنقص من قيمة المهرجان وقيمة الورش فهناك ورش قوية جدا غير ورشتي من جميع الدول العربية والأجنبية. وأشار إلى أن مجرد التحام ثقافات مسرحية مختلفة في مهرجان دولي يؤثر على حركة المسرح المصري ولكن ليس بقوة شديدة، لأنه مهرجان واحد للمسرح الشبابي ويقام مرة واحدة كل عام، لذا أتمنى أن يكون هناك تنويعات أخرى فلماذا لا يوجد مهرجان آخر بتيمة أخرى، وأن تكون المشاركات الدولية على شكل أوسع، وأعتقد أن ذلك قابل للتحقيق خلال الدورات القادمة. وختم: المهرجان استقطب التجارب المتنوعة وهناك تغيير جوهري في الشكل والمضمون.
فيما قال الفنان الأردني علي عليان: في البداية أود التأكيد على أن جريدة “مسرحنا” من الجرائد الهامة في الوطن العربي المختصة بشؤون المسرح العربي والمصري، وأسجل شهادة اعتراف بأهمية تلك الجريدة المعنية بشأن المسرحيين على كل المستويات، أما عن مهرجان شرم الشيخ فله خصوصية شديدة جدا لطبيعة المكان الذي يقام عليه، وتكمن تلك الأهمية في كون شرم الشيخ مدينة سياحية، بالإضافة إلى أنها أصبحت على مدار ثلاث دورات متتالية لمهرجان شرم الشيخ الشبابي قبلة للمسرحيين العرب والأجانب، وفي هذه الدورة ألمس التغير الجوهري في الشكل والمضمون حيث أصبح هناك توسع في العروض، هناك عروض داخل العلبة وعروض تفاعلية وعروض مسرح الشارع وعروض مختصة بالمونودراما، وهذا تنوع لإثراء فعل المهرجان على الصعيد التنظيري، وعلى الصعيد العملي من خلال العروض والندوات المصاحبة وإقامة الورش المتخصصة، وأيضا هناك ميزة هامة وهي الورش المسرحية لأن شباب المشاركين يستطيعون الاستفادة من خبرات المدربين في هذه الورش والقادمين من مختلف البلدان العربية والأجنبية مما يثري الخيال والعقل. وأضاف «عليان»: هناك الكثير من المهرجانات المختلفة في مختلف أنحاء العالم تتراوح ما بين الجيدة والمتوسطة والضعيفة جدا، ولكل بلد خصوصيتها في إقامة المهرجانات وليس من حق أشخاص من بلدان أخرى مهاجمة هذه المهرجانات، لأن لكل بلد الخصوصية والحرية في إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية التي ترغب فيها، والحقيقة أنه يمكننا تقسيم المهرجانات لقسمين قسم حكومي بغرض الثقافة، وهناك المهرجانات المستقلة التي أصبحت تضاهي المهرجانات الحكومية في التأسيس والتنظيم واختيار العروض، والاختلاف بينهم يكمن في أن المهرجانات الحكومية كانت تقام وفق التبادل الثقافي بين الدول من خلال وزارات الثقافة للدول العربية والأجنبية، وأصبحت هذه الوزارات تستفيد مؤخرا من برامج المهرجانات المستقلة وكيفية تناول واستخدام هذه العروض، بمعنى أن المهرجان له حريته في آلية الاختيار من خلال الفرق المتقدمة بعيدا عن الرسميات.
مسابقة التأليف المسرحي ستفرز كتابا مميزين
فيما أوضحت الناقدة داليا همام أن فكرة إقامة المهرجان بشرم الشيخ كمدينة سياحية فكرة جيدة جدا، لموقعها، حيث يصنع المهرجان حالة من الترويج السياحي للمدينة، بالإضافة لكونه الأول من نوعه الذي تُقام فعالياته بمدينة شرم الشيخ، والمهرجان من حيث التنظيم جيد خاصة وأنه مهرجان وليد وتلك دورته الثالثة فقط، وبالتأكيد نطمح أن يكون أكثر تنظيما وبالاستمرار والمثابرة سيتطور المهرجان كل دورة عن الأخرى، أما عن العروض والفعاليات فيقدم المهرجان أربع عشرة ورشة مسرحية لجميع عناصر العرض المسرحي يقدمها مجموعة من المدربين من مختلف الدول وهذه إضافة جيدة للمهرجان وتثري العمل المسرحي لما تعطيه من إفادة للشباب المشاركين بأقصى قدر ممكن، وبالتأكيد هي تجربة هامة. وأكدت أن المهرجان يعمل على عدة محاور ضمن فعالياته وهي المسرح المغلق ومسرح الشارع المونودراما وهذا التنوع من شأنه أن يقدم حالة من التغيير والابتكار في فعاليات المهرجان، وأرى أن عروض مسرح الشارع كانت مميزة جدا لأنها استطاعت أن تجعل كثيرا من السائحين يتفاعلون معها، هذا بالإضافة لمسابقة التأليف التي كنت من أعضائها والتي ستفرز كتابا مميزين، ولكن المهرجان في حاجة إلى خشبة مسرح مجهزة للعروض المغلقة.
أما عن تأثير المهرجانات الدولية على الحركة المسرحية، فقالت: هي تصنع حالة من التفاعل الثقافي بين المشاركين والمتابعين وتعرفهم بثقافات بعضهم البعض، فتجعلك على دراية بما يحدث في البلاد الأخرى من نشاطات ثقافية.
الثقافة المصرية غنية جدا
وأبدى الممثل الهندي سانديب سوباركر إعجابه الشديد بالمهرجان حيث قال: أحببت كثيرا هذا المهرجان حيث إنه طاقة شبابية رائعة وكبيرة خاصة مع مشاركة الكثير من الدول وتوافر مستوى عال من الإبداع، وبصفتي عضوًا في لجنة التحكيم، فإن البرامج التي شاهدتها فريدة ومبدعة وجيدة للغاية. وتابع: تلك زيارتي الثانية لمصر حيث كانت الزيارة الأولى في فبراير هذا العام للإسماعيلية لتعلم رقص التنورة المصري الذي أحبه كثيرا حيث مكثت هناك لمدة شهر كامل، وقدمت بناء عليه عرضا مسرحيا في مارس بالهند وهذا العرض يتجول الآن حول العالم وكانت التنورة نقطة تحول بالنسبة لي في المسرح لذلك كان لا بد من تعلمها جيدا، وقد دربني عليها سيد التنورة حسان مورا، وعند الانتهاء من مهرجان شرم الشيخ سأتوجه مرة أخرى للإسماعيلية لتعلم المزيد عن التنورة، أنا عاشق للتنورة والثقافة المصرية فهي غنية وعميقة مثل الثقافة الهندية.
وأضاف سوباركر: يختلف المسرح في أنماطه من بلد لآخر وكعضو لجنة تحكيم فقد حضرت الكثير من المهرجانات وكل له خصوصيته وطريقته وهذا ما يجعلها خاصة جدا، أما في بلادي فهو مزيج من الرقص الهندي الكلاسيكي والفولكلوري الدولي والدراما والتعبير الدرامي، وأقول بكل تواضع إن المسرح في الهند جيد جدا، لكن ما نفتقر إليه هو عروض برودواي حيث إنها قليلة جدا لدينا. تابع: وأخيرا، أتمنى أن تستخدم اللغة الإنجليزية في المهرجان حيث إن العروض المصرية تقدم باللغة الرسمية للبلد، بالإضافة للندوات والمؤتمرات والخطابات والمحادثات، وسيكون من الجيد إذا استخدمت الإنجليزية، فأنا لا أعرف العربية مما يصعب مسألة التواصل، ولكنني أحاول معرفتها أثناء وجودي هنا.
تجمع شبابي حماسي رائع
ديما عواد ممثلة بالعرض الفلسطيني “نساء تحت الاحتلال”، أشارت إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تشارك فيها فلسطين بعرض مسرحي بمهرجان شرم الشيخ، وأيضا الزيارة الأولى لمصر. أضافت: المهرجان رائع وفكرته جيدة، حيث إنها تجمع شبابي دولي يملؤه الحماس وتبادل للثقافات المختلفة، وأرى أن إقامة المهرجان في مدينة سياحية كشرم الشيخ فكرة جديدة وجيدة بالنسبة لعالم الثقافة والمسرح، والمسابقة تنافسية وحماسية كثيرا. وأضافت عواد: أما عن العروض والفعاليات فجميع العروض جيدة وقوية، وفي ما يتعلق بالتنظيم فكل شيء رتب جيدا والبرنامج كان منظما كثيرا، والورش لها تأثير كبير حيث تتبادل فيها الثقافات، واعتبرها تجربة جديدة للمشاركين بها حتى وإن لم تكن ضمن المهرجان، فمن الضروري إقامة الورش بشكل دائم. وعن المسرح قالت: كان مناسبا بالنسبة لعرضنا لأننا تدربنا وأقمنا الكثير من البروفات عليه، وانتبهنا لكل شيء، والإضاءة والصوت كانا جيدين.
وأخيرا، قالت الفنانة مروة عيد التي شاركت في فعاليات المهرجان بعرض “واحدة حلوة”: إن إقامة المهرجان بمدينة سياحية كشرم الشيخ شيء جيد لأنه يستقطب مجموعة كبيرة من الدول العربية والأجنبية، حتى إن لجان التحكيم نفسها تضم مجموعة من مختلف الدول، وبالتأكيد كممثلين وكمشاركين في المهرجان يسعدنا أن يقام في بلدنا مهرجان دولي من الشباب وللشباب حتى إن مدير المهرجان نفسه من الشباب. أما عن العروض والفعاليات فجاءت العروض مختلفة وشاهدت أفكارا جديدة، بالإضافة للاطلاع على ثقافات مختلفة وجديدة والتعرف على أناس جدد، أيضا إقامة الورش في المهرجانات من النادر حدوثها حيث ذهبت من قبل إلى المغرب ولم أشاهد إقامة ورش في شتى عناصر العرض المسرحي، وهي تثري النشاط المسرحي وتفيد المشاركين.
وأضافت: أما عن الصعوبات التي واجهتني في مشاركتي، فهي مكان العرض حيث عرضنا بقاعة في فندق، لذا عليهم مراعاة أماكن العرض وتوفير مكان مخصص للمهرجان يصلح لجميع العروض، لأن الجميع واجه مشكلة بسبب ذلك وشخصيا كنت أحاول «لملمة» طاقتي. وتابعت: هناك تأثير للمهرجانات الدولية على حركة المسرح سواء المصري أو العربي، فمن الجيد أن يكون هناك لقاء واندماج وتواصل بيننا، وأن نتعرف على المهرجانات الأخرى سواء العربية أو الأوروبية، بالإضافة لأهمية التعارف على أساتذة الفنون المسرحية في الدول المختلفة، وقد لمسنا ذلك خلال تلك الدورة حيث شاهدنا أشياء كثيرة مختلقة من إضاءات وحركة أو تكتيك أو فكر بالتأكيد أثرت فينا مما يجعلني أضيف وأطور نفسي.

 


روفيدة خليفة