أقيم الأسبوع الماضي حفل ختام النشاط السنوي لمشروع مسرح الجرن في مدرسة كوم بوها بمحافظة أسيوط، الذي أقيم بقصر ثقافة منفلوط التابع لفرع ثقافة أسيوط، نظرا للإصلاحات التي تجرى بالمدرسة. وشهد الحفل تقديم عدد من الأنشطة الفنية التي تدرب عليها طلبة المرحلة الإعدادية طوال العام، على يدي مشرفي المدرسة ومدربين تابعين للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفق البروتوكول المبرم ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة، في إطار تنمية الوعي والمهارات الثقافية لطلبة الإعدادية في القرى الأكثر احتياجا للخدمة الثقافية، وقد شهد المشرفون على المشروع وعدد من المدربين العاملين فيه في الحفل الختامي حصاد ما أنجزه المشروع مع طلبة المدرسة، في الأنشطة والمجالات المختلفة وهي المسرح والشعر والفن التشكيلي وصناعة وتحريك العرائس وجمع الألعاب الشعبية وحكايات القرية. المشروع ينفذ للمرة الثالثة على التوالي بإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة الدكتورة فوزية أبو النجا، وتعد هذه هي المرحلة الثالثة للمشروع التي تجرى في المدرسة. يجري نظام العمل في المشروع وفق الخطة الثقافية الموضوعة من قبل القائمين على المشروع خلال يومين دراسيين أسبوعيا هما الأربعاء والخميس، حيث يتفرغ المتدربون من الطلبة لمدة ساعة يتدربون فيها على الأنشطة الثقافية المختلفة.بدأ برنامج الحفل بتفقد منتجات معرض الفن التشكيلي الذي أشرفت عليه الدكتورة صفاء كامل، والذي شارك فيه عدد من الطلبة والطالبات بعمل المفروشات والإكسسوارات باستخدام خامات البيئة، إضافة إلى اللوحات الفنية التي استخدموا فيها ورق الكرتون والقوم والخيوط، كما استخدموا الزجاجات البلاستيك بطريقة فنية، كما تفقدوا معرض العرائس الذي أشرف عليه الأخصائي فتحي مرزوق، الذي شارك فيه 15 طالبة في تصنيع وتحريك العرائس، وضم المعرض أنواعا مختلفة من العرائس، صنعتها الطالبات من خامات البيئة. كما شاهد المتابعون عرضا للألعاب الشعبية، أشرف عليه الأخصائي محمد جابر، وضم مجموعة من الألعاب التي يستهدف المشروع استعادتها والمحافظة عليها التي تشجع على روح التعاون وتعمل على اكتشاف وتنمية مواهب التلامذة من البنين والبنات، كما قدم الطلبة أيضا عرضا مسرحيا يعالج مشكلات البيئة المحيطة بعنوان «حلم تيار»، صاغه الكاتب المسرحي حسام الدين عبد العزيز، وأخرجه شعبان كامل بمساعدة هاني محمد أحمد، وقال حسام عبد العزيز إنه كان حريصا على إشراك الطلبة في اختيار المشكلة التي يعالجها العرض، وطرح أفكارهم حول الشخصيات والمساهمة باقتراح الحوار، لكنه في النهاية يقوم بصياغة الموضوع دراميا، وقد عالج العرض مشكلة انقطاع الكهرباء والماء عن القرية.الشاعر أحمد عبد الحميد المشرف على النشاط الشعري بالمدرسة قدم عددا كبيرا من المواهب الشعرية الصغيرة، التي تدربت على يديه، منهم: إسلام، فارس حسان، محمد سيد، وعبده حفظي.كما قدمت دعاء عبد المالك أخصائية النشاط بمدرسة كوم بوها، عددا من الطالبات اللاتي استطعن جمع وحفظ مجموعة من حكايات القرية، ومنهن: هناء حسن، وأمل شمس، وقدمت الطالبتان حنان وسعاد «حكاية عمّار» بصورة تمثيلية.واختتمت الاحتفالية بعرض عرائسي بعنوان «التعاون»، وهو نتاج عمل مشترك بين نشاط العرائس وحكايات القرية، إخراج فتحي مرزوق وديكور هاني محمد أحمد تأليف دعاء عبد المالك.أحمد حلمي مدير قصر ثقافة منفلوط قال إن القصر يسره استقبال الحفل نظرا لوجود إصلاحات بالمدرسة، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف إحداث تنمية ثقافية بالقرية، والكشف عن إبداع المكان، وتجفيف منابع الإرهاب، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشيدا بدور سوسن أبو زيد مديرة مدرسة كوم بوها لتعاونها المثمر والدائم في المشروع.وعبَّر ضياء مكاوي مدير عام فرع ثقافة أسيوط بمشروع مسرح الجرن، عن إعجابة الشديد بمعارض الفنون التشكيلية والعرائس، وقرر مكاوي استقبال معرض الفنون التشكيلية في قصر ثقافة أسيوط، للمشاركة في المعرض الذي يقام في أبريل القادم.وتمنى المخرج المسرحي أسامة عبد الرءوف المشرف الفني للمشروع بإقليم وسط الصعيد الثقافي، استمرارية مشروع مسرح الجرن وإضافة نشاط الغناء الشعبي إلى جملة أنشطته العام القادم، مشيرا إلى أنه يتم اختيار 3 قرى من كل إقليم، للمشاركة في المشروع، بالإضافة إلى المناطق الحدودية، مثل سيوة وحلايب وشلاتين، وأن المشروع يعمل على التوسع الأفقي لإحداث التنمية الثقافية الشاملة، مؤكدا أن المشروع أنتج عددا من المواهب الفنية، وأنه أنتج معرضا للآلات الزراعية غرب قنا صنعه الأطفال بأنفسهم، مضيفا أنه قدم 5 تجارب مسرحية ضمن المشروع موضحا أن ما يتم جمعه من حكايات القرية يذهب إلى أطلس الفلكلور ليكون مادة خام يستخدمها الكتاب والمؤلفون.قال عبد الرءوف إن مشروع مسرح الجرن هو فكرة المخرج أحمد إسماعيل المشرف الفني العام على المشروع، الذي استهدف من خلاله وصول الثقافة إلى القرى الأكثر فقرا، والأكثر احتياجا للتنمية الثقافية، لزيادة الوعي والعمل على تجفيف منابع الإرهاب.ووجه أسامة عبد الرءوف الشكر للدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتورة فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، وضياء مكاوي مدير عام الثقافة بأسيوط، والدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وحمدي سعيد مدير عام ثقافة القرية، والمخرج أحمد إسماعيل المشرف الفني العام على المشروع، وكل من ساهم في إقامة وإنجاح المشروع من طلاب وطالبات ومعلمين وأخصائيين ثقافيين. يذكر أن المشروع هو ثمرة عمل بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة التربية والتعليم.شهد الحفل ضياء مكاوي مدير عام فرع ثقافة أسيوط، بحضور لجنة تقييم المشروع بالهيئة العامة لقصور الثقافة: الفنان أحمد الجنايني، المخرج حمدي حسين، الفنان عمرو محمد، يرافقهم من الإعلاميين محمود الحلواني وحسن الحلوجي والمصور أحمد دردير.ويعد «مسرح الجرن» أحد أبرز المشروعات الثقافية الرائدة التي تستهدف إحداث تنمية ثقافية في المجتمع المصري، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجا للخدمة الثقافة.